يبذل كمال كليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، الذي يعد أكبر أحزاب المعارضة في تركيا جهوداً مكثفة للبقاء على رأس الحزب في الانتخابات الداخلية، التي ستجرى خلال المؤتمر العام العادي الـ38 يومي 4 و5 نوفمبر (تشرين الثاني).
ويواجه كليتشدار أوغلو، الذي خسر سباق الرئاسة في جولته الثانية أمام الرئيس رجب طيب إردوغان في مايو (أيار) الماضي، تياراً قوياً داخل حزبه أطلق دعوة للتغيير عقب الانتخابات.
وسيتنافس ممثل هذا التيار رئيس الكتلة البرلمانية السابق للحزب، أوزغور أوزيل، مع كليتشدار أوغلو على رئاسة الحزب، بعد أن تمكن من الحصول على دعم 5 في المائة من مندوبي الحزب البالغ عددهم 1200 مندوب.
وتعهد كليتشدار أوغلو، الذي صعد إلى رئاسة الحزب عام 2010، بأن «يجري التغيير الذي يتوقعه منه الجمهور في اجتماع مجلس الحزب الجديد عقب المؤتمر العام». وقال كليتشدار أوغلو، في مقابلة تلفزيونية الاثنين: «لست ضد التغيير ونحن أكبر حزب يجري تغييراً».
واعترف بوجود تقصير حدث بالانتخابات البرلمانية والرئاسية في مايو (أيار) الماضي، قائلاً: «كان علينا أن نركز أكثر على المناطق الريفية... لست مع فكرة المؤتمرات الكبيرة؛ فبدلاً من الحشد لهذه المؤتمرات كان من الأفضل أن نركز طاقتنا في هذه المناطق... لكن أيضاً أود أن ألفت إلى حقيقة مهمة؛ وهي الإمكانات الضخمة للدولة، التي سخرها الطرف الآخر (في إشارة إلى إردوغان وحزبه) لصالحه».
وأكد أنه لن تكون هناك مشكلة بالنسبة له بمؤتمر حزبه في 4 و5 نوفمبر، وسيكون بعده رئيساً للحزب أيضاً.
وعقد كليتشدار أوغلو سلسلة لقاءات مكثفة مع أسماء بارزة من الحزب، بينها لقاء في أنقرة الأسبوع الماضي، مع رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الذي أطلق الدعوة للتغيير في قيادة وهياكل الحزب بعد انتخابات مايو، وأعلن تأييده لترشح أوزغور أوزيل لرئاسة الحزب منافساً لكليتشدار أوغلو.
وخلال الاجتماع قبل إمام أوغلو، الذي سيخوض الانتخابات المحلية على رئاسة بلدية إسطنبول للمرة الثانية في مارس (آذار) المقبل، أن يتولى رئاسة ديوان المؤتمر العام للحزب، أي أن يتولى إدارة المؤتمر العام على مدى اليومين بشكل محايد.
وعقب اللقاء مع كليتشدار أوغلو، التقى إمام أوغلو أوزيل في إسطنبول. وقالت مصادر قريبة منه إنه ناقش معه ما دار في اللقاء مع كليتشدار أوغلو، وإن كليتشدار أوغلو سيلتقي أوزيل وجهاً لوجه أو يجري معه اتصالاً هاتفياً قبل انعقاد المؤتمر العام.
وأكد إمام أوغلو، عقب اللقاءين، أنه لا يزال عند موقفه من ضرورة إجراء تغيير في الحزب، وأن هذا الموقف لم يطرأ عليه أي تغيير، على أن تنفذ تلك العملية بأكثر الطرق عدلاً وإنصافاً، وضمن القواعد المتعارف عليها.
الانتخابات المحلية
وسيكون أمام من سيفوز برئاسة حزب الشعب الجمهوري في المؤتمر العام للحزب، العمل على ملف الانتخابات المحلية واختيار المرشحين لرئاسات البلديات الكبرى والمدن والأحياء والمناطق.
وحتى الآن، يبدو أنه لن يكون هناك تغيير في أنقرة وإسطنبول، حيث ينتظر الدفع مرة أخرى بمنصور ياواش في أنقرة، وأكرم إمام أوغلو في إسطنبول، بسبب شعبيتهما الكبيرة ونجاحهما خلال فترة عملهما منذ 2019 وحتى الآن.
وينتظر أن يخوض «الشعب الجمهوري» منافسة قوية مع حزب العدالة والتنمية المدعوم بأحزاب «تحالف الشعب»، حيث يرغب الرئيس رجب طيب إردوغان في استعادة إسطنبول وأنقرة، على وجه الخصوص، من يد حزب الشعب الجمهوري.
وكشفت دراسة أجراها مركز «مؤسسة ريفورم» التركي للأبحاث عن تغير المناخ السياسي في البلاد بشكل سريع عقب انتخابات مايو الماضي.
وفي ما يتعلق بالمؤتمر العام المقبل لحزب الشعب الجمهوري، فإن أبرز النقاط التي كشفت عنها الدراسة أن البحث عن زعيم جديد وقوي يستطيع حل المشاكل التي تعانيها تركيا، وفي مقدمتها المشاكل الاقتصادية، يأتي في المقدمة؛ خصوصاً بين مجموعات الناخبين التي سئمت السياسة.
ولفتت الدراسة، التي نشرت الاثنين، إلى أن التغيير الأكثر وضوحاً يتمثل في تراجع الاهتمام السياسي للأتراك بنسبة 85 في المائة.
وذكرت الدراسة أنه «في بيئة بها القنوات الديمقراطية محدودة بالفعل، فإن هذه اللامبالاة السياسية، تثير القلق، وبخاصة مع بقاء أشهر قليلة على إجراء انتخابات جديدة (الانتخابات المحلية)».
وأشارت إلى أنه كمثال على «اللامبالاة»، عندما سئل المشاركون عن تحديد درجة موافقتهم على عبارة مثل «معظم السياسيين لا يهتمون بالناس»، أعطى الناخب العادي درجة 7 من 10.
وأوضحت الدراسة أن اللامبالاة السياسية أو العزلة السياسية، ترسم صورة تتجاوز الأحزاب في تركيا، ويمكن القول إنها تنتشر بين ناخبي جميع الأحزاب.
وأرجعت النفور من السياسة بين الناخبين المؤيدين لإردوغان إلى المشاكل الاقتصادية التي لم تتمكن حكومته من حلها، بينما النفور بين الناخبين الذين صوتوا لصالح كليتشدار أوغلو في انتخابات الرئاسة، ينبع من عدم قدرته على الفوز في الانتخابات.