أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز»، نشر يوم الأحد، أن الرئيس السابق دونالد ترمب يتفوق بشكل كبير على الرئيس بايدن في 5 من أهم 6 ولايات في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأشار الاستطلاع إلى أن ترمب يتقدم على بايدن بفارق هائل، قدره 10 نقاط في نيفادا، و6 نقاط في جورجيا، و5 نقاط في كل من أريزونا وميشيغان، و4 نقاط في بنسلفانيا. بينما يتقدم بايدن في ولاية ويسكونسن فقط، حيث يتفوق على ترمب بنقطتين. وكان بايدن قد هزم ترمب في جميع الولايات الست خلال انتخابات 2020.
وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن يواجه شكوكاً كبيرة حول عمره، واستياء عميقاً من أسلوب تعامله مع الاقتصاد، حيث يرى ثلثا الناخبين أن الولايات المتحدة تسير نحو الاتجاه الخاطئ، إضافة إلى تراجع التأييد له في ملفات السياسة الخارجية. وبهذه النتيجة، تمنح استطلاعات الرأي في جميع الولايات الست ترمب تقدماً بنسبة 48 - 44 على بايدن. ويعزو الاستطلاع أداء بايدن الضعيف إلى الافتقار المدمر للثقة بسبب عمره. وقال الناخبون إنهم يثقون في قدرة ترمب على إدارة الاقتصاد والسياسة الخارجية والهجرة بشكل أفضل.
وجاء أداء ترمب أيضاً بفضل مستويات الدعم غير المسبوقة من الناخبين السود، حيث انحاز إليه رقم قياسي، بلغ 22 في المائة من السكان على حساب بايدن عبر الولايات الست، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز». ويحرز ترمب حالياً تقدماً كبيراً في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري لعام 2024.
الاقتصاد القضية الأهم
قال الناخبون إنهم يثقون بشكل أفضل في ترمب، مقارنة ببايدن بفارق 59 في المائة إلى 37 في المائة فيما يتعلق بالاقتصاد، وهي أكبر فجوة بين أي قضية. وكان تفضيل ترمب في المسائل الاقتصادية، بين الرجال والنساء على حد سواء، والحاصلين على شهادات جامعية وأولئك الذين لا يحملونها، ومن كل فئة عمرية وكل مستوى دخل.
وتمثل هذه النتيجة مشكلة خاصة بالنسبة لبايدن، لأن ما يقرب من ضعف عدد الناخبين قالوا إن القضايا الاقتصادية ستحدد تصويتهم في عام 2024 مقارنة بالقضايا الاجتماعية، مثل الإجهاض أو الأسلحة. وقد فضّل هؤلاء الناخبون الاقتصاديون ترمب بأغلبية ساحقة بنسبة 60 في المائة مقابل 32 في المائة. وتروج حملة بايدن لإعادة انتخابه من منطلق إنجازاته الاقتصادية، لكن وفقاً لاستطلاع الرأي 2 في المائة فقط من الناخبين يقولون إن أداء بايدن في ملف الاقتصاد كان ممتازاً.
ولايات حزام الصدأ
في عام 2020، كانت طريق بايدن للفوز هي إعادة بناء ما يسمى بالجدار الأزرق في ولايات حزام الصدأ في ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا، ثم توسيع الخريطة في ولايات حزام الشمس المتنوعة مثل أريزونا وجورجيا. ويظهر الاستطلاع أن بايدن أقوى بشكل ملحوظ في الولايات الشمالية الصناعية منه في منطقة الحزام الشمسي الأكثر تنوعاً. وتمتد نقاط ضعفه عبر مجموعة واسعة من القضايا الاجتماعية أيضاً، فقد فضّل الناخبون ترمب على بايدن فيما يتعلق بالهجرة بـ12 نقطة، وبالأمن القومي بـ12 نقطة، وبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني بـ11 نقطة.
وعلى الرغم من أن أغلبية 58 في المائة أيدت مزيداً من المساعدات الاقتصادية والعسكرية لأوكرانيا، وهو ما يتماشى مع سياسة بايدن، فإن ذلك لا يبدو أنه يفيد الرئيس في المسائل الأوسع المتعلقة باللياقة للتعامل مع الشؤون الخارجية.
وكانت الفجوة بين الجنسين في مجال الأمن القومي هائلة. ويفضل الرجال ترمب بنسبة 62 في المائة، مقابل 33 في المائة. وفضلت النساء بايدن 47 مقابل 46 بالمئة.
بايدن وقضية الإجهاض
كانت أقوى قضية يؤيد الناخبون أداء بايدن فيها هي قضية حق الإجهاض، حيث يؤيد الناخبون الرئيس بايدن على حساب ترمب بـ9 نقاط مئوية. كما حافظ بايدن على ثقة الناخبين بفارق أقل، قدره 3 نقاط، عن ترمب فيما يتعلق بالتعامل مع القيم «الديمقراطية».
وقال سبنسر فايس، أحد الناخبين المستطلعة آراؤهم في بنسلفانيا، البالغ من العمر 53 عاماً، لـ«نيويورك تايمز»: «العالم ينهار في عهد بايدن». وأضاف: «أفضّل أن أرى شخصاً أشعر أنه يمكن أن يكون نموذجاً إيجابياً للزعيم في البلاد. لكن على الأقل، أعتقد أن ترمب يتمتع بذكاء تجاه القضايا المختلفة».
وسيبلغ بايدن 81 عاماً قريباً، وهو أكبر مرشح في تاريخ الولايات المتحدة يترشح للرئاسة، يليه ترمب بعمر 77 عاماً. وقال 71 في المائة من المشاركين في الاستطلاع لصحيفة «نيويورك تايمز» إن بايدن «كبير جداً» بحيث لا يمكنه العمل كرئيس فعال. ومن بين مؤيدي بايدن، لا يزال 54 في المائة يقولون إنه أكبر من أن يتمكن من تولي هذا المنصب.
ولا يزال أمام بايدن عام بأكمله لمحاولة تغيير الوضع المتراجع لشعبيته وتحسين المؤشرات الاقتصادية. وتستهدف حملة بايدن التي تملك كثيراً من الأموال، دعم نقاط ضعفه الديموغرافية في هذه الولايات. وفي المقابل، سيكون عام 2024 مليئاً ومزدحماً بجلسات المحاكمات للرئيس السابق ترمب، حيث يواجه 4 محاكمات جنائية.