حفلات مادونا تحقق نجاحاً في باريس

رغم التوتر السياسي وملل الانتظار

مادونا خلال عرض غنائي في إنديانابوليس بإنديانا (أ.ف.ب)
مادونا خلال عرض غنائي في إنديانابوليس بإنديانا (أ.ف.ب)
TT

حفلات مادونا تحقق نجاحاً في باريس

مادونا خلال عرض غنائي في إنديانابوليس بإنديانا (أ.ف.ب)
مادونا خلال عرض غنائي في إنديانابوليس بإنديانا (أ.ف.ب)

كان لافتاً أن تجد حفلة مادونا في باريس مكاناً لها وسط عناوين نشرات الأخبار في ظل أجواء سياسية مشحونة وخروج مظاهرة كبيرة في العاصمة وعدد من المدن الفرنسية للتنديد بمعاداة السامية. وتقدم المغنية الأميركية 4 عروض على مسرح «آكور أرينا»، بدأتها مساء الأحد.

وزاد من ترقب المعجبين بمادونا أنها تعرضت لوعكة صحية قبل ثلاثة أشهر استدعت دخولها قسم الرعاية المركزة. وبسبب تلك الوعكة ألغت عدداً من حفلاتها التي كانت مقررة في أميركا الشمالية خلال الصيف، لكنها لم تلغِ عروضها الأوروبية التي حملت عنوان «الجولة الاحتفالية» وبدأتها من العاصمة البريطانية لندن في الشهر الماضي.

ورغم ما أشيع من الإقبال الكبير على شراء تذاكر حفلات مادونا والتغطية الإعلامية الواسعة لها، فإن ناقد صحيفة «لوموند» كتب مقالاً عن حفلة مساء الأحد بعنوان: «استعراض مادونا بدأ مبهجاً وانتهى مملاً». ولعل من أسباب الملل أن بداية الحفل تأخرت ساعة و40 دقيقة عن الوقت المقرر لها. والسبب المعلن مشكلات تقنية. وقد تراوحت أسعار التذاكر بين 194 و386 من اليوروات.

ولم تقدم مادونا أغنيات من أسطوانة جديدة، بل تشكيلة من أشهر محطات مسيرتها الفنية التي بدأت قبل 40 عاماً.


مقالات ذات صلة

لويس إنريكي يُهدي فوز سان جيرمان لمساعده بعد وفاة زوجته

رياضة عالمية الإسباني لويس إنريكي المدير الفني لفريق باريس سان جيرمان (رويترز)

لويس إنريكي يُهدي فوز سان جيرمان لمساعده بعد وفاة زوجته

وجه الإسباني لويس إنريكي، المدير الفني لفريق باريس سان جيرمان، رسالة خاصة إلى مساعده رافيل بول، وذلك بعد وفاة زوجته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية إنريكي واثق من أن فريقه سيظهر جودته في أهم بطولة أوروبية للأندية (أ.ف.ب)

إنريكي يشيد بفاعلية سان جيرمان أمام أنجيه

عبر لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان عن سعادته بفاعلية فريقه واستغلاله الفرص التي سنحت أمامه ليحقق فوزاً عريضاً 4 - 2 على أنجيه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية يحاول باريس سان جيرمان حامل اللقب تضميد جراحه القارية (أ.ف.ب)

سان جيرمان لتضميد جراحه القارية بالابتعاد في الصدارة

يحاول باريس سان جيرمان حامل اللقب تضميد جراحه القارية عندما يحل على أنجيه السبت في المرحلة 11 من بطولة فرنسا لكرة القدم التي يفتتحها وصيفه مرسيليا الجمعة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية لويس إنريكي (أ.ف.ب)

لويس إنريكي: باريس سان جيرمان في خطر... سنقاتل

ألقى لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان، الأربعاء، باللوم في هزيمة فريقه 2 - 1 من ضيفه أتلتيكو مدريد على سوء الحظ.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية «الحرية لفلسطين» كانت حاضرة بعبارة على مدرجات باريس سان جيرمان (أ.ف.ب)

«الحرية لفلسطين» تثير الجدل قبل مواجهة فرنسا وإسرائيل

رفع مشجعو باريس سان جيرمان في مدرج بولن لافتة عملاقة عليها عبارة «الحرية لفلسطين» قبل انطلاق مباراة فريقهم أمام أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (باريس)

أفلام فلسطينية ولبنانية عن الأحداث وخارجها

جانب من مهرجان «القاهرة السينمائي» (رويترز)
جانب من مهرجان «القاهرة السينمائي» (رويترز)
TT

أفلام فلسطينية ولبنانية عن الأحداث وخارجها

جانب من مهرجان «القاهرة السينمائي» (رويترز)
جانب من مهرجان «القاهرة السينمائي» (رويترز)

«ما في مي يا أبو نزار» يصيح علي عامل شركة المياه في إحدى مناطق لبنان الجبلية وينطلق هذا فاحصاً المواسير والخزانات لتأمين ما يلزم. إنه رجل منهك مثل سيارته القديمة التي باتت لا تعمل جيّداً. ككل مياه مقطوعة ستنقطع بدورها عن العمل وسيجلس أبو نزار فيها منتظراً نجدة ما، في منطقة قلّما تمرّ بها سيارة.

حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (رويترز)

إيقاع حياة

هذا جزءٌ من عالم حزين وجميل يرسمه المخرج كريم قاسم في فيلمه الروائي الأول «موندوف»، الذي عُرض في المسابقة الدّولية في «مهرجان القاهرة السينمائي» باستقبال متفاوت.

للفيلم إيقاعه الخاص الذي وجده بعضهم رتيباً، لكنه إيقاع الحياة في ذلك الفيلم الذي يبتعد عن تقليد سرد القصّة كما اعتاد كثيرون في العالم العربي عليها. هناك شخصيات تدخل وتخرج في مشاهد متوالية يستخدم فيها قاسم لقطات بعيدة أو بعيدة جداً. وربما كان الفيلم يحتاج إلى لُحمة أفضل قليلاً لناحية ربط بين تلك الانتقالات بأسلوب أكثر سلاسة، لكن لا شيء بالتأكيد يعبّر عن خطأ فادح في تشييد فيلم مبني على هذه الوسيلة في الانتقال من حال عائلي إلى آخر. إنه تشييد يتبع إيقاع الحياة في منازل متباعدة مرمية في أحضان تلك البقعة الجميلة.

«موندوف» (مهرجان القاهرة السينمائي)

إحدى العائلات (يبدأ بها الفيلم) هي لصاحب محل لتصليح السيارات. عجوز يتحامل على نفسه. لديه ولدان (شاب وفتاة) والشاب يعتني بسربه من الحمام الذي سيضطر لبيعه كما سنراه لاحقاً. يقف مودعاً الحمام قبل أن يقبل على شنطته مقرراً المغادرة.

رجل عجوز آخر وزوجته في بيت أثري يجلسان معاً في حضن ذكرياتهما. قليل ما يفعلانه. ثم هناك أبو نزار المتعب سلفاً الذي ما زال يحب المرأة التي لم يتزوّجها.

الفيلم صورة جميلة لهذه الأنفس المتعَبة. يميل إلى الصمت واللقطات الطويلة ويرسم صورة طبيعية وواقعية تنأى بنفسها عن أحداث اليوم بحكمة.

حالة لبنانية عبر درّاجة

هناك فيلم آخر من لبنان هو «أرزة» لميرا شعيب الذي، على حسناته، يبدو متأثراً بفيلم ڤيتوريو دي سيكا الشهير «سارقو الدرّاجة». هنا أم (الرائعة دياموند بو عبّود)، تسرق سوار شقيقتها وتشتري بثمنه دراجة لكي يعمل عليها ابنها، لكن الدراجة تتعرض للسرقة وها هي وابنها يبحثان عنها. ما يمنح الفيلم خصوصيّته، اتصاله بالواقع المعيشي الصعب للفئات اللبنانية في مجتمع متلاطم بسبب ضغوط الحياة والسياسات العامّة.

المخرج السينمائي الفلسطيني رشيد مشهراوي (رويترز)

مواهب فلسطينية

المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي عرض هنا «أحلام عابرة» مرّتين، بوصفه فيلم افتتاح ولاحقاً للجمهور العام في اليوم التالي، ولاقى استقبالاً جيداً في الحالتين.

لكنه عرض كذلك فيلماً طويلاً مؤلف من 22 فيلماً قصيراً (بعضها قصير جداً) تحت عنوان «أفلام من المسافة صفر». هي أفلام صوّرها أبناء غزة وبناتها خلال القصف وقبل دخول الاحتلال إليها مؤخراً جمعها المخرج الفلسطيني معاً. بعضها أفضل صنعاً وتنفيذاً من بعضها الآخر لكن من هو الذي يستطيع أن يلوم رجالاً ونساءً توجهوا إلى الكاميرات ليصوّروا وقائع حياتهم اليومية في المخيمات وتحت القصف وكيف يحاولون البقاء أحياء تحت ركام المنازل أو حتى فوقها.

اتخاذ منطقة حيادية حيال ما يُشاهد على الشاشة فعل صعب لكنه ضروري. بعض تلك الأفلام فكرة تنطلق وتنتهي ببساطة غير فاعلة، وبعضها الآخر. مثل «خارج التغطية» لمحمد الشريف (رجل يدرك أن أباه تحت الأنقاض لكنه لا يستطيع إخراجه) و«جنة الجحيم» لكريم ساتوم (عن رجل يأخذ كفناً من البلاستيك ينام فيه تمهيداً لاحتمال موته)

كذلك هناك «آسف سينما» لأحمد حسونة عن رجل حلم طويلاً بأن يصبح مخرجاً لكنه الآن يسعى فقط لكي يبقى وعائلته على قيد الحياة، متنقلاً مع حاجيات المعيشة الصعبة. يعكس ليس فقط أفكاراً جديدة، بل نيّرة وتكشف عن مواهب، علماً بأنه ليس من السهل مطلقاً الجمع بين مواصلة الحياة وتصوير الأفلام في وقت واحد. مخرجو هذا الفيلم يدفعون المُشاهد لتقدير ما حققوه بصرف النظر عن تفاوت القيمة الفنية التي سنحت لهم.

حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (أ.ف.ب)

التزام كامل

حسناً فعل «مهرجان القاهرة» بإلقاء الضوء على الموضوع الفلسطيني في هذه الدورة وعلى خلفية ما يدور. حين سألتُ رئيس المهرجان حسين فهمي عن هذا الاهتمام قال:

«أنت تعلم أن المهرجانات الدولية الكبيرة حالياً باتت ميداناً سياسياً أكثر مما كانت عليه. حضرت «برلين» وتناقشت مع بعض المسؤولين حول هذا الوضع. لأنه حين كانت بعض المهرجانات تطلب من زيلينسكي الحضور إلكترونياً على الأقل، لم تكن تطلب في المقابل الأمر نفسه من بوتين. أجد هذا انحيازاً لا معنى له، لأن السينما فعل ديمقراطي في الأساس يجب الدفاع عنه. دافعي هنا هو عرض وجهة نظر الفلسطينيين فيما يدور لأن الإعلام الغربي متخلّف في هذه الناحية ولأن ما يدور ليس حرباً، بل إبادة».

وماذا عن الشركات والمؤسسات التي عرضت دعماً مادياً للمهرجان ورُفضت: «هذه المؤسسات تغاضت عن أن موقف مهرجان القاهرة في أساسه ملتزم بموقف الدولة في مصر، وشخصياً التزامي هو أيضاً إيماني العميق بأن ما يحدث في فلسطين ولبنان لا يجب أن يستمر تحت أي عذر. لذلك أنا سعيد بإصداري هذا القرار رغم أن الميزانية التي تلقيناها، وهي أعلى من ميزانية الدورة الأخيرة قبل عامين، بالكاد تلبّي كل متطلبات المهرجان. هي كافية وتحركنا بها جيداً ضمن حدودها. الأهم أننا عبّرنا عن رفضنا لعروض المؤسسات التي تدعم الاحتلال».