الأسد توجه شرقاً والسويداء تكتب مطالبها باللغة الصينية

يوم «الزودة» أنهك الحياة المعيشية في سوريا

من اللافتات المرفوعة في السويداء باللغة الصينية (الشرق الأوسط)
من اللافتات المرفوعة في السويداء باللغة الصينية (الشرق الأوسط)
TT
20

الأسد توجه شرقاً والسويداء تكتب مطالبها باللغة الصينية

من اللافتات المرفوعة في السويداء باللغة الصينية (الشرق الأوسط)
من اللافتات المرفوعة في السويداء باللغة الصينية (الشرق الأوسط)

باللغة الصينية كتب المحتجون في السويداء لافتاتهم في اليوم الثاني من الشهر الثاني للاحتجاجات، وذلك بعد إعلان الرئاسة السورية توجه الرئيس بشار الأسد وعقيلته إلى الصين تلبية لدعوة لحضور افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية... وكرر المحتجون مطالبتهم بالتغيير السياسي وتطبيق القرار الأممي 2254.

وأظهرت مقاطع فيديو وصور بثها ناشطون، لافتات مكتوبة باللغة الصينية، تطالب بـ«الحرية لمعتقلي الرأي - نريد استعادة الدولة ومؤسساتها».

وواصل المئات من أهالي مدينة السويداء وقرى المحافظة، تنفيذ وقفات احتجاجية في الساحات وذلك لليوم الـ31 على التوالي، على خلفية تدهور الأوضاع المعيشية، جراء القرارات الاقتصادية الحكومية برفع أسعار المشتقات النفطية لتغطية الفجوة في الميزانية العامة الناجمة عن زيادة رواتب العاملين في الدولة بنسبة 100 في المائة في أغسطس (آب) الماضي.

من اللافتات المرفوعة في السويداء (الشرق الأوسط)
من اللافتات المرفوعة في السويداء (الشرق الأوسط)

في المقابل، تواصل الحكومة تجاهلها للاحتجاجات، ماضية في سياستها الاقتصادية التي ما تزال عاجزة عن كبح ارتفاع الأسعار واتساع الفجوة بين الدخل والأنفاق، وحسب تقارير إعلامية محلية، يبلغ متوسط إنفاق عائلة بالحد الأدنى شهرياً 300 دولار، (نحو أربعة ملايين ليرة سوريا) في حين أن معدل الرواتب بعد الزيادة لا يتجاوز 30 دولار أي نحو 400 ألف ليرة سوريا.

وشكل يوم زيادة الرواتب 100 في المائة في 15 أغسطس الماضي منعطفا قاسيا في الحياة المعيشية. وبحسب مصدر محلي في دمشق، فإن الناس يطلقون على هذا اليوم اسم «يوم الزودة»، وهو مصطلح دمشقي قديم يستخدم يوم فيضان نهر بردى في فصل الربيع... وأيام «الزودة» معدودة وأشهرها الأيام التي تعرضت فيها الأسواق لخسائر فادحة. وتتابع المصادر: «مصطلح الزودة يحضر في الأحاديث اليومية للسوريين في أثناء تناولهم موضوع الأسعار ما قبل الزودة وما بعدها، علما بأنهم قبل ذلك كانوا يقيسون الأسعار بما قبل الأزمة في عام 2011 وبعد ذلك التاريخ». وقالت: «زيادة الرواتب كانت فيضان الأسعار الذي أنهك السوريين».

لافتة اخرى بالعربية والصينية (الشرق الأوسط)
لافتة اخرى بالعربية والصينية (الشرق الأوسط)

وكان رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس قد أقر أمام مجلس الشعب قبل يومين بأن قيمة العجز في الميزان التجاري بين الصادرات والمستوردات منذ بداية العام الحالي، بلغت مليارا و641 مليون يورو. وبلغت قيمة الصادرات السورية 520 مليون يورو حتى شهر أغسطس نسبة زيادة قدرها 47 في المائة عن الفترة المماثلة من العام الماضي، وبلغت قيمة المستوردات السورية 2161 مليون يورو حتى 31-8-2023، بنسبة انخفاض قدرها 22 في المائة عن الفترة المماثلة من العام الماضي. ليصبح مقدار العجز في الميزان التجاري، أي الفارق بين قيمة الصادرات والمستوردات للفترة نفسها، 1.641 مليون يورو. ما يشير إلى عدم جدوى سياسات الحكومة «الترشيدية» للحد من تدهور قيمة العملة المحلية.

جانب من التظاهرات في السويداء الأربعاء (الشرق الأوسط)
جانب من التظاهرات في السويداء الأربعاء (الشرق الأوسط)

وتتطلع الحكومة في دمشق إلى تمتين علاقتها بالصين، وتشجيع الاستثمارات الصينية في سوريا، وذكرت مصادر إعلامية في دمشق، أن جدول زيارة الرئيس بشار الأسد وعقيلته إلى الصين يتضمن نشاطات سياسية واقتصادية بهدف تعزيز العلاقات، وكتبت المستشارة الإعلامية في القصر الرئاسي لونا الشبل في حساب على «فيسبوك» منسوب لها: «سوريا - الصين طريق الحرير يمر من سوريا».

ومن المتوقع أن يلتقي الأسد الرئيس الصيني شي جين بينغ، كما سيجري عدداً من اللقاءات والفعاليات في مدينتي خانجو والعاصمة بكين.

ويضم الوفد المرافق للأسد وزير الخارجية فيصل المقداد، ووزير الاقتصاد محمد سامر الخليل، ووزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام، والمستشارة الخاصة بثينة شعبان، ومعاون وزير الخارجية أيمن سوسان، والمستشارة الخاصة لونه الشبل، ومدير المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين عماد مصطفى، ومعاون رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي ثريا إدلبي، وسفير سوريا لدى الصين محمد حسنين خدام.

وتأتي زيارة الأسد إلى الصين ضمن توجه الأسد شرقا الذي سبق وروج له في خطابات سابقة، بعدّ «التوجه شرقاً هو أحد أهم المبادئ التي ترتكز عليها السياسة السورية» وعدّ مبادرة «الحزام والطريق» الصينية «تحولاً استراتيجياً على مستوى العلاقات الدولية في العالم».


مقالات ذات صلة

مسؤول عراقي يحذر من محاولات «داعش» الهجوم على سجن مخيم الهول في سوريا

المشرق العربي قوة من الجيش العراقي خلال عملية استهدفت تنظيم «داعش» في صحراء الأنبار (إعلام وزارة الدفاع)

مسؤول عراقي يحذر من محاولات «داعش» الهجوم على سجن مخيم الهول في سوريا

حذر رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي، عبد الكريم عبد فاضل، من محاولات تنظيم «داعش» في سوريا مهاجمة سجن «مخيم الهول» والسعي لإطلاق سراح آلاف الإرهابيين الموقوفين.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مقاتلون من «قسد» في عرض عسكري بحقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي (أرشيفية - الشرق الأوسط)

عناصر عربية تنشق من «قسد» إلى مناطق سيطرة الحكومة

أفادت مصادر سورية محلية بانشقاق عشرات العناصر من قوات «قسد» على محور تل تمر شمال الحسكة مع عتادهم الكامل، ودخولهم منطقة راس العين حيث يوجد الجيش السوري.

المشرق العربي فوزة يوسف القيادية الكردية التي عينت رئيسة لوفد الإدارة الذاتية في الحوار مع الحكومة السورية (الشرق الأوسط)

​قيادية كردية: اجتماع «قسد» والحكومة السورية «تمهيدي» لمزيد من التفاهمات المستقبلية

اتفاق على تحييد سد تشرين بريف حلب عن الأعمال القتالية

كمال شيخو (القامشلي)
الخليج الشيخ محمد بن زايد خلال لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة الإماراتية أبوظبي (رويترز)

الشرع يبدأ أول زيارة رسمية إلى الإمارات منذ توليه المنصب

استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الرئيس السوري أحمد الشرع والوفد المرافق، اليوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
المشرق العربي انتشار قوات الأمن العام في مدينة بصرى الشام شرق درعا (تجمع أحرار حوران)

«اللواء الثامن» بدرعا يحل نفسه... ويسلّم مقدراته لـ«الدفاع» السورية

قرر «اللواء الثامن» في محافظة درعا حل نفسه وتسليم مقدراته العسكرية والبشرية لوزارة الدفاع السورية.

«الشرق الأوسط» (درعا - دمشق)

عون يعلن انطلاق «مسار الإصلاحات» بلبنان

الرئيس اللبناني جوزيف عون (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس اللبناني جوزيف عون (الرئاسة اللبنانية)
TT
20

عون يعلن انطلاق «مسار الإصلاحات» بلبنان

الرئيس اللبناني جوزيف عون (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس اللبناني جوزيف عون (الرئاسة اللبنانية)

أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون أن «مسار الإصلاحات في لبنان بدأ، وهو حتماً لمصلحة لبنان قبل أن يكون بناء على رغبة المجتمع الدولي».

ولفت عون، خلال استقباله عضو اللجنة الفرعية لتخصيص الاعتمادات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بول غروف، بحضور السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون، إلى «وجود فرص أمام لبنان يجري العمل على الاستفادة منها من خلال الإجراءات والتدابير التي تنوي الحكومة اللبنانية اتخاذها في مختلف المجالات الإصلاحية»، مؤكداً أن «ما تم إقراره (في مجلس الوزراء من تعيينات أمنية وإدارية ومقترحات قوانين) حتى الآن ليس قليلاً إذا ما أُخذت في الاعتبار الفترة الزمنية التي مرت منذ انتخاب رئيس الجمهورية (ثلاثة أشهر) وتشكيل الحكومة الجديدة (8 أسابيع)».

الرئيس عون يستقبل بول غروف في القصر الجمهوري (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس عون يستقبل بول غروف في القصر الجمهوري (الرئاسة اللبنانية)

وأكد عون للمسؤول الأميركي أن «الجيش اللبناني يقوم بدوره كاملاً في القرى والبلدات التي انسحب منها الإسرائيليون تطبيقاً للقرار (1701)، بما في ذلك مصادرة الأسلحة والذخائر على أنواعها؛ ما يؤكد قدرته على حماية المواطنين».

وينص القرار «1701» الصادر في 11 أغسطس (آب) 2006 على وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق ونهر الليطاني جنوب لبنان، باستثناء الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل).

وشدد الرئيس اللبناني على أن الانتخابات البلدية والاختيارية سوف تجرى في مواعيدها، مؤكداً التصميم على تذليل العقبات التي يمكن أن تبرز في طريق العمل الإصلاحي الذي التزمته الحكومة، وهي ماضية في تنفيذه للتجاوب خصوصاً مع الآمال التي يعلقها اللبنانيون عليها بالتعاون مع مجلس النواب.

وإذ شكر عون الولايات المتحدة الأميركية على المساعدات التي قدمتها ولا تزال للجيش اللبناني ولعدد من الإدارات والمؤسسات اللبنانية؛ تمنى على مجلس الشيوخ الأميركي التجاوب مع حاجات لبنان عموماً والجيش والقوى الأمنية خصوصاً.

بدوره، أكد المسؤول الأميركي أن بلاده عازمة على الاستمرار في دعم لبنان وتقديم المساعدات له في مختلف المجالات، ومنها العسكرية والتربوية والاجتماعية، لافتاً إلى أن «هذا الدعم الأميركي للبنان واضح ومحدد، وينبغي أن يأتلف مع حاجات الدولة اللبنانية».

وأشار غروف إلى وجود حيز من المساعدات الأميركية للبرامج التربوية ومنح التعليم، إضافة إلى الدعم المستمر للجيش والقوى المسلحة، وأوضح أن الانطباعات التي تكونت لديه خلال لقاءاته في بيروت كانت إيجابية، وسينقلها إلى اللجنة الفرعية لتخصيص الاعتمادات الخارجية في مجلس الشيوخ.

ويدعو المجتمع الدولي لبنان إلى إصلاحات تشمل معالجة الأزمة الاقتصادية، وإصلاح النظام القضائي، وتنفيذ إصلاحات في قطاعات الكهرباء والمياه والاتصالات، ومكافحة الفساد، وتعزيز الشفافية في المؤسسات الحكومية.

وفي سياق آخر، أوضح الرئيس اللبناني أن «المرحلة تتطلب إعادة ثقة اللبنانيين بدولتهم واستعادة ثقة الخارج بها، وقد بدأت بالفعل من خلال عدد من القرارات والإجراءات التي اتُّخذت، ومن بينها التعيينات الأمنية والقضائية، وإقرار الحكومة مشروعَي قانونَي تعديل قانون السرية المصرفية، وإصلاح المصارف، على أمل أن يقرهما المجلس النيابي سريعاً».