بعد شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجةمه على أوكرانيا العام الماضي، ومقتل آلاف الرجال الأوكرانيين أثناء التصدي لهذا الغزو، اتجهت مجموعة من الأرامل والأطفال الأوكرانيين إلى معسكر لتعليم التسلق في جبال الألب النمساوية، على أمل أن يساعدهم ذلك في التغلب على أحزانهم وعلى الصدمة النفسية التي عانوا منها.
ووفقاً لشبكة «سي بي إس نيوز» الأميركية، فقد ساعد ضابط مشاة سابق في البحرية الأميركية يدعى ناثان شميدت مجموعة مكونة من 13 أرملة و20 طفلاً من ميكولاييف، المدينة التي قصفها الروس لمدة 260 يوماً، على تعلم التسلق في معسكر مؤسسة «ماونتن سيد».
وأشار شميدت إلى أن المعسكر كان طريقه للتعافي النفسي بعد ثلاث جولات قتالية في العراق، وأنه قرر منذ ذلك الوقت مساعدة الآخرين الذين يرغبون في تجاوز آلامهم وأحزانهم.
وبدأ الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين 5 و17 عاماً تعلم التسلق في المعسكر قبل الأرامل، واللواتي ذهبن في البداية إلى جلسات علاج نفسي جماعي يومية.
وقادت جلسات العلاج النفسي الجماعي، أميت أورين، الأستاذة المساعدة في قسم الطب النفسي في كلية الطب بجامعة ييل الأميركية. وقد ركزت على نقاط قوة الأرامل.
قالت أورين: «كل ما أفعله هو أنني أضيء مصباحاً داخل نفوس الأرامل حتى يتمكنّ من رؤية ما بداخلهن ويتذكرن قدراتهن».
وعمل المرشدون على تعليم الأطفال والأرامل الثقة والتغلب على مخاوفهم أثناء التسلق والهبوط، الأمر الذي ساعدهم بشكل كبير في إدارة أحزانهم وقلقهم من المستقبل.
وقال شميدت إنه وفريقه ركزوا على أهمية الحبل في تسلق الجبال، مؤكداً أن «الحبل يعلم المسؤولية. فأثناء الإمساك بالحبل، يكون كل شخص مسؤولاً عن الأشخاص الذين يمسكون بالحبل معه».
وأضاف: «الحبل يدل على المجتمع، إنه يدل على الفريق. لن تكون وحدك أبداً على الحبل. إنه يدل أيضاً على الشجاعة».
وأشار شميدت إلى أنهم رأوا اختلافاً جذرياً في الحالة النفسية للمتسلقين الأوكرانيين بعد الانتهاء من التدريب والوصول إلى قمة الجبل.
وأوضح قائلاً: «لقد شعروا بامتلاكهم لقدرات خارقة. لقد تغلبوا على مخاوفهم وحققوا إنجازاً كبيراً».
وتابع: «آمل لهم أن يتذكروا هذا الإنجاز الذي حققوه وآمل أيضاً أن يتذكروا سكون وسلام هذه الجبال. لا يمكنك سماع أصوات الحرب هنا. ما عليك إلا أن تغمض عينيك، وتشعر وكأنك تستطيع الطيران».
يذكر أن عدد الأوكرانيين الذين نزحوا من بلادهم بعد الغزو الروسي العام الماضي بلغ نحو 5.7 مليون شخص، وفقاً لتقرير أصدرته الأمم المتحدة في يونيو (حزيران) الماضي.