دعوات لاستقالة عضو بارز في مجلس الشيوخ الأميركي

اتهامات فساد ورشى تلقي بظلالها على الديمقراطيين

مننديز في مبنى الكابيتول في 20 سبتمبر 2023 (رويترز)
مننديز في مبنى الكابيتول في 20 سبتمبر 2023 (رويترز)
TT

دعوات لاستقالة عضو بارز في مجلس الشيوخ الأميركي

مننديز في مبنى الكابيتول في 20 سبتمبر 2023 (رويترز)
مننديز في مبنى الكابيتول في 20 سبتمبر 2023 (رويترز)

تتصاعد الدعوات لاستقالة السيناتور الديمقراطي البارز بوب مننديز بعد اتهامات الفساد والرشى التي يواجهها. فرغم تنحيه عن منصبه رئيساً للجنة العلاقات الخارجية النافذة في مجلس الشيوخ بعد توجيه الاتهامات الرسمية له، فإن عدداً من زملائه الديمقراطيين طالبوه بشكل علني بالاستقالة من منصبه في المجلس بسبب «فداحة الاتهامات التي وُجهت بحقه»، لكن السيناتور الذي ينحدر من أصول لاتينية والبالغ من العمر 69 عاماً مُصرّ على موقفه الرافض للاستقالة، دافعاً باتجاه ترشحه لولاية جديدة في المجلس، ويتهم مننديز خصومه والنظام القضائي باستهدافه بسبب أصوله اللاتينية، فيقول: «لا تغيب عني السرعة التي اندفع بها البعض للحكم على لاتيني ودفعه من مقعده...».

مننديز في مبنى الكابيتول في 20 سبتمبر 2023 (رويترز)

دعوات استقالة

لكن الديمقراطيين من أصول لاتينية يرفضون هذه الحجة. وتقول النائبة الديمقراطية ألكسندريا أوكاسيو كورتيز: «كامرأة من أصول لاتينية أوافق أن هناك انحيازاً في النظام، لكن ما نراه في هذه القضية هو بغاية الجدية». وضمت كورتيز صوتها إلى الأصوات المطالبة باستقالة مننديز كزميله في الشيوخ جون فيترمين، والنواب آدم شيف وكايتي بورتر واليسا سلوتكن.

ولعلّ الصوت الأبرز المطالب باستقالة مننديز هو حاكم الولاية التي يمثلها نيوجيرسي، فيل مرفي، الذي ترأس كذلك جهود الدعوة للاستقالة مع مشرعين ديمقراطيين في الولاية. وفي حال استقالة مننديز، سيُعين مرفي بديلاً له لاستكمال ولايته التي تنتهي في يناير (كانون الثاني) 2025.

إلى ذلك، أعلن النائب الديمقراطي اندي كيم عن ترشحه ضد مننديز في نيوجيرسي، في تهديد مباشر لمنصب السيناتور الذي يحتل مقعده في «الشيوخ» منذ عام 2006. وقال كيم في تصريح على منصة «إكس» (تويتر سابقاً): «أشعر بضرورة الترشح ضده. إنه ليس أمراً توقعت القيام به، لكن نيوجيرسي تستحق الأفضل. لا يمكننا تهديد مجلس الشيوخ أو المساومة على نزاهتنا».

وفي ظل التوازن الهش في مجلس الشيوخ، تحفظت القيادات الديمقراطية حتى الساعة عن دعوة السيناتور للاستقالة تخوفاً من عواقب ذلك على أجندتهم، مشيرين إلى أنه «بريء إلى أن تثبت إدانته». فأشاد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر بمننديز ووصفه بـ«المسؤول المخلص»، في حين أشار السيناتور الديمقراطي البارز ديك دربن إلى خطورة الاتهامات الموجهة ضد مننديز، لكنه عدّ أن قرار الاستقالة يعود إليه.

صور تظهر مبالغ مالية صادرتها السلطات من منزل مننديز في 23 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

فحوى الاتهامات

في نص الاتهام الفيدرالي المؤلف من 39 صفحة، يواجه رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق سلسلة طويلة من التهم التي تتمحور حول تلقي رشى تخطت الـ500 ألف دولار توزعت بين دفعات مادية وسبائك ذهبية خبأها في منزله، بحسب المدعين الفيدراليين.

ويقول نص الادعاء إن مننديز استعمل منصبه في مجلس الشيوخ لتقديم خدمات لرجال أعمال ودفع الكونغرس نحو الموافقة على مساعدات للحكومة المصرية مقابل دفعات مالية.

مننديز وزوجته نادين أرسليان في مبنى الكونغرس في 20 ديسمبر 2022 (أ.ب)

وتتصدر زوجة مننديز، اللبنانية الأصل، نادين مننديز، لائحة الاتهام؛ إذ كانت شريكاً أساسياً في تلقي الرشى، بحسب النص العلني.

وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها مننديز اتهامات بالفساد؛ فقد سبق أن تمت محاكمته في عام 2015 بتهمة تلقي رشى وصلت إلى المليون دولار من طبيب عيون مقابل خدمات سياسية، لكن تم إسقاط التهم بعد المحاكمة في عام 2017 بسبب عدم توافق هيئة المحلفين على الإدانة، إلا أن الديمقراطيين التفوا حينها حول مننديز، ودافعوا عنه بشراسة، على خلاف مشهد اليوم؛ إذ يسعى الحزب إلى إظهار عدالة النظام القضائي بعد الانتقادات التي يوجهها الجمهوريون لهم بتسييس القضاء.


مقالات ذات صلة

الرئاسة الفلسطينية: الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية المجازر اليومية بحق شعبنا

المشرق العربي الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة (وكالة الأنباء الفلسطينية- وفا)

الرئاسة الفلسطينية: الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية المجازر اليومية بحق شعبنا

أعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن «الضوء الأخضر الذي حصل عليه بنيامين نتنياهو من الإدارة الأميركية جعله يستمر في عدوانه».

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)
الولايات المتحدة​ غيّرت حملة ترمب استراتيجيتها لمواجهة هاريس (أ.ف.ب)

هاريس توحّد صفوف الديمقراطيين وتستعد لمواجهة «حتمية» مع ترمب

نجحت حملة كامالا هاريس في توحيد صفوف حزبها وحشد دعم واسع، لكن هل يستمر حماس الناخبين الديمقراطيين تجاهها؟ وما حظوظها في الفوز على دونالد ترمب؟

رنا أبتر (واشنطن)
شؤون إقليمية بنيامين نتنياهو وبتسلئيل سموتريتش (يمين) وإيتمار بن غفير (يسار) (وسائل إعلام إسرائيلية)

الاستطلاعات تُبيّن أن نتنياهو قائد إسرائيل الأول

لم يكسب حزب الليكود شيئاً من خطاب زعيمه بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأميركي، فيما استفاد منه المتطرفان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

نظير مجلي (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى إلقاء خطابه أمام الكونغرس في واشنطن أمس (أ.ف.ب)

إلقاء يرقات داخل فندق نتنياهو في واشنطن (فيديو)

أطلق ناشطون مؤيدون لفلسطين آلاف اليرقات وديدان الطحين والصراصير داخل فندق ووترغيت في واشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي (أ.ب)

بيلوسي: خطاب نتنياهو في الكونغرس هو الأسوأ مقارنة بأي شخصية أجنبية

وصفت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي في الكونغرس بأنه «الأسوأ»، مقارنة بأي شخصية أجنبية أخرى تمت دعوتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل تستطيع كامالا هاريس كسب أصوات الناخبين في 3 أشهر؟

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس (رويترز)
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس (رويترز)
TT

هل تستطيع كامالا هاريس كسب أصوات الناخبين في 3 أشهر؟

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس (رويترز)
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس (رويترز)

بعد أسابيع من التجاذبات الداخلية والتسريبات الصحافية المشكّكة بقدرة الرئيس الأميركي جو بايدن على الفوز بولاية ثانية، فقد أعاد انسحابه من السباق ودعمه نائبته كامالا هاريس لخوضه، توحيد صفوف الحزب الديمقراطي وشدّ عصبه في مواجهة المنافس الجمهوري ترمب الساعي للعودة إلى مقر الرئاسة الأميركية.

ويترقب المعسكر الديمقراطي المؤتمر الوطني للحزب الذي يبدأ في 19 أغسطس (آب)، ويتوقع أن يتوّج هاريس رسمياً مرشحة للحزب، بعدما بدأت في الأيام الماضية حملتها بالحصول على دعم مندوبين وشخصيات نافذة في الحزب، إضافة إلى تبرعات مالية سخية.

ومع بقاء 3 أشهر كاملة فقط قبل يوم الانتخابات، فإن هاريس لديها جدول زمني مضغوط للغاية لبناء منصة سياسية، وصقل رسالتها وتعريف نفسها مرشحة للناخبين.

فكيف يمكن لهاريس أن تدير حملة رئاسية قوية خلال 3 أشهر فقط؟ وهل ستتمكن من تحقيق انتصار وكسب أصوات الناخبين خلال تلك الفترة؟

تحدثت صحيفة «بوليتيكو» مع 3 من كبار مديري الحملات السابقة في هذا الشأن، وهم باتي سوليس دويل، التي أدارت حملة هيلاري كلينتون التمهيدية الرئاسية لعام 2008؛ وروبي موك، الذي أدار حملة كلينتون للانتخابات العامة لعام 2016؛ وستيوارت ستيفنز، كبير الاستراتيجيين في حملة ميت رومني الرئاسية لعام 2012.

وقالت باتي سوليس دويل: «أشعر بنوع من الغرابة في تقديم أي نصيحة لهاريس لأنها تبدو كأنها لا تحتاج إليها حقاً. لقد قامت خلال 72 ساعة بعمل لا يصدق. لقد عقدت لقاءً انتخابياً كان الأكبر للديمقراطيين منذ بدء الحملة، وحصلت على تأييدات من الكونغرس، وجمعت كثيراً من التبرعات».

وأضافت: «أعتقد أنها ستنجح في مسعاها، فهي تقدم وجهة نظر متفائلة للمستقبل وتمارس السياسة بشكل صحيح».

وأكدت دويل أن هاريس عليها أن تركز على كيفية الرد على قضايا ستستغلهما حملة ترمب بقوة هي الاقتصاد والتضخم وتكاليف المعيشة والحدود والهجرة. سيكون من الصعب جداً عليها أن تنأى بنفسها عن إدارة بايدن وسجل بايدن في هاتين القضيتين، خصوصاً الحدود، لأنها كانت مسؤولة عن ذلك في وقت مبكر من الإدارة. لكن في الوقت نفسه، يمكنها بالتأكيد أن رؤيتها للمستقبل ستكون مختلفة تماماً.

أما روبي موك، فقال: «هاريس مهيأة بشكل رائع لخوض هذه الانتخابات لأن وظيفتها مع بايدن حولت لها الأشهر العشرة التي عادة ما يحتاجها المرشحون قبل الانتخابات لترتيب أمورهم، إلى يومين».

وتابع: «إن حملتها ستكون قصيرة حقاً، لكنها مستعدة للانطلاق، بل إن هذا القصر في الوقت أمر رائع، فأنا أعتقد أن الوقت غالباً ما يكون عدوك في مثل هذه الظروف. وأنا أعتقد أنها قامت بعمل جيد جداً حتى الآن».

وأضاف: «أعتقد أن التحدي الذي تواجهه هاريس الآن هو تقديم رؤيتها لكثير من الناخبين الذين لا يعرفونها حقاً، خصوصاً أن كثيراً من الأشخاص الذين تحتاج إلى كسب تأييدهم للفوز بهذه الانتخابات، غير راضين حقاً عن الاقتصاد. إنهم متوترون للغاية. ولكونها جزءاً من إدارة بايدن، فسيتعين عليها حقاً معالجة هذا الاضطراب المنتشر بين الناخبين بشكل مباشر، لأنه من السهل جداً على ترمب أن يقول، (إذا كنت لا تحب الطريقة التي تسير بها الأمور، فقد حان الوقت للتغيير واختياري بدلاً من هاريس)».

ومن ناحيته، قال ستيوارت ستيفنز: «أعتقد أن هاريس سياسية جيدة، حتى وإن لم تفُزْ بالانتخابات فهذا لن يدل على أنها لم تُدِر حملة جيدة. لأن معظم الناس لا يفوزون. لكنهم حاولوا وهذا أفضل شيء يمكنهم القيام به».

وأضاف: «أعتقد أن هذه فرصة لهاريس للتركيز على الفارق بين رؤيتها ورؤية ترمب لما ينبغي أن تكون عليه أميركا. هو رجل يريد حظر المسلمين ويقول إن المهاجرين قتلة ومجرمون، بينما هي شخص يجسد ما يدور حوله الحلم الأميركي».

وتابع: «ينبغي أن تركز هاريس على فكرة أنها الخيار الآمن الذي يمثل المستقبل».

وفي المقابل، قال مات تيريل، أحد واضعي الاستراتيجيات في الحزب الجمهوري لشبكة «بي بي سي»، إن «الأمر يتعلق بأولئك الناخبين المستقلين الذين لم يحسموا خيارهم. التضخم، والهجرة، والاقتصاد ومعدلات الجريمة هي ما يشغل بالهم».

وأضاف: «في الوقت الراهن، أعتقد أن الرئيس السابق ترمب يحسن التعامل مع هذه المسائل. الانتخابات ستكون استفتاء على المرشحين المتنافسين».

وقالت هاريس خلال لقاء لجمع التبرعات في بتسفيلد بولاية ماساتشوستس شمال شرقي البلاد أمس (السبت): «نحن لم نكن مرجَحين في هذا السباق، هذا صحيح. لكن هذه حملة أساسها الناس» والدعم الشعبي.

وفي اليوم نفسه، كان ترمب يَعِد مؤيديه خلال تجمع في ولاية مينيسوتا بأنه «في نوفمبر (تشرين الثاني)، سيقوم الشعب الأميركي برفض التطرف الليبرالي المجنون لكامالا هاريس بشكل ساحق».

وتشير سلسلة من استطلاعات الرأي إلى أن دخول هاريس السباق محا التقدم الذي كان يتمتع به ترمب على بايدن في غضون أيام.