حبوب وأسلحة... خلافات ترخي بظلالها على العلاقات البولندية - الأوكرانية

الرئيس البولندي أندريه دودا يصافح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مشترك في كييف بأوكرانيا في 22 مايو 2022 (رويترز)
الرئيس البولندي أندريه دودا يصافح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مشترك في كييف بأوكرانيا في 22 مايو 2022 (رويترز)
TT

حبوب وأسلحة... خلافات ترخي بظلالها على العلاقات البولندية - الأوكرانية

الرئيس البولندي أندريه دودا يصافح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مشترك في كييف بأوكرانيا في 22 مايو 2022 (رويترز)
الرئيس البولندي أندريه دودا يصافح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مشترك في كييف بأوكرانيا في 22 مايو 2022 (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي (الأربعاء) أن بلاده «لن تنقل بعد الآن أي أسلحة إلى أوكرانيا» بهدف تحديث الجيش البولندي، إلا أن الحكومة البولندية عادت وأعلنت (الجمعة) أنها تخطط لإرسال أسلحة لأوكرانيا وفق تعهداتها السابقة. ورغم إعلان وارسو الأخير التزامها بتعهداتها السابقة تجاه كييف، فإن الخلاف الأخير بين الطرفين حول تصدير الحبوب وإمدادات الأسلحة، طرح تساؤلات حول مستقبل التعاون العسكري بينهما، ومدى انعكاس ذلك على الجهد الحربي الأوكراني، بينما يتقدم هجوم كييف المضاد في جنوب أوكرانيا وشرقها بصعوبة.

جاءت تصريحات رئيس الوزراء البولندي مع تصاعد النزاع التجاري بين الدولتين المتجاورتين، وفي وقت يواجه فيه حزبه الشعبوي ضغوطاً من اليمين المتطرف في الانتخابات الوطنية المقبلة، وفق ما أفادت به وكالة «أسوشييتد برس».

رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي خلال مؤتمر صحافي في وارسو ببولندا في 5 يوليو 2023 (رويترز)

وفي حال ثبوت توقف بولندا عن إرسال مساعدات عسكرية لكييف، سوف يكلف الأمر الأوكرانيين ثمناً باهظاً، لأن وارسو كانت من أكبر المساهمين في المساعدات العسكرية لكييف منذ بداية الحرب، وفق تقرير أصدرته الخميس صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

لكن خبير الأمن والدفاع ميشال بارانوفسكي يقول عن مسألة مستقبل المساعدات البولندية العسكرية لكييف، إن بولندا قدمت معظم ما كان يمكنها تقديمه في وقت سابق من الحرب. ومع عدم وجود خطط لشحنات المعدات الرئيسية قريباً، فإنه لا يرى تهديداً لقدرات أوكرانيا على المدى القريب. ومع ذلك، فهو يرى أن تعليقات رئيس الوزراء البولندي مورافيتسكي مثيرة للقلق بالنسبة لأوكرانيا في ظل سعيها للحفاظ على الدعم الغربي في الحرب التي شنتها روسيا، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي يرحب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أثناء لقائهما في وارسو الأربعاء 5 أبريل 2023 (أ.ب)

مساعدات عسكرية بولندية لكييف

أفاد تقرير «لوفيغارو» بأنه من بين 31 دولة قدمت مساعدات عسكرية لكييف منذ بداية الحرب في فبراير (شباط) 2022، تحتل بولندا المركز السادس.

ووفقاً لمعهد كيل للاقتصاد العالمي، قدمت وارسو إلى جارتها مساعدات عسكرية بقيمة 3 مليارات يورو (أسلحة ومواد ومعدات)، بينما تظل الحكومة الأميركية إلى حد بعيد أكبر مورد لأوكرانيا، إذ وعدت بتقديم مساعدات بقيمة 42.1 مليار دولار في الفترة ما بين 24 فبراير 2022 و31 يوليو (تموز) 2023، تليها ألمانيا (17.1 مليار دولار) وبريطانيا (6.6 مليار دولار)، ثم النرويج (3.7 مليار دولار) والدنمارك (3.5 مليار دولار).

دبابة روسية من طراز «تي - 72» (وهو الطراز الذي أمدت به بولونيا أوكرانيا) غنمها الأوكرانيون في قرية لوكيانيفكا قرب كييف في 27 مارس 2022 (رويترز)

أوضح تقرير نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية الخميس، أن بولندا تُعد بشكل خاص من أكبر موردي المركبات العسكرية المدرعة لأوكرانيا. وبطبيعة الحال، فإن غالبية هذه النماذج التي تسلمها وارسو لكييف يعود تاريخها إلى الحقبة السوفياتية، لكنها تتمتع بميزة عدم الحاجة إلى تدريب محدد للأوكرانيين، على عكس المعدات الغربية التي تتسلمها أوكرانيا.

سلّمت وارسو أكثر من 300 دبابة قتالية من طراز «تي - 72» (T - 72) و«بي تي - 91» (PT - 91) – وهي نسخة حديثة من «تي - 72» – إلى القوات المسلحة الأوكرانية، وزودتها بأكثر من 300 مركبة قتالية من طراز «بي دبليو بي - 1» (BWP - 1) و«كاي تي أو روزوماك» (KTO Rosomak)، كما قدمت لها أو باعتها مئات المدافع ذاتية الدفع، بما في ذلك عيار 155 ملم «آي إش إس كراب» (AHS Krab) الفعال للغاية.

جنود أوكرانيون يطلقون النار على القوات الروسية بمدافع «هاوتزر» ذاتية الدفع من طراز «آي إش إس كراب» (AHS Krab) مع استمرار الهجوم الروسي في أوكرانيا في منطقة دونيتسك بأوكرانيا 23 أغسطس 2022... سلمت بولندا أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي أعداداً كبيرة من هذا المدفع (رويترز)

تدريب القوات الأوكرانية

بولندا هي أيضاً واحدة من الدول القليلة التي قدمت طائرات إلى جارتها أوكرانيا التي كانت تفتقر بشدة في بداية الصراع إلى قوة جوية لمواجهة التوغلات الروسية في الأجواء الأوكرانية: قدمت وارسو 14 طائرة مقاتلة من طراز «ميغ 29» و12 طائرة هليكوبتر «ميل مي - 24» إلى أوكرانيا. ويؤكد ليو بيريا بينييه، الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أن «بولندا لاعب رئيسي في توريد الأسلحة (إلى كييف). كانوا حاضرين منذ البداية، وأرسلوا كميات كبيرة، بما في ذلك الذخيرة وقطع الغيار الضرورية لاستمرار الحرب».

وبالإضافة إلى إمدادات الأسلحة، تؤدي بولندا دوراً مهماً في تدريب القوات الأوكرانية. ويجري تنفيذ جزء من تدريبات «الناتو» للجيش الأوكراني على أراضيها. ومنذ فبراير، يعمل نحو 120 مدرباً فرنسياً على هذا الأمر، بهدف تدريب كتيبة مكونة من 500 جندي على قتال المشاة كل 5 أسابيع. وتستقبل بولندا أيضاً، في أماكن سرية، الكثير من مراكز صيانة الدروع الغربية التي يستخدمها الأوكرانيون. ومع ذلك فإن هذين النشاطين لن يتأثرا بالقرار البولندي إذا نُفذ، وفق صحيفة «لوموند».

تظهر هذه الصورة الملتقطة في 20 سبتمبر 2023 قطارات محملة بالحبوب الأوكرانية مخزنة في عربات في محطة دوروهوسك على الحدود البولندية الأوكرانية (أ.ف.ب)

أزمة الحبوب بين كييف ووارسو

أعلنت كل من بولندا وسلوفاكيا والمجر قبل أسبوع الاستمرار في فرض قيود على واردات الحبوب الأوكرانية رغم قرار المفوضية الأوروبية إنهاء ذلك الحظر، إذ أثر تصدير الحبوب والبذور الزيتية إلى البلدان المجاورة على دخل المزارعين المحليين في الدول الثلاث.

وتحظى هذه القضية بأهمية بالنسبة لبولندا بوجه خاص التي تستعد لتنظيم انتخابات عامة في أكتوبر (تشرين الأول)، ويمثل المزارعون قاعدة كبيرة من الناخبين لحزب «القانون والعدالة» القومي الحاكم.

حصادون يجمعون القمح في قرية زغوريفكا بأوكرانيا في 9 أغسطس 2022 (أ.ب)

ووفق وكالة «أسوشييتد برس»، قالت بولندا والمجر وسلوفاكيا إن الحظر الجديد على واردات الحبوب الأوكرانية فُرض لحماية مزارعيها من وفرة الحبوب الأوكرانية في أسواقها، ما يخفض الأسعار ويضر بسبل عيشهم. وردت كييف بشكوى لدى منظمة التجارة العالمية ضد الدول الثلاث، الأمر الذي أثار المزيد من ردود الفعل الغاضبة من بولندا.

وفي الأمم المتحدة يوم الثلاثاء، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن الدول التي تعارض أوكرانيا في ما يتعلق بالحبوب تعمل في الواقع نيابة عن روسيا (في إشارة إلى بولندا وسلوفاكيا والمجر دون ذكر أسمائها). واستدعت بولندا السفير الأوكراني على وجه السرعة لتقديم شكوى يوم الأربعاء على خلفية كلام زيلينسكي.

رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي يخاطب قادة العالم خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 سبتمبر 2023 في مدينة نيويورك (أ.ف.ب)

ولمعالجة الخلاف، قال وزيرا الزراعة البولندي والأوكراني، الخميس، إنهما يعملان على حل الوضع بطريقة تأخذ مصالح البلدين في الاعتبار. وقالت السلطات السلوفاكية إن أوكرانيا رفعت شكواها ضد سلوفاكيا في الوقت الذي سعى فيه الجانبان للتوصل إلى حل.

وأشار تقرير صدر (الخميس) عن صحيفة «الغارديان» البريطانية، إلى أن خطاب الرئيس الأوكراني زيلينسكي في الأمم المتحدة (الثلاثاء) أدى إلى خطاب ساخن بين كييف ووارسو، حيث شبه الرئيس البولندي أندريه دودا أوكرانيا بـ«شخص غريق يتشبث بأي شيء متاح»، في حين قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي، الأربعاء، إن بلاده قررت إعطاء الأولوية لدفاعها في المستقبل. وقال: «لم نعد ننقل أسلحة إلى أوكرانيا؛ لأننا نقوم الآن بتسليح بولندا بأسلحة أكثر حداثة».

الرئيس البولندي أندريه دودا يصافح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مشترك في كييف بأوكرانيا في 22 مايو 2022 (رويترز)

ماذا يعني خلاف كييف ووارسو بالنسبة للحرب في أوكرانيا؟

رأى تقرير نشرته (الخميس) شبكة «سي إن إن»، أنه في حين يظل موقف وارسو بشأن تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا غير واضح، فإن أي تراجع عن الدعم العسكري والاستراتيجي البولندي لأوكرانيا من شأنه أن يخلف عواقب وخيمة، إذ كانت بولندا من بين الدول الأكثر حرصاً على تعزيز ترسانة كييف منذ الأيام الأولى للحرب الشاملة، وقد أظهرت استعداداً لدفع القوى الأوروبية الأخرى والولايات المتحدة إلى الانضمام إليها.

وفي يناير (كانون الثاني)، اضطلعت بولندا بدور قيادي في تشكيل تحالف أوروبي أعطى برلين مساحة كافية لاتخاذ قرار السماح بتسليم دبابات قتالية من طراز «ليوبارد 2» لقوات كييف.

 

جندي بولندي يسير بجوار دبابة «ليوبارد 2» في أثناء تدريب في قاعدة عسكرية وميدان اختبار في شفيتوشوف ببولندا الاثنين 13 فبراير 2023... التدريب جزء من المساعدة العسكرية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا (أ.ب)

وفق «سي إن إن»، سيكون لدى كييف وحلفائها مخاوف من أنه إذا اتخذت وارسو موقفاً جديداً تجاه شحنات الأسلحة المستقبلية، فإن الدول الأوروبية المترددة الأخرى ستشعر بضغط أقل للتبرع بالإمدادات أيضاً؛ لذا، فحتى لو تم حل هذا النزاع، واستمرت الشحنات إلى كييف كما كانت من قبل، فإن هذا الحدث جلب دروساً لكلا البلدين.

وسوف تكون بولندا مترددة في إثارة غضب حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة - شريكيها الأمنيين الأساسيين ــ إذا حدت من تدفق الأسلحة إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا.

لكن كلمات زيلينسكي الصارمة تجاه بولندا هذا الأسبوع سلطت الضوء أيضاً على مخاطر الضغط على حلفائه بقوة أكثر من اللازم. ومن الواضح أن خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أثار غضب الكثيرين في وارسو، وكلما طال أمد النزاع على الحبوب، أصبحت المشاحنات بين كييف وأقرب حلفائها أكثر احتمالاً، وفق تقرير «سي إن إن».


مقالات ذات صلة

النرويج تعتزم تعزيز دفاعاتها بغواصات وصواريخ لمواجهة روسيا

أوروبا نظام «هيمارس» الأميركي (رويترز)

النرويج تعتزم تعزيز دفاعاتها بغواصات وصواريخ لمواجهة روسيا

تعتزم النرويج شراء غواصتين ألمانيتين إضافيتين وصواريخ بعيدة المدى، مع سعي البلد المحاذي لروسيا إلى تعزيز دفاعاته.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
شؤون إقليمية أكراد خلال مظاهرة في فرنسا فبراير الماضي للمطالبة بإطلاق سراح زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (أ.ف.ب)

أزمة جديدة تعترض «عملية السلام» في تركيا

تواجه «عملية السلام» في تركيا أزمة جديدة بسبب الخلاف حول سرية لقاء عقده وفد برلماني مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورات عسكرية في مكان غير معلن بإيران 20 أغسطس 2025 (رويترز)

إيران تطلق صواريخ خلال مناورات بحرية قرب مضيق هرمز

أفاد التلفزيون الإيراني الرسمي بأن إيران أطلقت صواريخ ضخمة في بحر عمان وبالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي خلال اليوم الثاني من مناورات بحرية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ قنابل «جي بي يو-39» الأميركية الصنع (أرشيفية)

الولايات المتحدة توافق على بيع قنابل لكندا بقيمة 2,68 مليار دولار

الصفقة تشمل ما يصل إلى 3414 قنبلة من طراز «بي إل يو-111» التي تزن 500 رطل (226 كغم) لكل منها ويمكنها ضرب تشكيلات القوات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)

لجنة نزع أسلحة «الكردستاني» تنهي جلسات الاستماع حول عملية السلام

اختتمت اللجنة البرلمانية المعنية بوضع الإطار القانوني لنزع أسلحة حزب العمال الكردستاني وعملية السلام في تركيا جلسات الاستماع حول العملية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«الطاقة الذرية»: الدرع الواقية لمحطة تشرنوبل النووية تضررت

يُظهر منظر عام هيكل الاحتواء الآمن الجديد (NSC) فوق التابوت القديم الذي يغطي المفاعل الرابع التالف بمحطة تشرنوبل للطاقة النووية في تشرنوبل (رويترز)
يُظهر منظر عام هيكل الاحتواء الآمن الجديد (NSC) فوق التابوت القديم الذي يغطي المفاعل الرابع التالف بمحطة تشرنوبل للطاقة النووية في تشرنوبل (رويترز)
TT

«الطاقة الذرية»: الدرع الواقية لمحطة تشرنوبل النووية تضررت

يُظهر منظر عام هيكل الاحتواء الآمن الجديد (NSC) فوق التابوت القديم الذي يغطي المفاعل الرابع التالف بمحطة تشرنوبل للطاقة النووية في تشرنوبل (رويترز)
يُظهر منظر عام هيكل الاحتواء الآمن الجديد (NSC) فوق التابوت القديم الذي يغطي المفاعل الرابع التالف بمحطة تشرنوبل للطاقة النووية في تشرنوبل (رويترز)

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أمس (الجمعة)، أن الدرع الواقية في محطة تشرنوبل النووية بأوكرانيا، التي تم بناؤها لاحتواء المواد المشعة الناجمة عن كارثة 1986، لم تعد بإمكانها أداء وظيفتها الرئيسية للسلامة، بعد تعرضها لأضرار بسبب طائرة مسيرة، وهو ما اتهمت أوكرانيا روسيا بالمسؤولية عنه، بحسب «رويترز».

وقالت الوكالة إن عملية تفتيش الأسبوع الماضي لهيكل العزل الفولاذي الذي اكتمل في عام 2019، وجدت أن تأثير الطائرة المسيرة في فبراير (شباط)، أي بعد 3 سنوات من الصراع الروسي في أوكرانيا، أدى إلى تدهور الهيكل.

وقال رافائيل غروسي المدير العام للوكالة في بيان، إن «بعثة التفتيش أكدت أن (هيكل الحماية) فقد وظائف الأمان الأساسية، بما في ذلك القدرة على الاحتواء، ولكنها خلصت أيضاً إلى أنه لم يكن هناك أي ضرر دائم في هياكله الحاملة أو أنظمة المراقبة».

وأضاف غروسي أنه تم بالفعل إجراء إصلاحات «ولكن لا يزال الترميم الشامل ضرورياً لمنع مزيد من التدهور، وضمان السلامة النووية على المدى الطويل».

وذكرت الأمم المتحدة في 14 فبراير، أن السلطات الأوكرانية قالت إن طائرة مسيرة مزودة برأس حربي شديد الانفجار ضربت المحطة، وتسببت في نشوب حريق، وألحقت أضراراً بالكسوة الواقية حول المفاعل رقم 4 الذي دُمر في كارثة عام 1986.

وقالت السلطات الأوكرانية إن الطائرة المسيرة كانت روسية، ونفت موسكو أن تكون قد هاجمت المحطة.

وقالت الأمم المتحدة في فبراير، إن مستويات الإشعاع ظلت طبيعية ومستقرة، ولم ترد تقارير عن تسرب إشعاعي.

وتسبب انفجار تشرنوبل عام 1986 في انتشار الإشعاع بجميع أنحاء أوروبا، ودفع السلطات السوفياتية إلى حشد أعداد هائلة من الأفراد والمعدات للتعامل مع الحادث. وتم إغلاق آخر مفاعل يعمل بالمحطة في عام 2000.

واحتلت روسيا المحطة والمنطقة المحيطة بها لأكثر من شهر في الأسابيع الأولى من غزوها لأوكرانيا في فبراير 2022، حيث حاولت قواتها في البداية التقدم نحو العاصمة الأوكرانية كييف.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أجرت التفتيش في الوقت نفسه الذي أجرت فيه مسحاً على مستوى البلاد للأضرار التي لحقت بمحطات الكهرباء الفرعية، بسبب الحرب التي دامت نحو 4 سنوات بين أوكرانيا وروسيا.


قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
TT

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)

كشفت تقارير مضمون مكالمة حسّاسة جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن حجم القلق الأوروبي من النهج الأميركي الجديد في إدارة مفاوضات السلام مع موسكو.

التسارع الأميركي الملحوظ، خصوصاً بعد زيارة المبعوثَين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى موسكو من دون تنسيق مسبق مع الحلفاء، عزَّز مخاوف من «اتفاق متعجِّل» قد يدفع أوكرانيا إلى تقديم تنازلات غير مضمونة، قبل تثبيت أي التزامات أمنية صلبة تمنع روسيا من استغلال ثغرات مستقبلية، حسب المحادثة التي نشرتها صحيفة «دير شبيغل» الألمانية ولم تكن بروتوكوليةً.

وحذَّر ميرتس مما وصفه بـ«ألعاب» واشنطن، ومن «احتمال خيانة واشنطن لكييف»، في حين أشار ماكرون إلى احتمال أن تتعرَّض كييف لضغط غير مباشر لقبول تسويات حدودية قبل الاتفاق على منظومة ردع حقيقية.


المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
TT

المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)

اعتبر نائب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مامي ماندياي نيانغ، اليوم (الجمعة)، أن عقد جلسات استماع في غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو أمر «وارد».

وقال مامي ماندياي نيانغ، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»: «اختبرنا هذا الأمر في قضية كوني. إنها فعلاً آلية معقدة. لكننا جربناها، وأدركنا أنها ممكنة ومفيدة».

وكان يشير إلى جلسة «تأكيد الاتهامات» التي عقدت غيابيّاً في وقت سابق هذا العام بحقّ المتمرد الأوغندي الفارّ جوزيف كوني.