أكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن القوى السنية في العراق، فشلت في التوصل إلى اتفاق على مرشح أو أكثر لخلافة رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، المقال بقرار من المحكمة العليا، ما يترك المنصب الأعلى للسنة في النظام السياسي «محجوزاً» بحسابات الفصائل الشيعية الموالية لإيران.
وعلى الرغم من امتلاك الحلبوسي، زعيم حزب «تقدم»، مع شريكه في «تحالف القيادة» خميس الخنجر، زعيم حزب «السيادة»، غالبية سنية كافية لتقديم مرشح قوي، فإن ذلك يصطدم برفض قوى شيعية انتخاباً يعيد الحلبوسي من الشباك بعدما أُخرج من الباب، فيما ترفض «الفصائل المسلحة» التي أصبح لها تمثيل سياسي، مرشحاً يمثل الخنجر.
لذا بدأت الأصابع الإقليمية اللعب بالميدان السني، مع حديث عن دور إيراني مرتقب لترجيح كفة الأطراف السنية الأقرب إلى «الإطار التنسيقي» الشيعي باستبعاد مرشحي الحلبوسي والخنجر.
في المقابل، جاء «الأمر الإيراني» للفصائل بالتزام الهدوء تجاه الأميركيين والتحالف الدولي، خلال هدنة غزة، وسط مؤشرات على التزام الجميع مبدئياً بهذا الأمر. وقد لاحظ سفير الاتحاد الأوروبي لدى العراق، توماس سيلر، أمس، «بتفاؤل» إيقاف الفصائل هجماتها.
علّقت السفارة الأميركية في بغداد على الجدل الذي رافق نشر قناة إسرائيلية صورة للمرجع الديني علي السيستاني، ضمن قائمة شخصيات فيما يُعرف بـ«محور المقاومة».
قالت شركة «إير فرنس»، الأربعاء، إنها فتحت تحقيقاً داخلياً بعد أن حلقت إحدى طائراتها فوق العراق في أول أكتوبر (تشرين الأول)، خلال هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل.
قدّرت وزارة الهجرة العراقية وصول نحو 7 آلاف مواطن لبناني إلى الأراضي العراقية هرباً من الحرب الدائرة هناك.
فاضل النشمي (بغداد)
قوة «اليونيفيل» عالقة وسط نيران إسرائيل و«حزب الله»https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5069777-%D9%82%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%81%D9%8A%D9%84-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D9%86%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87
قوة «اليونيفيل» عالقة وسط نيران إسرائيل و«حزب الله»
جنود من «اليونيفيل» في موقع حدودي بين لبنان وإسرائيل (أرشيفية - رويترز)
تحولت قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) خلال اليومين الماضيين، إلى هدف متكرر للقوات الإسرائيلية التي استهدفت منشآتها يومي الأربعاء والخميس «عمداً»، حسبما أعلنت «اليونيفيل»، مشيرة إلى إصابة جنديين، فيما أكدت مصادر لبنانية أن التوغل الإسرائيلي عطّل مرفأ الناقورة الذي تستخدمه البعثة الدولية في جنوب غربي لبنان، وتحتمي القوات الإسرائيلية بمواقع اليونيفيل أثناء توغلها عبر الحدود.
ومنذ بدء الحرب في العام الماضي، تتعرض مراكز «اليونيفيل» لإطلاق نار متكرر. وقالت البعثة الدولية في بيان إنه «في الأيام الماضية شهدنا توغلات من إسرائيل إلى لبنان في الناقورة ومناطق أخرى، واشتبك جنود الجيش الإسرائيلي مع عناصر (حزب الله) على الأرض في لبنان، كما تعرض المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة والمواقع المجاورة للقصف بشكل متكرر».
ويعد الاستهداف الخميس واحداً من ثلاث وقائع خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية تعرضت فيها مواقع قوات حفظ السلام لإطلاق نار من جانب إسرائيل.
قصف متكرر وقالت «اليونيفيل» في بيان الخميس: «أصيب جنديان من حفظة السلام صباح الخميس بعد أن أطلقت دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي النار من سلاحها باتجاه برج مراقبة في مقر اليونيفيل في الناقورة، فأصابته بشكل مباشر وتسببت في سقوط الجنديين».
كما «أطلق جنود الجيش الإسرائيلي النار على موقع الأمم المتحدة 1 - 31 في اللبونة، فأصابوا مدخل الدشمة حيث كان جنود حفظ السلام يحتمون، وألحقوا أضراراً بالآليات ونظام الاتصالات»، لافتة في بيان إلى مشاهدة «طائرة من دون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي تحلق داخل موقع الأمم المتحدة حتى مدخل الدشمة».
وأشار «اليونيفيل» إلى أن جنود الجيش الإسرائيلي «أطلقوا النار عمداً على كاميرات مراقبة في محيط الموقع وعطلوها، كما أطلقوا النار عمداً على نقطة مراقبة تابعة للأمم المتحدة رقم1 - 32A في رأس الناقورة، حيث كانت تُعقد الاجتماعات الثلاثية المنتظمة قبل بدء النزاع، مما أدى إلى تضرر الإضاءة ومحطة إعادة الإرسال».
احتماء بـ«اليونيفيل»
ولم تقتصر الانتهاكات الإسرائيلية للبعثة وللقانون الدولي على استهدافها، فقد أكدت مصادر أمنية لبنانية أن القوات الإسرائيلية التي تحاول التوغل إلى الأراضي اللبنانية «تحتمي بمراكز اليونيفيل ومواقعها الأمامية على الحدود» خلال عملياتها العسكرية وذلك «للنفاذ من استهدافات مقاتلي (حزب الله) على الحدود»، وقالت إن هذه الاستراتيجية التي يتبعها الجيش الإسرائيلي «تكررت في أكثر من موقع، سواء في مارون الراس، أو في القطاع الغربي وتحديداً في اللبونة والناقورة»، وهي نقطة اشتباك مع «حزب الله» افتتحها الجيش الإسرائيلي الاثنين في القطاع الغربي.
إغلاق مرفأ الناقورة
وافتتح الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين جبهة جديدة في القطاع الغربي الممتد إلى الساحل، حيث يحاول التوغل من اللبونة والناقورة ونقط أخرى، علماً بأن الناقورة الحدودية مع إسرائيل في أقصى جنوب غربي لبنان تضم المركز الرئيسي لـ«اليونيفيل»، وتستخدم البعثة الدولية مرفأها لشحن مواد، كما تضم مركزاً تستضيف فيه اجتماعات اللجة الثلاثية (اليونيفيل وممثلين عن الجيشين اللبناني والإسرائيلي) لمعالجة الخروقات.
وقالت مصادر أمنية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن العمليات العسكرية الإسرائيلية في الناقورة «دفعت الجيش اللبناني لإغلاق المرفأ في الناقورة» وهو يضم نقطة لمديرية مخابرات الجيش اللبناني، ونقطة للقوات البحرية التابعة للجيش، ومركزاً للأمن العام، ونقلت الحركة البحرية عبره إلى مدينة صور التي تبعد نحو 20 كيلومتراً. وقالت المصادر إن «اليونيفيل» باتت مضطرة لنقل معاملاتها إلى مرفأ مدينة صور، حيث تُستقبل بضائعها وتُنفذ الإجراءات المتصلة بها، ثم تُنقل براً إلى مركز «اليونيفيل» الرئيسي في الناقورة.
انتهاكات للقانون الدولي
ويُنظر إلى الاستهدافات بحق قوات حفظ السلام على أنها «انتهاكات». وذكرت «اليونيفيل» في بيانها الخميس أن «أي هجوم متعمد على قوات حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701»، لافتة إلى أنها تتابع هذه المسائل مع الجيش الإسرائيلي.
كما ذكرت «الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف الفاعلة بالتزاماتهم بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات»، وأكدت أنها «موجودة في جنوب لبنان لدعم العودة إلى الاستقرار بموجب ولاية مجلس الأمن».