الواقع المختلط أصبح حقيقة مع نظارات «كويست 3» من «ميتا»

مزج المحتوى الرقمي بالعالم الحقيقي

الواقع المختلط أصبح حقيقة مع نظارات «كويست 3» من «ميتا»
TT

الواقع المختلط أصبح حقيقة مع نظارات «كويست 3» من «ميتا»

الواقع المختلط أصبح حقيقة مع نظارات «كويست 3» من «ميتا»

أمضيتُ حديثاً عدّة ساعات في تجربة «كويست3 (Quest3)»، أحدث نظّارات «ميتا» التي يبدأ شحنها الشهر المقبل. وتشغّل النظارات (الخوذة الجديدة) ألعاباً إلكترونية في الواقع الافتراضي مع إضافة مبتكرة، إذ يستطيع اللاعب رؤية العالم الحقيقي بواسطة كاميرات مدمجة في حين يطلق النّار من بندقية ناسفة، ويصطاد الخفافيش من الجوّ، ويتحكّم في رجلٍ آلي.

هذا ما تسمّيه «ميتا» و«أبل» - منافستها الجديدة في هذا المجال التي أطلقت أخيراً خوذة «فيجن برو (Vision Pro)» (3500 دولار) - «الواقع المختلط» أو «الحوسبة المكانية»، لوصف الكومبيوترات التي تمزج البيانات الرقمية مع العالم الحقيقي.

الواقع المختلط

تقول الشركات إنّ هذه الكومبيوترات الغامرة قد تتحوّل أخيراً إلى أدوات لا غنىً عنها تغيّر طريقة حياتنا. تخيّلوا مثلاً أنّكم تقرأون وصفة هولوغرافية (على شكل صورة مجسّمة) ضمن زاوية عينكم في أثناء الطهي، أو أنّكم تحدّقون بأجزاء قطع الأثاث مع تعليمات التجميع ظاهرة فوقها بنسخة رقمية.

ولكنّ هذه الأدوات لا تزال حتّى اليوم تُستخدم في مجال الألعاب الإلكترونية حصراً، وما زلنا بانتظار ظهور التطبيقات المبتكرة.

تتميّز خوذة «كويست3» (500 دولار)، التي وصلت إلى المتاجر في شهر أكتوبر (تشرين الأوّل) الحالي، برسومات أكثر حدّة ووضوحاً مقارنة بنظيرتها «كويست2» (200 دولار)، بالإضافة إلى ميزة جديدة خارقة تتمثّل في كاميرات عالية الدقّة تتيح للمستخدم رؤية العالم الخارجي بالألوان. تُعد هذه الكاميرات تطوّراً ملحوظاً عن نظام الكاميرات الضعيف، الذي كان متوفراً في «كويست2»، والذي كان ينتج صوراً مغبشة بالأبيض والأسود.

وبعد ساعتين من استخدام خوذة «ميتا» الجديدة للعب، طرحتُ على موظّفي الشركة السؤال الأهمّ والأبرز عن الواقع المختلط: ما الغاية منه؟

أتت إجابة «ميتا» فضفاضة ومبهمة: «امتلاك القدرة على التفاعل مع الفضاءين الافتراضي والحقيقي في وقت واحد سيسهّل على النّاس الشعور بالاتصال بعضهم ببعض في أثناء ارتداء النظارات. قد يساعد هذا الأمر أخيراً في التعاون بالمهام العملية». وعند السؤال عن نوع هذه المهام، أفاد المتحدّث باسم «ميتا» بأنّ هذه التطبيقات لا تزال قيد التطوير.

ألعاب الخيال والواقع

ركّزت «ميتا» على ألعاب الواقع المختلط لتسويق «كويست3». في لعبة «فيرست إنكاونتر» الفضائية، استخدمتُ بندقية ناسفة للتصويب على جدار افتراضي، وأزلتُ الطوب منه واحدةً تلو الأخرى، لأتمكّن من رؤية العالم الحقيقي.

وفي «سترينجر ثينغز في آر»، اللعبة المستوحاة من سلسلة «نتفليكس» الشهيرة، لعبتُ دور البطل الذي يملك قوىً تخاطرية. خلال اللعب، استطعت رؤية تصدّعات افتراضية في الغرفة الحقيقية التي تحيط بي، وعندما مددت أصابعي إلى الخارج لفتحها، خرجت الخفافيش منها، فأمسكتها وسحقتها حتّى الموت.

وفي لعبة «بام!» استطعتُ رؤية أشخاص آخرين يرتدون «كويست3» في الغرفة، في حين كنّا جميعاً نتحكّم في روبوتات تتقاتل في ما بينها داخل حلبة افتراضية. كان كلّ لاعبٍ يرى منصّة افتراضية تتضمّن الحلبة التي يستطيع تعديلها، لتصبح بمستوى الطاولة الموجودة أمامه في العالم الحقيقي. شعرتُ بالمتعة في أثناء اللعب، إلّا إنّ رؤية آخرين يضربون بأداة التحكّم وهم يرتدون النظارات الغريبة لم تحسّن اللعبة (ولو أنّه جعلني أشعر بوجودي أكثر).

أعادتني تجربة التخالط الاجتماعي مع الآخرين خلال الألعاب الإلكترونية بالذاكرة إلى أطراف شبكة المنطقة المحلية في التسعينات، عندما كان اللاعبون يحملون كومبيوترات كبيرة وثقيلة إلى منازلهم؛ ليلعبوا معاً في نوع من التخالط الاجتماعي الذي يبدو اليوم قديماً جدّاً في ظلّ سرعات الإنترنت الخارقة التي تسمح لنا باللعب بعضنا مع بعض، وكلّ واحدٍ منّا داخل منزله.

استخدامات عملية

لاحقاً، قابلتُ مطوّري تطبيقات مختصين في الواقع المختلط، شرحوا لي فوائد هذه التقنية باستفاضة أكثر من «ميتا». تعمل شركة «ناير» الناشئة حالياً على تطوير تطبيق لموظفي المكاتب يتيح لهم إجراء شحذ ذهني باستخدام ألواح بيضاء وملاحظات لاصقة افتراضية. قال المطوّرون في الشركة إنّ القدرة على رؤية العالم الحقيقي في أثناء أداء المهام الافتراضية المتنوّعة ستقلّل انزعاج الموظفين من ارتداء خوذات في أثناء العمل مع زملائهم بالمكتب.

وقال سوندري كفام، مؤسس «ناير» في النرويج: «عندما تكونون منسجمين بالكامل في عملكم ويربّت أحدهم على كتفكم، فستشعرون بانزعاج شديد. ولكن عند استخدام الواقع المختلط، فسيبقى جزءٌ كبيرٌ منكم في العالم الحقيقي، ولن تشعروا بالمفاجأة من أيّ شيء».

وعلاوة على ذلك، من المتوقّع أن تعزّز إمكانية رؤية العالم الحقيقي الشعور بالراحة في ألعاب الواقع الافتراضي. وقال تومي بالم، الرئيس التنفيذي لشركة «ريزوليوشن غيمز»، إنّ لاعبي الواقع المختلط سيشعرون بثقة أكبر في الألعاب التي تتضمّن حركة سريعة.

في لعبة «بلاستون»، إذ يطلق اللاعبون النار بعضهم على بعض في حلبة افتراضية، يستطيع النّاس الجثم لتجنّب المقذوفات الرقمية. وأوضح بالم أنّ القدرة على رؤية المحيط ستساعد اللاعب على تجنّب الارتطام بالأشياء الموجودة في الغرفة مثل الأثاث.

وتبدو هذه الأمثلة على الواقع المختلط مقنعة، ولكن بعد إمضاء بضع ساعات مع «كويست3»، شعرتُ كأنّ الكاميرا المواجهة للعالم الخارجي لن تحلّ التحدّي الأكثر إلحاحاً في الواقع الافتراضي وهو الراحة، مما يعني أنّ هذا النوع من الخوذ لن يصبح منتجاً شائعاً.

تزن خوذة «ميتا» الجديدة نحو 0.4 كيلوغرام، وشعرتُ بأنّها ثقيلة على رأسي بعد 15 دقيقة فقط من ارتدائها؛ مما تسبّب في الضغط على عنقي، فضلاً عن أنّ رسوماتها كانت شديدة السطوع والقوّة على العينين. وبعد كلّ الانحناء والدوران والتمايل شعرتُ أخيراً بالإرهاق.

إذن، قد تكون «كويست3» مرحة لتسلية ضيوف المنزل، ولكنّ معظم اللاعبين الذين يبحثون عن تجربة اجتماعية سيفضّلون الإعداد القديم الذي يتمثّل بالجلوس على الأريكة مع أداة تحكّم.

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك في سباق الفضاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد انعكاس المتداولين على لوحة أسعار الأسهم في طوكيو (رويترز)

آسيا تتجه نحو طفرة في صفقات الأسهم مع طروحات بارزة للصين والهند

من المتوقع أن تشهد صفقات الأسهم الآسيوية طفرة قوية خلال العام المقبل، مدفوعة بطروحات عامة أولية بارزة لشركات في الصين والهند.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ، مومباي )
صحتك تأخذ النساء في أول فحص منزلي للكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري «إتش بي في» مسحة مهبلية لتتجنب بذلك الفحص التقليدي باستخدام منظار المهبل في العيادة وترسلها لإجراء الفحص (بيكسباي)

فحص منزلي جديد للكشف عن سرطان عنق الرحم لتجنب الفحوص المزعجة في عيادات الأطباء

بات بإمكان النساء المعرضات لخطر متوسط ​​للإصابة بسرطان عنق الرحم، تجنب الفحوص المزعجة في عيادات الأطباء، وإجراء فحص منزلي آمن للكشف عن الفيروس المسبب للمرض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».