«نيلي»... وحدة إسرائيلية سرية جديدة لاغتيال عناصر «حماس»

صورة لمقاتلي «القسام» خلال هجوم على أحد المعسكرات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة (فيديو للقسام)
صورة لمقاتلي «القسام» خلال هجوم على أحد المعسكرات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة (فيديو للقسام)
TT
20

«نيلي»... وحدة إسرائيلية سرية جديدة لاغتيال عناصر «حماس»

صورة لمقاتلي «القسام» خلال هجوم على أحد المعسكرات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة (فيديو للقسام)
صورة لمقاتلي «القسام» خلال هجوم على أحد المعسكرات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة (فيديو للقسام)

نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن وحدة خاصة تشكلت من عناصر أمنية واستخباراتية لتعقب وقتل عناصر «حماس» المسؤولين عن هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب إسرائيل. هذه العملية تذكِّرنا بتتبع الفلسطينيين المسؤولين عن مقتل 11 إسرائيلياً في أولمبياد ميونيخ 1972.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية طوال الأسبوع الماضي أن «الشين بيت» جهاز أمني داخلي، و«الموساد» جهاز استخبارات، أقاما وحدة خاصة مشتركة لتعقب عناصر «حماس» الذين نظموا الهجوم الذي أسفر عن مقتل 1400 إسرائيلي، ويطلق على هذه الوحدة اسم «نيلي» وهو اختصار عبري لعبارة في الكتاب المقدس.

حتى اللحظة، تعدّ «نيلي» غير موجودة ولم تؤكد الحكومة الإسرائيلية وجودها أو أنشطتها، لكن أهارون بيرغمان، وهو عالم سياسي في جامعة كينغز كوليدج بلندن، وخدم مدة 6 سنوات في الجيش الإسرائيلي، مقتنع بأن الوحدة حقيقية. وقال لموقع «فرانس 24»: «أعلم من مصادر موثوق بها أن هذه الوحدة حقيقية».

فلسطينيون فوق دبابة سيطر عليها مقاتلو «كتائب القسام» قرب خان يونس يوم 7 أكتوبر (د.ب.أ)
فلسطينيون فوق دبابة سيطر عليها مقاتلو «كتائب القسام» قرب خان يونس يوم 7 أكتوبر (د.ب.أ)

ويقول شاهين مدرس، المتخصص في الشؤون الإيرانية والاستخبارات الإسرائيلية: «هدف جهاز الموساد هو القضاء على التهديدات ضد إسرائيل والانتقام، أي أن تعقب عناصر (حماس) ضمن نطاق عمل جواسيسه». ويضيف مدرس: «وعلى أساس أن واحداً من الأسباب التي أدت إلى هجوم 7 أكتوبر هو فشل استخباراتي، يمثل سبباً إضافياً لإطلاق هذه العملية، هذا الفشل الذي لم يترك أمام (الشين بيت) و(الموساد) خياراً سوى العمل على تبرئة سمعتهم».

سيكون هدف «نيلي» مشابهاً لعملية الانتقام التي نفذها «الموساد»، وكانت أحداثها هي محور فيلم «ميونيخ» للمخرج ستيفن سبيلبيرغ.

احتجاز «القسام» جندياً إسرائيلياً خلال الهجوم على موقع عسكري (فيديو لكتائب القسام)
احتجاز «القسام» جندياً إسرائيلياً خلال الهجوم على موقع عسكري (فيديو لكتائب القسام)

ويضيف بيرغمان: «بعد المجزرة التي أدّت لمقتل الرياضيين الإسرائيليين في أولمبياد ميونيخ، ونفذتها مجموعة (أيلول الأسود) الفلسطينية، تتبع الموساد المسؤولين عن العملية وقتلهم الواحد تلو الآخر وهو ما متوقع أن تقوم به (نيلي)».

عمليات الانتقام السابقة لـ«الموساد» تعطينا فكرة عن الموارد التي ستحشدها الحكومة الإسرائيلية لوحدة «نيلي»، فقد جنّد «الموساد» وقت تتبع مجموعة «أيلول الأسود» 5 مجموعات من الجواسيس والقتلة، مدعومة مالياً ولوجيستياً مدة عقدين لتتبع أفراد مجموعة «أيلول الأسود» ومن ساعدهم.

وقد أنشأت إسرائيل مجموعة سرية للغاية داخل وحدة العمليات السرية في جهاز «الموساد» تدعى «كيدون» (الحربة).

رئيس «حماس» في الخارج خالد مشعل (وفا)
رئيس «حماس» في الخارج خالد مشعل (وفا)

و«كيدون» هي التي نفّذت أغلب عمليات اغتيال المنتمين لجماعة «أيلول الأسود»، وكذلك نفذت عمليات استهداف لعلماء الطاقة النووية الإيرانيين. ويضيف مدرس: «(كيدون) في الغالب ستكون جزءاً من (نيلي)». وعلى الأرجح عملاء «كيدون» هم المسؤولون عن اغتيال عالم الطاقة النووية الإيراني داريوش رضائي نجاد الذي أطلق عليه النار مسلحون يستقلون دراجة نارية في طهران عام 2011.

ويعتقد أن عملاء «كيدون» مسؤولون عن اغتيال القيادي الفلسطيني وديع حداد عام 1978، ووفقاً لروايات عدة، فقد اغتيل إما عن طريق معجون أسنان مسموم أو شوكولاته مسمومة.

وديع حداد (أرشيفية)
وديع حداد (أرشيفية)

ويرى مدرس أن الاختلاف بين عمل «نيلي» وعمليات «الموساد» السابقة هو أن إسرائيل في حرب مع «حماس»، حيث سيكون عليهم تتبع عناصر «حماس» المختبئين في أنفاق تحت غزة وهي مهمة معقدة، خصوصاً أنها على الأرجح ستكون بالتوازي مع العملية العسكرية الجارية.

وأشار مدرس إلى أنه لا يعتقد أن عملاء «نيلي» سيتحركون خلال المرحلة الأولى من الهجوم البري على غزة بسبب الخطورة الشديدة للوضع، وتابع: «سيبدأون عملهم بعد تنفيذ أهداف العملية العسكرية، حيث سيقومون بالقضاء على العناصر التي نجت من الهجوم العسكري».

لا أحد يعرف الضيف سوى عائلته ومجموعة قليلة من «حماس»
لا أحد يعرف الضيف سوى عائلته ومجموعة قليلة من «حماس»

ومن جانبه، يرى بيرغمان أن عملاء «نيلي» سيبدأون عملهم في الوقت نفسه مع القوات الإسرائيلية، وأوضح: «سيكون لديهم مهمتان، الأولى هي تحديد موقع الرهائن وتحريرهم، إن أمكن، والثانية تحديد أماكن عناصر (حماس) المشاركين في هجوم 7 أكتوبر والقضاء عليهم».

وتعد الأهداف الأكثر وضوحاً هي عناصر «قوات النخبة» التابعة لـ«كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس».

مقاتل من قوات النخبة في «كتائب القسام» خلال تدريبات (أرشيفية)
مقاتل من قوات النخبة في «كتائب القسام» خلال تدريبات (أرشيفية)

وعناصر النخبة هؤلاء المشتبه بأنهم من نفذوا هجوم 7 أكتوبر. وكذلك العقول التي خططت للهجوم، محمد الضيف القائد العام لـ«كتائب القسام»، ونائبه مروان عيسى، وقائد حركة «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار.

ويلفت بيرغمان النظر إلى أن مشاركة «الموساد» تعني أن عمليات الاغتيال لن تقتصر على قطاع غزة.

يحيى السنوار يتحدث إلى وسائل الإعلام بغزة في يونيو الماضي (رويترز)
يحيى السنوار يتحدث إلى وسائل الإعلام بغزة في يونيو الماضي (رويترز)

مضيفاً: «انخراط الموساد في العملية يعني أن إسرائيل ستلاحق عناصر (حماس)، ليس فقط في قطاع غزة، ولكن ربما في قطر وتركيا».

واستطرد: «أشير إلى أشخاص مثل خالد مشعل وإسماعيل هنية، اللذين أعتقد أنهما سيكونون قلقين لسبب واضح». ويقول مدرس: «وحدة (نيلي) ستضع قائمة بأسماء المطلوب اغتيالهم، وسيُصَدَّق عليها من مسؤول كبير بالحكومة، لكنه لن يكون نتنياهو حتى يمكنه نفي معرفته بهذه الأعمال».


مقالات ذات صلة

وفد من «حماس» إلى القاهرة... ومقترح جديد لإنهاء الحرب في غزة

المشرق العربي تصاعد الدخان من جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)

وفد من «حماس» إلى القاهرة... ومقترح جديد لإنهاء الحرب في غزة

صرح مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، بأن وسطاء قطريين ومصريين اقترحوا صيغة جديدة لإنهاء الحرب في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)

توسيع إسرائيل الحرب في غزة... بين الانقسامات الداخلية والتكلفة الاقتصادية

يتساءل الإسرائيليون عن الثمن الذي ستدفعه تل أبيب حتى تصل إلى مبتغاها في غزة

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي رجل يحاول إطفاء حريق نتج عن استهداف خيام للنازحين في مدينة غزة (د.ب.أ) play-circle

25 قتيلاً في غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة

تواصل إسرائيل غاراتها الجوية على مناطق متفرّقة في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي يزور الحائط الغربي في البلدة القديمة بالقدس في 18 أبريل 2025 (رويترز)

سفير أميركا لدى إسرائيل: يجب الضغط على «حماس» لا تل أبيب لاستئناف دخول المساعدات إلى غزة

دعا السفير الأميركي الجديد لدى إسرائيل مايك هاكابي، الاثنين، للضغط على «حماس» لتوقيع اتفاق مع إسرائيل للسماح بدخول المساعدات إلى غزة التي تعاني من آثار الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري أطفال فلسطينيون نازحون يجلسون على ذخيرة غير منفجرة قرب مركز شرطة تحول إلى مأوى في غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «مهلة إسرائيلية أخيرة»... هل تعجل بـ«هدنة» جديدة في غزة؟

اجتماع إسرائيلي مرتقب لحسم «مهلة أخيرة» للوسطاء بشأن مسارات إبرام صفقة جديدة لإطلاق سراح الرهائن، فيما لا تزال «حماس» تتمسك بإبرام اتفاق شامل بضمانات دولية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«الحرس الثوري»: سنردّ بشكل حازم ومُوجِع على أي اعتداء

المتحدث باسم «الحرس الثوري» علي محمد نائيني يتحدث خلال مؤتمر صحافي يناير الماضي (إيسنا)
المتحدث باسم «الحرس الثوري» علي محمد نائيني يتحدث خلال مؤتمر صحافي يناير الماضي (إيسنا)
TT
20

«الحرس الثوري»: سنردّ بشكل حازم ومُوجِع على أي اعتداء

المتحدث باسم «الحرس الثوري» علي محمد نائيني يتحدث خلال مؤتمر صحافي يناير الماضي (إيسنا)
المتحدث باسم «الحرس الثوري» علي محمد نائيني يتحدث خلال مؤتمر صحافي يناير الماضي (إيسنا)

حذر «الحرس الثوري» الإيراني من عواقب «أي عدوان» يستهدف البلاد، معلناً جاهزيته لتنفيذ رد «سريع وحازم»، وذلك بعدما أفادت تقارير بأن الجيش الإسرائيلي أكمل استعدادات لشن هجوم على البرنامج النووي الإيراني، وسط تهديدات أميركية باستخدام القوة في حال تعثر المفاوضات.

وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمهاجمة إيران، ما لم تتوصل إلى اتفاق جديد على وجه السرعة يمنعها من تطوير سلاح نووي.

وقال المتحدث باسم «الحرس الثوري» علي محمد نائيني في تصريح رسمي، إن «أي اعتداء على مقومات القوة الوطنية، أو الأمن القومي، سيقابل بردّ سريع وحازم ومفجع، بالتنسيق مع بقية القوات المسلحة».

وأشار إلى جاهزية «الحرس الثوري» لمواجهة أي تحدٍّ يهدد استقرار البلاد وسيادتها. وأضاف أن «التهديدات المعاصرة، بما فيها الحرب الهجينة والمؤامرات متعددة الأوجه، لن تمر دون ردّ قاسٍ».

وكان «الحرس الثوري» الإيراني أعلن في وقت سابق، أن قدرات إيران العسكرية غير مطروحة للنقاش في المحادثات. وبدأت إيران والولايات المتحدة مفاوضات في وقت سابق من هذا الشهر، بهدف وضع قيود على برنامج طهران النووي، الذي تقول القوى الغربية إنه يهدف إلى تطوير أسلحة نووية.

وقال ترمب الاثنين، إن الولايات المتحدة أجرت محادثات جيدة للغاية مع إيران، وذلك بعد يومين من انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات في روما.

وصرح ترمب الخميس، بأنه «ليس في عجلة من أمره» لاختيار العمل العسكري. وقال للصحافيين الجمعة: «أنا مع منع إيران، بكل تأكيد، من امتلاك سلاح نووي. لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. أريد أن تكون إيران عظيمة ومزدهرة ورائعة».

وقال مسؤول إسرائيلي ومصدران مطلعان لوكالة «رويترز»، الجمعة، إن إسرائيل لم تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية في الأشهر المقبلة.

وتعهد المسؤولون الإسرائيليون بمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، ويصر نتنياهو على أن أي مفاوضات مع إيران، يجب أن تؤدي إلى التفكيك الكامل لبرنامجها النووي.

وعلى مدار الأشهر الماضية، اقترحت إسرائيل على إدارة ترمب سلسلة من الخيارات لمهاجمة منشآت إيران، بعضها مُخطط له في أواخر الربيع والصيف، وفقاً للمصادر. وتقول المصادر إن الخطط تشمل مزيجاً من الغارات الجوية، وعمليات للقوات الخاصة تتفاوت في شدتها، ومن المرجح أن تعيق قدرة طهران على استخدام برنامجها النووي لأغراض عسكرية، لأشهر أو عام، أو أكثر.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الخميس، أن ترمب طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الامتناع عن استهدف المنشآت النووية الإيرانية على المدى القريب، لإعطاء الفرصة للدبلوماسية.

لكنّ المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون الآن أن الجيش قد ينفذ ضربة محدودة على إيران تتطلب دعماً أميركياً أقل. وسيكون هذا الهجوم أصغر بكثير مما اقترحته إسرائيل في البداية.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، التزامه بمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، مشدداً على أنه لن يتراجع عن هذا الهدف. وقال نتنياهو في بيان متلفز: «أنا ملتزم بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. لن أتنازل عن ذلك، ولن أُفرّط فيه، ولن أتراجع عنه، ولا حتى بمقدار ملليمتر واحد».

وأقر مسؤول إسرائيلي كبير، في حديثه مع الصحافيين في وقت سابق من هذا الشهر، بوجود حاجة ملحة لشن ضربة قبل أن تعيد إيران بناء دفاعاتها الجوية. إلا أن المسؤول الكبير أحجم عن تحديد توقيت زمني للتحرك الإسرائيلي المحتمل، وقال إن مناقشة هذا الأمر «لا جدوى منها».

ويؤكد الخبراء أن إسرائيل بحاجة إلى دعم عسكري أميركي كبير - وأسلحة - لتدمير المنشآت والمخزونات النووية الإيرانية، التي يوجد بعضها في مواقع تحت الأرض.