كشف تقرير أصدرته وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية (FRA)، أن السود يواجهون تمييزاً «منتشرا وبلا هوادة» في مختلف جوانب حياتهم في دول كثيرة داخل القارة العجوز.
وأظهرت نتائج التقرير أن الأشخاص المتحدرين من أصل أفريقي يواجهون بشكل روتيني التمييز العنصري والمضايقة والعنف في جميع جوانب حياتهم بدءاً من المدارس إلى سوق العمل والإسكان والصحة. حسبما أفادت شبكة «يورو نيوز».
وتم استطلاع آراء حوالي 7 آلاف شخص من السود، في 13 دولة من أعضاء الاتحاد، بما في ذلك النمسا وبلجيكا والدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وأيرلندا وإيطاليا ولوكسمبورغ وبولندا والبرتغال وإسبانيا والسويد.
وسُجلت بعض أسوأ النتائج في النمسا وألمانيا، حيث يزداد نفوذ أحزاب اليمين المتطرف، حسب استطلاعات الرأي، وبينت النتائج بناءً عن التقارير اليومية تعرض الأفارقة بشكل روتيني للتمييز والمضايقة والعنف. وفيما ارتفعت نسبة التمييز لتشمل نصف السود في الاتحاد الأوروبي، فإن العديد من حالات العنصرية لا تزال غير مرئية وغير مكتشفة.
وأظهر التقرير أن النمسا وألمانيا تسجلان أعلى نسبة لحالات التمييز، حيث واجه ثلثا السود في هاتين الدولتين تمييزاً خلال العام الماضي. وعلى الجانب الآخر، كانت البرتغال وبولندا هما الدولتان الأقل عنصرية، حيث عانى 17 في المائة و19 في المائة فقط من المشاركين في الاستطلاع من التمييز على أساس العرق.
وفيما يتعلق بالتأثير العميق للعنصرية، فقد أفاد 23 في المائة من المشاركين بأنهم تم منعهم من استئجار عقار بسبب أصلهم العرقي، وأبلغ 23 في المائة آخرون أن أطفالهم تعرضوا لتعليقات مسيئة أو تهديدات بسبب خلفيتهم العرقية.
وكشف التقرير أيضاً، عن تفاقم حالات التمييز بين عامي 2016 و2022، خاصة في النمسا وألمانيا حيث ارتفعت النسب بشكل ملحوظ. ورغم التحسن في بعض الدول مثل فرنسا ولوكسمبورغ والبرتغال، فإن العنصرية لا تزال تمثل تحدياً كبيراً.
وفي ختام التقرير، دعا مدير الوكالة، مايكل أوفلاهرتي، إلى التصدي لهذا التحدي وتعزيز المساواة والإدماج للأشخاص المتحدرين من أصل أفريقي في أوروبا.