«سد النهضة»: «وفرة الأمطار» تخفف تأثيرات «الملء الرابع» على مصر

وسط ترقب لجولة مفاوضات جديدة في إثيوبيا

جانب من جولة مفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان بالقاهرة أكتوبر الماضي (وزارة الموارد المائية المصرية)
جانب من جولة مفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان بالقاهرة أكتوبر الماضي (وزارة الموارد المائية المصرية)
TT

«سد النهضة»: «وفرة الأمطار» تخفف تأثيرات «الملء الرابع» على مصر

جانب من جولة مفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان بالقاهرة أكتوبر الماضي (وزارة الموارد المائية المصرية)
جانب من جولة مفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان بالقاهرة أكتوبر الماضي (وزارة الموارد المائية المصرية)

وسط ترقب جولة جديدة من المفاوضات، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، خففت «وفرة الأمطار» بالموسم الحالي على المنطقة الاستوائية من تأثيرات الملء الرابع لـ«سد النهضة» الإثيوبي، على مصر، وفق خبراء.

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، نجاح بلاده في إتمام الجولة الرابعة من ملء سد النهضة، في إجراء رفضته مصر، وعدته «استمراراً للنهج الإثيوبي الأحادي» المخالف للقانون الدولي. ووفقاً لأستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، فإن «موسم الأمطار الحالي على بحيرة فيكتوريا (السودانية) بالمنطقة الاستوائية أعلى من المتوسط، ومعظم المياه تأتي إلى مصر، ويواصل منسوب البحيرة ارتفاعه تدريجياً حيث وصل إلى 1136.08 متر فوق سطح البحر في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بنسبة زيادة 16 سنتيمتراً عن العام الماضي عندما سجل المنسوب 1135.92 متر، وما زال آخذاً في الزيادة».

وقال شراقي، في تدوينة له على صفحته بـ«فيسبوك»، إن بحيرة فيكتوريا والمنطقة الاستوائية «تسهمان بنسبة 15 في المائة من إجمالي إيرادات مياه النيل، بينما 85 في المائة من المياه تأتي من إثيوبيا».

ويُسمى الموسم الحالي «موسم الأمطار الأصغر»؛ حيث يستمر على المنطقة الاستوائية من أكتوبر (تشرين الأول) حتى ديسمبر، بينما يستمر «موسم الأمطار الأكبر» من مارس (آذار) حتى يونيو (حزيران)، ليبدأ بعدها موسم الجفاف حتى سبتمبر».

وتخشى مصر من تأثر حصتها من مياه نهر النيل جراء السد الإثيوبي الذي يجري تدشينه منذ عام 2011. وتقدر مصر «فجوتها المائية» بأكثر من 20 مليار متر مكعب سنوياً، وقال وزير الموارد المائية والري المصري الدكتور هاني سويلم خلال مؤتمر «أسبوع القاهرة للمياه» أوائل الشهر الحالي، إن «موارد مصر المائية تقدر بـ59.6 مليار متر مكعب سنوياً، وتبلغ الاستخدامات الحالية نحو 80 مليار متر مكعب سنوياً، حيث يعاد استخدام نحو 21 مليار متر مكعب لتعويض الفجوة بين الموارد والاحتياجات».

وتتطلع مصر للتوصل لاتفاق ملزم حول «سد النهضة» يضمن حقوق كل الأطراف، وسط ترقب جولة مفاوضات جديدة مع الجانب الإثيوبي في أديس أبابا، بمشاركة السودان، تعقد في ديسمبر المقبل، إذ انتهت الجولة السابقة التي عقدت بالقاهرة في أكتوبر الماضي دون التوصل لاتفاق.

ووفق خبير المياه فإن «بوابات السدود السودانية فُتحت على مصراعيها؛ ما أسهم في تدفق المياه إلى مصر، متوقعاً أن «تستمر الأمطار على المنطقة الاستوائية أعلى من معدلاتها حتى نهاية الشهر المقبل طبقاً لمراكز التنبؤات»، مؤكداً أن «السدود السودانية لا تشكل مشكلة، ولا تؤثر في حصة مصر؛ لأنها سدود صغيرة، فمثلاً تبلغ سعة تخزين سد (الروصيرص) 7 مليارات متر مكعب».

وبدوره، عد المستشار الأسبق لوزير الري المصري الدكتور ضياء الدين القوصي، تأثير كمية المياه التي تدفقت إلى مصر نتيجة موسم الأمطار بالهضبة الاستوائية بالسودان بـ«غير المحسوسة»، لكنه قال لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن مياه الأمطار الحالية غير مؤثرة بشكل جوهري استناداً إلى احتياجات مصر الفعلية، لكنها بالطبع تحافظ على تدفق المياه إلى مصر حتى لو كانت غير مؤثرة جوهرياً». ومع ذلك يرى القوصى «أن الوضع الحالي أفضل كثيراً من فترات الجفاف وعدم وجود أمطار».

وعلى مستوى المياه المتدفقة من إثيوبيا، يشرح القوصي أن «هناك زيادة محسوسة في تدفق المياه إلى مصر وصولاً إلى بحيرة ناصر؛ لأن إثيوبيا تُجفف الممر الأوسط لسد النهضة لكي تقوم بتعليته خرسانياً استعداداً للملء الخامس، وهو ما جعلها تفتح البوابات لتتدفق كميات مياه كبيرة باتجاه مصر، وسوف تزيد هذه الكميات خلال الأيام المقبلة إلى أن يجف السد».


مقالات ذات صلة

التعاون العسكري المصري - الصومالي يصعّد التوترات مع إثيوبيا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل نظيره الصومالي في قصر الاتحادية بالقاهرة منتصف أغسطس الحالي (الرئاسة المصرية)

التعاون العسكري المصري - الصومالي يصعّد التوترات مع إثيوبيا

عقب إعلان الصومال وصول معدات ووفود عسكرية مصرية، أبدت جارتها الغربية إثيوبيا التي لديها خلافات سابقة مع القاهرة بسبب أزمة «سد النهضة» قلقها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تحليل إخباري آبي أحمد يتفقد سير العمل بمشروع سد النهضة (حساب رئيس وزراء إثيوبيا - إكس)

تحليل إخباري ما خيارات مصر بعد إعلان إثيوبيا قرب اكتمال «سد النهضة»؟

أثار إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، عن قرب اكتمال مشروع «سد النهضة»، على الرافد الرئيسي لنهر النيل، تساؤلات بشأن الخيارات المطروحة أمام مصر.

أحمد إمبابي (القاهرة)
أفريقيا وزير الدفاع التركي خلال لقاء مع نظيريه الصومالي والإثيوبي في ختام جولة المفاوضات الثانية في أنقرة الثلاثاء (الخارجية التركية)

ما دوافع تركيا لإنهاء نزاع ساحل «أرض الصومال» بين الصومال وإثيوبيا؟

ذهبت المفاوضات بين الصومال وإثيوبيا التي تتوسط فيها تركيا لحل النزاع على ساحل «أرض الصومال» على البحر الأحمر والتي أصبح يطلق عليها «عملية أنقرة» إلى جولة ثالثة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي «سد النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي - إكس)

إثيوبيا تبدأ «الملء الخامس» لـ«سد النهضة» وسط ترقّب مصري

بدأت إثيوبيا عملية «الملء الخامس» لخزان «سد النهضة» على نهر النيل، حسب ما أظهرته صور بالأقمار الاصطناعية، وسط ترقّب مصر، التي حذّرت من المساس بـ«حصتها المائية».

عصام فضل (القاهرة)
المشرق العربي مؤتمر بالقاهرة يناقش تداعيات صراعات القرن الأفريقي الإقليمية (الشرق الأوسط)

مصر تحذر من تفاقم الصراعات بـ«القرن الأفريقي» بسبب «التدخلات الخارجية»

حذرت مصر من تفاقم ما وصفته بـ«الصراعات المركبة» في منطقة «القرن الأفريقي»، متهمة «التدخلات الخارجية» بتأجيج تلك الصراعات.

أحمد إمبابي (القاهرة)

الحوثيون يعلنون استهداف السفينة «جروتون» في خليج عدن للمرة الثانية

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعلنون استهداف السفينة «جروتون» في خليج عدن للمرة الثانية

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

قالت جماعة الحوثي اليمنية المتمردة، السبت، إنها هاجمت السفينة «جروتون» التي ترفع علم ليبيريا في خليج عدن للمرة الثانية، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين المدعومين من إيران في بيان: «انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، نفذت قواتنا المسلحة عملية عسكرية استهدفت السفينة (جروتون)، وذلك لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى مواني فلسطين المحتلة».

وأضاف سريع: «نفذت العملية القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية. وقد أدت العملية إلى إصابة السفينة بشكل دقيق ومباشر».

وأشار إلى أن هذا الاستهداف «هو الثاني للسفينة بعد استهدافها في الثالث من أغسطس (آب) الحالي».

وأوضح المتحدث العسكري الحوثي أن قوات جماعته «أكدت نجاحها في منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وكذلك فرض قرار حظر الملاحة في منطقة العمليات المعلن عنها على جميع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي أو التي تتعامل معه، بغض النظر عن وجهتها أو السفن التابعة لشركات لها علاقة بهذا العدو».

كما أكد سريع استمرار عملياتهم البحرية في منطقة العمليات التابعة لهم «وكذلك استمرار إسنادها للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وفي الضفة الغربية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 يواصل الحوثيون استهداف كثير من السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، ويقولون إن هذه العمليات تأتي «نصرة لغزة».