تفجير سيارتين في إدلب وحمص.. والائتلاف يقول إن ضحايا العتيبة مدنيون

انتشار عناصر «فتح» في اليرموك.. و«الأونروا» تعد المساعدات «قطرة في محيط»

مدنيون سوريون يبحثون بين الأنقاض عن إمكانية وجود أحياء بعد القصف الذي تعرضت له مبان في حلب من طرف قوات النظام (إ.ب.أ)
مدنيون سوريون يبحثون بين الأنقاض عن إمكانية وجود أحياء بعد القصف الذي تعرضت له مبان في حلب من طرف قوات النظام (إ.ب.أ)
TT

تفجير سيارتين في إدلب وحمص.. والائتلاف يقول إن ضحايا العتيبة مدنيون

مدنيون سوريون يبحثون بين الأنقاض عن إمكانية وجود أحياء بعد القصف الذي تعرضت له مبان في حلب من طرف قوات النظام (إ.ب.أ)
مدنيون سوريون يبحثون بين الأنقاض عن إمكانية وجود أحياء بعد القصف الذي تعرضت له مبان في حلب من طرف قوات النظام (إ.ب.أ)

استهدف تفجيران بسيارتين مفخختين حيا علويا في مدينة حمص، وسط سوريا، وبلدة بريف إدلب أمس، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات، بالتزامن مع انتشار عناصر فلسطينية تابعة لمنظمة التحرير في مخيم اليرموك، جنوب دمشق، إثر إعلان منظمة «الأونروا» أن المساعدات الغذائية التي دخلت إلى المخيم ليست سوى «قطرة في محيط»، في إشارة إلى الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان المخيم.
في موازاة ذلك، اتهم الائتلاف السوري المعارض النظام السوري بارتكاب مجزرة بحق مدنيين في بلدة العتيبة في الغوطة الشرقية، وذلك بعد إعلان دمشق مقتل 175 مقاتلا من «جبهة النصرة» و«لواء الإسلام» في ريف دمشق في كمين نظامي بعد تسللهم من الأردن.
وندد الائتلاف، في بيان أصدره أمس، بـ«الفعل الجبان الذي ارتكبته قوات الأسد مدعومة بعناصر من حزب الله الإرهابي بحق مدنيين خاطروا بحياتهم هربا من الجوع والقتل العشوائي الذي يمارسه النظام ضدهم في الغوطة الشرقية بريف دمشق». ونقل عن ناجين من المجزرة تأكيدهم أن «الشهداء كانوا من المدنيين العزل الذين غامروا بحياتهم من أجل الوصول إلى مكان آخر تتوفر فيه أبسط متطلبات الحياة»، مطالبا «الأمم المتحدة بإجراء تحقيق في مجريات هذه المجزرة الدموية، والكشف عن أسماء كل من خطط ونفذ وأمر بها وتقديمهم أمام المحاكم الدولية دون إبطاء».
في حمص، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بـ«سماع دوي انفجار في حي عكرمة في مدينة حمص»، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة آخرين، في حين أوضحت قناة «الإخبارية السورية» التابعة للنظام أن «الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة ركنت في شارع الأهرام بحي عكرمة»، متهمة «إرهابيين بتنفيذه».
وفي ريف إدلب، قتل 15 شخصا في انفجار سيارة مفخخة في بلدة «سنجار» بمعرة النعمان أمس، بحسب ما أعلنه «الائتلاف السوري المعارض». وتزامن التفجيران مع انتشار عدد من عناصر القوى الفلسطينية التابعة لمنظمة التحرير (فتح) في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوب دمشق. ونقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن وزير العمل الفلسطيني أحمد المجدلاني، المكلف متابعة شؤون المخيم، قوله إن «تطورين مهمين حدثا في المخيم، حيث دخلت عناصر من القوى الفلسطينية، مسلحين وغير مسلحين، وانتشروا لتأمين المنطقة الغربية من المخيم».
وأعلن أن «الطريق الرئيس المؤدي إلى وسط المخيم بات مفتوحا، وجرى إخراج 167 حالة مرضية ومن ذوي الاحتياجات الخاصة»، مشيرا أيضا إلى أنه «تم توزيع طرود غذائية على سكان المخيم من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)». وفي حين توقع «انتهاء مشكلة المخيم خلال الأيام المقبلة»، على أن «تدخل فرق فنية لإزالة العوائق من الطرق»، أعرب عن اعتقاده بأن «الأمور تسير وفق ما تم الاتفاق عليه، وكما هو مخطط، ومن الممكن انتهاء مشكلة المخيم خلال فترة قريبة».
وسارعت «الأونروا» إثر تصريحات الوزير الفلسطيني إلى إعلان «توزيع 7500 سلة غذائية منذ يناير (كانون الثاني) للسكان المحاصرين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق»، معتبرة ذلك «قطرة في محيط». وبثت «الأونروا» أول من أمس، صورا وشريطا مصورا يظهر الآلاف من سكان المخيم المحاصر منذ صيف عام 2013، وتبدو على وجوههم علائم الجوع والتعب، وهم ينتظرون في شارع تصطف على طرفيه المباني المدمرة مساعدات الأونروا، علما أن أكثر من مائة شخص ماتوا جوعا في المخيم منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بحسب حصيلة «المرصد السوري».
ميدانيا، تستعد القوات النظامية للتقدم نحو مدينة يبرود الاستراتيجية الواقعة في منطقة القلمون بريف دمشق والحدودية مع لبنان بعد سيطرتها على تلال مقابلة لها، بحسب ما ذكرت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام، مشيرة إلى أن «الجيش السوري يستعد للشروع بمرحلة جديدة من خطته، وهي التقدم العسكري البطيء نحو المدينة من أطرافها، وبالأخص بعد السيطرة على تلتين أساسيتين مقابلتين ليبرود».
وفي سياق متصل، نقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن مصدر أمني نظامي قوله إن «العمليات العسكرية في منطقة يبرود وما حولها تجري بشكل تدريجي حسب الخطة الموضوعة حتى الانتهاء من الوجود المسلح فيها»، لافتا إلى أن «كل يوم هناك تقدم ونجاحات». وأكد «سيطرة الجيش النظامي على المعابر التي يستخدمها المسلحون للإمداد فهي إما تحت سيطرة الجيش أو تحت هدف نيرانه».
في المقابل، نفى الناشط الإعلامي في المنطقة عامر القلموني أي تقدم ميداني للقوات النظامية في يبرود. ونقلت تقارير إعلامية عن القلموني قوله إن «الحملة العسكرية التي يشنها النظام السوري بالتعاون مع حزب الله، لم تحقق أي تقدم باتجاه مدينة يبرود، على الرغم من كل ما صرحت به وسائل الإعلام التابعة للنظام عن اقتراب سيطرتها على المدينة».
وبدأت القوات النظامية هجوما بمشاركة عناصر من حزب الله اللبناني على يبرود منذ نحو ثلاثة أسابيع في محاولة للسيطرة عليها. ويعتبر حزب الله أن هذه المعركة حاسمة لاعتقاده بأن السيارات المفخخة التي تستخدم في التفجيرات الدامية والتي هزت معاقله في لبنان آتية من يبرود.
وفي حمص، أعلن النظام السوري تسوية أوضاع 50 مدنيا أوقفوا لدى إجلائهم من مدينة حمص القديمة، وخرجوا إلى «أماكن يرغبون بها»، وفق ما أعلنه محافظ حمص طلال البرازي، مؤكدا أن «من بين الموقوفين الباقين والبالغ عددهم 91 شابا هناك 47 متخلفا عن الالتحاق بأداء الخدمة العسكرية و9 فارين منها، وننتظر ردا من الجهات المختصة لتسوية وضعهم عبر إشمالهم بمرسوم العفو الرئاسي نظرا لعدم تمكنهم من الخروج من المدينة خلال المدة المسموح بها».
وبذلك يرتفع عدد الذين تمت تسوية أوضاعهم إلى 431 شخصا من بين 522 شخصا احتجزوا «لدراسة وضعهم» منذ بدء عملية إجلاء المدنيين من أحياء حمص القديمة، بحسب المحافظ.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.