رهانات خفض الفائدة تكسو الأسواق بالأخضر في ختام الأسبوع

تراجع عوائد السندات يدعم الأسهم

العَلم الأميركي فوق مقر بورصة نيويورك في وول ستريت (أ.ب)
العَلم الأميركي فوق مقر بورصة نيويورك في وول ستريت (أ.ب)
TT

رهانات خفض الفائدة تكسو الأسواق بالأخضر في ختام الأسبوع

العَلم الأميركي فوق مقر بورصة نيويورك في وول ستريت (أ.ب)
العَلم الأميركي فوق مقر بورصة نيويورك في وول ستريت (أ.ب)

واصل أغلب أسواق الأسهم العالمية أداءها القوي في ختام تعاملات الأسبوع يوم الجمعة؛ مدعومة ببيانات اقتصادية ترجح تحول «الاحتياطي الفيدرالي» إلى خفض أسعار الفائدة الأميركية.

وعند الفتح في «وول ستريت»، صعد المؤشر «داو جونز» الصناعي 19.35 نقطة، أو 0.06 في المائة إلى 34964.82 نقطة. وفتح المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» مرتفعاً 1.31 نقطة أو 0.03 في المائة إلى 4509.55 نقطة. لكن المؤشر «ناسداك» المجمع تراجع 12.24 نقطة أو 0.09 في المائة إلى 14101.44 نقطة عند الفتح.

وفي أوروبا، ارتفعت الأسهم متجهة لتحقيق زيادة أسبوعية بفضل صعود أسهم قطاع الرعاية الصحية. وصعد المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 1.09 في المائة، بحلول الساعة 1440 بتوقيت غرينتش، ويتجه صوب تحقيق زيادة أسبوعية 3 في المائة؛ بدعم من انخفاض عوائد سندات منطقة اليورو نتيجة التوقعات بأن تشديد البنوك المركزية للسياسة النقدية بلغ ذروته.

وقادت أسهم قطاع الرعاية الصحية مكاسب المؤشر، وارتفعت 1.2 في المائة مع صعود أسهم شركات «أسترازينيكا» و«نوفو نورديسك» و«سانوفي» بنسب تتراوح بين 1.2 و2.1 في المائة.

وفي الوقت نفسه، انخفض سهم شركة «فولفو» للسيارات إلى مستوى قياسي بنسبة 12 في المائة، ووصل إلى قاع المؤشر «ستوكس 600»، بعدما بدأت شركة «جيلي» الصينية المالكة بيع مائة مليون سهم.

وفي آسيا، ارتفع المؤشر «نيكي» وسجل أيضاً ثالث أسبوع على التوالي من المكاسب؛ مدفوعاً بنتائج أعمال قوية للشركات مع نهاية موسم إعلان الأرباح. وأنهى «نيكي» التعاملات على ارتفاع 0.48 في المائة مسجلاً 33585.20 نقطة، ومواصلاً مكاسبه الأسبوعية لتصل إلى 3.12 في المائة. كما ارتفع المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.95 في المائة، ليسجل ارتفاعاً أسبوعياً بلغ 2.33 في المائة، وهو أيضاً ثالث أسبوع على التوالي من المكاسب لهذا المؤشر.

واستفادت الشركات اليابانية من ضعف الين ومن تحميل المستهلكين التكلفة، وهو ما اتضح، على وجه الخصوص، مع شركات تصنيع السيارات. ومن بين 225 سهماً مدرجاً على «نيكي»، ارتفع 179، يوم الجمعة، وتراجع 45، واتسم أداء سهم واحد بالاستقرار.

من جانبها، واصلت أسعار الذهب ارتفاعها، يوم الجمعة، واتجهت لتسجيل أول مكاسب أسبوعية في ثلاثة أسابيع، وسط ازدياد رهانات المستثمرين على أن «مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)» وصل إلى نهاية دورة التشديد النقدي، مما يضغط على الدولار وعوائد سندات الخزانة.

وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة، بحلول الساعة 0255 بتوقيت غرينتش، إلى 1984.48 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) في الجلسة السابقة. واستقرّت العقود الأميركية الآجلة للذهب عند 1987.20 دولار، وسجل المعدِن النفيس مكاسب 2.5 في المائة، هذا الأسبوع.

وأظهرت بيانات نُشرت مؤخراً أن مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة لم يطرأ عليه تغير في أكتوبر (تشرين الأول)، وأن المعدل الأساسي ارتفع 0.2 في المائة، وهو أقل من المتوقع، في حين شهدت أسعار المنتجين أكبر انخفاض في ثلاث سنوات ونصف السنة.

ويؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى خفض تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدرّ عوائد ويحدث اللجوء إليه بوصفه أداة للتحوط ضد التضخم. ويتجه الدولار لتسجيل انخفاض الأسبوعي، مما يجعل الذهب أقل تكلفة للمشترين من حائزي العملات الأخرى.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد ارتفعت الفضة 0.4 في المائة إلى 23.8 دولار للأوقية، لتصل ارتفاعاتها، هذا الأسبوع، إلى 7.2 في المائة، واستقر البلاتين عند 892.65 دولار، لكنه ارتفع 6.4 في المائة، خلال الأسبوع، كما استقر البلاديوم عند 1037.46 دولار للأوقية، لكنه يتجه لأفضل أداء أسبوعي له منذ عام.


مقالات ذات صلة

سوق الأسهم السعودية تُنهي الأسبوع بتراجع إلى 11840 نقطة

الاقتصاد مستثمران يتابعان أسعار الأسهم على شاشة «تداول» السعودية (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تُنهي الأسبوع بتراجع إلى 11840 نقطة

أغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية «تاسي» آخِر جلسات الأسبوع متراجعاً بمقدار 27.40 نقطة، وبنسبة 0.23 في المائة، إلى 11840.52 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد تستهدف «بوني» تقييماً يصل إلى 4.55 مليار دولار في طرحها العام الأولي (موقع الشركة)

«بوني» الصينية المدعومة من «نيوم» السعودية تسعى لجمع 260 مليون دولار في طرحها بأميركا

قالت شركة «بوني إيه آي»، الأربعاء، إنها تستهدف تقييماً يصل إلى 4.55 مليار دولار في طرحها العام الأولي الموسع في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد لافتة تظهر خارج مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي» يحذِّر من «فقاعة» في أسهم الذكاء الاصطناعي

حذَّر البنك المركزي الأوروبي يوم الأربعاء من احتمال حدوث «فقاعة» في أسهم الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، قد تنفجر فجأة إذا لم تتحقق توقعات المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد مستثمر يمر أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تضيف 45 نقطة بسيولة 1.6 مليار دولار

سجل «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي)، الثلاثاء، ارتفاعاً بمقدار 45.53 نقطة، وبنسبة 0.38 في المائة، إلى 11875.91 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سبائك من الذهب النقي بمصنع «نوفوسيبيرسك» لصياغة وتصنيع المعادن الثمينة في روسيا (الشرق الأوسط)

الذهب يبلغ أعلى مستوى في أسبوع مع تراجع الدولار

ارتفعت أسعار الذهب لأعلى مستوى في أسبوع بدعم من تراجع الدولار، بينما تنتظر السوق تعليقات من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي حول الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
TT

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إن المنظمة ستُشارك بقوة خلال فعاليات مؤتمر الأطراف «كوب 16» لمواجهة التصحر، الذي ينعقد في السعودية مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه يتوقع خروج المؤتمر -وهو الأول من نوعه الذي يعقد في منطقة الشرق الأوسط- بمخرجات مهمة.

تعليقات الواعر جاءت على هامش لقاء «مائدة مستديرة»، أعده المكتب الإقليمي لـ«فاو» في مقره بالعاصمة المصرية، القاهرة، بحضور ممثلين محدودين لوسائل إعلام مختارة، وذلك لشرح شكل مشاركة المنظمة في المؤتمر المقبل، وتأكيد أهمية ما يُعرف باسم «ثالوث ريو» (Rio trio)، وهي الاتفاقية التي تربط مؤتمرات الأطراف الثلاثة لحماية الأرض التابعة للأمم المتحدة في مجالات تغيُّر المناخ، وحماية التنوع البيئي، ومكافحة التصحر.

وقالت فداء حداد، مسؤول برامج إعادة تأهيل الأراضي والتغيُّر المناخي في منظمة الفاو، إن اتفاقيات الأطراف الثلاثة غاية في الأهمية والتكامل، وإن المؤتمر المقبل في السعودية سيركز على الأراضي والمياه، وإعادة تأهيلهما والإدارة المستدامة لهما.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وأشارت فداء حداد إلى أن نحو 90 بالمائة من منطقة الشرق الأوسط تعاني الجفاف، إلا أنه على الرغم من ذلك، تمكَّنت المجتمعات المحلية والحكومات العربية في كثير منها في اتخاذ إجراءات لمواجهة الجفاف والتصحر.

وكشفت فداء حداد أن «فاو» نجحت للمرة الأولى في وضع موضوع النظم الغذائية على أجندة اجتماعات مؤتمر الأطراف لمواجهة التصحر، الذي يعقد في السعودية، لتتم مناقشة أهمية إعادة تأهيل الأراضي في تحسين السلاسل الغذائية وأنظمتها.

من جانبه، أوضح الواعر أن «فاو» لديها دور كبير في تحقيق الهدف الثاني الأممي من أهداف التنمية المستدامة، وهو القضاء على الجوع، ومن ثم فهي تشارك بقوة وفاعلية في مؤتمرات الأطراف لمواجهة تغيُّر المناخ والتصحر وحماية التنوع، التي تخدم ذات الهدف.

وأكد الواعر أن المنظمة تحاول إبراز دور الغذاء والزراعة وتحول النظم، بحيث تكون أكثر شمولاً وكفاءة واستدامة، من أجل تحقيق إنتاج وتغذية أفضل لحياة أفضل، مشيراً إلى نجاح المنظمة في إدخال هذه الرؤية إلى أجندة الاتفاقيات الثلاث التي تهدف لحماية الأرض، والإسهام مع عدد من الدول المستضيفة في بعض المبادرات.

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

وأضاف المسؤول الأممي أن هناك تواصلاً كبيراً مع السعودية لدعم بعض المبادرات خلال استضافتها «كوب 16»، خصوصاً أن هذه الاستضافة تعد مهمة جدّاً من أجل دول المنطقة، كونها الأكثر معاناة فيما يتعلق بندرة المياه والجفاف والتصحر، إلى جانب مشكلات الغذاء والزراعة وغيرهما... ولذا فإن أمام هذه الدول فرصة لعرض الأزمة وأبعادها والبحث عن حلول لها، وإدراجها على لوائح المناقشات، ليس في الدورة الحالية فقط؛ ولكن بشكل دائم في مؤتمرات «كوب» التالية.

وأكد المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، أن العالم حالياً أكثر انتباهاً واهتماماً بمشكلة التصحر، لكونها بدأت في غزو مناطق لم يسبق لها أن شهدتها في تاريخها أو تصورت أن تشهدها، على غرار جنوب أوروبا أو مناطق في أميركا اللاتينية مثلاً، وهذه الدول والمناطق بدأت تلاحظ زحف التصحر وانحسار الأراضي الزراعية أو الغابات بشكل مقلق، ومن ثم بدأت النظر إلى المنطقة العربية تحديداً لتعلُّم الدروس في كيفية النجاة من هذه الأزمة عبر قرون طويلة.

وأفاد الواعر بأن «فاو» ستشارك في «كوب 16» بجناحين، أحدهما في المنطقة الزرقاء والآخر في المنطقة الخضراء، وذلك حتى يتسنى للمنظمة التواصل مع الحكومات، وكذلك الأفراد من المجتمع المدني ورواد المؤتمر.

كما أوضح أن «فاو»، بالاتفاق مع السعودية والأمم المتحدة، ستقوم بقيادة التنسيق في يومي «الغذاء» و«الحوكمة» يومي 5 و6 ديسمبر، إضافة إلى مشاركتها القوية في كل الأيام المتخصصة الباقية خلال فعاليات «كوب 16» لمكافحة التصحر.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وحول أبرز الموضوعات والمحاور التي جرى إدراجها للنقاش في أروقة «كوب 16» بالرياض، أوضح الواعر أن من بينها «الاستصلاح والإدارة المستدامة للأراضي» في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والتي تعد مسألة مهمة وأساسية في محاولة استرجاع وإعادة تأهيل الأراضي المضارة نتيجة التصحر، خصوصاً من خلال المبادرات المتعلقة بزيادة رقعة الغابات والمناطق الشجرية، على غرار المبادرات السعودية الخضراء التي تشمل خطة طموحاً لمحاولة زراعة 50 مليار شجرة بالمنطقة العربية.