منتدى الشعر العربي يطلق نوفمبر المقبل منصة للحوار والدراسات

يجمع المتخصصين والنقّاد ويفتح آفاق البحث الأدبي

يحتفي «عام الشعر العربي» بدور الجزيرة العربية وشعرائها في بناء التاريخ الأدبي والفكري للتراث العربي (واس)
يحتفي «عام الشعر العربي» بدور الجزيرة العربية وشعرائها في بناء التاريخ الأدبي والفكري للتراث العربي (واس)
TT

منتدى الشعر العربي يطلق نوفمبر المقبل منصة للحوار والدراسات

يحتفي «عام الشعر العربي» بدور الجزيرة العربية وشعرائها في بناء التاريخ الأدبي والفكري للتراث العربي (واس)
يحتفي «عام الشعر العربي» بدور الجزيرة العربية وشعرائها في بناء التاريخ الأدبي والفكري للتراث العربي (واس)

تنطلق من مدينة الطائف في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل منصة ثقافية حوارية، تجمع المتخصصين والنقّاد في الشعر العربي، للنظر في تاريخه وجمالياته وبناء رؤى تساهم في تطوير المشهد الشعري الأدبي الثقافي، وتحتفي بهذا العنصر العربي قيمة تاريخية وأدبية شكّلت ذاكرة العرب ولوّنت أيامهم القديمة، وتعزز من حضوره في الفضاء العام.

وتنظم وزارة الثقافة «منتدى الشعر العربي» في محافظة الطائف في الفترة من 1 إلى 2 نوفمبر المقبل، بالتعاون مع هيئة الأدب والنشر والترجمة، وأكاديمية الشعر العربي، وذلك ضمن مبادرة عام الشعر العربي 2023، الذي أطلقته وزارة الثقافة اسماً لهذا العام، تعزيزاً لمكانة الشعر العربي في ثقافة الفرد، والاحتفاء بالدور الحضاري والقيمة المحورية للشعر في الثقافة العربية، وإلقاء الضوء على دور الجزيرة العربية وشعرائها في بناء التاريخ الأدبي والفكري للتراث العربي.

واحتفت أكاديمية الشعر العربي المعنيّة بتنظيم المنتدى بالإعلان عن انطلاقته مطلع الشهر المقبل، وبالأهداف والمنطلقات التي يقوم عليها المنتدى للمساهمة في «تأسيس حراك شعري خلّاق، يجعل للأفكار انبثاقاً وهّاجاً وللرؤى آفاقاً جديدة». ويجمع المنتدى عدداً من المتخصصين في الشّعر العربي، ونقّاده من داخل المملكة وخارجها؛ لمناقشة أهم المسائل التي تعنى بالشعر العربي، وتبادل الأفكار والرؤى حولها، للاستفادة من مخرجاتها في المستقبل، وليكون بمثابة منصة ثقافية حوارية تتناول موضوع الشعر العربي من عدة محاور تغطي مختلف مجالات الشعر العربي، وتاريخه الممتد منذ آلاف السنين. ويهدف المنتدى إلى طرح أبرز ما توصلت إليه الدراسات النقدية التي تهتم بالشعر، وفتح آفاق جديدة في مجال البحث الأدبي، والخروج بتوصيات تسهم في تطوير المشهد الشعري الأدبي الثقافي.

ساهم «مهرجان امرؤ القيس» الذي استمر أسبوعين في قلب منطقة الدرعية التاريخية بتعريف المجتمع المحلي بشخصية الشاعر وعصره (واس)

الجزيرة العربية وطناً تاريخياً للشعر العربي

ويحتفي «عام الشعر العربي» بدور الجزيرة العربية وشعرائها في بناء التاريخ الأدبي والفكري للتراث العربي، وقد جسدت مبادراته المتعددة منذ صدور موافقة مجلس الوزراء، الذي عُقد برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مطلع العام الحالي، على تسمية عام 2023 «عام الشعر العربي»، تعميقاً للاعتزاز بالتراث والإبداع وتأصيلاً لدور الجزيرة العربية وطناً لثقافة العرب وإنجازهم الحضاري.

تواصل القوافل الشعرية السعودية رحلتها في الدول الخليجية تحمل معها زاد الإبداع وتبتكر حضوراً شعرياً بهيجاً (هيئة الأدب)

يأتي منتدى الشعر العربي ضمن برامج وأنشطة مبادرة عام الشعر العربي 2023، وامتداداً للمبادرات التي احتفت بغنى التجربة الشعرية العربية وتاريخها العريض، ففي حين اختتمت وزارة الثقافة فعاليات مهرجان «امرؤ القيس شاعر الغزل» الذي وفر تجربةً ثقافيةً وسط حضور كثيف وإقبال متزايد، تواصل القوافل الشعرية السعودية رحلتها في الدول الخليجية، تحمل معها زاد الإبداع وتبتكر حضوراً شعرياً بهيجاً بدأ من مصر وينتهي في فرنسا خاتمة محطات القافلة، والأمسيات الشعرية التي يحييها عدد من الشعراء السعوديين خارج المملكة.

وساهم «مهرجان امرؤ القيس» الذي استمر أسبوعين في قلب منطقة الدرعية التاريخية في تعريف المجتمع المحلي بشخصية امرئ القيس المولود في عام 497م بالجزيرة العربية، في رحلةٍ ثقافيةٍ تفاعليةٍ سلطت الضوء على سيرة وحياة الشاعر عبر حزمة من الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تُجسد حياته وتعيد إحياء قصائده بقالب إبداعي، وتحاكي ثقافة المنطقة في تلك الفترة الزمنية. وفي إطار المبادرات الخاصة بعام الشعر العربي، تنظم وزارة الثقافة فرصة فريدة للالتحاق برحلة في ربوع المدن السعودية، التي كانت مسقط رأس نخبة من أشهر شعراء الأدب العربي، من جبل قارة في الأحساء شرق السعودية، إلى قلب نجد، مروراً بحائل، تطلق المبادرة رحلات استكشافية لمواطن 4 من أشهر شعراء العرب، وخوض تجارب فريدة لاكتشاف البيئة التي عاش وسطها، حاتم الطائي، وامرؤ القيس، وطرفة بن العبد، وقيس بن الملوح، والظروف التي رعت ولادة نبوغهم الشعري وتأثيرهم في التاريخ العربي.


مقالات ذات صلة

أسود منمنمة من موقع الدُّور في أمّ القيوين

ثقافة وفنون أسود عاجية ونحاسية من موقع الدُّوْر في إمارة أم القيوين، يقابلها أسد برونزي من موقع سمهرم في سلطنة عُمان

أسود منمنمة من موقع الدُّور في أمّ القيوين

خرجت من موقع الدُّور في إمارة أم القيوين مجموعة كبيرة من اللقى الأثرية المتنوّعة، تعود إلى حقبة تمتد من القرن الأول ما قبل الميلاد إلى القرن الثاني للميلاد.

محمود الزيباوي
ثقافة وفنون مجلة «الفيصل»: صناعة النخب في الوطن العربي

مجلة «الفيصل»: صناعة النخب في الوطن العربي

صدر العدد الجديد من مجلة «الفيصل»، وتضمن مواضيع متنوعة، وخصص الملف لصناعة النخب في الوطن العربي، شارك فيه عدد من الباحثين العرب

«الشرق الأوسط» (الرياض)
ثقافة وفنون أفلاطون

ما بال العالم كله ينعم بالسلام ونحن من حرب لحرب؟

الأغلب من دول العالم يعيش حياة طبيعية تختلف عما نراه في أفلام السينما

خالد الغنامي
ثقافة وفنون عبد الزهرة زكي

عبد الزهرة زكي: الكتابة السردية هبة هداني إليها الشعر

«غريزة الطير» رواية للشاعر العراقي عبد الزهرة زكي، صدرت أخيراً في بغداد، ولاقت احتفاءً نقدياً ملحوظاً، وهي الرواية الأولى له بعد صدور مجموعته الشعرية الكاملة

علاء المفرجي (بغداد)
ثقافة وفنون عادل خزام

«مانسيرة» تجمع شعراء العالم في قصيدة واحدة

تُغذّى جذور القيم الثقافية كلما تعمقت صلتها بتراث الأمكنة والناس. لكن ماذا لو اكتشفنا أن العالم، بقاراته الخمس، قادرٌ على أن يكون مهداً لقصيدة واحدة؟

شاكر نوري (دبي)

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)
جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)
TT

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)
جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)

يستضيف أحد أفخم فنادق باريس، آخر الشهر الحالي، المناسبة السنوية الدورية المعروفة بـ«حفل المبتدئات». وهي سهرة راقصة وباذخة لتقديم فتيات ما يُسمَّى بالطبقة المخملية إلى المجتمع. بعد ذلك تصبح كل واحدة منهنّ وجهاً حاضراً في حفلات المشاهير وهدفاً للمصوّرين وللصحافة الشعبية.

تشارك في الحفل هذا العام 17 شابة تراوح أعمارهن بين 16 و21 عاماً، وفق الشرط الخاص بهذا التقليد؛ ينتمين إلى 12 دولة. وتراوح صفات المشاركات ما بين بنات الأمراء والأميرات، وبين كبار الصناعيين وأثرياء العالم، مع ملاحظة حضور عدد من بنات وحفيدات نجوم السينما، أبرزهنّ لوتشيا صوفيا بونتي، حفيدة النجمة الإيطالية صوفيا لورين وزوجها المنتج كارلو بونتي.

جرت العادة أن تحضُر كل مُشاركة بصحبة فتى من أبناء المشاهير والأثرياء، وأن ترقص معه «الفالس» كأنهما في حفل من حفلات القصور في عهود ملوك أوروبا. كما تقتضي المناسبة أن ترتدي المُشاركات فساتين للسهرة من توقيع كبار المصمّمين العالميين. وأن تكون مجوهراتهن من إبداع مشاهير الصاغة. وبهذا فإنّ الحفل تحوَّل في السنوات الأخيرة إلى مباراة في الأناقة والمنافسة بين الأسماء البارزة في الخياطة الراقية، على غرار ما يحدُث في حفلات جوائز «الأوسكار» وافتتاح مهرجانات السينما. ورغم أنّ رائحة النقود تفوح من الحفل، فإنّ الفتيات لا يشترين مشاركتهن بمبالغ مدفوعة، وإنما يُختَرن وفق ترتيبات خاصة.

تعود أصول هذا الحفل إلى البلاط البريطاني في القرن الـ18، إذ كان من الطقوس التي سمحت للشابات الصغيرات بالاندماج في محيطهن. والهدف طمأنة الخاطبين الشباب إلى أنّ هؤلاء الفتيات من «الوسط عينه». فقد كانت بنات الأرستقراطية يتلقّين تربيتهن في الأديرة، ويجدن صعوبة في العثور على عريس مناسب عند الخروج من الدير. لذا؛ جرت العادة أن يُقدَّمن إلى الملكة مرتديات فساتين وقفازات بيضاء طويلة وعلى رؤوسهن التيجان. بهذا؛ فإنّ الحفل كان يعني الدخول إلى عالم الكبار، وبمثابة بداية الموسم الذي يسمح للنُّخب الإنجليزية بالالتقاء في مناسبات خاصة بها.

وعام 1780، نُظِّم أول حفل راقص من هذا النوع بمبادرة من الملك جورج الثالث، وذلك بمناسبة عيد ميلاد زوجته الملكة شارلوت. وساعد ريع الحفل في تمويل جناح الولادة في المستشفى الذي يحمل اسم الملكة. كما دُعم هذا التقليد البريطاني من الأرستقراطيين الفرنسيين المنفيين إلى بريطانيا خلال الثورة، لأنه كان يذكّرهم بحفلات بلاط قصر فرساي. واستمر الحفل سنوياً حتى عام 1958، عندما ألغته الملكة إليزابيث الثانية. وعام 1957، أعادت فرنسا الاتصال بالتقاليد البريطانية، إذ تولّى الراقص جاك شازو تقديم المبتدئات ذوات الفساتين البيضاء والقفازات والتيجان إلى كونتيسة باريس، وذلك على مسرح الأوبرا.

وكانت مجلة «فوربس» قد صنفّت «حفل المبتدئات» المُقام سنوياً في العاصمة الفرنسية واحداً من بين أفخم 10 سهرات في العالم. وبفضل دوراته السابقة، تعرَّف العالم على سليلة أحد ماهراجات الهند، وعلى كيرا ابنة روبرت كيندي جونيور، وابنة رئيس وزراء إيطاليا السابق سيلفيو بيرلسكوني، وابنة المنتج ورجل الأعمال التونسي الطارق بن عمار، وبنات كل من الممثلَيْن كلينت إيستوود وسيلفستر ستالون. أما في حفل 2024، فمن المقرَّر مشاركة أونا ابنة الممثل البريطاني بيتر فينش، ومن هونغ كونغ إيلام يام ابنة الممثل سيمون يام، وإنجيل ابنة المخرج الصيني زيانغ ييمو؛ إذ لوحظ في السنوات الأخيرة ارتفاع نسبة المُشاركات سليلات أثرياء القارة الآسيوية.