طائرة تقل 5 أميركيين أفرجت عنهم إيران تصل إلى الولايات المتحدة

TT

طائرة تقل 5 أميركيين أفرجت عنهم إيران تصل إلى الولايات المتحدة

أفراد الأسرة يحتضنون الأميركي سياماك نامازي المحرَر (الثاني على اليمين) بعد النزول من طائرة في مطار دافيسون العسكري في فورت بلفوار بفيرجينيا في الولايات المتحدة في 19 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)
أفراد الأسرة يحتضنون الأميركي سياماك نامازي المحرَر (الثاني على اليمين) بعد النزول من طائرة في مطار دافيسون العسكري في فورت بلفوار بفيرجينيا في الولايات المتحدة في 19 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

وصلت طائرة، اليوم (الثلاثاء)، تقل 5 أميركيين أفرجت إيران عنهم إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد يوم من مبادلتهم بـ5 إيرانيين كانوا محتجزين في الولايات المتحدة، والإفراج عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية، وفق ما أفادت وكالة «رويترز».

وصل خمسة أميركيين إلى الولايات المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، أفرجت عنهم إيران في إطار اتفاق لتبادل السجناء، حيث كانت عائلاتهم باستقبالهم في ظل أجواء احتفالية، وذلك بعد يوم من مبادلتهم بـ5 إيرانيين كانوا محتجزين في الولايات المتحدة، والإفراج عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية، على ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وعاد الخمسة على متن طائرة مخصصة لكبار الشخصيات هبطت في قاعدة فورت بلفوار الجوية جنوب غربي واشنطن.

المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص لشؤون الرهائن روجر كارستينز (على اليمين) يحيي الأميركي المفرج عنه سياماك نامازي (في الوسط) أثناء نزوله من طائرة في مطار دافيسون العسكري في فورت بلفوار بفيرجينيا في الولايات المتحدة في 19 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

لوّح أقاربهم بالأعلام الأميركية وعانقوهم لدى نزولهم من الطائرة ليقفوا بعد ذلك بابتساماتهم العريضة لالتقاط صورة جماعية.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان على منصة «إكس» (تويتر سابقاً): «أهلاً بكم».

أُطلق سراح الخمسة في إطار اتفاق نادر من نوعه لتبادل السجناء بين واشنطن وطهران نص على الإفراج عن أرصدة بقيمة 6 مليارات دولار جمّدتها كوريا الجنوبية، حليفة الولايات المتحدة.

اعتبرت عملية التبادل بمثابة مؤشر على تراجع حدة التوتر في العلاقة بين البلدين حيال مجموعة من القضايا بما في ذلك التقدّم الذي حققته إيران في برنامجها النووي، رغم أن بعض المراقبين دعوا إلى عدم وضع الصفقة في إطار تغيّر طرأ على العلاقات.

المواطن الأميركي المفرج عنه عماد شرقي (الثاني من اليسار) يرحب بأحد أفراد الأسرة بينما ينزل هو وأربعة آخرون من الذين تم إطلاق سراحهم في صفقة تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وإيران في مطار دافيسون العسكري في فورت بلفوار بفيرجينيا بالولايات المتحدة في 19 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

وصل المفرج عنهم على متن رحلة قادمة من قطر التي ساعدت في تسهيل عملية التبادل التي تم التفاوض عليها لأشهر طويلة. وسيخضعون لفحوص طبية في منطقة واشنطن.

ورفضت إدارة بايدن الانتقادات التي تعرّضت لها داخل الولايات المتحدة حيث اتهمها البعض بدفع «فدية»، مشددة على أن الأموال التي تمّ تحويلها إلى قطر، ستستخدم لأغراض إنسانية فحسب، مع التهديد بإعادة تجميدها في حال تمّ تخصيصها لغير ذلك.

إلا أن طهران أكدت أنها تملك إمكانية استخدام الأموال من دون قيود.

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في نيويورك إن الأموال التي كانت مجمّدة «وباتت في عهدة الجمهورية الإسلامية هي ملك للشعب (الإيراني) وسنستخدمها لتلبية احتياجاته».

احتضان الأميركي سياماك نامازي (على اليمين) بعد النزول من طائرة في مطار دافيسون العسكري في فورت بلفوار بفيرجينيا في الولايات المتحدة في 19 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

«لسنا ساذجين»

سيكون رئيسي ونظيره الأميركي جو بايدن من بين قادة العالم المجتمعين في نيويورك الثلاثاء لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. لكن لا يوجد أي لقاء مقرر بينهما.

وأشاد أحد المفرج عنهم ببايدن لمضيه قدماً بالصفقة رغم تداعياتها السياسية.

وقال سياماك نمازي، وهو رجل أعمال أوقفته السلطات الإيرانية في 2015 في بيان: «أُعرب عن امتناني العميق إلى الرئيس بايدن وإدارته للقرارات الصعبة التي اضطرا لاتخاذها»، مضيفاً: «شكراً للرئيس بايدن لوضع حياة مواطنين أميركيين قبل السياسة».

ومن بين السجناء الآخرين المفرج عنهم مراد طهباز والمستثمر عماد شرقي.

وكان السجناء موقوفين في سجن إوين بشمال طهران، قبل أن يوضعوا قيد الإقامة الجبرية خارجه الشهر الماضي.

ولم يتم الكشف علناً عن هويتي سجينين أميركيين آخرين، وجميعهم يحملون الجنسيتين الأميركية والإيرانية.

الأميركيان المفرج عنهما مراد طاهباز (في الوسط) وعماد شرقي (الثاني من اليمين) يبتسمان بينما يقوم المسؤولون الأميركيون بترتيب صورة جماعية بعد نزولهم وثلاثة آخرين تم إطلاق سراحهم في صفقة تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وإيران من طائرة في مطار دافيسون العسكري في فورت بلفوار بفيرجينيا بالولايات المتحدة في 19 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

في المقابل، أطلقت واشنطن سراح خمسة سجناء إيرانيين كانوا إما أدينوا أو اتهموا بجرائم غير عنيفة، وكان من المقرر في الأساس بأن يفرج عن أحدهم، بحسب مسؤولين.

وتابع البعض عملية التبادل بحذر.

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال للصحافيين في الأمم المتحدة الاثنين: «لسنا ساذجين».

وأضاف: «يمكننا أيضاً ملاحظة القمع الوحشي للغاية» في إيران، بما في ذلك «استخدام السلطات الإيرانية الخطف وسيلة للضغط على بعض الحكومات بما فيها تلك المنضوية في الاتحاد الأوروبي».

وتابع: «لن نقلل من تقدير مستوى التوتر والصعوبات».

وتوقف السلطات الإيرانية عدداً من الرعايا الأجانب، الكثير منهم من مزدوجي الجنسية. وبينما تتهّم طهران هؤلاء بقضايا مرتبطة بالأمن أو التجسس، ترى دولهم وعائلاتهم أنهم «رهائن» لدى طهران التي تحتجزهم للحصول على تنازلات من دول غربية أو لمبادلتهم بعدد من رعاياها الموقوفين في الخارج.


مقالات ذات صلة

العثور على جثتين في حجرة معدات هبوط طائرة أميركية

الولايات المتحدة​ طائرة تابعة لشركة «جيت بلو» تقلع من مطار تامبا الدولي بولاية فلوريدا... أعلنت الشركة في 7 يناير الحالي العثور على جثتين في حجرة معدات الهبوط في طائرة تابعة للشركة كانت تقوم برحلة بين نيويورك وفلوريدا (أ.ب)

العثور على جثتين في حجرة معدات هبوط طائرة أميركية

أعلنت شركة «جيت بلو» الأميركية، اليوم (الثلاثاء)، العثورَ على جثتين في حجرة معدات الهبوط في طائرة كانت تقوم برحلة بين نيويورك وفلوريدا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم جزء من مباني البرلمان الكندي في أوتاوا (رويترز)

كندا «لن تتراجع أبداً» في مواجهة تهديدات ترمب

احتجت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، اليوم (الثلاثاء)، على تعليقات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب حول إمكانية استخدام القوة الاقتصادية ضد البلاد.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي في مار إيه لاغو 7 يناير 2024... في بالم بيتش بولاية فلوريدا الأميركية (رويترز)

ترمب يرفض استبعاد التحرّك العسكري للسيطرة على جزيرة غرينلاند وقناة بنما

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الثلاثاء)، إنه لا يستبعد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية لإنهاء مخاوفه المتعلقة بقناة بنما وجزيرة غرينلاند.

شادي عبد الساتر (بيروت)
الولايات المتحدة​ عائلات الرهائن المحتجزين لدى «حماس» في غزة ترفع لافتات خلال احتجاج يطالب بوقف إطلاق النار والإفراج عنهم في تل أبيب (إ.ب.أ)

مبعوث ترمب للشرق الأوسط يأمل في إحراز تقدم بملف الرهائن الإسرائيليين في غزة

أعلن ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط الثلاثاء أنه يأمل في تحقيق نتائج طيبة فيما يتعلق بالرهائن الإسرائيليين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي في مار إيه لاغو، الثلاثاء 7 يناير 2024 في بالم بيتس بولاية فلوريدا الأميركية (أ.ب)

قاضية تمنع مؤقتاً إصدار تقرير المستشار الخاص بشأن قضايا ترمب

منعت قاضية فيدرالية مؤقتاً الإصدار العام لتقرير المستشار الخاص جاك سميث بشأن التحقيقات في قضايا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

حريق ضخم قرب لوس أنجلوس يجبر عشرات الآلاف على إخلاء منازلهم

نيران الحرائق تلتهم المباني لدى حيّ باسيفيك باليساديس أسفل جبال سانتا مونيكا (أ.ب)
نيران الحرائق تلتهم المباني لدى حيّ باسيفيك باليساديس أسفل جبال سانتا مونيكا (أ.ب)
TT

حريق ضخم قرب لوس أنجلوس يجبر عشرات الآلاف على إخلاء منازلهم

نيران الحرائق تلتهم المباني لدى حيّ باسيفيك باليساديس أسفل جبال سانتا مونيكا (أ.ب)
نيران الحرائق تلتهم المباني لدى حيّ باسيفيك باليساديس أسفل جبال سانتا مونيكا (أ.ب)

أجبر حريق هائل اندلع الثلاثاء قرب لوس أنجلوس آلاف السكان على إخلاء منازلهم الواقعة في التلال المطلّة على المدينة الأميركية الكبيرة، بحسب ما أعلنت السلطات التي حذّرت من أنّ النيران تنتشر بقوة بسبب رياح عاتية.

واندلع الحريق ظهر الثلاثاء في حيّ باسيفيك باليساديس أسفل جبال سانتا مونيكا شمال غرب المدينة والذي يعجّ بفيلات يبلغ سعر كل منها ملايين الدولارات. وأتت النيران في غضون ساعات على ما يقرب من 1200 هكتار.

وقال حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم خلال مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء إنّ السلطات أحصت «العديد من المباني التي دمّرت بالفعل» من جراء الحريق. وأوضحت السلطات أنّها أصدرت أوامر لحوالي 30 ألف شخص لإخلاء مساكنهم بسبب خطر النيران. ولم يسجّل وقوع إصابات حتى الآن.

وقال أحد سكّان الحي لقناة «كي تي إل إيه» التلفزيونية المحليّة «لم أعتقد قطّ أنّ الرياح يمكن أن يكون لها مثل هكذا تأثير على النار». وأضاف أنّه رأى «ألسنة لهب ترتفع لمسافة 100 متر» في الهواء. وتم إخلاء العديد من السكان في حالة ذعر بعد أن لم يتمكّنوا من أن أن يأخذوا معهم سوى عدد ضئيل من متعلقاتهم وحيواناتهم الأليفة.

ووجد كثيرون آخرون أنفسهم عالقين في ازدحام مروري خانق. ومن هؤلاء كيلسي ترينور التي قالت «لم يكن هناك أيّ مكان يذهبون إليه. لقد ترك الناس سياراتهم» وهربوا سيرا. وأضافت «كان الجميع يطلقون أبواقهم، وكانت النيران تحيط بنا من كل اتجاه، من اليمين واليسار (...) كان الأمر مرعبا».

وتسبّب الحريق بسحابة ضخمة من الدخان أمكن رؤيتها من أي مكان في المدينة الكبيرة. واندلع الحريق في أسوأ وقت بالنسبة لمدينة لوس أنجلوس التي تشهد رياحا عاتية.