الحرب الأوكرانية والتماهي بين التكتيكي والاستراتيجي

صورة من شريط فيديو وزّعته وزارة الدفاع الروسية لجنود يقصفون مواقع أوكرانية (أ.ف.ب)
صورة من شريط فيديو وزّعته وزارة الدفاع الروسية لجنود يقصفون مواقع أوكرانية (أ.ف.ب)
TT

الحرب الأوكرانية والتماهي بين التكتيكي والاستراتيجي

صورة من شريط فيديو وزّعته وزارة الدفاع الروسية لجنود يقصفون مواقع أوكرانية (أ.ف.ب)
صورة من شريط فيديو وزّعته وزارة الدفاع الروسية لجنود يقصفون مواقع أوكرانية (أ.ف.ب)

لا تتضّح صورة عالم اليوم، إلا من خلال النظر وفهم ديناميكيّة التفاعلات بين المستويات التاليّة: المستوى الجيو - سياسيّ، المستوى الاستراتيجيّ، المستوى العملانيّ، ومن ثمّ المستوى التكتيكي.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، ما يحدث تكتيكياً في مدينة باخموت في شرق أوكرانيا، وما قد ينتج من المعركة الضارية هناك، هو مرتبط مباشرة بالمستوى العملانيّ على المسرح الأوكراني، كما يرتبط بالمستوى الاستراتيجيّ، ومن ثمّ المستوى الجيو - سياسيّ.

تعتقد القيادة العسكريّة الأميركية، أن عناد أوكرانيا للقتال في باخموت (القتال التكتيكي) حتى آخر رمق، أدّى إلى استنفاد مخزون ذخيرة مدفعيّة الميدان. كما أدّى إلى استنزاف القوى العسكريّة المتمرّسة وذات الخبرات العالية. وأخيراً وليس آخراً، تعتقد القيادة الأميركية أن القتال في باخموت أعطى القوات الروسيّة الوقت الكافي لتحضير خط دفاع سُمّي «خطّ سيروفيكين»؛ تيمناً باسم الجنرال الروسيّ صاحب فكرّة خطّ الدفاع، سيرغي سيروفيكين؛ الأمر الذي عقّد الهجوم الأوكراني المُضاد.

تردّ القيادة العسكريّة الأوكرانية، بأن القتال في باخموت أدّى إلى تثبيت القوات الروسيّة هناك، ومن ثمّ استنزافها (20 ألف قتيل من قوات «فاغنر»). وهذا التثبيت لقوات النخبة الروسيّة من وحدات المظلاّت للقتال في باخموت، بشرق أوكرانيا، حرم القيادة الروسيّة من تشكيل قوّة الاحتياط العملانيّة للدعم حيث يجب. كما ألزم القوات الروسيّة المحمولة جواً، على القتال وكأنها وحدات مشاة عاديّة؛ الأمر الذي أدّى إلى استنزافها وخفض مستوى جهوزيّتها.

يقول المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي الراحل كولن. إس غراي ما معناه: «إن لكلّ سلاح تكتيكي مفاعيل استراتيجيّة».

وإذا كنا قد تحدّثنا عن ثلاثة مستويات للحرب: الاستراتيجيّ والعملانيّ والتكتيكيّ، فهذا الأمر لا يعني أنها منفصلة بعضها عن بعض. فهي تشكّل بوتقة واحدة، تتفاعل خلال سير المعارك. وما التصنيف لهذه المستويات، إلا عبارة ووسيلة لمحاولة فهم ديناميكيّة التفاعل بينها. فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك من نجاحات تكتيكيّة متراكمة، لكن من ضمن استراتيجيّة خاطئة، فإن الهزيمة الجيو - سياسيّة أمر مؤكّد. أما إذا كانت هناك هزائم تكتيكيّة لكن من ضمن استراتيجيّة صحيحة، فقد يكون النصر أكثر احتمالاً من الهزيمة.

المدفعيّة الروسيّة vs المدفعية الأوكرانية

وصف الزعيم السوفياتيّ الراحل جوزف ستالين المدفعيّة بأنها «آلهة المعركة». فهي التي كانت تحسم الحرب ضد النازيّة، حتى ولو على حساب الكثير من القتلى من الجيش الروسيّ.

روسيّا تؤلّه المدفعية منذ أيّام القيصر بطرس الأكبر. فبعد معركة خاسرة للقيصر ضد الملك السويديّ، دُمّر سلاح المدفعيّة الروسيّ بشكل كامل. عندها، جُمعت أجراس الكنائس لتذويب معدنها وصنع المدافع منها. من هنا صفة القداسة عليها.

لم تعد المدفعيّة الروسيّة كما كانت. فهي اليوم في سباق مع التقدّم التكنولوجيّ. والمسيّرة أصبحت جزءاً لا يتجزّأ من سلاح المدفعيّة. فالمسيّرة تعمل أحياناً على جمع المعلومات عن الأهداف. كما تساهم في تصحيح رمايات المدفعيّة. وأخيراً، وليس آخراً، أصبحت تُشكّل بحدّ ذاتها سلاحاً مدفعيّاً بعد الاستعمال الكثيف للمسيّرات الانتحاريّة. يقول بعض الخبراء: إن العقيدة المدفعية الروسيّة ترتكز على المسار التاليّ: «تناور القوى أولاً؛ بهدف التحضير للقصف المدفعيّ» (Maneuver First). في المقابل، يعتمد الغرب عكس هذا المسار. فالعقيدة الغربيّة تقوم على «القصف أوّلاً، وبعده المناورة».

في حرب أوكرانيا، لم تعد المدفعيّة الروسيّة كما رآها ستالين. فالتكنولوجيا الحديثة، إلى جانب الابتكار التكتيكيّ الذي شهدناه لدى القوات الأوكرانية المدعومة من الغرب، خفّفا من حدّة وتأثير المدفع الروسيّ. فالتكنولوجيا الغربيّة الحديثة، أدّت إلى فصل المدفع عن غذائه الأساسيّ (الذخيرة)، وذلك عبر قصف الخلفيّة اللوجيستيّة (بواسطة الهايمارس). هذا من جهة التكنولوجيا. لكن من جهّة التكتيك المُبتكر، يمكن القول إن الانتشار (Dispersion) والتشتت للقوى العسكريّة الأوكرانية على مساحة أوسع، جعلا التأثير المدفعيّ الروسيّ اقلّ بكثير مما كان عليه سابقاً. هذا مع التذكير، أن كلّاً من روسيا وأوكرانيا، يخوض اليوم حرب استنزاف متبادلة بكلّ ما للكلمة من معنى. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تقول العقيدة المدفعيّة الروسيّة، إنه لقصف وتدمير مساحة تبلغ 0.33 كلم2، يستلزم الأمر، 12 مدفعاً من عيار 122ملم. كما يستلزم ما يُقارب 600 قذيفة. هنا يتظهّر تأثير الانتشار للقوى.

في الختام، أظهرت الحرب الأوكرانية، أن الفوارق بين مستويات الصراع لم تعد كما كانت. فقد يمكن القول أن التماهي بين التكتيكي والاستراتيجي، أصبح أكثر بكثير مما كان عليه سابقاً. كما قد يمكن القول: إن نمط تغيير العقيدة العسكريّة أصبح متسارعاً وليست خطّياً (Exponential not Linear). وإذا كانت التكنولوجيا من أهمّ الأسباب التي أنتجت هذا النمط المُتسارع، يمكن إضافة عامل آخر هو آنيّة نقل المعلومة (Instantaneity)، من مسرح المعركة إلى مركز القرار، وذلك بسبب التقدّم في تكنولوجيا الاتصالات. أدّى هذا الأمر، إلى تقصير عمليّة التغذية الاسترجاعيّة (Feedback) بشكل لم يشهده تاريخ الحروب السابقة. وعليه، يمكن القول: إن ما يُسمّى الصبر التكتيكي أو الاستراتيجيّ قد ولّى إلى غير رجعة.


مقالات ذات صلة

بوتين: روسيا بيلاروسيا تستعدان لإجراء تدريبات على أسلحة نووية تكتيكية

العالم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس بيلاروسيا ألكساندر لوكاشينكو (أرشيفية - رويترز)

بوتين: روسيا بيلاروسيا تستعدان لإجراء تدريبات على أسلحة نووية تكتيكية

نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء اليوم عن الرئيس فلاديمير بوتين قوله إن قوات تابعة لروسيا وبيلاروسيا بدأت استعدادات مشتركة لإجراء تدريبات نووية تكتيكية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

بوتين: روسيا لن تسمح لأحد بتهديدها وقواتها النووية في حالة استعداد

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة له بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ79 لعيد النصر على النازية أن روسيا لن تسمح لأحد بتهديدها

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا مركبات عسكرية روسية تسير على طول الطريق قبل العرض العسكري في يوم النصر (رويترز)

بعرض عسكري ضخم... بوتين يحيي ذكرى الانتصار في الحرب العالمية الثانية

تعتزم روسيا إحياء ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا تحت حكم أدولف هتلر في عام 1945 من خلال عرضها العسكري التقليدي اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا جنديان أوكرانييان يستعدان لإطلاق طائرة استطلاع مسيرة في منطقة دونيتسك (ا.ف.ب)

حريق بمصفاة نفط في كراسنودار الروسية إثر هجوم بمسيرات أوكرانية

قالت إدارة الأزمات في منطقة كراسنودار الروسية، إن هجوما بطائرات مسيرة أطلقتها أوكرانيا أدى إلى نشوب حريق وتضرر عدة صهاريج نفط في مصفاة بالمنطقة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا 
أوكراني يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)

روسيا تستهدف منظومة الكهرباء في أوكرانيا

بينما أكد سلاح الجو الأوكراني، أمس (الأربعاء)، أنه أسقط عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة التي أطلقتها روسيا عبر البلاد، مستهدفة منشآت الكهرباء والطاقة.

«الشرق الأوسط» (كييف - موسكو - لندن)

شرطة بريطانيا تلقي القبض على 3 رجال ضمن تحقيق لمكافحة الإرهاب

عناصر من شرطة لندن (غيتي)
عناصر من شرطة لندن (غيتي)
TT

شرطة بريطانيا تلقي القبض على 3 رجال ضمن تحقيق لمكافحة الإرهاب

عناصر من شرطة لندن (غيتي)
عناصر من شرطة لندن (غيتي)

قالت الشرطة البريطانية الأربعاء إنها ألقت القبض على ثلاثة رجال في شمال إنجلترا للاشتباه في «ارتكابهم أعمال إرهاب، والتجهيز لها، والتحريض عليها».

وذكر روب بوتس مساعد قائد الشرطة «هذا المساء، نفذنا عدداً من أوامر التوقيف المزمعة في إطار تحقيق جارٍ لمكافحة الإرهاب». وبوتس هو المسؤول عن أعمال الشرطة لمكافحة الإرهاب في شمال غربي إنجلترا. وأضاف «احتُجز ثلاثة رجال لاستجوابهم... في الوقت الذي نجري فيه مزيداً من التحقيقات».

شرطة لندن أرشيفية

ولم يقدم البيان الصادر عن شرطة منطقة مانشستر الكبرى مزيداً من التفاصيل حول التوقيفات، لكنه قال إن الشرطة لا تعتقد في الوقت الحالي أن هناك أي تهديد أكبر مرتبطاً بالرجال الثلاثة.


كاميرون: سنواصل المضي في إجراءات ترخيص مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل

جنود من الجيش الإسرائيلي يقفون فوق برج دبابة متمركزة في جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
جنود من الجيش الإسرائيلي يقفون فوق برج دبابة متمركزة في جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

كاميرون: سنواصل المضي في إجراءات ترخيص مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل

جنود من الجيش الإسرائيلي يقفون فوق برج دبابة متمركزة في جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
جنود من الجيش الإسرائيلي يقفون فوق برج دبابة متمركزة في جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)

وصف وزير الخارجية ديفيد كاميرون المنظومة التي تحكم صادرات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل وحجم هذه الصادرات بأنها مختلفة تماماً عن منظومة الولايات المتحدة، قائلاً إن المبيعات التي تسمح بها صغيرة نسبياً، وتخضع لإجراءات صارمة.

وأضاف وزير خارجية بريطانيا في تصريحات له أن بريطانيا ستواصل المضي في إجراءات ترخيص مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

جاء ذلك في رد من كاميرون على سؤال حول ما إذا كانت بريطانيا ستقتفي أثر الولايات المتحدة بعد أن حذرت من أنها ستعلق إمداد إسرائيل بالأسلحة في حال حدوث غزو كبير لرفح.

وقال كاميرون بعد إلقاء كلمة «هناك فرق جوهري للغاية بين موقف الولايات المتحدة وموقف بريطانيا».

علّقت الولايات المتحدة إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل، تتضمن قنابل ثقيلة تستخدمها في حملة على مقاتلي «حماس» في غزة، أسفرت عن مقتل أكثر من 34 ألفاً و800 فلسطيني حتى الآن.

ويأتي التعليق في الوقت الذي يواصل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هجوماً عسكرياً على مدينة رفح الفلسطينية رغم اعتراض الرئيس الأميركي جو بايدن.


الألمان عملوا 1.3 مليار ساعة إضافية في 2023 معظمها من دون أجر

عمال في أحد المصانع الألمانية 27 أبريل 2020 (رويترز)
عمال في أحد المصانع الألمانية 27 أبريل 2020 (رويترز)
TT

الألمان عملوا 1.3 مليار ساعة إضافية في 2023 معظمها من دون أجر

عمال في أحد المصانع الألمانية 27 أبريل 2020 (رويترز)
عمال في أحد المصانع الألمانية 27 أبريل 2020 (رويترز)

أظهرت بيانات صدرت حديثا عن الحكومة الألمانية، أن المواطنين الألمان عملوا خلال عام 2023 لنحو 1.3 مليار ساعة عمل إضافية، وكان أكثر من نصف هذا الكم من الوقت - أي ما يقدر بـ775 مليون ساعة - دون أجر.

وقالت وزارة العمل الألمانية، ردا على سؤال برلماني من سوزانه فيرشل، النائبة عن حزب «دي لينكه» اليساري، إن كل موظف عمل لنحو 31.6 ساعة إضافية في المتوسط خلال عام 2023، منها 18.4 ساعة غير مدفوعة الأجر.

وأوضحت فيرشل أن «أرباب العمل يوفرون المليارات من تكاليف الأجور من خلال العمل الإضافي من دون أجر، بينما يعاني الموظفون من ساعات العمل الطويلة ومطالبتهم بالمرونة على نحو مستمر».

وتأتي إجابة فيرشل استنادا لبيانات صدرت في فبراير (شباط) الماضي عن «معهد أبحاث التوظيف»، والتي حصلت «وكالة الأنباء الألمانية» على نسخة منها. وكانت صحيفة «راينيشه بوست» أول من نشر هذه البيانات.


ألمانيا: قلق من محاولة إسلامويين من «داعش» إثارة قلاقل قبل بطولة «يورو 2024»

استنفار أمني ألماني في شوارع برلين (د.ب.أ)
استنفار أمني ألماني في شوارع برلين (د.ب.أ)
TT

ألمانيا: قلق من محاولة إسلامويين من «داعش» إثارة قلاقل قبل بطولة «يورو 2024»

استنفار أمني ألماني في شوارع برلين (د.ب.أ)
استنفار أمني ألماني في شوارع برلين (د.ب.أ)

أعلنت أجهزة الأمن الألمانية عن محاولة إسلامويين مسلحين من تنظيم «داعش» إثارة القلاقل في ألمانيا قبل انطلاق بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024). وذكرت دوائر أمنية الثلاثاء أن الدعوات إلى «العنف الإرهابي» التي نشرها مؤخراً فرع تنظيم «داعش في إقليم خراسان»، تعد «جزءاً من الحملة الدعائية المستمرة التي تهدف إلى إثارة القلاقل وتحريض ذئاب منفردة».

كانت المجموعة نشرت على إحدى قنواتها في وقت سابق صورة على شكل ألعاب الفيديو تظهر رجلاً يحمل سلاحاً آلياً داخل أحد الاستادات. وكان هناك منشور مماثل ظهر قبل بضعة أسابيع، وجاء ذلك المنشور في إطار مباريات بطولة دوري أبطال أوروبا.

محتجون يتحدّون الشرطة في جامعة برلين (إكس)

إلى ذلك، خرج مئات الأشخاص إلى الشوارع في هامبورغ السبت للاحتجاج على «الإسلاموية» ومعاداة السامية ودعماً للقيم الليبرالية للنظام الدستوري الديمقراطي في ألمانيا. وكان من المقرر أن تكون المظاهرة في هامبورغ بمثابة تجمع مناهض لمسيرة نظّمها إسلامويون الأسبوع الماضي وتسببت في غضب في جميع أنحاء البلاد. وكان المشاركون في المسيرة الإسلاموية قد دعوا إلى إقامة ما يسمى الخلافة.

ويستخدم مصطلح «إسلاموية» لوصف الاتجاهات السياسية أو الاجتماعية التي تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية كنظام سياسي. ووفقاً للشرطة، شارك نحو 800 شخص في المسيرة المضادة. وكان المنظمون يتوقعون مشاركة ما يصل إلى ألف شخص. وقال علي إرتان توبراك، الرئيس الوطني لمجموعة الدفاع عن المجتمع الكردي، التي تمثل الأكراد في ألمانيا والتي ساعدت في تنظيم المسيرة: «لا أحد يؤذي الدين الإسلامي والمسلمين أكثر من الإسلامويين أنفسهم».

وفي الوقت نفسه، اتهم توبراك السياسيين بإهمال مشكلة الإسلام السياسي لفترة طويلة خوفاً من المشاعر المعادية للمسلمين وتركها للشعبويين اليمينيين.


إنهاء احتجاج طلابي في دبلن بعد «مباحثات ناجحة» مع الإدارة

طلاب جامعة ترينيتي كوليدج أول من أمس في دبلن (رويترز)
طلاب جامعة ترينيتي كوليدج أول من أمس في دبلن (رويترز)
TT

إنهاء احتجاج طلابي في دبلن بعد «مباحثات ناجحة» مع الإدارة

طلاب جامعة ترينيتي كوليدج أول من أمس في دبلن (رويترز)
طلاب جامعة ترينيتي كوليدج أول من أمس في دبلن (رويترز)

أنهى طلاب جامعة ترينيتي كوليدج العريقة في دبلن، احتجاجهم الذي استمر خمسة أيام على الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة بعدما استجابت الجامعة لمطالبهم.

وأعلنت الجامعة في بيان على موقعها الإلكتروني أنه «تم التوصل إلى اتفاق» بعد «مباحثات ناجحة بين إدارة الجامعة والمتظاهرين».

وبحسب لازلو مولنارفي، رئيس اتحاد الطلبة في الجامعة، فإن بيان ترينيتي كوليدج يُظهر «قوة الحركة الطلابية»، وفقا لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال في حديث لهيئة الإذاعة والتلفزيون الآيرلندية (آر تي إي) إن الاحتجاج انتهى مساء الأربعاء.

العلم الفلسطيني علي مبنى جامعة ترينيتي كوليدج فى دبلن (رويترز)

وأعلنت الجامعة ترينيتي أنها ستتخلى عن «استثماراتها في الشركات الإسرائيلية التي لديها أنشطة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمدرجة على القائمة السوداء للأمم المتحدة في هذا الصدد».

وبدأ المتظاهرون «تحركهم تضامنا مع فلسطين» الجمعة، على خلفية تزايد هذه التحركات في أوروبا والولايات المتحدة.

وأكد رئيس اتحاد الطلبة السبت مواصلة الاحتجاج إلى حين قطع الجامعة علاقاتها مع إسرائيل.

وكان الطلاب نصبوا عشرات الخيم في أماكن عدة داخل الحرم الجامعي، وسدوا بمقاعد مداخل المكتبة التي تضم «كتاب كيلز»، وهو مخطوطة شهيرة من العصور الوسطى يأتي السياح لرؤيتها في العاصمة الآيرلندية.

وفرضت الجامعة غرامة قدرها 214 ألف يورو الأسبوع الماضي على اتحاد الطلبة جراء الربح الفائت في العائدات السياحية، بعد اضطرابات حصلت خلال احتجاجات نظمت خلال العام الحالي ضد الأقساط الدراسية والإيجارات والحرب في غزة.


بوتين: روسيا لن تسمح لأحد بتهديدها وقواتها النووية في حالة استعداد

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

بوتين: روسيا لن تسمح لأحد بتهديدها وقواتها النووية في حالة استعداد

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمة له بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ79 لعيد النصر على النازية، أن روسيا لن تسمح لأحد بتهديدها.

وقال بوتين: «روسيا ستبذل قصارى جهدها لمنع نشوب صراع عالمي»، بحسب ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.

وتابع الرئيس الروسي: «ولكن في الوقت نفسه لن نسمح لأي شخص بتهديدنا»، مضيفا: «قواتنا الاستراتيجية في حالة استعداد قتالي دائم».

وأشار بوتين إلى أن «الانتقام، والاستهزاء بالتاريخ، والرغبة في تبرير أتباع النازيين الحاليين هي جزء من السياسة العامة للنخب الغربية للتحريض على المزيد والمزيد من الصراعات الإقليمية، والعداء بين الأعراق والأديان لاحتواء المراكز السيادية والمستقلة للتنمية العالمية».

وفقد الاتحاد السوفياتي 27 مليون شخص في الحرب العالمية الثانية من بينهم ملايين في أوكرانيا، لكنه دفع القوات النازية في نهاية المطاف إلى التراجع إلى برلين حيث انتحر هتلر. ورُفعت راية النصر السوفياتية الحمراء فوق مبنى البرلمان المعروف باسم الرايخستاج في عام 1945. واستسلمت ألمانيا النازية في تمام الساعة 11:01 مساء بتوقيت برلين في الثامن من مايو (أيار) عام 1945، وتحتفي دول فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بهذا الحدث، وتطلق عليه اسم «يوم النصر في أوروبا»، لكن موسكو تحتفل بالحدث في التاسع من مايو بسبب الفارق الزمني، وأصبح «يوم النصر» بالنسبة للاتحاد السوفياتي فيما يطلق عليه الروس «الحرب الوطنية العظمى» في الفترة من 1941 إلى 1945. وفي عرض عسكري قصير يشير إلى حالة التعبئة المصاحبة للحرب، عرضت روسيا دبابة واحدة فقط من طراز «تي - 34». وحلقت مقاتلات فوقها ورسمت بالدخان الألوان الثلاثة للعلم الروسي. وتضمن العرض أيضاً الصاروخ الاستراتيجي الروسي العابر للقارات «يارس»، والذي قال مذيع تلفزيوني إن «قدرته مضمونة على ضرب أي هدف في أي نقطة من العالم». وحضر العرض زعماء دول روسيا البيضاء وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان وكوبا ولاوس وغينيا بيساو.


بعرض عسكري ضخم... بوتين يحيي ذكرى الانتصار في الحرب العالمية الثانية

مركبات عسكرية روسية تسير على طول الطريق قبل العرض العسكري في يوم النصر (رويترز)
مركبات عسكرية روسية تسير على طول الطريق قبل العرض العسكري في يوم النصر (رويترز)
TT

بعرض عسكري ضخم... بوتين يحيي ذكرى الانتصار في الحرب العالمية الثانية

مركبات عسكرية روسية تسير على طول الطريق قبل العرض العسكري في يوم النصر (رويترز)
مركبات عسكرية روسية تسير على طول الطريق قبل العرض العسكري في يوم النصر (رويترز)

تعتزم روسيا إحياء ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا تحت حكم أدولف هتلر في عام 1945 من خلال عرضها العسكري التقليدي، اليوم (الخميس)، وهو العرض الثالث من نوعه منذ بداية الحرب في أوكرانيا.

ومن المتوقع أن يبرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزو بلده لأوكرانيا المجاورة في خطابه في الساحة الحمراء.

ووفقاً لتقارير إعلامية، فإن المشاركين في العرض البالغ عددهم 9 آلاف فرد سيكون من بينهم جنود قاتلوا في أوكرانيا خلال الأشهر الأخيرة. كما تم الإعلان عن عرض جوي تم إلغاؤه في العامين الماضيين، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

وكما هي الحال في السنوات السابقة، لن يحضر رؤساء الدول ورؤساء الوزراء الغربيون العرض العسكري والعرض الضخم للأسلحة.

وقال الكرملين إن من المتوقع أن يجلس رؤساء الجمهوريات السوفياتية السابقة بيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وكذلك كوبا ولاوس وغينيا بيساو في معرض الزوار بجوار بوتين.

وفي العديد من المناطق الروسية، تم إلغاء مسيرات النصر في الحرب العالمية الثانية لأسباب أمنية. ولن تكون هناك احتفالات كبيرة في منطقتي بريانسك وكورسك، على سبيل المثال، اللتين تقعان على الحدود مع أوكرانيا وتتعرضان لإطلاق نار بشكل متكرر.

كما تم إلغاء مسيرة «الفوج الخالد» التقليدية، التي يحمل فيها أشخاص صوراً كبيرة لقدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية في الشوارع بعد موكب النصر، في جميع أنحاء روسيا.


حريق بمصفاة نفط في كراسنودار الروسية إثر هجوم بمسيرات أوكرانية

جنديان أوكرانييان يستعدان لإطلاق طائرة استطلاع مسيرة في منطقة دونيتسك (ا.ف.ب)
جنديان أوكرانييان يستعدان لإطلاق طائرة استطلاع مسيرة في منطقة دونيتسك (ا.ف.ب)
TT

حريق بمصفاة نفط في كراسنودار الروسية إثر هجوم بمسيرات أوكرانية

جنديان أوكرانييان يستعدان لإطلاق طائرة استطلاع مسيرة في منطقة دونيتسك (ا.ف.ب)
جنديان أوكرانييان يستعدان لإطلاق طائرة استطلاع مسيرة في منطقة دونيتسك (ا.ف.ب)

قالت إدارة الأزمات في منطقة كراسنودار الروسية، صباح اليوم (الخميس)، إن هجوما بطائرات مسيرة أطلقتها أوكرانيا أدى إلى نشوب حريق وتضرر عدة صهاريج نفط في مصفاة بالمنطقة.

وأضافت الإدارة عبر تطبيق «تيليغرام »للرسائل، أنه تم تدمير نحو ست طائرات مسيرة، لكن الحطام سقط على المصفاة القريبة من قرية يوروفكا مما أدى إلى اشتعال النيران.

وقالت الإدارة الروسية إن «عدة صهاريج تضررت».


روسيا تستهدف منظومة الكهرباء في أوكرانيا


أوكراني يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)
أوكراني يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)
TT

روسيا تستهدف منظومة الكهرباء في أوكرانيا


أوكراني يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)
أوكراني يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)

بينما أكد سلاح الجو الأوكراني، أمس (الأربعاء)، أنه أسقط عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة التي أطلقتها روسيا عبر البلاد، مستهدفة منشآت الكهرباء والطاقة، أعلن الجيش الروسي أنّه شنّ ضربات على منشآت ومواقع عسكرية؛ رداً على هجمات كييف على منشآتها للبنى التحتية.

وحذرت أوكرانيا، أمس، من انقطاع محتمل للتيار الكهربائي، بعد هجوم روسي «ضخم» جديد على شبكتها الحرارية. وتشهد المنشآت الكهربائية الأوكرانية عمليات قصف بطائرات مسيّرة وصواريخ روسية منذ بداية العام، تتسبب في أضرار جسيمة وفي انقطاع التيار الكهربائي.

وقال وزير الطاقة الأوكراني غيرمان غالوشتشينكو على «تلغرام»: «العدو لم يتخل عن خططه لحرمان الأوكرانيين من النور. هجوم ضخم آخر على الطاقة لدينا».

وذكر سلاح الجو الأوكراني عبر «تلغرام» أن «العدو استخدم 55 صاروخاً و21 مسيّرة هجومية»، مشيراً إلى أن منظوماته للدفاع الجوي اعترضت 39 صاروخاً و20 مسيّرة.

في سياق متصل، قال وزير الداخلية البريطاني، جيمس كليفرلي، أمام البرلمان في لندن، أمس، إن بلاده بصدد طرد دبلوماسي روسي بارز، في إطار حملة تشنها على ما وصفه بأنه «جمع موسكو لمعلومات في بريطانيا». وتتضمن تحركات لندن طرد الملحق العسكري الروسي، الذي وصفه كليفرلي بأنه عميل استخباراتي غير معلن، إضافة إلى تجريد العديد من الممتلكات التي تملكها روسيا من الوضع الدبلوماسي.

في المقابل، رفضت موسكو هذه الاتهامات، مؤكدة أنها «سترد بالشكل المناسب» على لندن.


«صدمة» في ألمانيا بعد موجة اعتداءات ضد سياسيين


عمدة برلين السابقة فرانسيسكا غيفاي محاطة برجال أمن بعد يوم على تعرضها لاعتداء داخل مكتبة في العاصمة الألمانية (أ.ب)
عمدة برلين السابقة فرانسيسكا غيفاي محاطة برجال أمن بعد يوم على تعرضها لاعتداء داخل مكتبة في العاصمة الألمانية (أ.ب)
TT

«صدمة» في ألمانيا بعد موجة اعتداءات ضد سياسيين


عمدة برلين السابقة فرانسيسكا غيفاي محاطة برجال أمن بعد يوم على تعرضها لاعتداء داخل مكتبة في العاصمة الألمانية (أ.ب)
عمدة برلين السابقة فرانسيسكا غيفاي محاطة برجال أمن بعد يوم على تعرضها لاعتداء داخل مكتبة في العاصمة الألمانية (أ.ب)

تسببت موجة العنف ضد مسؤولين في ألمانيا بصدمة في الأوساط السياسية، وسط توجيه أصابع الاتهام إلى اليمين المتطرّف.

واعتقلت الشرطة أمس، رجلاً يبلغ 74 عاماً يُشتبه بضربه رئيسة سابقة لبلدية برلين على رأسها لدى زيارتها مكتبة. وكتب المستشار الألماني أولاف شولتس، على منصة «إكس» أن الهجمات على السياسيين «بغيضة وجبانة»، مضيفاً أنه «لا مكان للعنف في النقاش الديمقراطي».

وعولجت فرنسيسكا غيفاي، التي تَشغل الآن منصب وزيرة الاقتصاد في ولاية برلين، وهي عضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، من إصابات طفيفة. وعبَّرت عن صدمتها من الهجوم، وقالت إن العملية استغرقت «ثواني معدودة»، لكن الصدمة التي تسببت فيها، والفوضى التي تبعتها سمحت بهرب المعتدي.

كذلك، تلقَّى عضو في البرلمان الأوروبي عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، العلاج في المستشفى بعد أن هاجمه أربعة أشخاص فيما كان يعلِّق ملصقات انتخابية في دريسدن، شرق البلاد، الأسبوع الماضي. كما تعرضت سياسية للتهديد والبصق. وأعلنت الشرطة القبض على رجل ألماني (34 عاماً) وامرأة (24 عاماً)، مشيرة إلى أنهما كانا ضمن مجموعة بدأت بأداء التحية النازية المحظورة عندما بدأت السياسية في تعليق الملصقات.