منتقدو الذكاء الاصطناعي يخسرون جولة... هل يربحون معركة «إنقاذ البشرية»؟

خطاب «معهد مستقبل الحياة» (the Future of Life Institute) الذي وقعه إيلون ماسك وستيف وزنياك وأكثر من 1000 آخرين، دعا إلى التوقف عن استخدام الذكاء الاصطناعي المتقدم لمدة ستة أشهر (رويترز)
خطاب «معهد مستقبل الحياة» (the Future of Life Institute) الذي وقعه إيلون ماسك وستيف وزنياك وأكثر من 1000 آخرين، دعا إلى التوقف عن استخدام الذكاء الاصطناعي المتقدم لمدة ستة أشهر (رويترز)
TT

منتقدو الذكاء الاصطناعي يخسرون جولة... هل يربحون معركة «إنقاذ البشرية»؟

خطاب «معهد مستقبل الحياة» (the Future of Life Institute) الذي وقعه إيلون ماسك وستيف وزنياك وأكثر من 1000 آخرين، دعا إلى التوقف عن استخدام الذكاء الاصطناعي المتقدم لمدة ستة أشهر (رويترز)
خطاب «معهد مستقبل الحياة» (the Future of Life Institute) الذي وقعه إيلون ماسك وستيف وزنياك وأكثر من 1000 آخرين، دعا إلى التوقف عن استخدام الذكاء الاصطناعي المتقدم لمدة ستة أشهر (رويترز)

خسر منظمو رسالة مفتوحة رفيعة المستوى تقدموا بها في شهر مارس (آذار) الماضي دعت إلى «وقفة» في العمل على الذكاء الاصطناعي المتقدم، جولة، لكنهم قد يفوزون في معركة طويلة المدى لإقناع العالم بإبطاء الذكاء الاصطناعي، وفقاً لشبكة «أكسيوس».

وبعد مرور 6 أشهر تقريباً على خطاب «معهد مستقبل الحياة» (the Future of Life Institute) الذي وقّعه إيلون ماسك وستيف وزنياك وأكثر من 1000 آخرين، والذي دعا إلى التوقف عن استخدام الذكاء الاصطناعي المتقدم لمدة 6 أشهر، لا يزال العمل يمضي قدماً. لكن الجدل الضخم الذي أعقب ذلك أدى إلى تعميق القلق العام تجاه هذه التكنولوجيا.

ساعدت الرسالة في تطبيع التعبير عن مخاوف الذكاء الاصطناعي العميقة. وبدأ الناخبون في التعبير بشكل متكرر عن قلقهم لمنظمي استطلاعات الرأي، وقام البيت الأبيض بتعبئة المديرين التنفيذيين للتكنولوجيا لتقديم التزامات السلامة، وتسابق المنظمون الأجانب من أوروبا إلى الصين لإنهاء لوائح الذكاء الاصطناعي.

الروبوت تشارلي في مركز ابتكار الروبوتات التابع لمركز الأبحاث الألماني للذكاء الاصطناعي (DFKI) في بريمن، ألمانيا (أ.ف.ب)

ماذا بين السطور؟

في الأشهر الأخيرة، ركزت محادثة الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم بشكل مكثف على المخاطر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، وكان الناخبون صريحين في إخبار منظمي الاستطلاعات عن مخاوفهم بشأن الذكاء الاصطناعي، وفقاً لـ«أكسيوس».

وتجمع الحكومة البريطانية نخبة من المفكرين العميقين في مجال سلامة الذكاء الاصطناعي في قمة عالمية يومي 1 و2 نوفمبر (تشرين الثاني). وقال نائب رئيس الوزراء البريطاني أوليفر دودن، في مؤتمر عقد بواشنطن بعد ظهر الخميس، إن الحدث «يهدف بشكل خاص إلى الذكاء الاصطناعي الحدودي».

وعادةً ما تستخدم «OpenAI» و«ميتا» والمنظمون مصطلح «الذكاء الاصطناعي الحدودي» للتمييز بين نماذج الذكاء الاصطناعي الأكبر والأكثر خطورة من التقنيات الأقل قدرةً.

وقال دودن: «لا يمكنك أبداً تغيير العالم في قمة واحدة، ولكن يمكنك اتخاذ خطوة إلى الأمام وإنشاء إطار مؤسسي لسلامة الذكاء الاصطناعي».

في هذا الإطار، أوضح أنتوني أغيري، المدير التنفيذي لمعهد «مستقبل الحياة»، الذي نظم رسالة «الإيقاف المؤقت»، لموقع «أكسيوس» أنه «متفائل جداً» بأن عملية المملكة المتحدة هي الآن أفضل رهان «لتباطؤ» تطوير الذكاء الاصطناعي وإعادة صياغة دقيقة لهدفه الأصلي في «التوقف لمدة 6 أشهر».

ويعتقد أغيري أنه من «المهم للغاية» أن تلعب الصين دوراً رائداً في قمة المملكة المتحدة.

ومع اعترافه بآثار المراقبة المترتبة على تنظيم الذكاء الاصطناعي من قبل بكين، أشار أغيري إلى أن عملية موافقة الصين على منتجات النماذج الأساسية مثل روبوتات الدردشة هي دليل على أن الحكومات يمكنها إبطاء إطلاق الذكاء الاصطناعي إذا أرادت ذلك.

وقال: «إن التسرع والاندفاع نحو الاضطراب الأساسي ليسا بالضرورة سباقاً تريد الفوز فيه. عامة الناس لا يريدون التقنيات الهاربة».

ورفض أغيري التزامات السلامة الطوعية التي ينظمها البيت الأبيض باعتبارها «لا ترقى إلى مستوى المهمة»، لكنه أعرب عن أمله في أن يتم إقرار التشريع الأميركي في عام 2024.

من جهته، رأى ريد هوفمان المؤسس المشارك لشركة «Inflection AI»، في حديث لـ«أكسيوس»، أنه مهما كان الاهتمام العام الذي قد أثارته الرسالة، فقد قوض المؤلفون مصداقيتهم مع مجتمع مطوري الذكاء الاصطناعي، وهو ما سيحتاجون إليه لتحقيق أهدافهم.

وقال هوفمان، إن مؤلفي الرسالة كانوا «يشيرون إلى الفضيلة ويزعمون أنهم وحدهم الذين يهتمون حقاً بالإنسانية. وهذا يضر بالقضية».

ووصفت الرسالة الأصلية «سباقاً خطيراً لنماذج الصندوق الأسود الأكبر حجماً، التي لا يمكن التنبؤ بها»، وحثت مختبرات الذكاء الاصطناعي على وضع حد لـ«جي بي تي 4» الذي تم إصداره مؤخراً، في إشارة إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يدمر البشرية يوماً ما.


مقالات ذات صلة

ثورة في تحرير الصور مع إطلاق «Firefly Bulk Create» من «أدوبي»

تكنولوجيا الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل «Firefly Bulk Create» ليست مجرد أتمتة بل هي تمكين للإبداعيين للتركيز على ما يجيدونه أيضاً (أدوبي)

ثورة في تحرير الصور مع إطلاق «Firefly Bulk Create» من «أدوبي»

الأداة تعد بإعادة تعريف سير العمل للمصورين وصناع المحتوى والمسوقين!

نسيم رمضان (لندن)
علوم هل يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يكشف «لغة الخلايا الحية»؟

هل يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يكشف «لغة الخلايا الحية»؟

وصف كثير من علماء الأحياء الخلوية هذا التوجه أخيراً بأنه «الكأس المقدسة» التي يرومون نيلها في مجالهم منذ فترة طويلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص تهدف «مايكروسوفت» إلى تدريب أكثر من 100 ألف فرد في مهارات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية المتقدمة (شاترستوك)

خاص رئيس «مايكروسوفت العربية»: الذكاء الاصطناعي والسحابة سيشكلان مستقبل السعودية الرقمي

تشير دراسات إلى أن استثمار دولار واحد في الذكاء الاصطناعي التوليدي يحقق عائداً على الاستثمار بنسبة 3.7 ضعف للمؤسسات السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
علوم حان الوقت للتوقف عن صنع أجهزة الذكاء الاصطناعي القابلة للارتداء

حان الوقت للتوقف عن صنع أجهزة الذكاء الاصطناعي القابلة للارتداء

كارثة استثمارات التقنيات الذكية الملبوسة

جيسوس دياز (واشنطن)
تحليل إخباري تضع اللوائح حداً أقصى لعدد رقائق الذكاء الاصطناعي التي يمكن لواشنطن تصديرها (رويترز)

تحليل إخباري لوائح أميركية للسيطرة على الذكاء الاصطناعي عالمياً... ماذا نعرف عنها؟

أعلنت واشنطن، الاثنين، أنها ستصدر لوائح جديدة تهدف إلى التحكم في وصول الدول الأخرى في جميع أنحاء العالم إلى رقائق وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المصممة في أميركا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«ديب سيك» تطلق تطبيقها الرسمي المنافس لـ«تشات جي بي تي»

«ديب سيك V3» نموذج ذكاء اصطناعي متطور يتيح تلخيص المقالات وتحليل الصور والفيديوهات والإجابة عن الأسئلة بدقة عالية (أبل)
«ديب سيك V3» نموذج ذكاء اصطناعي متطور يتيح تلخيص المقالات وتحليل الصور والفيديوهات والإجابة عن الأسئلة بدقة عالية (أبل)
TT

«ديب سيك» تطلق تطبيقها الرسمي المنافس لـ«تشات جي بي تي»

«ديب سيك V3» نموذج ذكاء اصطناعي متطور يتيح تلخيص المقالات وتحليل الصور والفيديوهات والإجابة عن الأسئلة بدقة عالية (أبل)
«ديب سيك V3» نموذج ذكاء اصطناعي متطور يتيح تلخيص المقالات وتحليل الصور والفيديوهات والإجابة عن الأسئلة بدقة عالية (أبل)

طرحت شركة «ديب سيك» (DeepSeek)، الشركة الصينية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، تطبيقها الرسمي على متجر تطبيقات «أبل» لتقدّم تجربة جديدة ومبتكرة تعتمد على نموذجها المتطور «DeepSeek V3». التطبيق يأتي بديلاً مجانياً لتطبيقات الذكاء الاصطناعي المدفوعة مثل «ChatGPT»، مع تقديم ميزات وتقنيات ثورية تناسب احتياجات المستخدمين العاديين والمحترفين على حدٍّ سواء.

ميزة البحث عبر الإنترنت في «ديب سيك V3» تتيح الوصول إلى أحدث المعلومات مباشرة من الإنترنت (أبل)

التقنيات المميزة لخدمة وتطبيق «DeepSeek»:

1. تقنية Mixture-of-Experts (MoE):

يعتمد التطبيق على هذه التقنية التي تسمح بتفعيل مجموعة محددة من المعلمات (Parameters) لكل مهمة، مما يعزز الكفاءة والأداء مع تقليل استهلاك الموارد.

2. Multi-head Latent Attention (MLA):

تُستخدم لتحسين فهم النموذج للسياقات الطويلة والمعقدة، ما يجعل التطبيق قادراً على التعامل مع النصوص التي يصل طولها إلى 128 ألف رمز.

3. ميزة البحث عبر الإنترنت (Online Search):

يقدم التطبيق إمكانية البحث الفوري عبر الإنترنت لجلب معلومات محدثة ودقيقة من مصادر موثوقة، مما يتيح للمستخدمين الوصول إلى أحدث البيانات بشكل فوري.

4. ميزة التفكير العميق (DeepThink):

يمتلك التطبيق قدرات متقدمة للتفكير المنطقي وتحليل القضايا المعقدة، مما يجعله مفيداً لحل المشكلات الدقيقة والمهام التي تتطلب تحليلاً عميقاً.

5. دمج الوسائط المتعددة (Multimodal Integration):

تحليل النصوص والصور والفيديوهات معاً لتقديم استنتاجات دقيقة، ما يجعله مثالياً لصنّاع المحتوى والمصممين.

6. تدريب على بيانات ضخمة ومتنوعة:

تم تدريب النموذج على أكثر من 14.8 تريليون رمز تشمل نصوصاً، وصوراً، ومقاطع فيديو؛ مما يعزز دقته في فهم وتحليل البيانات.

ما الذي يميز «DeepSeek» عن المنافسين؟

تطبيق «ديب سيك» لا يقتصر فقط على الإجابة عن الأسئلة، بل يقدم خدمات إضافية مثل تلخيص المقالات الطويلة، وتحليل الصور والفيديوهات، والبحث المباشر عبر الإنترنت للحصول على معلومات دقيقة ومحدثة، والتفكير العميق لحل المشكلات المعقدة. كما أنه مجاني تماماً، مما يجعله خياراً مثالياً مقارنة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي المدفوعة.

التوفر والتنزيل

التطبيق متاح الآن للتنزيل مجاناً عبر متجر تطبيقات «أبل». يمكن تحميله بسهولة والاستفادة من ميزاته المتطورة دون أي تكاليف إضافية.

مع هذا الإطلاق، تعزز «ديب سيك» مكانتها كشركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، مقدمةً تقنيات حديثة وتجربة لا مثيل لها للمستخدمين في جميع أنحاء العالم. سواء كنت طالباً، أو محترفاً، أو تبحث عن أداة ذكية لتسهيل حياتك. تقول الشركة إن تطبيقها «DeepSeek» يقدم الحل الأمثل.