في حين يواصل اليهود المتطرفون، تنظيم أوسع اقتحامات للمسجد الأقصى طوال أيام عيد «العرش»، حذّرت مصر إسرائيل من أن ذلك قد يؤدي إلى تدهور أمني في قطاع غزة.
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن مصر التي تبذل جهوداً لتخفيف التوترات في قطاع غزة، حذّرت إسرائيل من أن الاستمرار في اقتحام «الأقصى»، واستفزاز الفلسطينيين والمسلمين بهذه الطريقة، سيؤدي إلى التصعيد.
وأبلغ المسؤولون المصريون نظراءهم الإسرائيليين، بأن الأحداث في «الأقصى»، إلى جانب الوضع الأمني في الضفة الغربية، وظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين، تؤثر بشكل مباشر في الوضع بقطاع غزة.
وجاء تحذير مصر تزامناً مع استمرار تدفق المستوطنين بشكل يومي على «الأقصى» وبأعداد كبيرة. واقتحم مئات المستوطنين، (صباح الثلاثاء)، المسجد الأقصى، بحماية الشرطة الإسرائيلية.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية، إن 789 مستوطناً اقتحموا باحات الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة، وأدَّوا طقوساً تلمودية في باحاته، في رابع أيام عيد «العرش» اليهودي.
وتجولت مجموعات كبيرة من المستوطنين في أزقة البلدة القديمة في القدس، أولاً، وأدت طقوساً تلمودية عند أبواب «الأقصى»، وتحديداً عند بابَي السلسلة والقطانين، ثم اقتحموا «الأقصى».
ونجح آلاف المستوطنين منذ اليوم الأول لعيد العرش باقتحام المسجد، حاملين «قرابين نباتية» من سعف النخيل، المفترض أنها تستخدم في تقديم قرابين متعلقة بالهيكل، بحسب الرواية اليهودية.
وقال مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس، في بيان، (الثلاثاء)، إن «سماح شرطة الاحتلال لمجموعات غلاة المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى بحماية شرطية معززة وبمجموعات كبيرة، وبمرافقة رموز دينية وسياسية عبر برنامج تهويدي تحريضي علني، بالإضافة إلى السماح لهم بممارسة طقوس تلمودية علنية وصامتة، وغيرها من الانتهاكات، دليل قاطع على أن الأقصى في خطر كبير».
ويقول الفلسطينيون إن اقتحامات «الأقصى» الواسعة التي جاءت تلبية لدعوة جماعات «الهيكل» التي طلبت تكثيف اقتحام المسجد طيلة أيام «عيد العرش» اليهودي، الذي يستمر حتى السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، تشير إلى مخطط إسرائيلي لتغيير الأمر الواقع في المسجد وتقسيمه زمانياً ومكانياً، خصوصاً أن الاقتحامات في وقت يُمنع فيه المصلون المسلمون من الوصول إلى المسجد.
وحذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، (الثلاثاء)، من استمرار الاقتحامات من قبل المستوطنين المتطرفين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي للقدس، والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
وقال أبو ردينة، إن هذه الاستفزازات من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيها تشكّل منهجاً خطيراً هدفه تفجير الأوضاع، الأمر الذي سيؤدي إلى تداعيات خطيرة لا يمكن لأحد التكهن بنتائجها.
وأضاف: «تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من خلال هذه السياسات، خلق وقائع جديدة في القدس الشرقية، ولكن على الاحتلال أن يعلم جيداً أن القدس الشرقية بمقدساتها هي أرض فلسطينية عربية، وجميع محاولاته ستفشل بتغيير طبيعة وتاريخ وهوية القدس، ودون السيادة والأمن والمقدسات وموافقة الشعب الفلسطيني، وقيادته الوطنية والتاريخية، لن يكون هناك أمن واستقرار».
كما عدّ الناطق باسم حركة «حماس» حازم قاسم، أن ما يحدث في «الأقصى» تصعيد جديد وخطير ضمن الحرب الدينية المعلنة على المقدسات في كل مكان. وقال في تصريح صحافي، إن «هذا السلوك العدواني من الاحتلال، انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الإنسانية، واستهتار بمشاعر كل العرب والمسلمين». ودعا قاسم الفلسطينيين إلى تصعيد ضرباتهم ضد إسرائيل.