وارن زاير إيمري... القلب النابض لخط وسط فرنسا في «يورو 2024»

اللاعب البالغ من العمر 17 عاماً حل مشكلة ابتعاد بول بوغبا وبليز ماتويدي ونغولو كانتي

زاير إيمري والهدف الثالث في شباك جبل طارق (رويترز)
زاير إيمري والهدف الثالث في شباك جبل طارق (رويترز)
TT

وارن زاير إيمري... القلب النابض لخط وسط فرنسا في «يورو 2024»

زاير إيمري والهدف الثالث في شباك جبل طارق (رويترز)
زاير إيمري والهدف الثالث في شباك جبل طارق (رويترز)

عندما كتب بيرسي بيش شيلي قصيدته الشهيرة «الملكة ماب»، كان يحث القُراء على أن يعيشوا اللحظة الحالية، ولا يفكروا فيما حدث أو ما كان يمكن أن يحدث، فقال: «لا تخف من المستقبل، ولا تبك على الماضي». لكن هذا البيت الشهير يلخص أيضاً المسيرة القصيرة للغاية للاعب خط وسط منتخب فرنسا ونادي باريس سان جيرمان، وارن زاير إيمري.

فمع تأهل فرنسا بالفعل لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 2024، وفي ظل غياب ثنائي ريال مدريد، أوريليان تشواميني وإدواردو كامافينغا، بسبب الإصابة، استدعى المدير الفني لمنتخب فرنسا، ديدييه ديشامب، اللاعب البالغ من العمر 17 عاماً لخوض آخر مباراتين في التصفيات، ضد جبل طارق واليونان. لقد كان صعود زاير إيمري في عالم كرة القدم سريعا بشكل ملحوظ، حيث لعب أول مباراة مع الفريق الأول لباريس سان جيرمان في أغسطس (آب) 2022، ليصبح أصغر لاعب في تاريخ النادي على الإطلاق بعمر 16 عاماً و151 يوماً. ولعب مؤخرا أول مباراة له مع منتخب فرنسا تحت 21 عاماً، بل وتم اختياره قائدا للفريق من قبل المدير الفني تييري هنري.

وعندما خاض زاير إيمري مباراته الدولية الأولى ضد جبل طارق يوم السبت الماضي، أصبح أصغر لاعب يشارك مع منتخب فرنسا الأول - ويسجل هدفاً - منذ عام 1914. وكانت هذه المباراة بمثابة تجربة حلوة ومرة في نفس الوقت بالنسبة للاعب المراهق، حيث سجل هدفاً رائعاً بعد مرور 16 دقيقة، بعد تسلم الكرة بشكل رائع وتبادلها مع كينغسلي كومان، لكنه تعرض لإصابة في الكاحل ستبعده عن الملاعب لما تبقى من عام 2023.

لقد كان الظهور الأول لزاير إيمري في المباراة التي انتهت بفوز فرنسا بـ 14 هدفا دون رد، قصيراً - وضد منافس ضعيف - لكنه أظهر أن لديه القدرات والإمكانات التي تؤهله ليكون أفضل من باقي الخيارات المتاحة أمام ديشامب في مركز محور الارتكاز. لقد كوفئ لويس إنريكي، المدير الفني الجديد لباريس سان جيرمان، على إظهار ثقته في هذا اللاعب الشاب، الذي يُعد أفضل لاعب في النادي الباريسي في الموسم الحالي بعد كيليان مبابي. وقال المدير الفني لباريس سان جيرمان: «من السهل تدريب لاعب مثله، فأفضل صفة فيه هي تواضعه».

قام لويس إنريكي بتصعيد زاير إيمري للفريق الأول هذا الموسم، ودفع به في التشكيلة الأساسية في جميع مباريات باريس سان جيرمان تقريباً، لكن إيمري لم يكن الوحيد الذي أُعجب بموهبة وشخصية هذا اللاعب الشاب. فعلى الرغم من أنه من المعروف عن كريستوف غالتييه أنه لا يثق كثيرا في اللاعبين الشباب، فإنه قال عن زاير إيمري الموسم الماضي: «إذا كان اللاعب البالغ من العمر 16 عاماً ونصفاً أكثر قدرة على اللعب من الآخرين، فسوف يلعب».

وعندما منح غالتييه زاير إيمري فرصة خوض أول مباراة مع الفريق الأول لباريس سان جيرمان، فقد فعل ذلك بسبب غياب عدد كبير من اللاعبين بسبب الإصابات والإيقافات، بالإضافة إلى تراجع مستوى بعض لاعبي خط الوسط الآخرين. لكن كما هو الحال مع ديشامب، فقد رأى غالتييه دليلاً قوياً وثابتاً على أن زاير إيمري قادر على لعب دور مهم مع الفريق. تألق زاير إيمري مع ناديه خلال العام الماضي - بما في ذلك حصوله على لقب أفضل لاعب في المباراة التي فاز فيها باريس سان جيرمان على ميلان في دوري أبطال أوروبا - لذلك كان هناك الكثير من الترقب والتوقعات قبل مباراة جبل طارق في نهاية الأسبوع.

وبالفعل، كان أداؤه في تلك الأمسية يرقى إلى مستوى التوقعات، حيث أظهر استعداداً كبيراً لتحمل المخاطر في التدخلات والتقدم للأمام عندما يكون فريقه مستحوذا على الكرة. وبناءً على هذا، فهو يتمتع بالنضج الذي يمكنه من اللعب في خط وسط منتخب بحجم وقيمة المنتخب الفرنسي. لقد كان ديشامب متردداً في منح اللاعبين ظهورهم الأول مع منتخب فرنسا في سن مبكرة جداً. واضطر كل من مبابي وكينغسلي كومان وعثمان ديمبيلي إلى الانتظار لفترة أطول، وبينما يتألقون في أدوار هجومية أكثر حرية، فإن مهام واختصاصات ومسؤوليات زاير إيمري في قلب خط الوسط مختلفة تماماً.

إصابة زاير إيمري ستبعده عن الملاعب لما تبقى من عام 2023 (أ.ف.ب)

من المؤكد أن المباراة أمام جبل طارق قد حُسمت مبكرا بعد هدف من نيران صديقة وحصول لاعب على بطاقة حمراء في أول 20 دقيقة، لكن كان من الواضح للجميع أن زاير إيمري يتمتع بنضج كبير ويمتلك القدرة على التعامل مع الكرة بشكل مثير للإعجاب. في الحقيقة، يمتلك زاير إيمري القدرات والإمكانات التي تؤهله لأن يكون محور خط وسط هذا الفريق، وهو المركز الذي يواجه فيه ديشامب صعوبات كبيرة بعد اعتزال بليز ماتويدي، وإيقاف بول بوغبا، وتراجع مستوى نغولو كانتي. هناك خيارات أخرى أمام المدير الفني، مثل كامافينغا وتشواميني، لكن لا يستطيع أي منها أن يقوم بنفس الدور المتقن الذي يقوم به زاير إيمري، نظرا لأنه قادر على استعادة الكرة وإعادة توزيعها، وهو الأمر الذي يمنح مهاجمي فرنسا مزيداً من الحرية في الأمام، والأهم من ذلك أنه يضمن مشاركة أنطوان غريزمان بشكل أكبر في الهجوم.

لقد لعب غريزمان بشكل جيد في خط الوسط في مونديال قطر، لكنه يكون أكثر فعالية عندما يشارك بشكل أكبر في الهجوم، حيث يمكنه التأثير على سير المباراة بشكل مباشر والقيام بأدوار لا يستطيع مبابي وديمبيلي القيام بها. وإذا استمر زاير إيمري في التحسن والتطور، فسيكون لدى فرنسا خط وسط أكثر توازناً. فإذا لعب زاير إيمري إلى جانب رابيو أو يوسف فوفانا ضد المنافسين الأقل قوة، أو إلى جانب تشواميني صاحب القدرات الدفاعية الأكبر أمام المنتخبات الأقوى، فإن فرنسا ستكون فريقاً أكثر اكتمالاً. لقد قاد ديشامب فرنسا للوصول إلى المباراة النهائية في ثلاث من آخر أربع بطولات كبرى، ومن الواضح أن استدعاءه زاير إيمري قبل سبعة أشهر من انطلاق بطولة كأس الأمم الأوروبية يعني أنه يعمل على إعداد هذا اللاعب الشاب الرائع ليكون عنصرا أساسيا في صفوف الديوك الفرنسية في ألمانيا.

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

لويس إنريكي يدافع عن قراره باستبعاد ديمبلي

رياضة عالمية لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان (رويترز)

لويس إنريكي يدافع عن قراره باستبعاد ديمبلي

قال لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان، إنه لم يتردد في استبعاد عثمان ديمبلي لأسباب انضباطية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية عثمان ديمبيلي عاد لتدريبات باريس سان جيرمان (أ.ب)

عودة ديمبيلي إلى تدريبات باريس سان جيرمان

عاد المهاجم الدولي عثمان ديمبيلي الذي استبعده باريس سان جيرمان الفرنسي عن صفوفه لأسباب انضباطية، إلى التمارين الجمعة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية لاعبو مرسيليا عازمون على تعويض خسارة الجولة السابقة والعودة لسباق القمة (ا ف ب)

مرسيليا لاستعادة التوازن على حساب أنجيه ولقاء فرق الصدارة الفرنسية

تبدو الفرصة مواتية أمام مرسيليا لاستعادة التوازن واللحاق بباريس سان جيرمان وموناكو إلى الصدارة مؤقتاً عندما يستضيف أنجيه، صاحب المركز الأخير، اليوم، في افتتاح.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية مرسيليا يرفض عقوبة الإيقاف 3 مباريات التي تم فرضها على مديره الرياضي مهدي بنعطية (أ.ف.ب)

مرسيليا يعارض إيقاف مديره الرياضي بنعطية 3 مباريات

قال أولمبيك مرسيليا، المنافس في دوري الدرجة الأولى الفرنسي لكرة القدم، إنه يرفض بشدة عقوبة الإيقاف 3 مباريات التي تم فرضها على مديره الرياضي مهدي بنعطية.

«الشرق الأوسط» (مرسيليا )
رياضة عالمية المهدي بنعطية (أ.ف.ب)

الدوري الفرنسي: إيقاف بنعطية ثلاث مباريات نافذة ومثلها معلّقة

قررت اللجنة التأديبية التابعة لرابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم، الأربعاء، إيقاف المدافع الدولي المغربي السابق المهدي بنعطية، المستشار الرياضي لرئيس النادي.

«الشرق الأوسط» (مرسيليا)

كوفاسيتش: الهدفان لطفلي الصغير... وأي فريق سيفتقد رودري

ماتيو كوفاسيتش يحتفل بعد التسجيل في فولهام (د.ب.أ)
ماتيو كوفاسيتش يحتفل بعد التسجيل في فولهام (د.ب.أ)
TT

كوفاسيتش: الهدفان لطفلي الصغير... وأي فريق سيفتقد رودري

ماتيو كوفاسيتش يحتفل بعد التسجيل في فولهام (د.ب.أ)
ماتيو كوفاسيتش يحتفل بعد التسجيل في فولهام (د.ب.أ)

أشاد الكرواتي الدولي ماتيو كوفاسيتش، نجم وسط مانشستر سيتي، بتحسن شخصية فريقه خلال الفوز الصعب على فولهام 3-2، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز.

وتقدم فولهام بهدف سجله أندرياس بيريرا بعد مرور 26 دقيقة، ومنح ماتيو كوفاسيتش التعادل لأصحاب الأرض في الدقيقة 32.

وبعد مرور أقل من دقيقتين في الشوط الثاني، سجل كوفاسيتش الهدف الثاني له ولفريقه ليتقدم حامل اللقب في النتيجة.

وعزز البلجيكي جيريمي دوكو تفوق مانشستر سيتي بهدف ثالث في الدقيقة 82، لكن رودريغو مونيز قلص الفارق لفولهام بهدفٍ ثانٍ في الدقيقة 88.

ورفع مانشستر سيتي رصيده إلى 17 نقطة ليتمسك بوصافة جدول الترتيب، ويعوض تعثره بتعادلين متتاليين أمام نيوكاسل يونايتد وآرسنال في الجولتين الماضيتين.

ونقل الموقع الرسمي لمانشستر سيتي عن كوفاسيتش قوله: «نعم، كانت مواجهة صعبة، مثل كل مباراة هنا في الدوري الإنجليزي الممتاز، لا توجد أي مواجهة سهلة في الدوري».

وأضاف: «أعتقد أننا سيطرنا في البداية وكان بإمكاننا التسجيل، ثم استقبلنا هدفاً وعدنا بسرعة، في النهاية فزنا بها، كانت مباراة صعبة ضد فريق في حالة جيدة، لذا من الجيد بالنسبة لنا أن نستمر في الفوز».

وأشار إلى أنه «ليس من السهل أبداً اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، واليوم أظهرنا شخصية رائعة وقدمنا مباراة جيدة».

وأشار كوفاسيتش: «أخبرنا المدرب أن لاعبي الوسط يجب أن يكونوا حول منطقة الجزاء، واليوم ضغطنا، ولحُسن الحظ كنت موجوداً. أعطاني بيرناردو سيلفا كرة رائعة».

وأكد: «كان من المهم كما هو الحال دائماً أن نفوز، وهذا يعني الكثير، لأن زوجتي حامل، لذا كان من الرائع تسجيل بعض الأهداف من أجل الطفل الصغير».

وأشار إلى أنه «لا يهم مَن يسجل، النقاط الثلاث هي الأكثر أهمية، ونأمل الآن أن نتمكن من الاستمرار على هذا النحو».

ويشارك كوفاسيتش في مركز لاعب الوسط المدافع بدلاً من رودريغو المصاب، الذي سيغيب حتى نهاية الموسم بعد تعرضه لإصابة في أربطة الركبة خلال المواجهة أمام آرسنال الشهر الماضي.

وأكد لاعب وسط منتخب كرواتيا: «ألعب في الوقت الحالي في هذا المركز، لذا فأنا بحاجة إلى تغطية رودري. نفتقده كثيراً، وأعتقد أن أي فريق سيفتقد لاعباً مثله، نتمنى له الشفاء العاجل وأن يعود بحالة جيدة في أسرع وقت ممكن، لكن في الوقت الحالي علينا التكيف، وبالتأكيد لدى المدرب الكثير من الخيارات حتى نتمكن من التناوب».

وختم كوفاسيتش حديثه: «نلعب كل ثلاثة أيام، وكل مباراة صعبة، الأمر ليس سهلاً، وعلينا التأقلم مع الجدول، هذا هو الأمر، يجب أن نكون في أفضل حالاتنا كل يوم».