منفذ اعتداء باريس يتحمل «مسؤولية» تصرفه ويرجح أنه تحرك «بمفرده»

المشتبه به فرنسي من أصل إيراني بايع تنظيم «داعش»

منظر جوي يظهر برج إيفل على ضفاف نهر السين في باريس حيث أدى الهجوم الذي وقع السبت بالقرب من برج إيفل إلى زيادة المخاوف في فرنسا بشأن خطر الهجمات الإرهابية خاصة في العاصمة الفرنسية «أ.ف.ب)
منظر جوي يظهر برج إيفل على ضفاف نهر السين في باريس حيث أدى الهجوم الذي وقع السبت بالقرب من برج إيفل إلى زيادة المخاوف في فرنسا بشأن خطر الهجمات الإرهابية خاصة في العاصمة الفرنسية «أ.ف.ب)
TT

منفذ اعتداء باريس يتحمل «مسؤولية» تصرفه ويرجح أنه تحرك «بمفرده»

منظر جوي يظهر برج إيفل على ضفاف نهر السين في باريس حيث أدى الهجوم الذي وقع السبت بالقرب من برج إيفل إلى زيادة المخاوف في فرنسا بشأن خطر الهجمات الإرهابية خاصة في العاصمة الفرنسية «أ.ف.ب)
منظر جوي يظهر برج إيفل على ضفاف نهر السين في باريس حيث أدى الهجوم الذي وقع السبت بالقرب من برج إيفل إلى زيادة المخاوف في فرنسا بشأن خطر الهجمات الإرهابية خاصة في العاصمة الفرنسية «أ.ف.ب)

أكد المتطرف الذي نفذ هجوماً بسكين خلّف قتيلاً وجريحين، السبت، قرب برج إيفل في العاصمة الفرنسية، أنه «يتحمل بالكامل مسؤولية عمله»، فيما يشير «كل شيء إلى أنه تصرف بمفرده»، كما قال مصدر مطلع على التحقيق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الاثنين.

وبايع المنفذ أرمان رجابور مياندواب، وهو فرنسي من أصل إيراني يبلغ السادسة والعشرين، تنظيم «داعش» في الآونة الأخيرة. وقال خلال توقيفه على ذمة التحقيق، الاثنين، إن تصرفه «رد فعل على اضطهاد المسلمين في العالم». وبدا «بارداً جداً» و«جامداً»، كما أضاف المصدر نفسه.

عناصر الشرطة الفرنسية في موقع الحادث وسط العاصمة باريس (إ.ب.أ)

وفي نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، أبلغت والدته الشرطة عن قلقها بشأن سلوك ابنها، المدرج على لائحة التطرف الإسلامي والذي أفرج عنه عام 2020 بعد الحكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة التخطيط لعمل عنيف. وأُخضع أيضا لعلاج نفسي.

وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان (أ.ف.ب)

وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، الاثنين: «من الواضح أنه حصل إخفاق في العلاج النفسي حيث اعتبر الأطباء عدة مرات أنه يتحسن». وكان الوزير طالب، الأحد، بأن تكون السلطات «قادرة على فرض العلاج» على شخص متطرف يخضع للمراقبة بسبب اضطرابات نفسية.

ووقع الهجوم قبل أشهر قليلة من دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس، وبعد أقل من شهرين من اعتداء أراس (شمال) الذي أودى بحياة مدرس في منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، وأدى إلى رفع خطة الإنذار على المستوى الوطني إلى «حالة هجوم وشيك».

مسيرة سياحية في ساحة كاريه بقصر اللوفر إحدى الساحات الرئيسية لقصر اللوفر بوسط باريس الاثنين (أ.ف.ب)

وقال رجابور مياندواب، متكلماً باللغة العربية في شريط فيديو، إنه يقدم «دعمه للجهاديين الذين ينشطون في مناطق مختلفة»، كما أوضح المدعي العام لمكافحة الإرهاب جان فرنسوا ريكار، الأحد.

وأضاف المدعي العام أن حسابه على منصة «إكس»: «يتضمن الكثير من المنشورات حول (حماس) وغزة، وبشكل عام فلسطين».

ووقعت الأحداث، السبت، قرابة الساعة 20:30 (بتوقيت غرينتش) في منطقة سياحية بامتياز في العاصمة بالقرب من جسر بئر حكيم، الذي يربط بين ضفتي نهر السين.

في بادئ الأمر، طعن المهاجم سائحاً يبلغ 23 عاماً يحمل الجنسيتين الألمانية والفلبينية، من ثم هاجم رجلين آخرين بمطرقة ما أدى إلى إصابتهما بجروح طفيفة، وهما فرنسي يبلغ 60 عاماً، وبريطاني يبلغ 66 عاماً، وأصيب في عينه، بحسب النيابة العامة لمكافحة الإرهاب.

وقد سيطرت عليه القوى الأمنية بواسطة مسدس كهربائي بعيد الهجوم، وحبس في مكاتب دائرة مكافحة الإرهاب في باريس.

وأعلنت النيابة الفيدرالية الألمانية، الاثنين، أنها فتحت تحقيقاً في الاعتداء بسبب الجنسية الألمانية للضحية. الأحد، عبر المستشار الألماني أولاف شولتس عن «صدمته» لهذا الهجوم.

اضطرابات نفسية

وأضاف المدعي العام أن والدة منفذ الهجوم أبلغت الشرطة بقلقها من تصرفاته في أكتوبر الماضي، «بسبب انطوائه على نفسه»، مشيراً إلى أن المنفذ «ينتمي إلى عائلة ليس لها التزام ديني»، لكنه اعتنق الإسلام في سن الثامنة عشرة في 2015، وسلك «سريعاً جداً» طريق «الآيديولوجية المتطرفة».

وحاولت الشرطة لكن دون جدوى، إخضاعه لفحص طبي وإدخاله إلى المستشفى بالقوة، وهو ما لم يكن ممكناً في غياب الاضطرابات، بحسب مصدر مطلع على الملف، مشيراً إلى أنه بعد أيام من بلاغها، تم التأكيد أنه «في حالة أفضل».

وقال مصدر قريب من الملف إن «إنشاء حسابه على منصة (إكس) في مطلع أكتوبر، ثم قلق الأم في الشهر نفسه يمكن أن يؤشرا إلى عمل يعد له منذ عدة أسابيع».

والمشتبه به معروف بتطرفه ومعاناته اضطرابات، وسبق أن حكم عليه بالسجن 5 سنوات بعد إدانته بتهمة الانتماء إلى «عصابة أشرار بغية التحضير لعمل إرهابي» في عام 2016 في حي لا ديفانس للأعمال في غرب باريس. وقد خرج من السجن في 2020 بعدما أمضى أربع سنوات وراء القضبان.

وسيعكف المحققون الآن على درس المتابعة الطبية التي تلقاها المنفذ «غير المستقر بتاتاً، والذي يسهل التأثير عليه»، بحسب ما قال مصدر أمني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وخلال فترة اعتقاله، بحسب ريكار، خضع لعلاج يشمل متابعة نفسية ومراقبة من قبل طبيب منسق.

وعد الناطق باسم الحكومة أوليفييه فيران، الاثنين، أن المسار «الطبي والإداري والجنائي» للمشتبه به كان متوافقاً مع «دولة القانون».

في فرنسا نحو 5200 شخص معروفون بالتطرف، بينهم 1600 شخص تتم مراقبتهم بشكل خاص من قبل المديرية العامة للأمن الداخلي، وفقاً لمصدر داخل الاستخبارات أوضح أن 20 في المائة من هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم خمسة آلاف يعانون من اضطرابات نفسية.

ودعا وزير الداخلية الذي يعد أن فرنسا «تقع بشكل دائم تحت تأثير التهديد الإسلامي المتطرف»، إلى «اليقظة القصوى» خلال عيد الأنوار اليهودي «هانوكا» الذي يبدأ الخميس.


مقالات ذات صلة

حرب شوارع في جنوب شرقي تركيا احتجاجاً على عزل رؤساء بلديات

شؤون إقليمية قوات الشرطة تمنع نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض دنيز ياووز يلماظ من دخول مبنى بلدية إسنيورت في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)

حرب شوارع في جنوب شرقي تركيا احتجاجاً على عزل رؤساء بلديات

اندلعت أعمال عنف وشغب تخللتها أعمال حرق ونهب لمحال تجارية في جنوب شرقي تركيا احتجاجاً على عزل 3 رؤساء بلديات منتخبين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا اجتماع مجلس الأمن القومي يبحث ملفات التهريب والجريمة المنظمة والمهاجرين غير النظاميين (موقع الرئاسة التونسية)

تونس: «عملية بيضاء» ضد الهجمات الإرهابية والتهريب على حدود ليبيا

كشفت المواقع الرسمية للداخلية التونسية أن وزير الدولة للأمن وعدداً من كبار المسؤولين أشرفوا في المنطقة الحدودية التونسية - الليبية على «عملية أمنية».

كمال بن يونس (تونس)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً خلال فاعلية في إسطنبول الجمعة (الرئاسة التركية)

إردوغان طلب من ترمب وقف الدعم الأميركي لأكراد سوريا

كشف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن أنه طلب من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وقف الدعم الأميركي لـ«وحدات حماية الشعب الكردية» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا جندي باكستاني يقف حارساً على الحدود الباكستانية الأفغانية التي تم تسييجها مؤخراً (وسائل الإعلام الباكستانية)

باكستان: جهود لتطهير المناطق الاستراتيجية على الحدود الأفغانية من المسلحين

الجيش الباكستاني يبذل جهوداً كبرى لتطهير المناطق الاستراتيجية على الحدود الأفغانية من المسلحين.

عمر فاروق (إسلام آباد)
شؤون إقليمية الطفلة نارين غوران راحت ضحية لجريمة قتل بشعة على يد أفراد من عائلتها هزَّت تركيا (مواقع التواصل الاجتماعي)

بدء محاكمة المتهمين في جريمة قتل بشعة لطفلة هزَّت تركيا

عقدت محكمة الجنايات العليا في ديار بكر جنوب شرقي تركيا أولى جلسات الاستماع في قضية مقتل وإخفاء جثة الطفلة نارين غوران التي هزَّت البلاد وشغلت الرأي العام لأشهر

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

السجن مدى الحياة لجنديين روسيين قتلا عائلة أوكرانية

عناصر من قوات الشرطة الروسية بالقرب من مركز الاعتقال الذي شهد حادث احتجاز رهينتين في روستوف أون دون 16 يونيو (حزيران) 2024 (أ.ب)
عناصر من قوات الشرطة الروسية بالقرب من مركز الاعتقال الذي شهد حادث احتجاز رهينتين في روستوف أون دون 16 يونيو (حزيران) 2024 (أ.ب)
TT

السجن مدى الحياة لجنديين روسيين قتلا عائلة أوكرانية

عناصر من قوات الشرطة الروسية بالقرب من مركز الاعتقال الذي شهد حادث احتجاز رهينتين في روستوف أون دون 16 يونيو (حزيران) 2024 (أ.ب)
عناصر من قوات الشرطة الروسية بالقرب من مركز الاعتقال الذي شهد حادث احتجاز رهينتين في روستوف أون دون 16 يونيو (حزيران) 2024 (أ.ب)

قضت محكمة روسية بسجن جنديين مدى الحياة بعد إدانتهما بتهمة قتل عائلة مكونة من تسعة أشخاص في منزلها في إحدى المناطق المحتلة من أوكرانيا، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية، الجمعة.

وقال الادعاء الروسي إنه في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، دخل الجنديان الروسيان أنطون سوبوف وستانيسلاف راو منزل عائلة كابكانيتس في مدينة فولنوفاخا، وأطلقا النار ببنادق مزودة بكواتم صوت على أفراد العائلة التسعة الذين كانوا يعيشون هناك، وبينهم طفلان يبلغان خمس وتسع سنوات.

ونقلت وكالة «تاس» الحكومية للأنباء، عن مصدر أمني لم تسمه، أن المحكمة العسكرية للمنطقة الجنوبية في روستوف أون دون حكمت على الجنديين بالسجن مدى الحياة بتهمة القتل الجماعي «بدافع الكراهية السياسية أو العقائدية أو العنصرية أو الوطنية أو الدينية».

وأثار الحادث ضجة في أوكرانيا. وزعمت كييف في ذلك الوقت أن جنوداً روساً قتلوا أفراد العائلة وهم نيام بعد رفضهم الخروج من المنزل والسماح للجنود الروس بالعيش فيه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وقال مسؤول حقوق الإنسان في أوكرانيا دميتري لوبينيتس، بعد يوم من جريمة القتل، إن «المحتلين قتلوا عائلة كابكانيتس التي كانت تقيم حفل عيد ميلاد لرفضها التخلي عن منزلها».

واستولت القوات الروسية على مدينة فولنوفاخا في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا في بداية هجومها العسكري الشامل، وقد تعرضت المدينة للتدمير جراء القصف المدفعي. واتُّهم جنود روس بقتل مدنيين مرات عدة في البلدات والمدن الأوكرانية التي احتلوها منذ فبراير (شباط) 2022.

ونفت موسكو استهداف المدنيين، وحاولت الادعاء بأن التقارير عن الفظائع في أماكن مثل بوتشا كانت مزيفة، على الرغم من توافر أدلة من مصادر مستقلة متعددة. ويعد الحكم في هذه القضية مثالاً نادراً على اعتراف روسيا بجريمة ارتكبتها قواتها في أوكرانيا. ولم تذكر وسائل الإعلام الرسمية الدافع وراء جريمة القتل.

وأشارت وكالة «تاس» إلى أن الأمر ربما كان «نزاعاً داخلياً»، في حين قالت كل من إذاعة أوروبا الحرة المستقلة، وصحيفة «كوميرسانت» التجارية، إن الأمر ربما كان مرتبطاً بنزاع حول الحصول على الفودكا. وعقدت المحاكمة في جلسة سرية مغلقة.

وأفادت إذاعة «أوروبا الحرة» المستقلة بأن راو (28 عاماً) وسوبوف (21 عاماً) كانا مرتزقين لصالح منظمة «فاغنر» شبه العسكرية قبل الانضمام إلى الجيش الرسمي لروسيا. وقالت إنهما تلقيا جوائز من الدولة قبل بضعة أشهر من ارتكابهما جريمة القتل الجماعي.