أظهرت بيانات يوم الاثنين أن الاقتصاد الألماني سجل انكماشاً طفيفاً في الربع الثالث، إذ لا يزال أداء أكبر اقتصاد في أوروبا متأثراً بضعف القوة الشرائية وارتفاع أسعار الفائدة.
وذكر مكتب الإحصاء الاتحادي أن الناتج المحلي الإجمالي تراجع 0.1 في المائة على أساس فصلي في ضوء عوامل معدلة. وكان استطلاع أجرته «رويترز» توقع انكماش الاقتصاد 0.3 في المائة.
ومع ذلك، قام مكتب الإحصاءات بتعديل أرقام الربع الثاني من الركود، إلى توسع متواضع بنسبة 0.1 في المائة. وتم تعديل الرقم الخاص بالربع الأول إلى التراجع، بما قاد الاقتصاد إلى الركود. ويتم تعريف الركود على أنه ربعين متتاليين من الانكماش في الناتج المحلي الإجمالي.
وانخفض استهلاك الأسر في الربع الثالث، حيث استمر التضخم المرتفع في تآكل القوة الشرائية للمستهلكين.
ونظراً للتأثيرات الأساسية في أسعار المواد الغذائية والطاقة، من المتوقع أن ينخفض معدل مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي في ألمانيا بشكل أكبر في أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
ومن ناحية أخرى، قال مكتب الإحصاء إن استثمار رأس المال ساهم بشكل إيجابي في الناتج المحلي الإجمالي.
وتوقع خبراء الاقتصاد والحكومة الألمانية مؤخراً أن ينكمش أكبر اقتصاد في أوروبا أيضاً خلال العام بأكمله، وذلك قبل أن تبدأ الأمور في التحسن مرة أخرى - كما هو متوقع - في عام 2024.
وانخفض الإنفاق الاستهلاكي للأفراد على وجه الخصوص في الصيف، حسبما ذكر مكتب الإحصاء. في المقابل، أحدثت استثمارات الشركات في المعدات زخماً، على سبيل المثال في السيارات. وتسبب التضخم في تثبيط الاستهلاك لدى الألمان ودفعهم إلى الحد منه.
وجاء في تحليل لمصرف «دويتشه بنك»: «على الرغم من انخفاض التضخم، نتوقع أن يخرج الاستهلاك الخاص من حالة الركود بشكل تدريجي، حيث لا تزال ثقة المستهلك ضعيفة».
وانخفض معدل التضخم في ألمانيا إلى 4.5 في المائة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعدما سجل 6.1 في المائة في أغسطس (آب). وارتفعت أسعار المواد الغذائية مرة أخرى فوق المتوسط.
في غضون ذلك، يتوجه وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إلى لندن يوم الخميس المقبل في زيارة تستغرق يومين.
وبحسب بيانات وزارة الاقتصاد الألمانية يوم الاثنين، سيشارك الوزير في قمة الحكومة البريطانية حول الذكاء الاصطناعي. ومن المقرر أن يجري هابيك محادثات ثنائية مع وزراء آخرين على هامش الفعالية.
كما سيدور محور المحادثات في اليوم الثاني من الزيارة حول موضوع الطاقة. وقامت الحكومة الألمانية مؤخراً بإنشاء أو توسيع شراكات الطاقة مع العديد من الدول.
ومن جهة أخرى، بدأ الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير يوم الاثنين جولة تستغرق أربعة أيام في جنوب القارة الأفريقية.
ومن المقرر أن يقوم الرئيس أولاً بزيارة تنزانيا ثم زامبيا. ووفقاً لمكتب الرئيس، فإن الجولة تهدف إلى توسيع الشراكات القائمة وإقامة شراكات جديدة واستكشاف إمكانات تعاون اقتصادي مكثف. ويرافق شتاينماير وفد من رجال الأعمال.