اتهمت الحركة الشعبية في السودان سلاح الجو التابع للقوات المسلحة الحكومية بقصف مدنيين وقرى ومناطق في ولاية النيل الأزرق في جنوب شرقي البلاد، وأدت إلى مقتل طفلة وجرح أربعة آخرين بإصابات متفاوتة، وذلك في أول أيام عيد الأضحى، وبعد مرور 72 ساعة فقط من إصدار الرئيس عمر البشير مرسومًا رئاسيًا بوقف إطلاق النار، والعفو العام عن حملة السلاح في مناطق النزاع الثلاث في دارفور، جنوب كردفان والنيل الأزرق، بهدف تمكينهم من المشاركة في الحوار الوطني، الذي كان قد دعا له في مطلع سنة 2014، في وقت أعلن فيه نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم عن اكتمال الترتيبات لإجراء الحوار الوطني، وتوقع أن ينضم رئيس حزب الأمة المعارض، الصادق المهدي، بعد أن وصلته رسائل للمشاركة في هذا الحوار.
وقال أرنو نقوتلو لودي، المتحدث الرسمي باسم الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية المتمردة في السودان، في بيان صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن «طائرات تابعة للقوات المسلحة السودانية ألقت قنابل على قرى في مقاطعة الكرمك، وبلدة كوبرا في مقاطعة الباو بولاية النيل الأزرق جنوب شرقي البلاد، وتدمير مزارع في منطقة قوز بقر، وقصف منطقة بقيس على جبل كيلقو في مقاطعة الباو».
وأوضح لودي أن «تحليق طائرات الأنتنوف الذي استمر لثلاث ساعات من مساء أول أيام عيد الأضحى، والقصف المدفعي، أفسدا فرحة العيد»، موضحًا أن «البشير يؤكد مجددًا للعالم أنه ماضٍ في ارتكاب جرائم الحرب والتطهير العرقي ضد هذه الشعوب، رغم قراره بوقف إطلاق النار المزعوم».
وكانت الجبهة الثورية، قد أعلنت من باريس في سبتمبر (أيلول) الحالي، إعلانًا لوقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر للأغراض الإنسانية، واشترطت المشاركة في الحوار الوطني، وفق قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي (539) بعقد لقاء تمهيدي في مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا.
إلى ذلك، نقلت وكالة السودان للأنباء الرسمية عن مساعد الرئيس السوداني ونائبه في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، إبراهيم محمود، قوله إن «الترتيبات قد اكتملت لبدء الحوار الوطني المزمع عقده في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل»، مشيرًا إلى «ترحيب الحركات المسلحة بقرار الرئيس عمر البشير بوقف إطلاق النار والعفو العام». وأعرب عن أمله في أن يصبح هذا العام بداية وفاق لكل أهل السودان، وبدء حوار ناجح يفضي إلى أمن واستقرار البلاد، موضحًا أن «المرسومين اللذين أصدرهما البشير بالعفو عن المتمردين ووقف إطلاق النار، سيسهمان في تهيئة المناخ لإنجاح الحوار، وأن السلاح لم يحل أي مشكلة في العالم».
وأضاف محمود: «نتوقع ردًا قويًا من كل الذين يريدون أن تقف هذه المعاناة في السودان، وردود الفعل الأولية تشير إلى أن هناك ترحيبًا لقرارات الرئيس البشير من قبل الحركات»، مضيفًا أن «الأخبار التي تصلنا بطريقة غير رسمية تؤكد على أن كل العقلاء يرحبون بدعوة الرئيس البشير، وقد وصلت رسائل إلى الصادق المهدي بأنه مرحب به ليأتي إلى السلام والوفاق، ونتوقع عودته وأن ينضم إلى الحوار».
السودان: الحركة الشعبية تتهم الحكومة بقصف مدنيين أول أيام العيد
الحزب الحاكم يعلن اكتمال الترتيبات لإجراء الحوار الوطني
السودان: الحركة الشعبية تتهم الحكومة بقصف مدنيين أول أيام العيد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة