استمرار التوتر الأميركي - الصيني رغم الاستعدادات لقمة بايدن - شي

وزير الخارجية أنتوني بلينكن ونظيره الصيني وانغ يي مع وفديهما في واشنطن (أ.ب)
وزير الخارجية أنتوني بلينكن ونظيره الصيني وانغ يي مع وفديهما في واشنطن (أ.ب)
TT

استمرار التوتر الأميركي - الصيني رغم الاستعدادات لقمة بايدن - شي

وزير الخارجية أنتوني بلينكن ونظيره الصيني وانغ يي مع وفديهما في واشنطن (أ.ب)
وزير الخارجية أنتوني بلينكن ونظيره الصيني وانغ يي مع وفديهما في واشنطن (أ.ب)

تواصلت التوترات الحادة بين الجيشين الأميركي والصيني رغم الاستعدادات الجارية بين واشنطن وبكين لعقد قمة محتملة بين الرئيسين جو بايدن وشي جينبينغ خلال الأسابيع المقبلة، في مؤشر عبر عنه وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي يعتقد أن الطريق إلى الاجتماع المتوقع بين الزعيمين لن يكون «سلساً».

واحتل الخلاف بشأن العلاقات العسكرية بين القوتين مركز الصدارة هذا الأسبوع في منتدى شيانغشان الأمني، الذي عقد في بكين، حيث وجه نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني الجنرال تشانغ يوشيا انتقادات مستترة لسياسة واشنطن الخارجية وتموضعها العسكري، واصفا إياها بأنها تهديدات خطيرة للسلام والاستقرار في كل أنحاء العالم مع احتدام حربين في أوكرانيا وغزة.

وقال إن «بعض الدول تريد رؤية الفوضى في العالم» من خلال تعزيز مصالحها الخاصة وزرع الاضطرابات والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وأضاف: «أينما تمتد أيديهم، فهذا هو المكان الذي لا يمكن فيه السلام والهدوء».

نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية تشانغ يوشيا ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يصلان إلى منتدى شيانغشان في بكين (إ.ب.أ)

صدام كارثي

وتدخل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، متهماً الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين بتقويض المصالح الأمنية لروسيا بطريقة «يمكن أن تثير حريقاً كبيراً». وأضاف أن «الخط الغربي المتمثل في التصعيد المستمر للصراع مع روسيا يحمل في طياته تهديداً بصدام عسكري مباشر بين القوى النووية، وهو أمر محفوف بعواقب كارثية». جاءت هذه التصريحات الحادة بعد أيام من توصل المسؤولين الأميركيين والصينيين إلى «اتفاق من حيث المبدأ» لترتيب لقاء بين بايدن وشي في سان فرانسيسكو في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. ومن شأن القمة أن توفر للقوتين منصة لإصلاح العلاقة المتوترة التي سقطت في وقت سابق من هذا العام وسط خلاف حول منطاد تجسس صيني طار فوق الولايات المتحدة.

وجاءت تصريحات وانغ بعد أيام فقط من ختام زيارته لواشنطن العاصمة، حيث اجتمع مع الرئيس بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جايك سوليفان، واتفاق الجانبين على العمل لعقد اجتماع ثنائي على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي «أبيك» في سان فرانسيسكو بعد عشرة أيام.

وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والصيني وانغ يي بعد اجتماع ثنائي في وزارة الخارجية الأميركية (أ.ب)

«الإبحار السلس»

وأصدرت وزارة الخارجية الصينية بياناً يلخص مناقشات وانغ، الذي قال إن الطريق إلى الاجتماع الثنائي لن يكون «إبحاراً سلساً» وإنهم لا يستطيعون الاعتماد على «ربان آلي» لتحقيق ذلك. وأضاف أنه رغم أنه لا تزال هناك العديد من القضايا التي يتعين حلها، فإن الجانبين يعتقدان أنه من المفيد والضروري للولايات المتحدة والصين الحفاظ على الحوار.

وجاءت زيارة وانغ إلى واشنطن في وقت لا تزال فيه التوترات بين البلدين مرتفعة، بما في ذلك حيال ضوابط التصدير الأميركية على التكنولوجيا المتقدمة وإجراءات الصين الأكثر حزماً في بحري الصين الشرقي والجنوبي.

التدخلات

وكان هذا الاجتماع الأحدث في سلسلة من الاتصالات رفيعة المستوى بين البلدين في إطار استكشاف إمكانية تحقيق الاستقرار في العلاقة المتوترة بشكل متزايد في وقت النزاع في أوكرانيا وإسرائيل.

الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في نوسا دوا بجزيرة بالي الإندونيسية (أ.ف.ب)

ووفقا لبيان وزارة الخارجية، قال وانغ أيضاً إن الصين والولايات المتحدة بحاجة إلى «العودة إلى بالي»، حيث انعقد اجتماع شي وبايدن خلال قمة مجموعة العشرين في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، حيث ناقشا القضايا المتعلقة بتايوان والتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتعاون لمعالجة قضايا مثل تغير المناخ والصحة والأمن الغذائي. وأكد وانغ أنه يتعين على البلدين «القضاء على التدخلات والتغلب على العقبات وتعزيز التوافق وتجميع النتائج».

وشملت القضايا الأخرى التي نوقشت بين وانغ وبايدن التبادلات العسكرية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى التبادلات والتعاون المالي والتكنولوجي والثقافي، فضلاً عن الأزمات في الشرق الأوسط وأوكرانيا.


مقالات ذات صلة

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

العالم القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية.

الولايات المتحدة​ حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت يتحدث خلال فعالية (رويترز-أرشيفية)

حاكم تكساس الأميركية يأمر أجهزة الولاية بوقف الاستثمار في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري غريغ أبوت، الأجهزة المعنية بوقف استثمار أموال الولاية في الصين، وبيع هذه الاستثمارات في أقرب فرصة.

«الشرق الأوسط» (أوستن (تكساس))
شؤون إقليمية مدخل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في 3 مارس 2011 (رويترز)

الصين تدعو «الجنائية الدولية» لاتخاذ موقف «موضوعي» بشأن مذكرة توقيف نتنياهو

دعت الصين، اليوم (الجمعة)، المحكمة الجنائية الدولية إلى الحفاظ على «موقف موضوعي وعادل» بعدما أصدرت مذكرة توقيف في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (بكين)
أوروبا لين جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية (موقع الخارجية الصينية)

الصين تدعو إلى «الهدوء» بعد توسيع بوتين إمكانية استخدام الأسلحة النووية

دعت الصين، الأربعاء، إلى «الهدوء» و«ضبط النفس»، غداة إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يوسع إمكانية استخدام الأسلحة النووية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الخليج م. وليد الخريجي ترأس الجانب السعودي في الجولة الثانية من المشاورات السياسية مع «الخارجية الصينية» (واس)

مشاورات سعودية – صينية تعزز التنسيق المشترك

بحثت الجولة الثانية من المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية السعودية والصينية في الرياض، الاثنين، تطوير العلاقات الثنائية، وأهمية تعزيز التنسيق المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ترمب يدرس تعيين مدير مخابرات سابق مبعوثاً خاصاً لأوكرانيا

ريتشارد غرينيل الذي شغل منصب مدير المخابرات الوطنية (أ.ب)
ريتشارد غرينيل الذي شغل منصب مدير المخابرات الوطنية (أ.ب)
TT

ترمب يدرس تعيين مدير مخابرات سابق مبعوثاً خاصاً لأوكرانيا

ريتشارد غرينيل الذي شغل منصب مدير المخابرات الوطنية (أ.ب)
ريتشارد غرينيل الذي شغل منصب مدير المخابرات الوطنية (أ.ب)

قالت أربعة مصادر مطلعة على خطط انتقال السلطة إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدرس اختيار ريتشارد غرينيل الذي شغل منصب مدير المخابرات الوطنية خلال ولايته السابقة مبعوثاً خاصاً للصراع بين روسيا وأوكرانيا.

ومن المتوقع أن يلعب غرينيل، الذي شغل منصب سفير ترمب لدى ألمانيا وكان أيضاً قائماً بأعمال مدير المخابرات الوطنية خلال فترة ترمب من 2017 إلى 2021، دوراً رئيساً في جهود ترمب لوقف الحرب إذا تم اختياره في نهاية المطاف لهذا المنصب، حسبما نقلت وكالة (رويترز) للأنباء.

ورغم أنه لا يوجد في الوقت الراهن مبعوث خاص معني بحل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، فإن ترمب يفكر في إنشاء هذا الدور، وفقاً للمصادر الأربعة التي طلبت عدم الكشف عن هويتها.

وقالت المصادر إن ترمب قد يقرر في نهاية المطاف عدم تعيين مبعوث خاص للصراع في أوكرانيا، رغم أنه يفكر جدياً في القيام بذلك. وإذا فعل ذلك، فقد يختار في النهاية شخصاً آخر لهذا الدور، ولا يوجد ما يضمن أن يقبل غرينيل هذا المنصب. وكان ترمب قد تعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الصراع سريعاً، رغم أنه لم يوضح كيف سيفعل ذلك.

وقد تؤدي بعض مواقف غرينيل إلى إثارة حفيظة زعماء أوكرانيا. فخلال مائدة مستديرة عقدتها وكالة «بلومبرغ» في يوليو (تموز)، دعا إلى إنشاء «مناطق ذاتية الحكم» كوسيلة لتسوية الصراع، الذي بدأ بعد غزو روسيا للأراضي الأوكرانية ذات السيادة. كما أشار إلى أنه لن يؤيد انضمام أوكرانيا إلى منظمة حلف شمال الأطلسي في المستقبل القريب، وهو الموقف الذي يتقاسمه مع العديد من حلفاء ترمب.

ويشير أنصار غرينيل إلى أنه يتمتع بمسيرة دبلوماسية طويلة ولديه معرفة عميقة بالشؤون الأوروبية. فبالإضافة إلى عمله سفيراً لدى ألمانيا، كان غرينيل أيضاً مبعوثاً رئاسياً خاصاً لمفاوضات السلام في صربيا وكوسوفو.

ورفضت كارولين ليفات، المتحدثة باسم فريق ترمب الانتقالي، التعليق، وقالت إن القرارات المتعلقة بموظفي إدارة الرئيس المنتخب «سوف يستمر في الإعلان عنها بنفسه عندما يتخذها».