الإمارات: هيئة الأوراق المالية تلزم شركات الوساطة بآلية للتعامل مع الحسابات الراكدة للعملاء

بهدف حماية أصول العملاء من الفقدان أو سوء الاستخدام

الإمارات: هيئة الأوراق المالية تلزم شركات الوساطة بآلية للتعامل مع الحسابات الراكدة للعملاء
TT

الإمارات: هيئة الأوراق المالية تلزم شركات الوساطة بآلية للتعامل مع الحسابات الراكدة للعملاء

الإمارات: هيئة الأوراق المالية تلزم شركات الوساطة بآلية للتعامل مع الحسابات الراكدة للعملاء

أصدرت هيئة الأوراق المالية والسلع في الإمارات قرارًا بشأن الحسابات الراكدة لعملاء شركات الوساطة في الأوراق المالية يلزم هذه الشركات بآلية لتحويل حسابات العملاء التي مضى عليها فترة 3 سنوات ميلادية دون إجراء تعاملات عليها، أو تحديث لبياناتها، إلى حسابات راكدة وفقًا لعدد من المراحل والإجراءات.
وقال عبد الله الطريفي الرئيس التنفيذي للهيئة إن «الهيئة تهدف من هذا الإجراء إلى حماية أصول العملاء - سواء كانت أوراقا مالية أو مبالغ نقدية - من احتمالية تعرضها للفقدان أو سوء الاستخدام، وذلك في ضوء الدور المنوط بها في حماية المستثمرين والحفاظ على حقوق كل المتعاملين في الأسواق المالية. ولفت إلى أن القرار يسهم أيضًا في تخفيف الأعباء المادية والالتزامات التنظيمية والقانونية التي تتكبدها شركات الوساطة نتيجة المحافظة على الحسابات الراكدة ومتابعتها لها بشكل مستمر.
وأوضح الطريفي أن القرار الذي تم إبلاغ شركات الوساطة به يتضمن ستة بنود توضح آلية وإجراءات تطبيقه على النحو التالي: إخطار العميل، وفقًا لآخر عنوان معلوم له - بعد مرور 3 سنوات دون إجراء أي تعاملات من خلال حسابه أو تحديث للبيانات بشكل كامل وصحيح بضرورة تحديث بياناته لدى الشركة أو التعامل بحسابه خلال 30 يومًا من تاريخ الإخطار، على أن يتضمن ذلك الإخطار بيان ما سيترتب جراء عدم التزامه بذلك خلال المهلة المحددة من آثار وإجراءات.
وأشار القرار إلى أنه إذا انتهت المهلة المحددة دون التزام العميل بتحديث بياناته أو التعامل بحسابه، تقوم الشركة خلال يومي عمل باتخاذ الإجراءات التالية: تصنيف الحساب ضمن الحسابات الراكدة، والامتناع عن إجراء أي تعامل من خلاله. وتحويل أرصدة العميل من الأوراق المالية إلى المقاصة في السوق المعنية، ويجوز في هذه الحالة الإعفاء من الرسوم المقررة لعملية التحويل وفقًا للآلية والإجراءات المعمول بها في الأسواق المالية، هذا بالإضافة إلى الاحتفاظ بالأرصدة النقدية الخاصة بالعميل مع الالتزام بتوفيرها بشكل مستمر وعدم المساس بها إلا بناءً على تعليماته أو تعليمات الهيئة أو السلطات ذات الاختصاص وتزويد العميل - وفقًا لآخر عنوان معلوم له - بكشف حساب نهائي، يوضح عدم قيام الشركة بإرسال أي كشف حساب آخر لحين مراجعة الشركة لتفعيل الحساب.
وأوضح القرار أنه إذا تم تصنيف حساب العميل ضمن الحسابات الراكدة، فبإمكان العميل إعادة تفعيل حسابه من خلال مراجعة الشركة وإجراء التحديثات اللازمة لذلك.
وفي حال عدم رغبة العميل بالتفعيل، فبإمكانه مراجعة شركة الوساطة لإغلاق الحساب أو الحصول على مستحقاته النقدية، ومراجعة السوق المعنية بشأن مستحقاته من الأوراق المالية، وذلك مع عدم الإخلال بحق شركة الوساطة في إغلاق الحساب مع مراعاة اتفاقية فتح الحساب.
وألزم القرار شركات الوساطة بتوفير آلية مناسبة لتنظيم هذا الإجراء لديها من خلال أنظمتها الداخلية.
وتستثنى من تطبيق بنود القرار الحسابات التي يثار بشأنها شكاوى لدى الهيئة، أو بلاغات لدى النيابة العامة، أو دعاوى لدى المحاكم من إجراءات الحسابات الراكدة، وذلك إلى حين ثبوت انتهاء الشكوى أو البلاغ أو الدعوى بموجب إخطار من الهيئة أو بأمر أو حكم من النيابة أو المحكمة المختصة بحسب الأحوال. ويتم العمل بالقرار من تاريخ صدوره.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.