تحذير: «شات جي بي تي» قد يُستخدم للمساعدة في شن هجمات إلكترونية

شعار روبوت الدردشة الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» (رويترز)
شعار روبوت الدردشة الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» (رويترز)
TT
20

تحذير: «شات جي بي تي» قد يُستخدم للمساعدة في شن هجمات إلكترونية

شعار روبوت الدردشة الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» (رويترز)
شعار روبوت الدردشة الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» (رويترز)

حذّرت دراسة حديثة من أنه يمكن خداع روبوت الدردشة الشهير، الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي»، لإنتاج تعليمات برمجية ضارة يمكن استخدامها لشن هجمات إلكترونية.

تتمكن الأداة التي أنتجتها شركة «أوبن إيه آي» وروبوتات الدردشة المماثلة، من إنشاء محتوى مكتوب بناءً على أوامر المستخدم، بعد تدريبها على كميات هائلة من البيانات النصية عبر الإنترنت، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».

لقد جرى تصميمها مع توفير وسائل الحماية لمنع إساءة استخدامها. على هذا النحو، لجأت الجهات الفاعلة السيئة إلى البدائل التي أنشئت بشكل مقصود للمساعدة في الجرائم الإلكترونية، مثل أداة الويب المظلمة التي تسمى «WormGPT»، والتي حذّر الخبراء من أنها قد تساعد في تطوير هجمات واسعة النطاق.

لكن الباحثين في «جامعة شيفيلد» البريطانية حذّروا من وجود نقاط ضعف أيضاً في الخيارات السائدة التي تسمح بالخداع للمساعدة في تدمير قواعد البيانات، وسرقة المعلومات الشخصية، وإسقاط الخدمات.

وتشمل هذه المواقع «شات جي بي تي»، ومنصة مماثلة أنشأتها شركة «Baidu» الصينية.

وقال شوتان بينغ، طالب الدكتوراه في علوم الكمبيوتر، والذي شارك في قيادة الدراسة: «الخطر في أدوات الذكاء الاصطناعي مثل (شات جي بي تي) هو أن مزيداً من الناس يستخدمونها بصفتها أدوات إنتاجية، وليس روبوتاً للمحادثة».

وتابع: «هذا هو المكان الذي تُظهر فيه أبحاثنا نقاط الضعف».

«الكود» الذي يجري إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي «قد يكون ضاراً»

مثلما يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية هذه أن تخطئ عن غير قصد في حقائقها عند الإجابة على الأسئلة، يمكنها أيضاً إنشاء تعليمات برمجية حاسوبية قد تكون ضارة دون أن تدرك.

واقترح بينغ أن تستخدم ممرضة «شات جي بي تي» لكتابة تعليمات برمجية للتنقل في قاعدة بيانات سجلات المرضى.

وقال: «الكود الذي ينتجه البرنامج في كثير من الحالات قد يكون ضاراً بقاعدة البيانات... قد تتسبب الممرضة في هذا السيناريو بحدوث أخطاء خطيرة بإدارة البيانات، دون تلقّي أي تحذير».

أثناء الدراسة، تمكّن العلماء أنفسهم من إنشاء تعليمات برمجية ضارة باستخدام برنامج الدردشة الآلي الخاص بشركة «Baidu».

لقد أدركت الشركة ذلك، وتحركت لمعالجة وإصلاح الثغرات الأمنية المُبلَّغ عنها.

وقد أدت هذه المخاوف إلى دعوات لمزيد من الشفافية في كيفية تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، بحيث يصبح المستخدمون أكثر فهماً وإدراكاً للمشكلات المحتملة مع الإجابات التي تُقدَّم لهم.


مقالات ذات صلة

الحوسبة السحابية محرك التحوّل... كيف تُعيد تشكيل مستقبل الشركات الناشئة السعودية؟

خاص تسعى مزودات الخدمات السحابية إلى مواجهة تحدي نقص المواهب التقنية الذي يواجه الشركات الناشئة عبر التدريب والدعم المحلي (شاترستوك)

الحوسبة السحابية محرك التحوّل... كيف تُعيد تشكيل مستقبل الشركات الناشئة السعودية؟

تُعزز الحوسبة السحابية نمو الشركات الناشئة السعودية عبر بنية تحتية مرنة، ودعم تقني وتدريبي بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030 للتحول الرقمي.

نسيم رمضان (الرياض)
صحتك الغرسة الجديدة (أ.ب)

غرسة دماغية تترجم الأفكار إلى كلام مسموع بشكل فوري

أعلن باحثون أميركيون -أمس الاثنين- أن جهازاً معززاً بالذكاء الاصطناعي زُرع في دماغ امرأة مشلولة، مكَّنها من ترجمة أفكارها إلى كلام بصورة فورية تقريباً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شعار «أوبن إيه آي» (رويترز)

جولة تمويلية لـ«أوبن إيه آي» تؤكد تقييم الشركة عند 300 مليار دولار

جمعت «أوبن إيه آي» 40 مليار دولار خلال جولة تمويلية جديدة تمّ خلالها تقييم سعر الشركة المالكة لتطبيق «شات جي بي تي» للذكاء الاصطناعي بـ300 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
الاقتصاد ترمب يتحدث مع السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت (إ.ب.أ)

ترمب ينشئ مكتباً جديداً لإدارة قانون الرقائق وتسريع الاستثمارات

وقّع الرئيس دونالد ترمب أمراً تنفيذياً بإنشاء كيان جديد لتولّي برنامج قانون الرقائق وتسريع استثمارات الشركات بالولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا البرمجة من دون لغة برمجية تشابه عملية التحكم بالطرق القيديم بواسطة الازرار والمفاتيح

أفكار وأوامر بسيطة تتيح للذكاء الاصطناعي إنشاء برامج كومبيوترية

أنا لست مبرمجاً، ولا أستطيع أن أكتب سطراً واحداً بلغة بايثون Python للبرمجة عالية المستوى، أو لغة جافا سكريبت JavaScript للبرمجة أو لغة C ++ للبرمجة.

كيفن روز (سان فرانسيسكو)

الحوسبة السحابية محرك التحوّل... كيف تُعيد تشكيل مستقبل الشركات الناشئة السعودية؟

تسعى مزودات الخدمات السحابية إلى مواجهة تحدي نقص المواهب التقنية الذي يواجه الشركات الناشئة عبر التدريب والدعم المحلي (شاترستوك)
تسعى مزودات الخدمات السحابية إلى مواجهة تحدي نقص المواهب التقنية الذي يواجه الشركات الناشئة عبر التدريب والدعم المحلي (شاترستوك)
TT
20

الحوسبة السحابية محرك التحوّل... كيف تُعيد تشكيل مستقبل الشركات الناشئة السعودية؟

تسعى مزودات الخدمات السحابية إلى مواجهة تحدي نقص المواهب التقنية الذي يواجه الشركات الناشئة عبر التدريب والدعم المحلي (شاترستوك)
تسعى مزودات الخدمات السحابية إلى مواجهة تحدي نقص المواهب التقنية الذي يواجه الشركات الناشئة عبر التدريب والدعم المحلي (شاترستوك)

تشهد المملكة العربية السعودية تحولاً تكنولوجياً سريعاً مدفوعاً برؤية 2030 الطموحة الهادفة إلى تنويع الاقتصاد، وترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي للابتكار. ويُعد قطاع الشركات الناشئة، وخاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي (AI) وإنترنت الأشياء (IoT)، أحد المحركات الرئيسة لهذا التحول. وقد برزت الحوسبة السحابية باعتبار أنها عامل تمكين حاسم لهذه الشركات الناشئة، موفرة بنية تحتية قابلة للتوسع، وأدوات تحليل متقدمة، وحلولاً مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُمكّنها من المنافسة عالمياً.

وتلعب مزودات الخدمات السحابية العالمية، منها شركة «تنسنت كلاود»، دوراً محورياً في هذا التطور. فبعد الإعلان عن استثمار بقيمة 150 مليون دولار في البنية التحتية السحابية بالمملكة، تخطط الشركة لإطلاق أول منطقة سحابية لها في الشرق الأوسط وأفريقيا في السعودية خلال 2025، يؤكد هذا الإجراء الأهمية المتزايدة للحوسبة السحابية في تعزيز الابتكار، ودعم الشركات الناشئة السعودية.

الحوسبة السحابية توفر للشركات الناشئة السعودية البنية التحتية المرنة والأدوات المتقدمة لتسريع الابتكار في الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء (شاترستوك)
الحوسبة السحابية توفر للشركات الناشئة السعودية البنية التحتية المرنة والأدوات المتقدمة لتسريع الابتكار في الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء (شاترستوك)

الحوسبة السحابية و الشركات الناشئة

ضمن إطار رؤية 2030، أولت السعودية أهمية قصوى للتحول الرقمي، مع استثمارات كبيرة في الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، ومشاريع المدن الذكية. وتعمل الحوسبة السحابية كالعمود الفقري لهذه المبادرات، حيث توفر للشركات الناشئة المرونة، والقوة الحاسوبية اللازمة لتطوير حلول متطورة. وفي هذا الصدد، يقول دان هو، نائب رئيس «تنسنت كلاود» لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إن المنطقة السحابية في السعودية ستبدأ عملها العام الجاري. ويضيف في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»: «نحن جادون جداً حيال هذا الأمر. لقد قدمنا طلبات الشراء بالفعل، ونبني فريقنا المحلي في مجالات المبيعات، والحلول، والهندسة، والتسويق، والعمليات».

سيوفر هذا الاستثمار للشركات الناشئة السعودية إمكانية الوصول إلى حوسبة عالية الأداء، وأدوات الذكاء الاصطناعي، ومنصات إدارة إنترنت الأشياء، مما يمكنها من النمو بسرعة دون تحمل تكاليف بنية تحتية باهظة.

أهمية الحوسبة السحابية

تقدم الحوسبة السحابية للشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء عدة مزايا رئيسة، منها القدرة على التوسع، حيث يمكن للشركات ضبط موارد الحوسبة ديناميكياً حسب الطلب، مما يقلل الهدر. كذلك رفع كفاءة التكلفة من خلال نموذج الدفع حسب الاستغناء الذي يلغي الحاجة إلى استثمارات رأسمالية كبيرة في الأجهزة. كما توفر المنصات السحابية أطر عمل جاهزة للذكاء الاصطناعي، ونماذج التعلم الآلي. ويمكن للشركات الناشئة السعودية نشر حلولها عالمياً بأقل تأخير.

ويعد دان هو أن ما يميز «تنسنت كلاود» هو امتلاكها مجموعة غنية من الخدمات المنصية (PaaS) والبرمجية (SaaS). ويوضح أن حلول الشركة تسمل الاتصال في الوقت الفعلي (RTC)، والبث المباشر، والمراسلة الفورية. هذه الإمكانيات مفيدة بشكل خاص للشركات الناشئة في الألعاب الإلكترونية (eSports)، والإعلام الرقمي، وهي قطاعات تشهد نمواً سريعاً في السعودية قبل استضافتها كأس العالم للألعاب الإلكترونية 2025.

يُعد تبني العقلية السحابية خطوة أساسية لأي شركة ناشئة تطمح إلى النمو السريع والفعّال في ظل بيئة رقمية واعدة تقودها رؤية السعودية 2030 (شاترستوك)
يُعد تبني العقلية السحابية خطوة أساسية لأي شركة ناشئة تطمح إلى النمو السريع والفعّال في ظل بيئة رقمية واعدة تقودها رؤية السعودية 2030 (شاترستوك)

دعم الشركات الناشئة السعودية

يُعد نقص المواهب المؤهلة والخبرة الفنية أحد أكبر التحديات التي تواجه الشركات الناشئة في التقنيات الناشئة. تعمل مزودات الخدمات السحابية مثل «تنسنت كلاود» على معالجة هذا الأمر من خلال برامج دعم الشركات الناشئة، ومبادرات التدريب. يقول دان هو إن لدى شركته برنامج دعم الشركات الناشئة و«أكاديمية تنسنت» المقرر إطلاقها في السعودية لدعم النظام البيئي المحلي. ويذكر أن «تنسنت» نفسها بدأت كشركة ناشئة، «لذا فهي تتفهم احتياجات ذلك القطاع».

تجاوز العقبات

رغم المزايا، لا تزال الشركات الناشئة السعودية تواجه تحديات في تبني الحلول السحابية، بما في ذلك نقص المواهب في التطوير السحابي، ومتطلبات الامتثال التنظيمي، وسيادة البيانات، وصعوبات التكامل مع الأنظمة القديمة. يعترف دان هو بهذه التحديات، لكنه يرى إمكانات نمو قوية منها وجود فريق محلي يعرف السوق جيداً. وينصح رواد الأعمال الذين يتطلعون إلى الاستفادة من الحوسبة السحابية «بتبني عقلية سحابية». يقول إن بناء الأصول الرقمية على بنية تحتية سحابية يوفر المرونة، والقابلية للتوسع. ويشدد دان هو على أن هذا يتوافق مع توجه المملكة الأوسع نحو اقتصاد قائم على المعرفة، حيث تلعب الشركات الناشئة دوراً محورياً في دفع عجلة الابتكار.

تمهد «رؤية 2030» الطريق لـ«ثورة اقتصادية تقودها التكنولوجيا» كما يصفها دان هو، حيث تعمل الحوسبة السحابية باعتبار أنها حافز لنمو شركات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء. ويختتم حديثه لـ«الشرق الأوسط» بالتشديد على أن الحوسبة السحابية ليست مجرد خيار «بل هي أساس مستقبل الابتكار». من خلال الاستفادة من المنصات السحابية العالمية، حيث يمكن للشركات الناشئة تسريع نموها، وتعزيز التنويع الاقتصادي، وترسيخ مكانة السعودية بجعلها رائدة في الاقتصاد الرقمي.