الكونغرس الأميركي يدرس قانونًا يتيح استخدام الأموال الإيرانية لتعويض ضحايا الإرهاب

80 قضية صدرت فيها أحكام بتعويضات تصل إلى 43.5 مليار دولار

رئيس مجلس النواب جون باينر الذي يدعم مشروع القرار خلال حديث سابق في الكونغرس (أ.ب)
رئيس مجلس النواب جون باينر الذي يدعم مشروع القرار خلال حديث سابق في الكونغرس (أ.ب)
TT

الكونغرس الأميركي يدرس قانونًا يتيح استخدام الأموال الإيرانية لتعويض ضحايا الإرهاب

رئيس مجلس النواب جون باينر الذي يدعم مشروع القرار خلال حديث سابق في الكونغرس (أ.ب)
رئيس مجلس النواب جون باينر الذي يدعم مشروع القرار خلال حديث سابق في الكونغرس (أ.ب)

أعلن أمس عدد من أعضاء الكونغرس الجمهوريين أنهم بصدد طرح مشروع قانون يتيح استخدام الأرصدة الإيرانية المجمدة لدفع تعويضات للأميركيين من «ضحايا الإرهاب» الإيراني قبل أن تتم إعادة مليارات الدولارات إلى طهران في إطار الاتفاق النووي.
ويأتي ذلك التحرك من قبل أعضاء الكونغرس الجمهوريين لإحساسهم بالغضب الشديد بسبب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران والقوى الكبرى ومن بينها الولايات المتحدة لخفض نشاطات إيران النووية مقابل تخفيف العقوبات التي تشل الاقتصاد الإيراني.
ويرى الجمهوريون في قانون «العدالة لضحايا الإرهاب الإيراني» وسيلة لعرقلة الاتفاق، أو على الأقل الحصول على جزء كبير من الأموال التي ستتم إعادتها إلى إيران، وسيتم طرح مشروع القانون هذا الأسبوع، بحسب العضو الجمهوري في مجلس النواب بات ميهان الذي يتبنى المشروع.
وقال ميهان في تصريحات أمس إن هناك نحو 43.5 مليار دولار في أحكام صدرت بموجب القانون الأميركي لضحايا أعمال الإرهاب الإيرانية، حيث تم رفع أكثر من 80 قضية بنجاح في المحاكم الأميركية، وأضاف بقوله: «رغم ذلك لم تدفع إيران سنتا واحدا وهذه فرصة لتغيير ذلك».
وقال رئيس مجلس النواب جون باينر الذي يدعم مشروع القرار إنه «من غير العادل أن يمنح الرئيس باراك أوباما إيران أكثر من 100 مليار دولار من أرصدتها المجمدة في بنوك غربية دون أن يدفع أولا لضحايا الإرهاب الإيراني»، فيما قال ميهان إنه يتوقع طرح مشروع القرار هذا الأسبوع في مجلس الشيوخ.
إلى ذلك ذكرت سارة شاورد التي اعتقلت بينما كانت في رحلة على الحدود بين إيران والعراق وسجنتها إيران لأكثر من عام، إن مشروع القانون سيعوق الاتفاق النووي، لكنه سيعرض مصير الأميركيين المحتجزين حاليا في إيران للخطر، وقالت: «لن يؤدي إلى الإفراج عن الرهائن كما لن يقدم العدالة لضحايا الإرهاب»، وأضافت قائلة إن «عرقلة قدرات الرئيس على تخفيف العقوبات تهدد الاتفاق في ذاته».
وكانت المحاكم الأميركية أمرت بمنح مبالغ طائلة لأقارب الضحايا الذين اتهموا الحكومة الإيرانية برعاية نشاطات إرهابية حول العالم. ورفضت إيران دفع تلك المبالغ، والعام الماضي، أمرت محكمة استئناف أميركية في نيويورك بتسليم مبلغ 1.75 مليار من الأموال الإيرانية الموجودة في مصرف سيتي بنك لعائلات الأميركيين الذين قتلوا في هجوم في بيروت العام 1983، إلا أن البنك المركزي الإيراني تقدم بطلب إلى المحكمة الأميركية العليا لمراجعة القضية.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.