انقلابيو اليمن يحشدون باتجاه تعز ويهاجمون جنوب الحديدة

الجيش يُشدد على التأهب القتالي لاستعادة الدولة ومؤسساتها

دورية على متنها مسلحون حوثيون في صنعاء (إ.ب.أ)
دورية على متنها مسلحون حوثيون في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يحشدون باتجاه تعز ويهاجمون جنوب الحديدة

دورية على متنها مسلحون حوثيون في صنعاء (إ.ب.أ)
دورية على متنها مسلحون حوثيون في صنعاء (إ.ب.أ)

دفعت الجماعة الحوثية في اليمن بمزيد من التعزيزات العسكرية باتجاه محافظة تعز، بالتوازي مع شنها هجمات بالمدفعية على المناطق المحررة في محافظة الحديدة، وسط مخاوف من أن يقود سلوك الجماعة إلى انفراط التهدئة الهشة.

جاء ذلك في وقت يواصل فيه الجيش اليمني ترتيب صفوفه مع تشديد رئيس هيئة أركانه الفريق صغير بن عزيز على الاستعداد القتالي، ورفع الجاهزية في مختلف الوحدات العسكرية والمحاور.

رئيس هيئة الأركان اليمني مجتمعاً في مأرب مع كبار القادة (سبأ)

وذكر شهود في محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) أن الجماعة الحوثية دفعت بتعزيزات عسكرية جديدة من محافظة ريف صنعاء وذمار وإب باتجاه جبهات القتال بمحافظة تعز.

وأكد الشهود لـ«الشرق الأوسط»، أن التعزيزات الجديدة تجاوزت 24 عربة عسكرية على متنها أعداد من المجندين ممن استقطبتهم الجماعة أخيراً، حيث شوهدت العربات بمناطق الدليل ومفرق حبيش والدائري الغربي في مدينة إب متجهة صوب محافظة تعز.

وجاءت هذه التعزيزات متوازية مع استمرار تكثيف الجماعة الحوثية في هذه الأيام من تشكيل لجان تعبئة وتحشيد على مستوى الأحياء والحارات والقرى والعزل في المناطق تحت سيطرتها بغية رفد جبهاتها بمقاتلين جدد.

ويخشى مراقبون أن يكون التعزيز الحوثي ضمن المحاولات المستمرة للجماعة لتفجير الوضع عسكرياً، مع مواصلة ارتكابها المزيد من الخروق الميدانية للهدنة الأممية واستهدافها بمختلف الأسلحة مناطق وأحياء آهلة بالسكان.

الجماعة الحوثية كانت دفعت قبل نحو أسبوعين بتعزيزات جديدة صوب محافظة مأرب قادمة من صنعاء العاصمة وريفها ومحافظات عمران وذمار.

تصعيد ينذر بتفجر الوضع

وفق ما أفاد به الإعلام العسكري اليمني، شنت الجماعة الحوثية، السبت، هجمات مكثفة بالمدفعية على منطقة الحيمة جنوب محافظة الحديدة الساحلية، وهو الأمر الذي رأى فيه سياسيون انتهاكاً ينذر بتفجُّر الأوضاع، في ظل عجز البعثة الأممية الخاصة بالحديدة عن وقف التصعيد الحوثي.

ومع استمرار تصاعد الخروق الحوثية في جبهات محافظة تعز وحشد المزيد من القوات، كشف رئيس أركان محور تعز العميد عبد العزيز المجيدي، عن أن الميليشيات الحوثية دفعت مؤخراً بحشود عسكرية إلى جبهات محافظة تعز.

تعزيزات حوثية عسكرية سابقة من العاصمة صنعاء صوب تعز (فيسبوك)

وأكد المجيدي خلال اجتماعه باللجنة الأمنية أن الجماعة تتربص بالمحافظة من خلال استقدام الحشود العسكرية بشكل مستمر، مشيراً إلى الاعتداءات ضد مواقع الجيش الوطني بالمحافظة، إضافة إلى استمرار قصف الجماعة الأحياء السكنية.

ويقول الجيش اليمني إن التحضيرات والاستعدادات والتعزيزات التي تقوم بها الجماعة الحوثية على خطوط التماس في مختلف الجبهات، تبيّن بوضوح أن قادتها لا يحترمون الهدنة ويرفضون السلام.

وكشفت مصادر عسكرية بمحافظة تعز قبل أيام قليلة عن استهداف القوات الحكومية تعزيزات عسكرية جديدة تابعة للحوثيين، وأن مدفعية القوات منعت الجماعة من استحداث خنادق وتحصينات في الجبهة الشمالية الشرقية للمدينة.

وكانت الحكومة اليمنية اتهمت الجماعة الانقلابية بمواصلة المراوغة واستغلال أي هدنات إنسانية تعلنها الأمم المتحدة لاستعادة أنفاسها وترتيب صفوفها ومواصلة ارتكابها مزيداً من الجرائم والانتهاكات والخروق وإطلاق حملات تجنيد بحق سكان مدن سيطرتها استعداداً لخوض معارك جديدة.

سعي أممي... والجيش يتوعد

مع هذه التطورات تسعى بعثة الأمم المتحدة الخاصة بالحديدة إلى تعزيز ولايتها من خلال التنسيق مع الجانب الحكومي، خاصة بعد أن توقفت هذه الاجتماعات مع الفريق الحكومي لفترة طويلة.

رئيس البعثة الأممية مجتمعاً مع الفريق الحكومي جنوب الحديدة (الأمم المتحدة)

وذكرت البعثة في بيان أن مدينة الخوخة استضافت السبت، اجتماع بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة والفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار.

وقالت إن هذا الاجتماع الذي ترأسه اللواء مايكل بيري رئيس بعثة «أونمها» بمعية الرئيس المشارك للجنة تنسيق إعادة الانتشار اللواء محمد عيظة هو الأول الذي يعقد في الخوخة منذ إنشاء البعثة، حيث ناقش الاجتماع القضايا المتعلقة بتعزيز تنفيذ ولاية البعثة الأممية.

في غضون ذلك يواصل الجيش اليمني ترتيب قواته وتنظيمها، وعقد الاجتماعات مع الوحدات العسكرية وكبار القادة، ضمن التحرك النشط لرئيس هيئة الأركان الفريق صغير بن عزيز.

وذكر الإعلام الرسمي أن بن عزيز ترأس اجتماعاً موسعاً برؤساء هيئات وزارة الدفاع وقادة المناطق العسكرية، وكبار قادة الجيش، حيث استمع إلى تقارير عن الموقف العملياتي والتطورات الميدانية في مسرح العمليات القتالية، ومستوى جاهزية القوات في ظل تصعيد الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، وانتهاكاتها المستمرة.

مسلحون حوثيون في صنعاء يرددون شعارات الجماعة في تجمع طائفي (إ.ب.أ)

ونقلت وكالة «سبأ» عن بن عزيز أنه أكد على أهمية الارتقاء بمستوى الأداء الإداري والعملياتي، وتنفيذ المهام والواجبات والاحتفاظ باليقظة والاستعداد القتالي لمواجهة مختلف التطورات مع تشديده على أهمية تعزيز وتنظيم التعاون والتنسيق بين مختلف مناطق ووحدات الجيش.

وفي حين أكد رئيس الأركان اليمني على واحدية قوات الجيش، قال إن القوات المسلحة «ماضية بعزيمة قوية في تنفيذ المهام والواجبات الدستورية في استعادة الدولة ومؤسساتها»، وأنها «لن تدخر جهداً من أجل توفير كل ما من شأنه الارتقاء بمستوى الأداء واستعادة جاهزية القوات وفاعليتها في تنفيذ المهام الوطنية».


مقالات ذات صلة

العالم العربي مخاوف يمنية من إفراغ الحوثيين اتفاق تبادل المحتجزين من مضامينه (إعلام حكومي)

«اتفاق مسقط» للمحتجزين يفتح نافذة إنسانية وسط تفاؤل يمني حذر

اتفاق مسقط لتبادل نحو 2900 محتجز ينعش آمال اليمنيين بإنهاء معاناة الأسرى وسط تفاؤل حذر ومطالب بضمانات أممية لتنفيذ «الكل مقابل الكل»

«الشرق الأوسط» (الرياض - صنعاء)
العالم العربي لوحة في عدن تعرض صورة عيدروس الزبيدي رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي» الداعي للانفصال (رويترز)

الرياض ترسم مسار التهدئة شرق اليمن... «خروج سلس وعاجل» لـ«الانتقالي»

يرسم البيان السعودي مسار التهدئة شرق اليمن، داعياً لانسحاب قوات «الانتقالي» من حضرموت والمهرة، وسط ترحيب رئاسي وحكومي وإجماع حزبي ضد التصعيد.

«الشرق الأوسط» (جدة)
وفد سعودي زار حضرموت ضمن مساعي التهدئة وخفض التوتر (سبأ)

حضرموت تتمسك بالشرعية وتحذر من تكلفة «التحركات الأحادية»

جددت سلطة حضرموت دعمها الكامل للشرعية، محذّرة من التحركات العسكرية الأحادية، ومؤكدة أن أمن المحافظة، والحوار السياسي هما السبيل للاستقرار، والتنمية

«الشرق الأوسط» (جدة)
العالم العربي العليمي مستقبلاً في الرياض السفيرة الفرنسية لدى اليمن (سبأ)

العليمي يرفض «تقطيع» اليمن ويؤكد حماية المركز القانوني للدولة

جدّد العليمي رفضه القاطع لأي محاولات لتفكيك الدولة اليمنية أو فرض وقائع أحادية خارج المرجعيات الحاكمة للمرحلة الانتقالية مؤكداً حماية المركز القانوني للدولة

«الشرق الأوسط» (جدة)

رئيس هيئة الاستعلامات المصرية: نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

رئيس هيئة الاستعلامات المصرية: نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، اليوم الخميس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف رشوان في تصريحات لقناة تلفزيون «القاهرة الإخبارية» أن نتنياهو يعمل وفق اعتبارات انتخابية لصياغة تحالف جديد.

وتابع أن نتنياهو يسعى لإشعال المنطقة، ويحاول جذب انتباه ترمب إلى قضايا أخرى، بعيداً عن القطاع، لكنه أشار إلى أن الشواهد كلها تدل على أن الإدارة الأميركية حسمت أمرها بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة.

وحذر رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية من أن نتنياهو يريد أن تؤدي قوة حفظ الاستقرار في غزة أدواراً لا تتعلق بها.

وفي وقت سابق اليوم، نقل موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن نتنياهو سيُطلع ترمب على معلومات استخباراتية عن خطر الصواريخ الباليستية الإيرانية خلال اجتماعهما المرتقب قبل نهاية العام الحالي.

وأكد المصدر الإسرائيلي أن بلاده قد تضطر لمواجهة إيران إذا لم تتوصل أميركا لاتفاق يكبح جماح برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.


الصوماليون يصوتون في أول انتخابات محلية بنظام الصوت الواحد منذ 1969

حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)
حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)
TT

الصوماليون يصوتون في أول انتخابات محلية بنظام الصوت الواحد منذ 1969

حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)
حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)

أدلى الناخبون في الصومال، الخميس، بأصواتهم في انتخابات محلية مثيرة للجدل، تُعدّ الأولى التي تُجرى بنظام الصوت الواحد منذ عام 1969. ويقول محللون إن هذه الانتخابات تُمثل خروجاً عن نظام مفاوضات تقاسم السلطة القائم على أساس قبلي.

وقد نظمت الحكومة الاتحادية في البلاد التصويت لاختيار أعضاء المجالس المحلية، في أنحاء المناطق الـ16 في مقديشو، ولكنه قوبل برفض من جانب أحزاب المعارضة التي وصفت الانتخابات بالمعيبة والمنحازة.

يذكر أن الصومال انتخب لعقود أعضاء المجالس المحلية والبرلمانيين من خلال المفاوضات القائمة على أساس قبلي، وبعد ذلك يختار المنتخبون الرئيس.

يُشار إلى أنه منذ عام 2016 تعهّدت الإدارات المتعاقبة بإعادة تطبيق نظام الصوت الواحد، غير أن انعدام الأمن والخلافات الداخلية بين الحكومة والمعارضة حالا دون تنفيذ هذا النظام.

أعضاء «العدالة والتضامن» في شوارع مقديشو قبيل الانتخابات المحلية وسط انتشار أمني واسع (إ.ب.أ)

وجدير بالذكر أنه لن يتم انتخاب عمدة مقديشو، الذي يشغل أيضاً منصب حاكم إقليم بانادير المركزي، إذ لا يزال شاغل هذا المنصب يُعيَّن، في ظل عدم التوصل إلى حل للوضع الدستوري للعاصمة، وهو أمر يتطلب توافقاً وطنياً. غير أن هذا الاحتمال يبدو بعيداً في ظل تفاقم الخلافات السياسية بين الرئيس حسن شيخ محمود وقادة ولايتي جوبالاند وبونتلاند بشأن الإصلاحات الدستورية.

ووفق مفوضية الانتخابات، هناك في المنطقة الوسطى أكثر من 900 ناخب مسجل في 523 مركز اقتراع.

ويواجه الصومال تحديات أمنية، حيث كثيراً ما تنفذ جماعة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» هجمات دموية في العاصمة، وجرى تشديد إجراءات الأمن قبيل الانتخابات المحلية.

وذكر محللون أن تصويت مقديشو يمثل أقوى محاولة ملموسة حتى الآن لتغيير نظام مشاركة السلطة المعتمد على القبائل والقائم منذ أمد طويل في الصومال.

وقال محمد حسين جاس، المدير المؤسس لمعهد «راد» لأبحاث السلام: «لقد أظهرت مقديشو أن الانتخابات المحلية ممكنة من الناحية التقنية».


اجتماعات في مصر وتركيا... مساعٍ لتفكيك عقبات «اتفاق غزة»

فلسطينيون يسيرون وسط الملاجئ في مخيم النصيرات للنازحين بقطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يسيرون وسط الملاجئ في مخيم النصيرات للنازحين بقطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

اجتماعات في مصر وتركيا... مساعٍ لتفكيك عقبات «اتفاق غزة»

فلسطينيون يسيرون وسط الملاجئ في مخيم النصيرات للنازحين بقطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يسيرون وسط الملاجئ في مخيم النصيرات للنازحين بقطاع غزة (أ.ف.ب)

توالت اجتماعات الوسطاء لدفع اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، المتعثر حالياً، واستضافت القاهرة وأنقرة اجتماعين بشأن تنفيذ بنود الاتفاق، بعد لقاء موسع في مدينة ميامي الأميركية قبل نحو أسبوع بحثاً عن تحقيق اختراق جديد.

تلك الاجتماعات الجديدة في مصر وتركيا، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أنها بمثابة مساعٍ لتفكيك عقبات الاتفاق المتعثر، وشددوا على أن إسرائيل قد لا تمانع للذهاب للمرحلة الثانية تحت ضغوط أميركية؛ لكنها ستعطل مسار التنفيذ بمفاوضات تتلوها مفاوضات بشأن الانسحابات وما شابه.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان: «بتوجيه من رئيس الوزراء، غادر منسق شؤون الأسرى والمفقودين، العميد غال هيرش، على رأس وفد ضم مسؤولين من الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك)، والموساد إلى القاهرة».

والتقى الوفد الإسرائيلي مسؤولين كباراً وممثلي الدول الوسيطة، وركزت الاجتماعات على الجهود وتفاصيل عمليات استعادة جثة الرقيب أول ران غوئيلي.

وسلمت الفصائل الفلسطينية منذ بدء المرحلة الأولى لوقف إطلاق النار في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، 20 أسيراً إسرائيلياً أحياء ورفات 27 آخرين، فيما تبقى رفات ران غوئيلي الذي تواصل «حماس» البحث عن رفاته، وتقول إن الأمر سيستغرق وقتاً نظراً للدمار الهائل في غزة، فيما ترهن إسرائيل بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية من الاتفاق بتسلمها تلك الجثة.

وبالتزامن، أعلنت حركة «حماس»، في بيان، أن وفداً قيادياً منها برئاسة رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية، قد التقى في أنقرة مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في لقاء بحث «مجريات تطبيق اتفاق إنهاء الحرب على غزة والتطورات السياسية والميدانية».

وحذر الوفد من «استمرار الاستهدافات والخروقات الإسرائيلية المتكررة في قطاع غزة»، معتبراً أنها تهدف إلى «عرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق وتقويض التفاهمات القائمة».

وجاء اللقاءان بعد اجتماع قبل نحو أسبوعٍ، جمع وسطاء اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة ميامي الأميركية، وأفاد بيان مشترك عقب الاجتماع بأنه جارٍ مناقشة سبل تنفيذ الاتفاق.

ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور سعيد عكاشة، أن اجتماعي القاهرة وأنقرة يأتيان في توقيت مهم بهدف دفع تنفيذ الاتفاق وإنهاء العقبات بشكل حقيقي، والوصول لتفاهمات تدفع واشنطن لزيادة الضغط على إسرائيل للدخول للمرحلة الثانية المعطلة، مشيراً إلى أن مسألة الرفات الأخير تبدو أشبه بلعبة لتحقيق مكاسب من «حماس» وإسرائيل.

فالحركة تبدو، كما يتردد، تعلم مكانها ولا تريد تسليمها في ضوء أن تدخل المرحلة الثانية تحت ضغط الوسطاء والوقت وفي يدها ورقة تتحرك بها نظرياً، وإسرائيل تستفيد من ذلك بالاستمرار في المرحلة الأولى دون تنفيذ أي التزامات جديدة مرتبطة بالانسحابات، وفق عكاشة.

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، أن هذه الاجتماعات تبحث كيفية سد الفجوات، خاصة أن الجثة تمثل عقبة حقيقية، مشيراً إلى أن لقاء «حماس» في تركيا يهدف لبحث ترتيبات نزع السلاح ودخول القوات الدولية، خاصة أن أنقرة تأمل أن يكون لها دور، وتعزز نفسها وعلاقاتها مع واشنطن.

صورة عامة للمنازل المدمرة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

ولا تزال إسرائيل تطرح مواقف تعرقل الاتفاق، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، إن بلاده «لن تغادر غزة أبداً»، وإنها ستقيم شريطاً أمنياً داخل قطاع غزة لحماية المستوطنات، مشدداً على أنه يجب على «حماس» أن تتخلى عن السلاح، وإلا «فستقوم إسرائيل بهذه المهمة بنفسها»، وفق موقع «واي نت» العبري، الخميس.

فيما سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، إلى تحميل حركة «حماس» المسؤولية عن إصابة ضابط بالجيش الإسرائيلي في ‌انفجار عبوة ناسفة ‍في رفح، وانتهاك اتفاق ‌وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن الحركة الفلسطينية أكدت أن الانفجار وقع في منطقة تسيطر عليها إسرائيل بالكامل، ورجحت أن يكون الحادث ناجماً عن «مخلفات الحرب».

وجاء اتهام نتنياهو لـ«حماس» قبل أيام من لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الولايات المتحدة. ونقلت تقارير عبرية أن نتنياهو يريد إقناع ترمب بتثبيت «الخط الأصفر» حدوداً دائمة بين مناطق سيطرة إسرائيل و«حماس»؛ ما يعني احتلال إسرائيل لـ58 في المائة من مساحة القطاع.

ويتوقع عكاشة أن تعلن إسرائيل بعد لقاء ترمب أنها لا تمانع من دخول المرحلة الثانية، ولكن هذا سيظل كلاماً نظرياً، وعملياً ستطيل المفاوضات بجدولها وتنفيذ بنودها، ويبقي الضغط الأميركي هو الفيصل في ذلك.

ووفقاً لمطاوع، فإن إسرائيل ستواصل العراقيل وسط إدراك من ترمب أنه لن يحل كل المشاكل العالقة مرة واحدة، وأن هذه الاجتماعات المتواصلة تفكك العقبات، وسيراهن على بدء المرحلة الثانية في يناير (كانون الثاني) المقبل، تأكيداً لعدم انهيار الاتفاق.