تعسف ميليشياوي يستهدف المعلمين في إب اليمنية

تقرير حقوقي: مقتل وإصابة 4 آلاف تربوي على أيدي الحوثيين

طالبات يتجمعن في مدرسة أروى للبنات في محافظة إب اليمنية (فيسبوك)
طالبات يتجمعن في مدرسة أروى للبنات في محافظة إب اليمنية (فيسبوك)
TT

تعسف ميليشياوي يستهدف المعلمين في إب اليمنية

طالبات يتجمعن في مدرسة أروى للبنات في محافظة إب اليمنية (فيسبوك)
طالبات يتجمعن في مدرسة أروى للبنات في محافظة إب اليمنية (فيسبوك)

على خلفية تهجم قيادي حوثي على وكيلة مدرسة حكومية بمدينة إب اليمنية وطردها من مقر عملها وتهديدها بالفصل من الوظيفة العامة، أضربت عشرات المعلمات والتربويات غربي المدينة عن العمل مع تنفيذ وقفات احتجاجية رفضا لتعسف الجماعة.

وكان القيادي الحوثي المدعو محمد الغزالي المعين مديراً للتعليم في إب أقدم برفقة مسلحين على اقتحام مدرسة أروى وسط مدينة إب وباشر بالتهجم على وكيلة المدرسة نادية القاضي، والإساءة إليها ثم طردها من المدرسة.

وقفة احتجاجية لمعلمات في إب تنديداً بممارسات قيادي حوثي (فيسبوك)

وأثار تصرف القيادي الحوثي غضب واستهجان الناشطين والتربويين الذين أكدوا أن ذلك السلوك هو انتقام من الوكيلة على خلفية تأييدها احتجاجات تربوية اندلعت في المحافظة للمطالبة بدفع الرواتب.

وأعلنت المعلمات المحتجات في إب إضرابهن عن التدريس مع تنفيذ وقفات احتجاجية، وهددن بالتصعيد في حال تجاهل قادة الانقلاب بالمحافظة لمطالبهن ورد الاعتبار للمسؤولة التربوية.

وعبّر المعلمات عن إدانتهن قيام القيادي الحوثي بدهم باحة مدرستهن بطريقة فجة ومفزعة وتوجيه الشتائم والتهديد ضد وكيلة المدرسة ثم طردها من عملها.

وطالب المحتجات بسرعة إقالة القيادي الحوثي من منصبه وإجراء تحقيق بالحادثة ومحاسبته ومرافقيه بعد أن أفرط منذ توليه المنصب في ارتكاب سلسلة من الانتهاكات بحق العملية التعليمية ومنتسبيها في المحافظة.

وسبق للقيادي الحوثي الغزالي، أن طرد قبل أسبوع بشكل تعسفي مدير مدرسة الشهيد الصباحي، أثناء لقاء جمعه بمديري مدارس في وسط مدينة إب، وقبلها بأيام طرد مدير مدرسة «الثورة» بمديرية جبلة، بعد اتهامهما بالمشاركة مع معلمين آخرين بتنفيذ إضرابات تطالب بالرواتب.

جرائم ضد التربويين

من جهة أحرى، كشف المركز الأميركي للعدالة وهو منظمة حقوقية يمنية تعمل من الأراضي الأميركية عن إحصائية جديدة توثق ما تعرض له المعلمون اليمنيون من جرائم بمناطق سيطرة الحوثيين طوال السنوات المنصرمة.

تجمع معلمات وطالبات في مدرسة أروى في إب اليمنية (فيسبوك)

وطبقاً لمدير المركز المحامي عبد الرحمن برمان قتلت الجماعة الحوثية 1579 معلماً بينهم 81 مدير مدرسة، وأصابت نحو 2642 آخرين بعضهم لا تزال إعاقتهم مستديمة، كما أصدرت الجماعة أحكاماً بإعدام 11 معلماً يمنياً منهم سعد النزيلي نقيب المعلمين اليمنيين في صنعاء، وخالد النهاري، وفهد السلامي، وهم مديرو مدارس، إضافة إلى ثمانية آخرين، بعد أن خطفتهم وزجت بهم في معتقلاتها.

وأكد المحامي برمان تعرض 621 معلماً يمنياً للاختطاف والإخفاء القسري إلى جانب مقتل 14 معلماً تحت التعذيب الوحشي بمعتقلات وسجون الحوثيين.

وأدت الأعمال الحوثية العدائية إلى تهجير نحو 20 ألف معلم بعد تعرضهم للتهديدات والملاحقات، ما اضطرهم لترك أعمالهم ومنازلهم والنزوح إلى محافظات أخرى لضمان أمنهم وسلامتهم. كما حرمت الميليشيات أكثر من 171 ألف معلم يمني بمناطق سيطرتها من الحصول على مرتباتهم، وفقاً للمحامي برمان.

وكان البنك الدولي قد سلط حديثاً الضوء على المزيد من تدهور جودة التعليم في اليمن جراء استمرار الصراع الدائر، وقال في تقريره بعنوان «أصوات من اليمن»، إنّ الصراع أدى إلى تدهور جودة التعليم في اليمن وقاد إلى تسرب الطلاب.

أجبر الحوثيون طالبات مدرسة أروى في إب على إحياء فعالية ذات صبغة طائفية (فيسبوك)

وبحسب التقرير، يمكن أن يؤدي الغياب المطول للتعليم الجيد إلى تغذية الصراع من خلال خفض تنمية رأس المال البشري في اليمن.

وأفاد بوجود أسباب رئيسية للتدهور الملحوظ في الجودة والتسرب من التعليم؛ تتمثل في النقص بتوافر المعلمين، ونقص الكتب المدرسية المطبوعة، وأوجه القصور في البنية التحتية، واكتظاظ الفصول الدراسية، وتدهور دخل الأسر، والمسافة إلى المدارس، وعدم توفر خيارات النقل.


مقالات ذات صلة

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

العالم العربي واشنطن تقود تحالفاً لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن (الجيش الأميركي)

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

بينما جدد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح الموظفين الأمميين فوراً، تواصلت، الثلاثاء، الضربات الغربية لليوم الرابع على مواقع الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون متهمون بتصعيد انتهاكاتهم ضد اليمنيين (إ.ب.أ)

انقلابيو اليمن متهمون بارتكاب انتهاكات ضد أقارب المغتربين

صعّدت جماعة الحوثيين في اليمن من وتيرة انتهاكاتها بحق أقارب المغتربين لا سيما المنتمون منهم إلى محافظتي إب والضالع، وذلك ضمن استهداف الجماعة الممنهج للسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)

الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

بالتزامن مع الكشف عن وسائل تعذيب موحشة يتعرض لها المعتقلون بسجون مخابرات الجماعة الحوثية أكدت مصادر حقوقية استمرار الجماعة في رفض إطلاق قيادات «المؤتمر الشعبي»

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي دخان كثيف إثر استهداف مدينة الحديدة بغارات إسرائيلية رداً على هجوم صاروخي حوثي (إكس)

سفينة تبلغ عن انفجارات في محيطها قبالة الحديدة باليمن

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة على بعد 70 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة باليمن أبلغت عن عدة انفجارات في محيطها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي ممرضة في مدينة المخا تقيس محيط أعلى ذراع طفل للتحقق من تحسن حالته الصحية بعد تلقيه علاجاً لسوء التغذية (الأمم المتحدة)

سوء التغذية والشتاء يتربصان بأطفال اليمن والنازحين

يشهد اليمن زيادة في أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم، في حين ينتظر النازحون، بسبب الحرب وتطرفات المناخ، شتاء قاسياً في ظل التردي الاقتصادي.

وضاح الجليل (عدن)

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
TT

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)

في بلدة عمشيت الساحلية الهادئة التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة شمالي بيروت، استأنفت المدارس الحكومية أخيراً مهمتها التعليمية وسط عشرات الآلاف من النازحين الذين اتخذوا من بعض المدارس مأوى مؤقتاً.

وحسب «رويترز»، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه مع تصاعد الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» في سبتمبر (أيلول) لحق الدمار بمئات المدارس في لبنان أو اضطرت لغلق أبوابها بسبب الأضرار أو المخاوف الأمنية.

وقالت وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية إنه تم تحويل 505 مدارس من بين نحو 1250 مدرسة حكومية في لبنان إلى ملاجئ مؤقتة لبعض النازحين الذين يبلغ عددهم 840 ألف شخص.

وبدأت الوزارة، الشهر الماضي، إعادة فتح المدارس على مراحل، مما سمح بعودة 175 ألف طالب منهم 38 ألف نازح إلى بيئة تعليمية لا تزال بعيدةً عن وضعها الطبيعي.

وفي مدرسة عمشيت الثانوية الحكومية، التي تضم الآن 300 طالب مسجل ويُتوقع انضمام المزيد منهم مع استمرار وصول العائلات النازحة، تحولت المساحات المألوفة ذات يوم إلى مكان مخصص لاستيعاب الواقع الجديد.

وقال مدير المدرسة، أنطوان عبد الله زخيا، إنه قبل شهرين ونصف الشهر اختيرت المدرسة كملجأ.

واليوم، تتدلى الملابس المغسولة من نوافذ الفصول الدراسية، وتملأ السيارات ساحة اللعب التي كانت ذات يوم منطقةً صاخبة، والممرات التي كان يتردد فيها صوت ضحكات التلاميذ أصبحت الآن استراحةً للعائلات التي تبحث عن ملجأ.

وأعربت فادية يحفوفي، وهي نازحة تعيش مؤقتاً في المدرسة، عن امتنانها الممزوج بالشوق. وقالت: «بالطبع، نتمنى العودة إلى منازلنا. لا أحد يشعر بالراحة إلا في المنزل».

كما أعربت زينة شكر، وهي أم نازحة أخرى، عن قلقها على تعليم أطفالها.

وقالت: «كان هذا العام غير عادل. بعض الأطفال يدرسون بينما لا يدرس آخرون. إما أن يدرس الجميع، أو يجب تأجيل العام الدراسي».

التعليم لن يتوقف

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الخطة المرحلية لاستئناف الدراسة ستشمل تسجيل 175 ألف طالب من بينهم 38 ألف طفل نازح في 350 مدرسة عامة غير مستخدمة كملاجئ. وقال وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، لـ«رويترز»: «العملية التعليمية هي أحد مظاهر مقاومة العدوان الذي يواجهه لبنان». وأضاف الحلبي أن قرار استئناف العام الدراسي كان صعباً لأن العديد من الطلاب والمدرسين النازحين لم يكونوا مستعدين نفسياً للعودة إلى المدرسة. وفي مبنى مجاور في مدرسة عمشيت الثانوية الرسمية، يتأقلم المعلمون والطلاب مع أسبوع مضغوط مدته 3 أيام ويشمل كل يوم 7 حصص دراسية لزيادة وقت التعلم إلى أقصى حد.

ولا تزال نور قزحيا (16 عاماً)، وهي من سكان عمشيت، متفائلة. وقالت: «لبنان في حالة حرب، لكن التعليم لن يتوقف. سنواصل السعي لتحقيق أحلامنا». ويتأقلم المعلمون مع الظروف الصعبة. وقال باتريك صقر وهو مدرس فيزياء (38 عاماً): «الجميع مرهقون ذهنياً... في نهاية المطاف، هذه الحرب تطولنا جميعاً». وبالنسبة لأحمد علي الحاج حسن (17 عاماً) النازح من منطقة البقاع، يمثل الأسبوع الدراسي الذي يدوم 3 أيام تحدياً لكنه ليس عائقاً. وقال: «هذه هي الظروف. يمكننا أن ندرس رغم وجودها».