نقطة تفتيش بالضالع تضبط «سيارات مفخخة» متجهة من صنعاء إلى عدن

اغتيال قاضٍ وضابط جنوبي على أيدي مسلحين مجهولين

جانب من المتفجرات والأسلحة المضبوطة على متن إحدى السيارات عند نقطة تفتيش الضالع أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من المتفجرات والأسلحة المضبوطة على متن إحدى السيارات عند نقطة تفتيش الضالع أمس («الشرق الأوسط»)
TT

نقطة تفتيش بالضالع تضبط «سيارات مفخخة» متجهة من صنعاء إلى عدن

جانب من المتفجرات والأسلحة المضبوطة على متن إحدى السيارات عند نقطة تفتيش الضالع أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من المتفجرات والأسلحة المضبوطة على متن إحدى السيارات عند نقطة تفتيش الضالع أمس («الشرق الأوسط»)

وقال قائد نقطة التفتيش، حميد محمد صالح الجهدعي، لـ«الشرق الأوسط»، إن أفراد النقطة الواقعة في مفرق الوعرة (4 كم شمال مدينة الضالع) استوقفوا ثلاث سيارات وعلى متنها متفجرات وعبوات ناسفة مختلفة الأشكال تقدر زنتها بـ160 كيلوغراما. وأشار إلى أن هذه المتفجرات كانت في طريقها من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن جنوبا، مشيرا في هذا السياق إلى أن السيارات الثلاث وركابها ومضبوطاتها تمت إحالتهم إلى معسكر عبود، للتحقيق في الحادثة الثانية خلال أقل من أربع وعشرين ساعة، بعد ضبط شاحنة نقل تحمل على متنها 42 طنا من مادة الهيدروجين.
ولفت إلى أنه ليلة أول من أمس تمكن جنود النقطة من ضبط شاحنة نوع «دينا» وعليها كراتين فارغة، وعند تفتيشها عثر في أسفلها على مواد سائلة تستخدم في صناعة الصواريخ والمتفجرات، مؤكدا أنه تم حجز السائق والشاحنة، وأن التحقيق لا يزال جاريا لمعرفة الجهات التي تقف خلف إرسال هذه المواد السائلة المتفجرة.
وفي غضون ذلك اغتال مسلحون مجهولون بمدينة البريقة، غرب عدن، القاضي عباس العقربي، أمين سر المحكمة الجزائية المتخصصة في عدن. وفي ثاني عملية اغتيال في العاصمة المؤقتة لليمن خلال الـ24 ساعة الماضية اغتيل ضابط عسكري يدعى العقيد جمال السقاف أمام منزله في مدينة إنماء السكنية، ويعمل السقاف مديرًا لقسم الرقابة والتفتيش في المنطقة العسكرية الرابعة.
من جهة ثانية, نظم المئات من أبناء عدن ونشطاء في منظمات المجتمع المدني أمس (الخميس) وقفة تضامنية نددوا من خلالها بالتفجيرات التي شهدتها عدن الثلاثاء الماضي واستهدفت مقرات قوات التحالف العربي ومعسكرات القوات الإماراتية ومقر الحكومة اليمنية.
ورفع المشاركون في الوقفة صور خادم الحرمين الشريفين والشيخ محمد بن راشد و«شهداء» الإمارات وأعلام السعودية والإمارات العربية المتحدة، مرددين شعارات تعبر عن رفض أبناء عدن والجنوب عموما الإرهاب والتطرف بكل أشكاله، ومؤكدين في الوقت نفسه وقوفهم إلى جانب قوات التحالف العربي والقوات السعودية والإماراتية.
وفي معرض حديثه مع «الشرق الأوسط» قال الصحافي والناشط المدني ماجد الشعيبي، إن «الوقفة التي نظمت تعد رسالة للسعودية والإمارات حكومة وشعبًا ولدول التحالف عامة بأن عدن ليست إرهابية ومن نفذ الهجوم أراد إلباس عدن لباسًا ليس لباسها». وأردف بالقول: «عدن هي الحياة، ومثلما رفضت الحوثي وصالح سترفض أدواتهما وكل من يهددون أمنها».
وفيما يخص «شهداء» الإمارات استطرد بالقول: «رسالتنا هي أن عدن جزء من الإمارات، والدم الإماراتي الذي سقي تراب عدن الطاهر، أنبت حبًا ومشاعر نبيلة نُكنّها في قلوبنا وقلب عدن»، مضيفًا: «ما حدث من حادث إرهابي هو من تخطيط أصابع خبيثة أرادت أن تعكّر صفو الحب المتبادل بين عدن والإمارات وشعبها، وهذه الأصابع شمالية بحتة تحرّكها جماعة الموت الحوثية وأصابع صالح الإرهابية».
من جهته، أعرب مجلس قيادة المقاومة الجنوبية في عدن عن استنكاره وإدانته للجريمة الإرهابية، داعيًا في الوقت نفسه قيادات وأفراد المقاومة لليقظة والوقوف صفًا واحدًا مع أبناء مدينتهم للحفاظ على أمن عدن واستقرارها وتفويت كل ما يمكن أن يجر المدينة إلى حالة الفوضى والانفلات الأمني، مشيرًا في بيان له إلى أن مثل هذه العمليات الإجرامية لن تفت في عضد المقاومة لمواصلة النضال لاستكمال تطهير باقي المناطق ودحر الانقلاب الحوثي وقطع المد الفارسي وعودة الأمن والاستقرار لعموم البلاد.
وأدان مجلس المقاومة في بيان له تلك الأعمال الإجرامية التي قال إنها تستهدف إفشال وتعطيل عملية البناء وعرقلة جهود الحكومة والتحالف الرامية لعودة الدولة وبسط نفوذها على سائر مناطق البلاد، مشيدًا بموقف الحكومة التي أصرت على المضي في العمل والبقاء مع المواطنين تشاطرهم همومهم وتعمل بينهم ومعهم على حلحلة كل العراقيل وتسيير أمور البلاد، مؤكدًا دعمه لحضور الدولة وأجهزتها والإسراع في إعادة بناء مؤسساتها وعلى رأسها مؤسستا الجيش والأمن مع استيعاب أبطال المقاومة فيها تنفيذًا لقرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
إلى ذلك، قال مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان، إن العمل اﻻجرامي الذي استهدف مقر الحكومة اليمنية وقوات التحالف ومقرات الإماراتيين لا يمكن عزله عن مخطط الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحلفائه الحوثيين في حربهم العدوانية التي استهدفوا فيها مدينة عدن والجنوب لإعادة السيطرة على كل البلاد بعد سقوط نظام صالح وفشل وهزيمة مشروع الحوثيين.
وأوضح المركز في بيانه الصادر، أن معالجة الاختلالات الأمنية يجب أن تحتل الأولوية وإعادة تفعيل دور الأمن العام يجب أن تكون في صدارة المهمات للحكومة وللرئاسة ولكل المسؤولين، وأن الفراغ الأمني هو الذي يفتح مجالاً للجرائم بمختلف صورها ويفتح المجال لانتهاكات حقوق الإنسان بكل صورها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.