سياسيون عراقيون «أقحموا» صحراء الأنبار مع سيناء والنقب

بغداد لم تتلقَّ إخطاراً باختيار المنطقة «مكاناً مؤقتاً لسكان غزة»

صورة نشرها الجيش العراقي لرتل عسكري خلال مطاردة سابقة لخلايا «داعش» في الأنبار (الجيش العراقي)
صورة نشرها الجيش العراقي لرتل عسكري خلال مطاردة سابقة لخلايا «داعش» في الأنبار (الجيش العراقي)
TT

سياسيون عراقيون «أقحموا» صحراء الأنبار مع سيناء والنقب

صورة نشرها الجيش العراقي لرتل عسكري خلال مطاردة سابقة لخلايا «داعش» في الأنبار (الجيش العراقي)
صورة نشرها الجيش العراقي لرتل عسكري خلال مطاردة سابقة لخلايا «داعش» في الأنبار (الجيش العراقي)

بعد إشارتي رفض من زعيم التيار الصدري ورئيس البرلمان لخطة مزعومة تقضي بنقل سكان قطاع غزة إلى صحراء الأنبار في غرب العراق، أكد مسؤول حكومي في بغداد أن أطراف النزاع والوسطاء الإقليميين لم يطرحوا الفكرة على العراقيين، فيما قال مستشار سياسي عراقي إن «اسم المدينة استخدم لأغراض سياسية محلية، لا صلة لها بالأزمة الفلسطينية».

وتتزامن هذه المواقف مع معطيات جديدة بشأن رسائل إقليمية نقلها دبلوماسيون عراقيون إلى إيران تضمنت أسئلة عن «مصير قواعد الاشتباك المتفق عليها بينما تتفاقم الأزمة في قطاع غزة». وعدّ مقتدى الصدر تهجير الفلسطينيين إلى «سيناء أو النقب أو الأنبار فكرة خبيثة»، فيما علق رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بأنه «لن يسمح بأن تتحول الأنبار إلى مسرح لتنفيذ الأجندات المشبوهة والمرفوضة لمن يحاول العبث بأمنها»، بما في ذلك «التي تستهدف آمال الشعب العربي الفلسطيني بإقامة دولة عاصمتها القدس الشريف».

السوداني خلال استقباله شيوخ عشائر من الأنبار في مناسبة سابقة (مكتب رئاسة الوزراء)

توسعة الحرب

وقال الصدر إن «صدور هذه الفكرة من بنيامين (نتنياهو) أو من العجوز (الرئيس الأميركي بايدن)، أو من ذيولهما في الشرق الأوسط، يعني توسعة الحرب وتدويلها»، مشدداً على أنه «لا أميركا، ولا الكيان الصهيوني، أوصياء على سيناء أو الأنبار أو النقب».

وبحسب مسؤول حكومي عراقي، فإن المؤسسات الحكومية لم تتلقَّ أي طلب أو مقترح بشأن اختيار الأنبار لتكون مكاناً مؤقتاً لسكان غزة خلال الحرب، كما أنها «الحوارات الدبلوماسية التي شارك فيها المسؤولون العراقيون في بغداد وفي جدة لم تشهد حديثاً من هذا النوع».

وخلال كلمة العراق خلال الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، دعا وزير الخارجية فؤاد حسين إلى التحرك لاحتواء تطورات الأوضاع الخطيرة في الأراضي الفلسطينية، والوقوف بشدة أمام التخطيط الذي يهدف إلى ترحيل أهالي غزة إلى شبه جزيرة سيناء.

وخلال مقاله «وقف الحرب على غزة أولوية للعراق» في صحيفة «الشرق الأوسط»، أعلن رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، رفض تحويل القضية الفلسطينية إلى «قضية نزوح ومساعدات». ويرد اسم محافظة الأنبار مراراً في السياق السياسي المحلي، بوصفه مكاناً لإيواء لاجئين سياسيين أو مدنيين مهجرين من الخارج في إطار تسوية سياسية، كما حدث قبل نحو شهرين حين جاء اسمها واحداً من المواقع المقترحة لنقل المعارضين الإيرانيين الموجودين في إقليم كردستان.

الحلبوسي مع شيوخ العموم لعشائر محافظة الأنبار في لقاء سابق (البرلمان العراقي)

تصفية حسابات داخلية

وقال مستشار سياسي عراقي لـ«الشرق الأوسط»، إن «لاعبين سياسيين محليين حشروا اسم المدينة ضمن سياق إقليمي، بهدف تصفية حسابات داخلية، من بينها محاولة إثبات التواطؤ السياسي لسياسيين عراقيين ضد الفلسطينيين». وأشار المستشار إلى أن «المحافظة، أو الصحراء التي يقترحون نقل الفلسطينيين إليها، لا تصلح أبداً لنقل أي مجموعة بشرية وإسكانهم فيها».

وبحسب المستشار، فإن «فكرة مثل هذه تستوجب ترتيبات دولية، وتسويات كبرى في المنطقة، تشمل القوى المحلية في المحافظة، والحكومة العراقية»، موضحاً أن «الحديث عن هذه الفكرة مجرد تلاعب سياسي داخلي، لم يحدث، ولا أتصور أنه سيحدث في المدى المنظور».

رسائل إلى إيران

في السياق، أكدت مصادر عراقية مطلعة أن دبلوماسيين عراقيين نقلوا إلى إيران «رسائل خطيرة» من دول إقليمية تضمنت أسئلة حول موقف طهران من «قواعد الاشتباك في المنطقة»، من بينها «ما موقف إيران لو اتسعت رقعة الحرب في غزة؟»، وكيف «ستتعامل مع حلفائها وأذرعها في حال بدأوا بالفعل شن هجمات على مصالح غربية؟»، كما تضمنت الرسائل إشارة عن «مصير التفاهم الأولي الذي أبرمته دول مع إيران حول الالتزام بقواعد اشتباك محددة تحفظ الحد الأدنى من التهدئة».


مقالات ذات صلة

بدء انتشال رفات «ما لا يقلّ عن مائة» امرأة وطفل أكراد من مقبرة جماعية بجنوب العراق

العالم العربي انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)

بدء انتشال رفات «ما لا يقلّ عن مائة» امرأة وطفل أكراد من مقبرة جماعية بجنوب العراق

بدأت السلطات العراقية انتشال رفات «نحو مائة» امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في الثمانينات في عهد الرئيس السابق صدام حسين.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال جلسة لمجلس الوزراء ببغداد في 28 أكتوبر 2022 (رويترز)

السوداني يدعو إلى مراقبة دقيقة لحزب البعث المنحل الموجود في العراق

جدد رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، اليوم (الخميس)، موقف الحكومة بشأن المراقبة الدقيقة لوجود حزب البعث العربي الاشتراكي المنحل على الساحة العراقية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي الشرع مستقبلا الوفد العراقي (أ.ف.ب)

أول تواصل عراقي معلن مع الإدارة السورية الجديدة

«خطوة في الاتجاه الصحيح قامت بها حكومة الرئيس محمد شياع السوداني، من خلال فتح حوار مباشر مع القيادة السورية الجديدة».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي برج مراقبة تابع للجيش العراقي لجزء من الحدود العراقية مع سوريا التي يبلغ طولها 600 كيلومتر (أ.ف.ب)

وفد عراقي التقى في دمشق الإدارة السورية الجديدة

التقى وفد عراقي يرأسه رئيس جهاز المخابرات العراقية، حميد الشطري، في دمشق الإدارة السورية الجديدة، وفق ما قال المتحدث باسم الحكومة العراقية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الرياضة كاساس (الشرق الأوسط)

مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

قال الإسباني خيسوس كاساس، مدرب العراق، إنه سيحلل الأخطاء التي أدت لهزيمة فريقه 2 - صفر أمام البحرين، اليوم الأربعاء، قبل مواجهة السعودية.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

مقتل عنصرين من «حركة الشباب» في غارة أميركية جنوبي الصومال

عناصر من حركة «الشباب» الصومالية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من حركة «الشباب» الصومالية (أرشيفية - رويترز)
TT

مقتل عنصرين من «حركة الشباب» في غارة أميركية جنوبي الصومال

عناصر من حركة «الشباب» الصومالية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من حركة «الشباب» الصومالية (أرشيفية - رويترز)

أعلن الجيش الأميركي الخميس أنّه شنّ غارة جوية في جنوب الصومال الثلاثاء أسفرت عن مقتل عنصرين من «حركة الشباب».

وقالت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) في بيان إنّه «وفقا لتقييم أولي لم يصب أيّ مدنيّ» في هذه الضربة الجوية التي نُفّذت «بالتنسيق مع الحكومة الفدرالية الصومالية». وأوضحت أفريكوم أنّ الضربة استهدفت هذين العنصرين بينما كانا «على بُعد نحو عشرة كيلومترات جنوب غربي كوينو بارو»، البلدة الواقعة جنوب العاصمة مقديشو.

من جهتها، أعلنت الحكومة الصومالية الخميس مقتل قيادي في الحركة في عملية نفّذت في نفس المنطقة. وقالت وزارة الإعلام والثقافة والسياحة في منشور على منصة إكس إنّ «رئيس العصابة الإرهابية محمد مير جامع، المعروف أيضا باسم أبو عبد الرحمن» قُتل خلال «عملية خطّطت لها ونفّذتها بدقّة قواتنا الوطنية بالتعاون مع شركاء دوليّين».

ومنذ أكثر من 15 عاما تشنّ حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة تمرّدا مسلّحا ضدّ الحكومة الفدرالية الصومالية المدعومة من المجتمع الدولي في بلد يُعتبر من أفقر دول العالم. ونفذت الحركة العديد من التفجيرات والهجمات في مقديشو ومناطق أخرى في البلاد.

وعلى الرّغم من أنّ القوات الحكومية طردتهم من العاصمة في 2011 بإسناد من قوات الاتحاد الإفريقي، إلا أنّ عناصر الحركة ما زالوا منتشرين في مناطق ريفية ينطلقون منها لشنّ هجماتهم ضدّ أهداف عسكرية وأخرى مدنية.