يسعى سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن لضمان إحراز لقبه الثالث توالياً في بطولة العالم للفورمولا واحد، في السباق السريع لـ«جائزة قطر الكبرى» على حلبة لوسيل الدولية السبت، ليصبح أول سائق يحقق هذا الإنجاز منذ أربعة عقود.
وبحسب وكالو الصحافة الفرنسية، يتصدر فيرستابن، المتوّج هذا العام بـ13 سباقاً، الترتيب بفارق 177 نقطة عن زميله المكسيكي سيرخيو بيريس (400 مقابل 223)، لذا يحتاج إلى 3 نقاط فقط للاحتفاظ بلقبه، وهو أمر متاح أمامه في السباق السريع (سبرينت) السبت ضمن منافسات الجولة السابعة عشرة من البطولة العالمية، جرَّاء هيمنته شبه المطلقة هذا العام.
ويعزّز حظوظ فيرستابن، واقع أن فريقه ريد بول المتوج أخيراً بلقب الصانعين للعام الثاني توالياً في جائزة اليابان، سبق له أن فاز بجميع سباقات السرعة هذا العام، التي تبلغ عددها ثلاثة، حيث حلّ الهولندي في المركز الأول مرتين وزميله المكسيكي مرة، مما يجعلهما في دائرة المرشحين للفوز مجدداً.
«قبل 4 عقود!» قال فيرستابن الذي بدا مرتاحاً لسير مجريات الأمور «من الرائع التوجّه إلى قطر بعد حسم لقب الصانعين» للعام الثاني توالياً والسادسة في تاريخ ريد بول.
وتابع ابن الـ26 عاماً: «ستكون القيادة على حلبة لوسيل ممتعة، ولكن ستكون نهاية أسبوع صعبة بالنسبة لنا جميعاً، خصوصاً في ظل ارتفاع درجات الحرارة».
وأضاف: «ستساهم الحرارة المرتفعة في جعل السباق مثيراً، خصوصاً أننا نخوض سباق سرعة هذا الأسبوع، لذا يتوجّب علينا أن نتعلّم قدر الإمكان من تجارب الجمعة تمهيداً لسباق السبت»، الذي يقام مساءً تحت الأضواء الكاشفة، مشدداً على أنه «بالإمكان الفوز بلقب السائقين السبت، وهذا هدفنا الأساسي وعلى أمل أن تكون عطلة نهاية أسبوع لا تُنسى».
وفي حال نجح فيرستابن في الفوز باللقب السبت مع نهاية السباق السريع، سيكون أول سائق يحقق هذا الإنجاز منذ البرازيلي نيلسون بيكيه، والد صديقته كيلي، الذي أحرز لقبه الثاني من ثلاثة، قبل 40 عاماً خلال جائزة جنوب أفريقيا عام 1983. قبله تمكن 4 سائقين آخرين من حسم اللقب السبت، وهم الأسطورة الأرجنتيني خوان مانويل فانجيو (1955)، والأسترالي جاك برابهام (1959)، والبريطاني غراهام هيل (1962) والفنلندي كيكي روزبرغ (1982).
ومن المتوقع ألَّا يواجه فيرستابن مقاومة من منافسيه، خصوصاً بعدما هيمن على سباق اليابان في الجولة الماضية في 24 سبتمبر (أيلول)، وأن يتابع على النمط المهيمن ذاته الذي سمح له بتحقيق 10 انتصارات توالياً قياسية، قبل أن يتمكن «فيراري» وسائقه الإسباني كارلو ساينس من وضع حد لهذه السلسلة في جائزة سنغافورة الكبرى، الجولة الخامسة عشرة.
حينها، أنهت الحظيرة الإيطالية سلسلة من 15 فوزاً متتالياً لـ«ريد بول» في بطولة العالم امتداداً من الموسم الماضي، في حين دوّن فيرستابن اسمه في سجل الأرقام القياسية على خلفية عشرة انتصارات متتالية متفوقاً على ما حققه الألماني سيباستيان فيتل عام 2013 مع «ريد بول» بالذات، الذي أحرز بألوانه لقب البطولة العالمية 4 مرات (2010-2013).
ورغم صعوبة المهمة الملقاة على عاتق بقية الفرق، فإن كلاً من «فيراري» و«مرسيدس» و«ماكلارين» و«أستون مارتن» سيعمل جاهداً من أجل وضع العصي في دواليب «ريد بول».
يعتقد البعض أن سائق «مرسيدس» البريطاني لويس هاميلتون، بطل العالم سبع مرات، بإمكانه أن يرتدي لباس «المخرّب» لفرحة فيرستابن وأن يتألق على حلبة لوسيل التي عُبّد مسارها بالكامل، كونه توّج في النسخة الوحيدة للسباق القطري قبل عامين (ألغي العام الماضي لتنظيم مونديال قطر)، حين كاد يضيف لقباً ثامناً قياسياً إلى سجله ليفك ارتباطه مع الأسطورة الألماني ميكايل شوماخر، إلا أنه فشل في مسعاه في اللفة الأخيرة للجولة الأخيرة في أبوظبي على حلبة مرسى ياس خلال سباق ما زال يثير الكثير من الشكوك حول أحقية فوز فيرستابن به.
في المقابل، وفي أبرز التغييرات التي طرأت على هوية السائقين، سيحلّ الأسترالي ليام لوسون، الذي أبهر الجميع بأدائه في سنغافورة حيث حصد نقطتين، بدلاً من مواطنه دانيال ريكياردو في فريق ألفا تاوري للسباق الخامس توالياً، في حين ما زال الأخير يتعافى من كسر تعرض له خلال تجارب جائزة هولندا الكبرى.