«الفضاء السعودية» تتعاون مع «كاوست» لدعم أولويات البحث والتطوير والابتكار

لتحديد مدى المعرفة والابتكارات الجارية بالفعل في المملكة فيما يتعلق ببرنامج الفضاء

استراتيجية «كاوست» الجريئة والجديدة تعطي الأولوية للأبحاث المتوافقة مع ركائز البحث والتطوير (الشرق الأوسط)
استراتيجية «كاوست» الجريئة والجديدة تعطي الأولوية للأبحاث المتوافقة مع ركائز البحث والتطوير (الشرق الأوسط)
TT

«الفضاء السعودية» تتعاون مع «كاوست» لدعم أولويات البحث والتطوير والابتكار

استراتيجية «كاوست» الجريئة والجديدة تعطي الأولوية للأبحاث المتوافقة مع ركائز البحث والتطوير (الشرق الأوسط)
استراتيجية «كاوست» الجريئة والجديدة تعطي الأولوية للأبحاث المتوافقة مع ركائز البحث والتطوير (الشرق الأوسط)

عقدت وكالة الفضاء السعودية (SSA) شراكة مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) تهدف لتقييم برنامج الفضاء الخاص بالسعودية، وتمهد الطريق لمزيد من المشاريع الطموحة والمؤثرة في مجال أبحاث الفضاء.

وفي هذا السياق، زار ممثلون عن وكالة الفضاء السعودية جامعة «كاوست» في سبتمبر (أيلول) الماضي، كجزء من الحملة الترويجية لورشة عمل الأبحاث والتطوير والابتكار (RDI) في مجال الفضاء. وشكلت هذه الورشة فرصة فريدة لهيئة التدريس والباحثين في «كاوست» للعمل مع خبراء وكالة الفضاء السعودية، ومناقشة آليات تطوير قطاع الفضاء السعودي وتحدياته.

وتأمل وكالة الفضاء السعودية من خلال الشراكة مع «كاوست» وغيرها من المؤسسات البحثية داخل المملكة، في تحديد مدى المعرفة والابتكارات الجارية بالفعل في المملكة، فيما يتعلق ببرنامج الفضاء؛ حيث تساعد هذه المعلومات الوكالة في تحديد الأهداف، وتحليل الفجوات المعرفية، ووضع خريطة طريق نهائية تكون متاحة بحلول يناير (كانون الثاني) 2024.

وقالت الدكتورة نجاح عشري، نائبة رئيس «كاوست» للتقدم الوطني الاستراتيجي: «مع استراتيجية (كاوست) الجريئة والجديدة، والتي تعطي الأولوية للأبحاث المتوافقة مع ركائز البحث والتطوير والابتكار في المملكة، فمن المنطقي أن تتعاون الجامعة مع جهات رئيسية فاعلة، مثل وكالة الفضاء السعودية، في تحقيق رؤية المملكة الطموحة في مجال البحث والتطوير والابتكار. ومن خلال العمل بشكل وثيق مع وكالة الفضاء السعودية، يمكن لأعضاء هيئة التدريس والباحثين المتميزين في (كاوست) تطوير آليات للاستفادة من الخبرات الحالية، وتسريع عمليات استكشاف المملكة للفضاء الخارجي».

تأمل وكالة الفضاء السعودية من خلال الشراكة مع «كاوست» في تحديد مدى المعرفة والابتكارات الجارية (الشرق الأوسط)

كما أكد البروفسور ماثيو مكابي، أستاذ الاستشعار عن بعد والأمن المائي، ومدير مبادرة المناخ والعيش في «كاوست»: «إن الرصد الأرضي وتحليل البيانات هي من المنصات الفضائية الأساسية في أبحاثي»، مضيفاً أن «الرصد البيئي والتأهب للكوارث وتطبيقات الأمن القومي وتطوير الصناعة جميعها تستفيد من التعاون بين وكالة الفضاء السعودية و(كاوست) الذي سيقدم فرصاً واعدة للأبحاث التطبيقية ذات التأثير الوطني والدولي، فضلاً عن المساعدة في إعداد الجيل القادم من العلماء والمهندسين الذين سيتولون مهام تطوير العلوم والأبحاث الطموحة في هذا المجال».

ومن جانبه، قال الدكتور مانوس وارد، مدير تخطيط البحوث والشراكات في «كاوست»: «تتمتع (كاوست) بعلاقات قوية مع وكالة الفضاء السعودية منذ عدة سنوات. ولدينا في الجامعة كثير من الكفاءات التي تتوافق إلى حد كبير مع طموحات وأهداف وتطلعات وكالة الفضاء السعودية».

يشار إلى أن وكالة الفضاء السعودية تعمل على مواءمة جميع عملياتها التشغيلية الأساسية لتعزيز المهام، بمجرد الموافقة على تمويل استراتيجية الفضاء الوطنية لنحو 58 مبادرة سعودية، تقع نحو 34 مبادرة منها ضمن اختصاص وكالة الفضاء السعودية.

ويقول الدكتور فالاناثان مونسامي، نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء السعودية: «نهدف لتطوير خرائط طريق تعزز وتدعم الأبحاث والتطوير والابتكار في قطاع الفضاء في المملكة العربية السعودية. عندما بدأنا البحث عن المشورة من الجامعات الرئيسية التي لعبت دوراً متميزاً في هذا المجال، برزت (كاوست) كمؤسسة بحثية قوية لا غنى عنها. نحن ننظر للموضوع من منظور سلسلة قيمة متكاملة لأولويات البحث والتطوير والابتكار. وبالتالي، فإن العلاقات التي تربطنا بالجامعات المختلفة، بما في ذلك (كاوست)، ستكون أداة رئيسية لتحقيق أهدافنا».

يذكر أن وكالة الفضاء السعودية تهدف إلى تطوير برنامج الفضاء السعودي، والوصول به إلى المراكز العشرة الأولى على مستوى العالم، من خلال تحقيق أهداف البحث والتطوير والابتكار، عبر 6 مجالات بحثية عامة، تشمل: الرصد الأرضي، والاتصالات وتحديد المواقع، والملاحة والتوقيت، والإطلاق المكوكي، وعلم الفلك واستكشاف الفضاء، وأبحاث الجاذبية الصغرى، والتعرف على الفضاء والبيئة الفضائية.


مقالات ذات صلة

اكتشاف يُشبه كعكة «دونات» ضخمة في قلب الأرض

يوميات الشرق كوكبنا... لغزٌ بلا نهاية (مواقع التواصل)

اكتشاف يُشبه كعكة «دونات» ضخمة في قلب الأرض

من خلال السفر إلى مركز الأرض عبر الموجات الزلزالية، اكتشف العلماء بنية تُشبه الحلقة داخل البركة الدوّامية من المعدن المنصهر المعروف باسم «اللبّ الخارجي».

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ في هذه الصورة الثابتة المأخوذة من بث "بلو أوريجن"، ينطلق صاروخ "بلو شيبارد" مع طاقم مهمة NS-26 في 29 أغسطس 2024، من موقع الإطلاق الأول شمال فان هورن، تكساس، الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

«بلو أوريجن» تنجح في إرسال ثامن رحلة سياحية فضائية

نقلت شركة «بلو أوريجن»، الخميس، 6 أشخاص إلى الفضاء في رحلة سياحية قصيرة ذهاباً وإياباً، من بينهم أصغر امرأة تصل إلى ارتفاع يتخطى 100 كيلومتر في الفضاء.

يوميات الشرق لحظة حدوث خلل في إطلاق صاروخ «فالكون 9» من مركز الفضاء في فلوريدا (أ.ب)

هيئة الطيران الأميركية تحقق في «خلل» إطلاق صاروخ «فالكون 9»

أعلنت هيئة الطيران الاتحادية الأميركية، أمس (الأربعاء)، أنها ستجري تحقيقاً في «خلل» وقع خلال إطلاق صاروخ «فالكون 9» من مركز الفضاء في كيب كانافيرال بفلوريدا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم الصاروخ «فالكون 9» في مركز «كينيدي للفضاء» بفلوريدا (رويترز)

«سبايس إكس» ترجئ لأجل غير مسمى أول رحلة خاصة للتجول في الفضاء

أعلنت شركة «سبايس إكس» أنها أرجأت إلى أجل غير مسمى مهمة «بولاريس دون» التي كان يُفترَض أن تنطلق من فلوريدا، وهي الأولى من تنظيم القطاع الخاص.

«الشرق الأوسط» (فلوريدا (الولايات المتحدة))
يوميات الشرق صاروخ فالكون 9 التابع لشركة «سبيس إكس» وعلى متنه كبسولة كرو دراغون ريزيليانس في مجمع الإطلاق 39A في مركز كينيدي للفضاء (أ.ف.ب)

تسرُّب هيليوم يؤجل إطلاق مهمة مأهولة لـ«سبيس إكس» إلى الفضاء

قالت شركة «سبيس إكس» إنها ستؤجل إطلاق مهمة «بولاريس دون» المكونة من أربعة أفراد يوماً واحداً على الأقل بسبب تسرب للهيليوم في المعدات الأرضية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

دراسة: قردة «بهيات الشعر» تمنح بعضها بعضاً أسماء مثل البشر

قرد القشة القزمة في حديقة حيوان سيمبيو في سيدني بأستراليا (أ.ف.ب - صفحة حديقة حيوان سيمبيو على «فيسبوك»)
قرد القشة القزمة في حديقة حيوان سيمبيو في سيدني بأستراليا (أ.ف.ب - صفحة حديقة حيوان سيمبيو على «فيسبوك»)
TT

دراسة: قردة «بهيات الشعر» تمنح بعضها بعضاً أسماء مثل البشر

قرد القشة القزمة في حديقة حيوان سيمبيو في سيدني بأستراليا (أ.ف.ب - صفحة حديقة حيوان سيمبيو على «فيسبوك»)
قرد القشة القزمة في حديقة حيوان سيمبيو في سيدني بأستراليا (أ.ف.ب - صفحة حديقة حيوان سيمبيو على «فيسبوك»)

يُعدّ منح الأسماء بين كائنات من الجنس نفسه مؤشراً إلى تطوّر كبير، وقد تمت ملاحظته في السابق لدى البشر وأنواع من الدلافين والفيلة الأفريقية فقط، لكنّ دراسة نُشرت، الخميس، في مجلة «ساينس» المرموقة، بيّنت أنّ القردة التي تُطلق عليها تسمية «بهيات الشعر» تنتمي أيضاً إلى هذه المجموعة المحدودة من الحيوانات.

وأظهرت الدراسة، التي أجراها فريق من الجامعة العبرية في القدس، أنّ هذه الرئيسيات الصغيرة تطلق صرخات عالية بنبرة حادة لمنح «ألقاب صوتية» لأنفسها.

وقال المعد الرئيسي للدراسة ديفيد عمر، في حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»: «نحن مهتمون جداً بالسلوك الاجتماعي لاعتقادنا بأنّه هو ما يجعلنا كبشر كائنات مميزة مقارنة بالحيوانات الأخرى».

وأضاف: «نحن لا نركض بسرعة ولا نطير ولا نتفوق في أي شيء غير قدراتنا الاجتماعية، وبأنّ كل إنجازاتنا مجتمعية».

ورأى أنّ «بهيات الشعر» مثالية لدراسة تطور السلوك الاجتماعي واللغة لدى البشر؛ لأنّها تتمتع بخصائص مماثلة للبشر. وتعيش هذه القرود ضمن مجموعات عائلية صغيرة أحادية الزوج مؤلفة من ستة إلى ثمانية قرود تتولى معاً تربية صغارها.

وسجل الباحثون محادثات بين قردين من نوع «بهي الشعر» يفصل بينهما حاجز بصري، بالإضافة إلى التفاعلات بينهما ونظام حاسوبي يبث تسجيلات. وكان تحليل صرخاتهما ممكناً بفضل التقدم المُحرَز في مجال التعلم الآلي والقوة التي تتمتع بها الحوسبة.

ووجد الباحثون أنّ هذه القردة تستخدم صرخات عالية النبرة لمخاطبة بعضها بعضاً. وكانت هذه الرئيسيات قادرة بشكل ملحوظ على معرفة ما إذا كانت الصرخات موجهة إليها، وأظهرت إمكانية أكبر في الردّ عند مناداتها باسمها.

«تطور متقارب»

والقرود العشرة التي خضعت للاختبار متحدرة من ثلاث عائلات مختلفة. وأظهر الباحثون أنّ القردة المنتمية إلى المجموعة العائلية نفسها استخدمت خصائص صوتية متشابهة لأسماء مختلفة، تشبه إلى حد كبير اللهجات أو اللكنات عند البشر.

واعتمدت قرود أخرى بالغة انضمت إلى مجموعة من دون أن تكون مرتبطة بها مباشرة، الرموز الصوتية نفسها، مما يشير إلى إمكانية أن تتعلمها من قرود أخرى. ويعزو ديفيد عمر اكتساب القرود للمؤشرات الصوتية إلى «تطور متقارب»؛ أي إنها طوّرت سمات مماثلة خلال الاستجابة لتحديات بيئية مماثلة.

ويُعدّ منح الأسماء مسألة مهمة جداً لـ«بهي الشعر»، للحفاظ على الروابط الاجتماعية وتماسك المجموعة في الغابات الاستوائية الكثيفة في أميركا الجنوبية، حيث تكون الرؤية محدودة جداً.

أما مسألة متى وكيف بدأ البشر في الكلام، فهي موضع نقاش، ولكن حتى وقت قريب رفض عدد كبير من العلماء فكرة أنّ الرئيسيات توفّر عناصر للإجابات.

ويقول ديفيد عمر: «لا يزال بإمكاننا أن نتعلم الكثير من الرئيسيات غير البشرية بشأن تطور اللغة عند البشر». في المستقبل، يمكن أن تشكّل إحدى طرق البحث المضي قدماً في استخدام الذكاء الاصطناعي، لفك تشفير محتوى محادثات «بهيات الشعر» بشكل أفضل.