نيجيريا تفرجُ عن 2000 من «بوكو حرام» خضعوا لإعادة تأهيل

مع تراجع خطر التنظيم الإرهابي ارتفعت أصوات محلية بالتركيز على التنمية

مقاتلون سابقون في «بوكو حرام» يخضعون لبرنامج محاربة التطرف والدمج في مخيم يشرف عليه الجيش النيجيري 2021 (أ.ف.ب)
مقاتلون سابقون في «بوكو حرام» يخضعون لبرنامج محاربة التطرف والدمج في مخيم يشرف عليه الجيش النيجيري 2021 (أ.ف.ب)
TT

نيجيريا تفرجُ عن 2000 من «بوكو حرام» خضعوا لإعادة تأهيل

مقاتلون سابقون في «بوكو حرام» يخضعون لبرنامج محاربة التطرف والدمج في مخيم يشرف عليه الجيش النيجيري 2021 (أ.ف.ب)
مقاتلون سابقون في «بوكو حرام» يخضعون لبرنامج محاربة التطرف والدمج في مخيم يشرف عليه الجيش النيجيري 2021 (أ.ف.ب)

أعلنت سلطات نيجيريا الخميس، تخرُّج أكثر من 2000 شخص من برنامج لمكافحة التطرف والدمج، دخلوه بعد أن وضعوا السلاح وانسحبوا من صفوف جماعة «بوكو حرام» الإرهابية، ولكن في الوقت ذاته يواصل الجيش خنق التنظيم الإرهابي الذي تعرض لهزائم قاسية خلال السنوات الأخيرة.

في وقت كانت السلطات تحاول فيه دمج مقاتلين سابقين في التنظيم الإرهابي، لم تتوقف العمليات العسكرية ضده، إذ أصدر الجيش النيجيري، الخميس، تقريراً عن عملياته العسكرية لمحاربة «بوكو حرام» الأسبوع الماضي، وقال إنها أسفرت عن مقتل 73 إرهابياً واعتقال 182 آخرين.

وأمام هذه الانتصارات العسكرية، فتحت نيجيريا الباب أمام توبة المنخرطين في صفوف التنظيم الإرهابي الذي تأسس عام 2009، وبايع «داعش» عام 2015، حين كان في أوج قوته وينفذ هجمات دامية في شمال شرقي نيجيريا، ويسيطر على مناطق واسعة من البلاد، ووصل نفوذه إلى الدول المجاورة، وكان من أشهر عمليات التنظيم الإرهابي آنذاك اختطاف أكثر من 200 فتاة، جعلته يتصدر عناوين الأخبار في العالم.

من أضرار الإرهاب في نيجيريا (أرشيفية)

ولكن المنعرج وقع عام 2016، حين شكلت نيجيريا قوة عسكرية بالتحالف مع دول الجوار، ثم استعانت بشركة أمنية خاصة من جنوب أفريقيا، ساعدت الجيش في حربه على «بوكو حرام»، لتبدأ النتائج تظهر بسرعة على الأرض، واستسلم المئات من مقاتلي «بوكو حرام» للجيش.

وأطلقت السلطات النيجيرية عام 2016، برنامجاً أطلقت عليه اسم «العبور الآمن»، وهو برنامج يهدف إلى القضاء على التطرف وإعادة التأهيل والدمج، يستقبل مقاتلي «بوكو حرام» الراغبين في الاستسلام، ويضعهم في مخيمات تابعة للبرنامج، يخضعون فيها لإعادة تأهيل من أجل دمجهم في الحياة الاجتماعية بعد التأكد من تخليهم عن الفكر المتطرف.

جنود من جيش النيجر يركبون شاحنة صغيرة أثناء مرافقتهم نيجريين متجهين شمالاً (رويترز)

وفي هذا السياق احتفلت السلطات في ولاية (غومبي)، شمال شرقي نيجيريا، (الخميس)، بتخرُّج 2168 عضواً سابقاً في «بوكو حرام» من برنامج محاربة التطرف، الذي تشرف عليه الحكومة الفيدرالية في الولاية.

وقال العقيد آبيودون جونسون، رئيس برنامج إعادة تأهيل ودمج المقاتلين السابقين لـ«بوكو حرام»، إن «الخريجين حصلوا على شهاداتهم بعد أن خضعوا لبرامج متنوعة، تضمنت سلسلة من الفحوصات الطبية، والإرشادات النفسية والدينية والروحانية، مع علاج بالرياضة، ونصائح بخصوص الإدمان».

وأضاف العقيد: «البرنامج استمر 6 أشهر، وخضع المستفيدون منه للتكوين على مهارات مهنية، من بينها النجارة والحياكة وصناعة الأحذية والخياطة والكهرباء»، وأوضح أن جميع المقاتلين السابقين خلال تأهيلهم «مارسوا الزراعة بوصفها نشاطاً إجبارياً».

ومع تراجع خطر «بوكو حرام» في شمال شرقي نيجيريا، يجري نقاش في الدولة التي تمثل الاقتصاد الأقوى في غرب أفريقيا، والدولة الأكثر سكاناً في القارة، حول «مرحلة ما بعد (بوكو حرام)»، وهو نقاش يخوضه في الغالب سياسيون من الشمال، يعتقدون أن «الإرهاب تحول إلى حجة لتهميش مناطقهم».

ومن هؤلاء، عضو مجلس الشيوخ الممثل لولاية بورنو الجنوبية علي ندوم، الذي قال (الأربعاء)، إن «خطر (بوكو حرام) أصبح من الماضي»، وإن المنطقة يجب أن «تتجاوز الصورة النمطية»، داعياً في السياق نفسه إلى الاستثمار في المنطقة من أجل انتعاشها اقتصادياً.

ندوم كان يتحدثُ للصحافة المحلية، حين ضرب المثال بمدينة (ميدوغوري) التي كانت لقرابة 10 سنوات هدفاً مستمراً لهجمات «بوكو حرام»، وقال: «الآن أصبح خطر (بوكو حرام) من الماضي، ولن نقبل استخدامها حجة لتهميشنا».

وطالب عضو مجلس الشيوخ بضرورة الاستثمار في المنطقة، والبداية قال إنها تكون بفتح مطار دولي في ميدوغوري؛ لأن ذلك «يحل مشكلات كبيرة، فجميع الرحلات القادمة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على سبيل المثال من مصر وإثيوبيا وبلدان أخرى، يمرون فوق مدينة ميدوغوري، ولكن يتوجب عليهم الهبوط في العاصمة لاغوس البعيدة، ومن ثم العودة إلى ميدوغوري».

ومع ارتفاع أصوات سكان منطقة شمال شرقي نيجيريا من أجل الاستثمار في منطقتهم، فإن جماعة «بوكو حرام» لا تزالُ حاضرة، فقد نفذ مقاتلوها يوم السبت الماضي هجوماً على مكتب تابع للجمارك في مدينة (غيدام) غير بعيد من ميدوغوري، وقُتل في الهجوم أحد أفراد الجمارك، ثم أُحرق المكتب قبل أن ينسحب المقاتلون بسلام.


مقالات ذات صلة

وفد باكستاني رفيع المستوى يجري محادثات في كابل

آسيا المبعوث الباكستاني محمد صادق (متداولة)

وفد باكستاني رفيع المستوى يجري محادثات في كابل

أجرى وفد رفيع المستوى بقيادة المبعوث الباكستاني الخاص إلى أفغانستان، محمد صادق، محادثات حاسمة في كابل

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
المشرق العربي إردوغان تعهد بدفن مسلحي الوحدات الكردية أحياء (الرئاسة التركية)

أنقرة لفتح قنصلية في حلب... ورفض يوناني للاتفاق البحري

كشف الرئيس رجب طيب إردوغان عن استعدادات بلاده لفتح قنصلية لها في مدينة حلب قريباً، لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا سفينة الشحن الروسية «أورسا ميجر» (أرشيفية - رويترز)

غرق سفينة الشحن الروسية قبالة إسبانيا «عمل إرهابي»

نقلت وكالة الإعلام الروسية اليوم الأربعاء عن الشركة المالكة لسفينة الشحن الروسية «أورسا ميجر» التي غرقت بالبحر المتوسط قولها إن السفينة غرقت بسبب «عمل إرهابي».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا محكمة روسية تقضي بسجن رجل أُدين بتخريب سكك حديد بتوجيه من أوكرانيا عام 2023 (رويترز)

روسيا: السجن 22 عاما لرجل أدين بتخريب سكك حديد بتوجيه من أوكرانيا

أعلنت محكمة عسكرية روسية، اليوم، إدانة رجل بتخريب سكك حديد، بتوجيه من أوكرانيا عام 2023 في شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها روسيا قبل عقد، وقضت بسجنه 22 عاماً.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية دمار أحدثه الانفجار بمصنع المتفجرات في باليكسير غرب تركيا الثلاثاء (رويترز)

تركيا: مصرع وإصابة 18 شخصاً في انفجار بمصنع للذخيرة

لقي 11 شخصاً مصرعهم وأصيب 7 آخرون، الثلاثاء، جراء انفجار وانهيار جزئي في مصنع لإنتاج الذخيرة والمتفجرات في ولاية باليكسير، غرب تركيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

مقتل 21 شخصاً بموزمبيق في أعمال شغب بعد قرار المحكمة العليا بشأن الانتخابات

اندلاع أعمال شغب في موزمبيق بعد تصديق المحكمة العليا على فوز حزب فريليمو الحاكم في الانتخابات (أ.ف.ب)
اندلاع أعمال شغب في موزمبيق بعد تصديق المحكمة العليا على فوز حزب فريليمو الحاكم في الانتخابات (أ.ف.ب)
TT

مقتل 21 شخصاً بموزمبيق في أعمال شغب بعد قرار المحكمة العليا بشأن الانتخابات

اندلاع أعمال شغب في موزمبيق بعد تصديق المحكمة العليا على فوز حزب فريليمو الحاكم في الانتخابات (أ.ف.ب)
اندلاع أعمال شغب في موزمبيق بعد تصديق المحكمة العليا على فوز حزب فريليمو الحاكم في الانتخابات (أ.ف.ب)

قال وزير داخلية موزمبيق، مساء اليوم الثلاثاء، إن 21 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في أعمال شغب اندلعت بعد أن صدقت المحكمة العليا، أمس الاثنين، على فوز حزب فريليمو الحاكم منذ فترة طويلة في الانتخابات، وفقاً لـ«رويترز».

ودفع قرار المجلس الدستوري في موزمبيق جماعات المعارضة وأنصارها إلى تنظيم احتجاجات جديدة على مستوى البلاد بسبب عمليات تزوير شابت الانتخابات، على حد قولهم.

وقال وزير الداخلية باسكوال روندا لقناة «تي في إم» التلفزيونية العامة إن 78 شخصاً اعتقلوا حتى الآن، فيما شددت السلطات الإجراءات الأمنية في مختلف أنحاء البلاد. وأضاف: «ستزيد القوات المسلحة وقوات الدفاع من وجودها في النقاط الحيوية والرئيسية».

ودأب المعارضون ومراقبو الانتخابات على اتهام حزب فريليمو بتزوير الانتخابات. وينفى الحزب هذه الاتهامات.