شاشة الناقد

الفيلم السعودي المتنافس «نوره» (مهرجان البحر الأحمر)
الفيلم السعودي المتنافس «نوره» (مهرجان البحر الأحمر)
TT

شاشة الناقد

الفيلم السعودي المتنافس «نوره» (مهرجان البحر الأحمر)
الفيلم السعودي المتنافس «نوره» (مهرجان البحر الأحمر)

فيلمان يربط بينهما إسناد البطولة إلى أستاذ مدرسة... في «نورة» هو مدرّس أطفال همّه الوحيد التعليم وتوسيع المدارك... في «الأستاذ» هو شخصية متشابكة في عالم معقد

نوره ★★★★

إخراج: توفيق الزايدي | المملكة العربية السعودية | 2023

الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج السعودي توفيق الزايدي يبدو كما لو كان نتاج حرص شديد على إصابة أكثر من هدف واحد. في المقدّمة هو لمنح المشاهدين دراما اجتماعية تدور في رحى زمن قريب مضى. من ناحية ثانية هو تجسيد لرغبة المخرج في إنجاز الفيلم الذي سيأخذه إلى نجاحات محلية وعالمية معاً. في ناحية ثالثة، هناك الطموح لكي ينجز الفيلم بأسلوب خاص به.

ينجز المخرج هذه الأهداف على نحوٍ شبه متساوٍ؛ يمنح الفيلم مشاهديه شريحة مِن وضع مضى كان الفن فيه محرّماً أو فعلاً يمارسه أشخاص لا يمكن الوثوق بهم. هذا من خلال حكاية تستأثر بالاهتمام ذات بطولة مزدوجة. من ناحية هناك الفتاة نورة (ماريا بحراوي) التي تريد ترك القرية الصحراوية حيث تعيش، والهجرة إلى المدينة حيث يعيش جدها. من ناحية أخرى، هناك المعلّم نادر (يعقوب الفرحان) الذي ترسله الحكومة للتدريس في تلك القرية.

التمهيد سريع، والمخرج ليس لديه وقت يصرفه على التمهيدات. الكاميرا تحكي كل شيء في البداية كاشفة عن البيئة الصعبة والتقاليد القائمة في إطار عام 1992، كما يذكر الفيلم في مطلعه. يبدأ الأستاذ بتعليم الأولاد الصغار الأبجدية والكتابة والتفكير معاً؛ هو أوعى من أن يلتزم بالحروف وحدها عادّاً أن المطلوب هو توسيع المدارك العامّة من دون الخروج عن المتاح من التقاليد. على ذلك، يرتكب ما يعدّه آخرون فعلاً غير مقبول: تعليم الرسم.

نورة، بدورها، التي كانت مُولَعة بالمجلات الفنية ترغب في أن يرسمها... مهمة لها عواقبها إذا ما عرف أهل القرية بذلك، وهو ما يحدث بالفعل.

المهمّة التي يتصدى الزايدي لها صعبة؛ يرغب في الحديث عن الحاجة للتطوّر من دون أن ينتقد التراث والتقاليد، وهو يحقق ذلك عبر سيناريو وطريقة سرد تضع كل الاحتمالات على الطاولة، عندما يبدأ المشاهد بالتساؤل عما إذا كان الأمر سيتجاوز علاقة حذرة وبعيدة عن التفاعل العاطفي بين الشخصين، وإذا ما كان الوضع سينفجر على نحو عنيف. لكن الزايدي أكثر احتراماً لقوانين تلك البيئة بحيث يصِمُها بما يتجاوز مجرد رفضها لمواصلة الأستاذ عمله وترحيله من المكان.

يحتاج المخرج لضمان قدر من التنويع بصرياً. الكاميرا تحترم النبرة الهادئة للفيلم والمعالجة المتأنّية لما يسرده، لكنها تلتزم بمسافات وأحجام لا تتغيّر كثيراً معتمدة على قرارات ثابتة حول أين ستكون الكاميرا وأين سيقف الممثل (أو الممثلون) قربها أو بعيداً عنها. عدا ذلك، كان يمكن للسيناريو الاستفادة أكثر من بعض الشخصيات التي بقيت بعيدة عن الصورة، على الرغم مما كانت تستطيع أن تستفيد الدراما بحضورها. إلى ذلك، رسم خطين متوازيين من البطولة ينزع قليلاً من حقيقة أن المعنية، حسب العنوان، هي نورة وليست الأستاذ نادر. بكلمات أخرى، كان يمكن لشخصية أحدهما أن تدلف إلى الأخرى عوض أن تصاحبها على نحو متوازٍ لحين لقائهما في النصف الثاني من الفيلم.

هذه ملاحظات لا تترك أي شوائب فعلية بالنسبة للجمهور، والفيلم بنفسه تعبير عن موهبة تولَد ناضجة بلا ريب.

• عروض مهرجان البحر الأحمر.

الأستاذ ★★★★

إخراج: فرح النابلسي | بريطانيا | 2023

في نهاية هذا الفيلم، نسمع مذيعة تلفزيونية تتحدّث عن ضحايا فلسطينيين إثر غارات الجيش الإسرائيلي. هذا الفيلم أُنجز كاملاً قبل الحرب الحالية، لكن ما تفيد به النهاية هو حقيقة أن قصف غزة، بالطائرات أو سواها، لم يتوقف عملياً منذ سنين يصعب حصرها.

الفيلم الفلسطيني «الأستاذ» (مهرجان البحر الأحمر)

هذا ليس الأمر الوحيد الذي يربط الفيلم بالحاضر. الحكاية بأسرها تفعل ذلك بيُسر وإقناع. المخرجة فرح النابلسي التي قدمت سابقاً فيلماً ساحراً قصيراً بعنوان «الهدية» (عن أبٍ اشترى ثلاجة من الجانب الإسرائيلي يريد العودة بها إلى الجانب الفلسطيني، لكن جنود الحاجز يمنعونه ويعنّفونه أمام ابنته الصغيرة) تعرف كيف تخطو خطواتها المحسوبة حيال مسألة شائكة: لا تريد تمييع القضية المطروحة في الفيلم، ولا تريد أن تخسر شروط التعامل مع المُشاهد الغربي فترميه بخطابات أحادية. في هذا الصدد، تنجز المخرجة فيلماً واعياً ومدروساً كتابةً وتنفيذاً.

هو (صالح بكري) أستاذ في مدرسة. من تلامذته شقيقان لديهما والعائلة حقل من الزيتون. ذات يوم يُهدم منزل تلك العائلة بقرار من المحكمة (لا داعيَ للفيلم أن يدخل في تفاصيل السبب؛ فهو مجرد تبرير للهدم) ما يؤدي إلى هجرتها لمأوى آخر. بعد أيام قليلة يهرع الشقيق الأكبر صوب الحقل بعدما شاهد مستوطنين يهوداً يحرقون شجر الزيتون. المشاجرة سريعة وقاتلة يسقط بعدها الشقيق قتيلاً برصاص أحدهم.

في خط موازٍ هناك مندوبة للأمم المتحدة (إيموجين بوتس) تتعرّف عن كثب عما يدور وتحضر المحاكمة التي تطلق سراح القاتل «لعدم توفر الأدلة»، القرار الذي يبني عليه الشقيق الأصغر قراره الخاص: سينتقم لأخيه من المستوطن ذات يوم. يجد الأستاذ نفسه في حالة حرجة عندما تزوره مجموعة ومعها جندي كانت قد خطفته لتتركه عنده. تطالب بإطلاق سراح رهائن (سبب آخر للتفكير بالوضع الحالي) مقابل إطلاق سراح الجندي المختطَف.

في هذا الوقت نتعرّف على والدي الجندي، وتمنحهما المخرجة فرصة التعبير عن أن الخسارة واحدة؛ فهما، في نهاية المطاف، والدا الجندي. حالة أخرى تتطوّر في سياق هذا السرد، هي العلاقة بين الأستاذ والمندوبة؛ إذ تتحوّل لعاطفة يحتاج إليها كل من الآخر.

على وفرة هذه الخطوط، لا يوجد أي تشابك أو ضعف في سرد الحكاية والاعتناء بكل هذه الجوانب. تتقن المخرجة معالجة الموضوع المطروح رغم مناطق قليلة يخشى فيها الناقد أن تتم التضحية بأبعاد الفيلم ومفاداته لصالح بعض المفارقات. لكن فرح النابلسي تدرك أيضاً هذه المحاذير.

ما لا تنجح به مسألة واحدة شائكة: صالح بكري ممثل جيد في صمته وفي حضوره، لكن لديه مشكلة حين يتحدّث بالإنجليزية. لا أقصد أنه يرتكب أخطاء لغوية أو قواعدية، لكنه يفتقد الإلقاء الطبيعي الذي يمارسه في العربية. هو مدرّس لغة إنجليزية، بالتالي قاموسه من المفردات يجب أن يكون أوسع كذلك في تلقائية الحديث بتلك اللغة عوض أن يبدو كما لو كان يتذكر ما سيقول أو يقرأه.

• عروض مهرجان البحر الأحمر

أم كل الأكاذيب ★★★

إخراج: أسماء المدير | المغرب | 2023

ما زال السؤال عن قيمة فيلم تسجيلي يدور حول المخرجة أو حول أحد أفراد عائلتها أو حول كل أفراد العائلة، موضع تساؤل حاد عند هذا الناقد.

في حين لم يحقق جهابذة الإخراج أفلاماً تسجيلية عن حياة كل منهم، نجد أن الأعوام العشرين الأخيرة حفلت بأشرطة تجمع ما بين الذكريات والصور والتعليقات والمقابلات التي تدور حول ما لدى المخرج قوله في هذا الشأن. هل هو قول مهم؟ إذا كان مهمّاً للمخرج؛ فهل لا بد أن يكون مهمّاً للمُشاهد؟

فيلم أسماء المدير «أم كل الأكاذيب» (مهرجان البحر الأحمر)

يندرج فيلم أسماء المدير «أم كل الأكاذيب» تحت هذا النطاق، علماً بأنه ليس فيلماً رديئاً، بل على العكس مشغول بحذق وذكاء. المشكلة ربما في «الثيمة».

تنطلق المخرجة من التساؤل حول السبب الذي من أجله لا توجد لها إلا صورة واحدة في منزل العائلة، وتصل إلى نتيجة أن الصور كانت محرّمة بأمر من جدتها المتشددة التي كانت تستطيب إهانة ابنتها وحفيدتها أسماء.

هنا تعود أسماء إلى جدتها طالبة إيضاحات. الجدة ليس لديها كثير لتقوله. لكن أسماء تصر، وإصرارها يقود الفيلم إلى ردح نفسي وذهني بين عقليّتين متناقضتين؛ لا الجدة ستغادر موقعها ولا الحفيدة ستسمح لنفسها بالانضواء تحت سطوة جدتها.

هذا ما يعيدنا إلى السؤال الأول: لماذا؟

هناك، من الناحية الفنية، جهد في مكانه الصحيح تبذله المخرجة للجمع بين عناصر كان يمكن لها أن تتشتت: رسوم وصور وتعليقات وتسجيل حوارات ساخنة بين الجدة وابنتها والمقابلات نفسها. بالإضافة إلى التصوير الداخلي لوجه سيّدة تعكس عيناها إصراراً كبيراً، ولا يزال لسانها لاذعاً. هناك اشتغال على المحيط الاجتماعي بقدر ما يتسنى لفيلم. في كليّته، صُنع فوق مستوى معظم ما حُقّق من أفلام شبيهة.

• عروض مهرجان البحر الأحمر

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز


مقالات ذات صلة

«سيد الخواتم» يدخل عالم الرسوم المتحركة اليابانية

يوميات الشرق معالجة «سيد الخواتم» على طريقة الأنيمي اليابانية

«سيد الخواتم» يدخل عالم الرسوم المتحركة اليابانية

إذا كنت تودُّ معرفة من هو ملك وادي «هيلمز ديب»، فأنت في المكان المناسب.

سارة بار (نيويورك)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

مصر: أفلام «الأوف سيزون» تغادر دور العرض لـ«ضعف الإيرادات»

شهدت عدة أفلام مصرية، تصنف ضمن العرض خلال «الأوف سيزون»، تراجع إيراداتها مما أدى إلى رفعها من دور العرض السينمائي في مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق بشير الديك مع أحمد زكي وحسين فهمي (حسابه على فيسبوك)

تفاقم الحالة الصحية للسيناريست المصري بشير الديك

أثارت دينا ابنة السينارسيت المصري المعروف بشير الديك حالة واسعة من القلق والجدل في الساعات الأخيرة بشأن صحة والدها.

رشا أحمد (القاهرة )
سينما «إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبل يومين قائمتها القصيرة لترشيحات «أوسكار» أفضل فيلم روائي ناقلةً البهجة والأمل لبعض المخرجين والخيبة لبعضهم الآخر.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز - كاليفورنيا)
يوميات الشرق سينما «متروبوليس» الجديدة في منطقة مار مخايل (متروبوليس)

سينما «متروبوليس» في حلّة جديدة من منطقة مار مخايل

قبل أيام قليلة أُعلن عن إعادة افتتاح سينما «متروبوليس» في حلّة جديدة... وإدارتها قرّرت إعادة إحيائها في مكان مختلف يقع في شارع مار مخايل.

فيفيان حداد (بيروت)

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
TT

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)

أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبل يومين قائمتها القصيرة لترشيحات «أوسكار» أفضل فيلم روائي ناقلةً البهجة والأمل لبعض المخرجين والخيبة لبعضهم الآخر.

من المتفائلين خيراً، المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي كان تقدّم بفيلمٍ من إنتاجه بعنوان «من المسافة صفر»، وهو مشروع توثيقي سينمائي يضم 22 فيلماً قصيراً من إخراج عددٍ كبير من المواهب الفلسطينية الجديدة، جمعها مشهراوي في فيلم طويل واحد يدور حول معاناة أهل غزّة خلال الأشهر الأولى من الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع.

بعض الأفلام الأخرى في قائمة يوم الأربعاء الماضي، كانت متوقعة مثل: «أنا ما زلت هنا» (البرازيل)، و«الفتاة ذات الإبرة» (الدنمارك)، و«إيميليا بيريز» (فرنسا)، و«بذرة التين المقدّسة» (ألمانيا للمخرج الإيراني اللاجئ محمد رسولاف)، و«سانتوش» (بريطانيا).

«نوكس يغادر» (بروكستريت بيكتشرز)

من التقليدي أيضاً اختلاف قائمة «الأوسكار» ليس فقط عمّا يفضّله الجمهور عادة، (قائمة «توب تِن» للعام الحالي يتقدمها فيلم «Inside Out 2» الذي جمع ملياراً و689 مليوناً و641 ألف دولارٍ)، بل عن اختيار غالبية النقاد أيضاً. اختلافٌ يكبر ويصغر حسب اختيارات الفريقين (الأكاديمية والنقاد) للأفلام.

من الطبيعي أيضاً اختلاف قوائم النقاد فيما بينهم، ولو أن غالبية الأفلام المُنتقاة غرباً تتشابه في إجماعٍ لا يستثني الجانب الترفيهي. فمنذ سنوات بات معتاداً قراءة آيات الإعجاب بأفلام تَسُرّ الجمهور، على الرغم من تواضعها الفني. أما بالنسبة للنقاد العرب فيتوقف ذلك على قُدرة كلٍّ منهم على حضور ما يكفي من المهرجانات ليتمتع بالكم الكافي لتكوين قائمته.

قائمة هذا الناقد لأفضل الأفلام العربية وأفضل تلك الأجنبية التالية هي من بين 247 فيلماً روائياً وتسجيلياً/ وثائقياً طويلاً شاهدها ما بين مطلع السنة وحتى كتابة هذا الموضوع قبل أسبوعين من نهاية العام. وهي مبنيّةٌ على تقييمٍ فني في الدرجة الأولى وقبل أي عنصر آخر، منها الموضوع أو مصدر الإنتاج.

العنوان (أبجدياً) متبوعاً باسم المخرج والبلد، ومن ثَمّ نبذةٌ مختصرة عن سبب اختياره.

«صف ثانِ» (نَن فيلمز)

* أفضل الأفلام الناطقة بالعربية •

1- «إلى أرض مجهولة» | مهدي فليفل (بريطانيا، اليونان، السعودية)

مُهاجران عربيان في اليونان يعيشان وضعاً صعباً وحُلماً بهجرة أخرى لن يتحقق.

2- «أما بعد» | مها الحاج (فلسطين)

حياة زوجين فلسطينيين وديعة وجميلة إلى أن تكشف المخرجة عن مفاجأة أحاطتها بعناية.

3- «المرجة الزرقاء» | داوود ولاد سيّد (المغرب)

ينطلق من فكرة رائعة ويزداد إجادة عن صبي يعشق التّصوير، وهو أعمى في رحلة صوب مرجة يصوّرها ولا يراها.

4- «ثالث» | كريم قاسم (لبنان)

في قرية لبنانية نائية شخصيات تعيش حاضراً مشتّتاً يُهيمن عليه واقعُ العوز والعزلة.

5- «ثقوب» | عبد الله الضبعان (السعودية)

دراما عائلية تُتابع خلافاً بين شقيقين وتتميّز بمعالجةٍ فنية مختلفة تعبّر عن موهبة تَنشُد التميّز.

6- «سلمى» | جود سعيد (سوريا)

أفضل أفلام المخرج في السنوات الأخيرة. جميلٌ وواقعيٌ في تناوله حياةً قروية ناقدة للوضع المجتمعي.

7- «في حدا عايش؟»| عمر العماوي (فلسطين)

فيلم قصير مبهر عن أبٍ تحت الرّكام يُنادي ابنه المدفون بدوره. الجو مطبق والفيلم له دلالاته.

8- «مندوف» | كريم قاسم (لبنان)

فيلم آخر للمخرج نفسه يقصّ فيه حكاية أخرى عن شخصيات معزولة يُعايش متاعبها بدقّة وإيقاعِ حياةٍ واقعي.

«إنسايد آوت 2» (ديزني)

* أفضل 10 أفلام أجنبية •

1- All We Imagine as Light | باڤال كاباديا (بريطانيا)

مومباي كما لم نرَها من قبل على هذا النحو الشعري المتوّج بموضوعٍ مجتمعي لافتٍ تدفعه للصدارة عناية المخرجة بتقديم شخصياتها النسائية في بيئة من الأزمات والمصاعب.

2- The Brutalist | برادي كوربت (الولايات المتحدة/ بريطانيا)

قصّة نصف حقيقية لمهاجر يهودي حطّ في أميركا خلال الأربعينات، مسلحاً بأحلامِ تصميمٍ معماريٍ غير معهود رغم تباين الثقافات.

‫3- Conclave | إدوارد برغر (الولايات المتحدة)‬

دراما كاشفة لمجتمع الڤاتيكان إثر وفاةٍ غير متوقعة للبابا. تمثيل راف فاينس، وإخراج برغر، يضمنان نوعيةَ تشويق مختلفة.

4- Dune: Part Two | دنيس ڤيلنوڤ (الولايات المتحدة)

لدى هذا المخرج عينٌ على الجماليات البصرية حتى في المشاهد الموحشة. يكاد الفيلم أن يوازي سلسلة «Lord of the Rings»

5- The Great Yawn of History عليار راستي (إيران)

فيلمُ طريقٍ عن كنز مدفون يقوم به اثنان مُتناقضا الرؤية في كل شيء. في طيّات ذلك نقدٌ منفّذٌ بإجادة لوضع مجتمعي صعب.

6- Juror 2| كلينت إيستوود (الولايات المتحدة)

دراما محاكم من أستاذ السينما إيستوود (94 عاماً). عضو في هيئة محلّفين ارتكب الجريمة التي يُحاكم بريءٌ فيها. لغزي ومشوّق.

7- Limonov: The Ballad of Eddie| كيريل سيريبرينيكوف (إيطاليا، فرنسا، أسبانيا)

سيرة حياة الشاعر الروسي ليمونوف الذي عانى في بلاده، وأكثر في أميركا التي هاجر إليها بحثاً عن المجد.

8- Megalopolis | فرانسيس فورد كوبولا (الولايات المتحدة)

نافذة واسعة على ملحمة مستقبلية ممزوجة بأحلامٍ صعبة التحقيق تتمتع برؤية وفن كوبولا الذي لا يشيخ.

9- Second Line | حميد بن عمرة (الولايات المتحدة/ فرنسا/ سوريا)

فيلمٌ آخر ممتاز من المخرج بن عمرة الذي يمزج بمهارته المعهودة الفن والشعر والسياسة وجماليات الحياة بأسلوبه الفريد.

10- Story of Souleymane | بوريس لويكينو (فرنسا)

أحد أفضل الأفلام التي تحدّثت عن الهجرة. سليمان أفريقي يحاول الحصول على إقامة شرعية وسط بيئة صعبة.

«ليمونوف، أنشودة إدي» (وايلد سايد)

* أفلام الجوائز •

من معايير المهرجانات الثلاثة الأولى، التنافس على عرض أفلامٍ قد تتوجّه بعد ذلك لحفل «الأوسكار». السبب في ذلك هو أن الفيلم الذي سيصل الترشيحات الرسمية سيكون إعلاناً للمهرجان الذي عُرض الفيلم فيه عرضاً عالمياً أولاً، ما يدفع صانعي الأفلام لاختياره على أساس أنه السبيل الأفضل للوصول إلى «الأوسكار» و«الغولدن غلوبز» و«البافتا» بعد ذلك.

جوائز المهرجانات الرئيسة الثلاثة، وهي حسب تواريخها، «برلين» (فبراير/ شباط)، و«كان» (مايو/ أيار)، و«ڤينيسيا» (سبتمبر/ أيلول) توزّعت هذا العام على النحو التالي:

- «برلين»: «Dahomey» وهو فيلم تسجيليٌّ فرنسي للمخرجة السنغالية أصلاً ماتي ديوب.

- «كان»: «Anora» كوميديا عاطفية عن شاب روسي ينوي الزواج من أميركية لمصلحته. الفيلم إنتاج بريطاني/ أميركي.

- «ڤينيسيا»: «The Room Next Door» للإسباني بيدرو ألمودوڤار. دراما عن امرأتين إحداهما مصابة بالسرطان والثانية صديقة كاتبة ترضى بأن تكون إلى جانبها في أيامها الأخيرة.

في غير مكان (ولا يمكن تعداد نتائج أكثر من 3 آلاف مهرجانٍ يستحق التّسمية) منحت المهرجانات العربية الرئيسة جوائزها على النحو التالي:

- «مهرجان البحر الأحمر»: «الذراري الحمر» للطفي عاشور (تونس)، نال ذهبية الفيلم الروائي، في حين نال «فقس» لرضا كاظمي وبانتا مصلح ذهبية الفيلم التسجيلي.

- «مهرجان الجونة»: «Ghost Trail» لجوناثان ميليه، نال ذهبية الفيلم الروائي، وذهبت الجائزة الأولى في نطاق الفيلم التسجيلي إلى «نحن في الداخل» فيلم لبناني/ قطري/ دنماركي من إخراج فرح قاسم.

- «مهرجان القاهرة»: حصد الفيلم المصري «أبو زعبل» لبسام مرتضى ونال الفيلم الروماني «The Year Never Came» لبوغدان موريشانو جائزة موازية في مسابقة الفيلم الروائي.

- «مهرجان مراكش»: نال الفيلم الفلسطيني/ الإسرائيلي «Happy Holidays» لإسكندر قبطي الجائزة الأولى في دورة المهرجان الـ21.

«المحلّف 2» (وورنر)

* الأفضل حسب النوع •

كعادتها، شهدت الإنتاجات السينمائية مئات الأفلام، عددٌ منها توزّع بين أنواع مختلفة. التالي جردة حول بعض الأفضل تبعاً لأنواعها الحكائية أو الإنتاجية.

تاريخي:

Bonzo | مارغريتا كوردوسو (البرتغال):

طبيبٌ في جزيرة أفريقية يبحث في معاناة العبيد التي تدفعهم للانتحار. إضافة إلى ذلك، هناك بحثه عن هويّته الخاصة.

تسجيلي:

Riefenstahl | أندرس ڤييَل (ألمانيا)

عن المخرجة الألمانية ليني ريفنستال التي حقّقت أهم فيلمين تسجيليين عن النشاطات النازية في الثلاثينات.

بوليسي:

Knos Goes Away | مايكل كيتون (الولايات المتحدة)

قاتلٌ محترف يبدأ بفقدان ذاكرته لكن عليه إنقاذ مستقبل صبي كان من المفترض قتله قبل فوات الأوان

دراما عاطفية:

Rude to Love | يوكيهيرو موريغاكي (اليابان)

مواقف آسرة عن حياة امرأة تحاول عبثاً الحفاظ على عائلتها عندما يقرّر زوجها طلاقها.

دراما مجتمعية:

I‪’‬m Still Here| وولتر سايلس (البرازيل)

وضع زوجة اعتقل الأمن البرازيلي في السبعينات زوجها وقتله. يتناول الفيلم مراحلَ ما قبل الاعتقال وخلاله وبعده.

حربي:

Civil War | أليكس غارلاند

خلال حرب أهلية أميركية يحاول فريق إعلامي مقابلة الرئيس الأميركي قبل اجتياح القصر الرئاسي.

رسوم:

Flow | غينتس زيلبالوديس (لاتفيا. بلجيكا)

قطٌ هاربٌ يلجأ إلى قارب محمّلٍ بحيوانات أخرى خلال فيضان جامح. جيدٌ في تحريكه وألوانه، وسَلسٌ في إيقاعه، وحيواناته ليست من صنع «ديزني».

رعب: A Quiet Place‪:‬ Day One | مايكل سارنوسكي (الولايات المتحدة)

يتبع سلسلة «مكان هادئ» مع اختلاف أن إطار الخطر يتّسع ليشمل المدينة. بطلة الفيلم وقطّتها اثنان من الباحثين عن طَوقِ نجاة صعب.

سيرة حياة

Maria | بابلو لاراين (إيطاليا)

حياة المغنية ماريا كالاس كما يراها المخرج التشيلي بفنِّها ومتاعبها في الأيام العشرة الأخيرة من حياتها.

ميوزيكال:

Joker‪:‬ Folie à Deux| تود فيليبس (الولايات المتحدة)

مفاجأة الجزء الثاني هو أنه موسيقي. مشاهدٌ بديعة لجوكر ولليدي غاغا يغنيان في السجن وخارجه.

وسترن:

Horizon‪:‬ An American Saga‪-‬ Chapter Two

بصرف النظر عن إخفاق الفيلم تجارياً، الجزء الثاني أفضل من الأول في سبرِ غور الحياة في الغرب الأميركي البعيد.

«كل ما نتخيله ضوءاً» (لوكسبوكس)

* أنجح أفلام 2024 •

الجمهور السائد، وليس جمهور المهرجانات ولجان تحكيمها أو حتى النقاد، هو الذي يوجّه السينما ويدفع بالإنتاجات العالمية لاتّباع منهج التفكير الاقتصادي الصرف.

حالتان تقعان تبعاً لذلك، الأولى أن المنهج المادي يعني الإكثار من إنتاج الأفلام نفسها بعناوين مختلفة أو عبر أجزاء من سلسلة. يكفي نجاح فيلم واحد إلى حدٍ كبير، أو أعلى من المتوسط حتى يُنسخ أو يُطلِق سلسلةً متواصلة حتى الرّمق الأخير منها.

الحالة الثانية هي حالة الحصار الإنتاجي والتوزيعي التي يفرضها هذا الوضع على السينما المستقلة أو سينما المؤلف. التّوجه الطبيعي لهذه الأفلام هي المهرجانات السينمائية، بيد أن جمهور هذه المهرجانات محدودٌ ولا يصل إلى جيوب المنتجين، كما أن نجاح الفيلم إعلامياً في مهرجان ما، قد يُفيد انتقاله إلى المواقع بكثرة، وإلى مهرجانات أخرى وربما حتى إلى جوائز، لكنه لا يضمن له النجاح التجاري.

رغم هذا كانت هناك نجاحات تجارية في الدول الأوروبية ولو محدودة في نهاية الأمر.

الأفلام العشرة الأولى لعام 2024 حسب نجاحاتها الدولية (أي في شتّى الأسواق العالمية التي وصلتها) تؤكد ما سبق. كلّها معتدلة القيمة فنياً، باستثناء «Dune 2» الذي احتل المركز الخامس بإيراد دولي وصل إلى 714 مليوناً و444 ألفاً و358 دولاراً.

أما الفيلم الأول على القائمة فهو رسوم من ديزني عنوانه «Inside Out 2» جلب إيراداً عملاقاً جعله أكبر نجاحٍ للشركة في مجال أفلام الأنيميشن. الرقم النهائي لإيراداته هو مليار و698 مليوناً و641 ألفاً و117 دولاراً.

الفيلم الثاني هو أيضاً من إنتاج «ديزني» لكنه حيّ (ليس رسوماً)، «deadpool and wolverine» في حقيقته من أسوأ ما ظهر في 2024 من أفلام. وقد جلب ملياراً و338 مليوناً و073 ألفاً و645 دولاراً.

في المركز الثالث، فيلم رسومٍ آخرَ هو الجزء الرابع من «Despcable Me»، وهو من إنتاج يونيڤيرسال. لم يبلغ المليار لكنه اقترب منه: 969،459،798 دولاراً.

يتبعه في المركز الرابع «Moana 2» وهو بدوره رسوماً لديزني، أنجز نحو 700 مليونَ دولارٍ إلى الآن ولا يزال معروضاً بنجاح ما قد يرفعه إلى مركز أعلى.