مشاورات وإجراءات فلسطينية لإعلان دولة تحت الاحتلال وحل {السلطة}

مسؤول فلسطيني لـ {الشرق الأوسط} : سنعلن «المنظمة» حكومة مؤقتة.. و«الوطني» برلمانها

شبان فلسطينيون يعاينون آثار الخراب الذي حل بمنزل أسرة كوسا في مدينة نابلس بعد أن أغارت عليه قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس (إ.ب.أ)
شبان فلسطينيون يعاينون آثار الخراب الذي حل بمنزل أسرة كوسا في مدينة نابلس بعد أن أغارت عليه قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس (إ.ب.أ)
TT

مشاورات وإجراءات فلسطينية لإعلان دولة تحت الاحتلال وحل {السلطة}

شبان فلسطينيون يعاينون آثار الخراب الذي حل بمنزل أسرة كوسا في مدينة نابلس بعد أن أغارت عليه قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس (إ.ب.أ)
شبان فلسطينيون يعاينون آثار الخراب الذي حل بمنزل أسرة كوسا في مدينة نابلس بعد أن أغارت عليه قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس (إ.ب.أ)

بدأت السلطة الفلسطينية في إجراء مشاورات وإجراءات من أجل إعلان الدولة الفلسطينية، وبالتالي حل السلطة.
وقال مسؤول فلسطيني، لـ«الشرق الأوسط»، إن أهم الخطوات التي سيعلن عنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس كرئيس لدولة فلسطين، تنفيذا لخطابه في الأمم المتحدة، هي إعلان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية كحكومة مؤقتة للدولة الفلسطينية المحتلة، على أن يصبح المجلس الوطني الفلسطيني هو برلمان الدولة.
وأكد واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن هذا ما يعنيه إعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال. لكن أبو يوسف أوضح أن هذه القرارات لن تتخذ فورا، لكنها لن تتأخر إذا ما لم يستجب العالم لخطاب عباس. وأوضح أبو يوسف أن اتخاذ هذه الخطوات يعني بالضرورة انتهاء دور السلطة والإعلان عن الانتقال إلى دولة محتلة تقودها منظمة التحرير، تمهيدا لخطوات لاحقة. وشدد أبو يوسف على أن الاتصالات بدأت مع الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس و«الجهاد» لعقد جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني قبل نهاية العام لنقاش واتخاذ قرارات حاسمة بهذا الصدد.
وكان عباس أعلن في خطابه في الأمم المتحدة أنه لن يلتزم بالاتفاقات مع إسرائيل إذا لم تلتزم هي. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن التحلل من الاتفاقات سيبدأ واحدا تلو الآخر وصولا إلى مواجهة سياسية شاملة تتوقعها السلطة ستؤدي في النهاية إلى انهيارها. وبحسب المصادر: «لا يوجد قرار بحل السلطة، وإنما إذا انهارت فستعلن السلطة أنها فشلت في نقل للشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال، وستعلن دولة تحت الاحتلال تقودها المنظمة».
وميدانيا، أعلن الشاباك الإسرائيلي، أمس، اعتقال منفذي عملية قتل مستوطن وزوجته قرب نابلس من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. واشتعلت الضفة الغربية والقدس مجددا أمس، بعد انتهاء يوم السبت، إذ هاجم فلسطيني مستوطنين في القدس وطعن أحدهم وأخذ مسدسه وأطلق النار على آخرين. وحسب بيان رسمي لنجمة داود الحمراء (الإسعاف الإسرائيلي)، فقد تم إجلاء 5 إصابات لرجل وزوجته في الأربعينات من عمرهما ووصفت حالتهما بالخطيرة، وأعلن عن مقتلهما لاحقا، بالإضافة لفتاة 22 عاما وصفت حالتها بالمتوسطة، ومستوطن آخر، وطفل (عامين) في حالة طفيفة.
وقال البيان إن الشاب تمكن من طعن عدد من المستوطنين، ومن ثم خطف مسدس أحد المصابين وأطلق الأعيرة النارية تجاه آخرين. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن منفذ العملية هو مهند شفيق حلبي (19 عاما) من مدينة البيرة. وفورا، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماع طارئ اليوم لـ«الكابينت» (المجلس الأمني والسياسي المصغر) في قاعدة وزارة الجيش «كيريا» بتل أبيب، بحضور وزير الدفاع موشيه يعلون، ورئيس الأركان غادي ايزنكوت، ورئيس الشاباك يورام كوهين، وكبار قادة الأمن. وهاجم نتنياهو، أمس، مجددا الرئيس محمود عباس، مدينا عدم استنكاره للعملية التي قتل فيها مستوطنان جنوب نابلس الخميس الماضي.
وقال نتنياهو الموجود في واشنطن، في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»: «إذا لم يقاتل (أبو مازن) الإرهاب فسنقوم بذلك بأنفسنا». وأضاف أن «إرهابيين فلسطينيين قتلوا بوحشية أبا وأما شابين وتركوا أربعة أبناء صغار تيتموا. ما لا يمكن تحملّه هو أن جون كيري استنكر فورا العملية، ولكن لم أسمع من أبو مازن أي استنكار، والأسوأ من ذلك أن اثنين من كبار قادة فتح أثنيا على العملية». ووجه نتنياهو تساؤلا لأبو مازن: «كيف يمكن أن نمضي قدما باتجاه السلام إذا أنت لم تحارب الإرهاب، وإذا لم تستنكر الإرهاب؟ الأمر الأول هو محاربة الإرهاب، وإذا هم لم يفعلوا ذلك فإننا نحن سنقوم بذلك».
واتهم نتنياهو حركة حماس والحركة الإسلامية في أراضي 48 وكذلك السلطة الفلسطينية «للأسف الشديد» بالتحريض، ووصفهم بالإرهابيين. وادعى نتنياهو أن إسرائيل استنكرت حوادث الإرهاب التي نفذها يهود «ونحن نحارب الإرهاب، ولا يهمنا من أين يأتي هذا الإرهاب، وإذا ما كانت (السلطة) غير مستعدة للانضمام لذلك فإنهم لا يريدون السلام».
وفي الضفة، هاجم مستوطنون قرى كاملة في مدينة نابلس، بعد انتهاء عطلة السبت، وأشعلوا النيران في أراض واسعة، وهاجموا منازل السكان بالزجاجات الحارقة والحجارة. وحاصر المستوطنون قرية بورين التي شهدت اشتباكات عنيفة مع الأهل ومطاردات في الحقول.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.