إذا كنت تعمل من الساعة التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءً، فأنت تقضي ربع حياتك تقريباً في العمل، إن لم يكن أكثر من ذلك. في الحالة المثالية ينبغي أن تكون تلك الساعات ممتعة، أو على الأقل مقبولة، لكن ليس الوضع على هذا النحو دائماً. وكانت قد، كشفت دراسة شملت عاملين في 12 دولة أن الكثيرين منهم يعانون من الشعور بقيمة الذات والصحة النفسية ومشاعر الفشل.
ويذكر أن مؤسسة «إتش بي» استطلعت آراء 15 ألف عامل في 12 دولة، وسألتهم عن علاقتهم بعملهم. كانت الصورة بشكل مجمل قاتمة وبائسة، ففي أنحاء مختلفة من العالم في كل مجال وكل دولة شملها الاستطلاع، يقول العاملون إن علاقتهم بعملهم غير صحية، وإنها تؤثر سلباً على صحتهم البدنية أو النفسية.
وفي الاستطلاع، يشعر قليل من العاملين بالازدهار، ويقول 27 في المائة فقط من العاملين، إن علاقتهم بعملهم صحية وجيدة. وتتصدر الهند الاستطلاع، حيث يقول 50 في المائة من العاملين إن علاقتهم بعملهم صحية وجيدة، في حين ذكر 28 في المائة فقط من العاملين الأمر نفسه في الولايات المتحدة الأميركية، وتأتي اليابان في مركز متأخر حيث ذكر 5 في المائة فقط من العاملين أن علاقتهم بعملهم صحية وجيدة.
وعن كيف تبدو العلاقة غير الصحية؟... ويقول 55 في المائة من العاملين إنهم يعانون فيما يتعلق بتقدير الذات والصحة النفسية، ويشيرون إلى شعورهم بالفشل. كذلك يقول أكثر من 60 في المائة إنهم يعانون فيما يتعلق بالصحة البدنية، حيث لا ينامون جيداً، ولا يمارسون التمرينات الرياضية، إلى جانب تبنيهم لعادات غذائية سيئة.
إن ذلك يؤثر على جودة العمل، حيث يفكر 76 في المائة من الأشخاص، الذين لديهم علاقة غير صحية بعملهم، في مغادرة الشركة، في حين يقول 39 في المائة إنهم يشعرون بانفصال عن العمل، والثلث أقل إنتاجية. يرغب العاملون في خفض الراتب مقابل الشعور بالسعادة، حيث قال 83 في المائة من العاملين إنهم على استعداد للحصول على راتب أقل ليكونوا أسعد، وقد ذكروا تحديداً أنهم مستعدون للتخلي عن 11 في المائة من قيمة راتبهم للعمل في مكان يشعر العاملون فيه بالاندماج والانتماء، وتتمتع فيه القيادة بالذكاء العاطفي، وأنهم مستعدون للتخلي عن 13 في المائة من قيمة راتبهم للعمل حيثما ووقتما يشاءون.
وقال إينريك لوريس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «إتش بي»، في تصريح: «هناك فرصة كبيرة لتقوية علاقة العالم بالعمل بطرق مفيدة وجيدة للأشخاص وللأعمال». وأضاف قائلا: «علينا كقادة دائماً رفض الاختيار الزائف بين الإنتاجية والسعادة. إن أنجح الشركات قائمة على الثقافات التي تمكّن العاملين من التفوق في أعمالهم وأدوارهم المهنية إلى جانب الازدهار خارج العمل في الوقت نفسه».
* خدمات «تريبيون ميديا»