الزبادي مكون متصالح مع جميع الأطباق من الحمص إلى الدجاج

فوائده الصحية عديدة ويتأقلم مع كل المذاقات

كيكة الزبادي والعسل إعداد شيف هالة فهمي (الشرق الأوسط)
كيكة الزبادي والعسل إعداد شيف هالة فهمي (الشرق الأوسط)
TT

الزبادي مكون متصالح مع جميع الأطباق من الحمص إلى الدجاج

كيكة الزبادي والعسل إعداد شيف هالة فهمي (الشرق الأوسط)
كيكة الزبادي والعسل إعداد شيف هالة فهمي (الشرق الأوسط)

لعلك من الذين يتناولون أكواب الزبادي (اللبن) لمواجهة الحموضة، أو للمساعدة على هضم الطعام بشكل عام، لكن هل جربته يوماً ممزوجاً بمحتويات فطيرة الدجاج، أو مع فتة الحمص. هناك في هذا الموضوع سيدلك طهاة ومدونون على كيفية إعداد وصفة لذيذة، وذات فائدة صحية.

كيكة الشكولاتة بالزبادي إعداد شيف هالة فهمي (الشرق الأوسط)

تتجاوز نظرة الشيف وليد السعيد، للزبادي من اعتباره نوعاً من المقبلات الممتزجة بالثوم والأعشاب أو وجبة سريعة يتم تناولها في الصباح، أو حتى كبديل للعشاء، إلى كونها إضافة رائعة ومهمة لأطباق رئيسية، فهي على حد تعبيره: «المرشح المثالي لوصفات الخبز والمعكرونة واللحوم والصلصات الكريمية والشوربات والسلطات؛ لذلك عليك أن تحرص على بقائها دوماً في ثلاجتك».

ويقول السعيد لـ«الشرق الأوسط»: «تزداد أهمية دمج الزبادي في طعامك عندما تبحث عن وصفات صحية أو كنت تبحث عن الرشاقة، فهي تخلصك من الدهون المتراكمة حول الخصر، وتنمي شعورك بالشبع لفترة أطول من المعتاد، لكونها تحتوي على مادة (بروبيوتيك) التي تساهم في تحسين عمليتي الهضم، والأيض».

شاورما اللحم بالزبادي شيف وليد السعيد (وليد السعيد)

ويدخل السعيد الزبادي في العديد من الوصفات مثل الكيك الهشة وفتة الحمص وتتبيلة الدجاج وشاورما اللحم، أما الفطائر فيقدم لها مجموعة من الوصفات باستخدام الزبادي، ومنها فطيرة الدجاج ووصفة الفطيرة بزيت جوز الهند بالكريمة المخفوقة مع الزبادي، كما يقدم طبق العدس بالبصل الأحمر والليمون والزبادي، ويقترح لعشاق الزبادي إعداد البيض المسلوق على طبقة من الزبادي تعلو الخبز المقرمش المغطى بالزبدة والمتبل بالثوم.

الزبادي مكون أساسي في الشاورمة إعداد شيف وليد السعيد (الشرق الأوسط)

كما يُستخدم في صنع البطاطا الحلوة المحشوة بالتوت الأزرق والمغطاة بالغرانولا، يوضح: «تعادل الزبادي هنا الحلاوة المرتفعة للبطاطا. أيضا أنصح باستخدامها في تحضير المافن؛ سوف يتفاعل الزبادي مع صودا الخبز لتحفيز التخمير، فتحصل على قوام رائع وطعم مغاير».

أما الوافل بالزبادي المضاف إليه جوز الهند والفانيليا فهو أحد الحلول السحرية لحلوى صحية خفيفة، بينما يقترح للعديد من الوصفات لاستخدام الزبادي بدلاً من مكونات أخرى مثل الاستغناء عن المايونيز في الكول سلو لتحل مكانها الزبادي؛ وذلك بهدف الاستفادة من القيمة الغذائية لها والحد من الدسم.

كيكة الزبادي والعسل إعداد شيف هالة فهمي (الشرق الأوسط)

وعلى مدونتها على (إنستغرام)، تقدم الشيف ندى سعد مجموعة من الأطباق باستخدام الزبادي تقديراً منها لقيمتها الغذائية، ومنها فتة الباذنجان بالرمان.

ويفتح طهاة مصريون آخرون أمامك عالماً من الخيارات لاستخدامات الزبادي المتنوعة؛ فتقدم شيف هالة فهمي، «القرص الطرية» بالسكر والسمسم والسمن البلدي، والتي يدخل في تحضيرها الزبادي، فضلاً عن سلطة الحمص بالطحينة والزبادي، وكذلك شاورما الدجاج وكيك الشوكولاتة.

قرص بالسمسم باستخدام الزبادي إعداد شيف هالة فهمي (الشرق الأوسط)

من جهته، يقدم شيف أحمد إسماعيل أطباقاً مميزة بالزبادي ومنها فتة الدجاج؛ حيث يتبل الدجاج بالبابريكا والثوم باودر، والزعتر والقرنفل والزبادي المضاف إليها معلقة صغيرة زيت وملح وفلفل وكزبرة وعصير ليمونة ومعلقة خل ونعناع فريش والكركم، يقول: «يحب المصريون كثيراً الزبادي، ويفضلون مذاقها، ومن هنا نبع اهتمامي بتقديم وصفات تعتمد عليها بشكل أساسي».

ويصنع إسماعيل كذلك سلطة المعكرونة بالمايونيز والزبادي والجزر المبشور والزبيب ومكعبات التفاح الأخضر، كما يعد الدجاج بتتبيلة التندوري بصوص الزبادي ومعجون الفلفل.

ويعد الشيف أحمد عبد الهادي، الزبادي جزءاً من التتبيلة الملائمة لبعض أطباق السمك، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أضف خليط البارميزان والزبادي فوق شرائح سمك (قشر البياض) على سبيل المثال، في صينية بالفرن حتى يكتسب لوناً ذهبياً، أما شرائح السلمون المشوية مع صلصة الزبادي بالكزبرة والثوم فهي تأخذنا إلى طعم كلاسيكي يعشقه الكثيرون».

وبحسب عبد الهادي، فإن الدجاجة يمكن أن تصبح صلبة أو ما نصفها بـ«مجلدة» بسهولة عند طهيها بشكل غير صحيح، أو مطاطية عند نقعها في الخل أو عصير الليمون؛ لذلك من الأمور المهمة في طهيها – لا سيما صدور الدجاج أو عند شوي الدجاجة كاملة - هو إضافة الزبادي في تتبيلتها؛ فحينئذ ستستمتع بنكهة مميزة وقوام طري «جوسي» محبب.

ويتابع: «يقلل الزبادي من حرارة الطعم الحار لبعض التوابل أو الفلفل الأحمر، بعد خلطها ببعض الأعشاب العطرية، فيما يجعل في فمك روعة مذاق الصلصة الخضراء الكريمية الحارة المثالية للغمس، والمستلهمة من المطبخ الهندي»، ولتحصل على عجينة بيتزا ناجحة يقول: «قم بإدخال الزبادي في صنع العجينة المصنوعة من زبدة اللوز والدقيق ذاتي الرفع».

بينما يقترح للعديد من الوصفات استخدام الزبادي بدلاً من مكونات أخرى، مثل الاستغناء عن المايونيز في الكول سلو لتحل مكانها الزبادي، وهو ما يفيد أيضاً في رفع القيمة الغذائية لها، والإقلال من الدسم، أما الوافل بالزبادي المضاف إليه جوز الهند والفانيليا فهو أحد الحلول السحرية لحلوى صحية خفيفة، وكذلك العديد من أنواع الكيك لا سيما الإسفنجية التي تميل إلى أن تصبح كثيفة للغاية، فتأتي الزبادي لتخفف من قوامها».


مقالات ذات صلة

الشيف حسين فياض: «زيت الزيتون ينافس الزبدة بشهرته العالمية»

مذاقات أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)

الشيف حسين فياض: «زيت الزيتون ينافس الزبدة بشهرته العالمية»

بدقة متناهية يعتمد فيها على المسطرة و«المازورة» والمعايير بالغرامات يعمل الشيف حسين فياض وإذا ما تصفحت صفحته الإلكترونية عبر «إنستغرام»

فيفيان حداد (بيروت )
مذاقات القشطوطة (الحساب الرسمي لمحل بلبن)

الحلويات المصرية تتأثر بالعرب المقيمين

«الحلو إيه» سؤال اعتاد المصريون ترديده بمجرد الانتهاء من سفرة الطعام، فـ«التحلية» جزء أصيل من العادات الغذائية حول العالم، غير أن هذه الأصناف الحلوة شهدت تطورات

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
مذاقات اللمسة خاصة بكل شيف ولا وصفة صارمة تُطبَّق بالحذافير (فيسبوك)

حكايةُ الكنافة بالشكولاته في دبي نجمة الإنترنت الشهية

تخدع التسمية؛ ففي لبنان مثلاً تعني الكنافة كعكة محشوَّة بجبن تعلوه حلوى أقرب إلى «النمّورة»، وسط كثافة القَطر المتدلّي، عادةً، إلا لمَن يفضِّل الحدّ من الحلاوة

فاطمة عبد الله (بيروت)
مذاقات بيير هيرميه «بيكاسو الحلويات» (الشرق الأوسط)

بيير هيرميه «بيكاسو الحلويات» في أبوظبي

أعلن فندق «روزوود أبوظبي» افتتاح «المجلس من بيير هيرميه»، الذي سيكون الوجهة الفريدة من نوعها في قلب «جزيرة الماريه».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي )
مذاقات حَمْل الإرث من جيل إلى جيل (صور كلود قريطم)

مثلّجات تخطّى عمرها القرن تُحرّك ذاكرة متذوّقيها

تُكمل كلود قريطم طريق جدّها ووالدها مع شقيقتها، مُتجاوزةً تحدّيات لبنان الاقتصادية والأمنية، بالإصرار على الصمود والجودة وأمانة حَمْل الإرث.

فاطمة عبد الله (بيروت)

الشيف حسين فياض: «زيت الزيتون ينافس الزبدة بشهرته العالمية»

أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)
أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)
TT

الشيف حسين فياض: «زيت الزيتون ينافس الزبدة بشهرته العالمية»

أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)
أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)

بدقة متناهية يعتمد فيها على المسطرة و«المازورة» والمعايير بالغرامات، يعمل الشيف حسين فياض. وإذا ما تصفحت صفحته الإلكترونية عبر «إنستغرام» لا بد أن يلفتك بذلك. فكأن الطبق الذي يحضّره يولد من رحم مقاييس يحسبها بأنامله وعقله.

يلتزم بأسلوب مشبعاً بـ«الديسيبلين» أو الانضباط. فكل ما يقوم به يجب أن يأخذ نفس الحجم إذا ما تألف من الكبة أو لفائف السباغيتي ورقائق اللحم. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «منذ صغري أحب القيام بأعمالي بهذا الأسلوب. وعندما كنت أدخل مطبخ والدتي كانت تشعر بالارتباك للدقة التي أنفذ بها الأطباق. وجاءت دراستي في معهد (كوردون بلو) الفرنسي ليزيدني تمسكاً بذلك. فما يميّز طبّاخاً عن غيره هو تأنيه بما يقوم فيه. وكما الشكل، كذلك المذاق والنكهة، يجب أن يشكلوا مجتمعين عناصر أساسية لطبق شهي».

أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)

يملك حسين فياض مطعماً له في جنوب لبنان، ويعمل في هذا المجال منذ نحو 12 عاماً. أما قاعدته الأساسية في عمله فترتكز على الخبرة، «لا شك أن البدايات يجب أن تتألف من شغف وحب للمهنة. فهما يؤلّفان ميزان الطبخ عند الطاهي. كما أن الدقة في تحضير الأكلات الحلوة والمالحة يجب أن تنضج بفعل التجارب. صحيح أني أركن إلى معايير دقيقة ألتزم بها أثناء عملي، ولكن بعد تراكم الخبرات تصبح للعين مكانتها في الموضوع».

عمل في مطاعم فرنسية خلال دراسته خارج لبنان. فاستفاد من تجربته هذه بحيث راح يبتكر أطباقاً تجمع بين المطبخين اللبناني والفرنسي، «صرت أمرر بعض الخلطات الخفيفة للزبائن. وبعد أن لاقيت استحساناً كبيراً من قبلهم رسمت الخطة في رأسي».

وتقضي خطّته بابتكار أطباق بين المطبخين، فهناك كثير من المكونات المشتركة بينهما، «لا أركن أبداً إلى البهارات والمنكهات التي تغطي على الطعم الأساسي للطبق. أكتفي بإضافة منكهات مستخرجة من الأعشاب الخضراء. أحياناً أستخدم الصعتر والحبق. أما المكون الرئيسي في أطباقي الحلوة والمالحة فهو زيت الزيتون. فأستعمله حتى في تحضيري للمثلجات وفي الحلويات. وفي بلاد الغرب يقدّرون كثيراً هذا المكون الشائع في بلادهم. وهو اليوم ينافس بشدّة الزبدة. أنا شخصياً أفضله عليها إذ يتمتع بمذاق ألذ ولا يؤثر على صحتنا سلبياً».

في مطبخ مطعمه الجنوبي المقفل اليوم بسبب الحرب الدائرة هناك يبتكر أطباقاً لذيذة.

فمتبل «بابا غنوج» يحضّره بطريقة فريدة من نوعها. بعد شيّ الباذنجان في الفرن مع لمسة من زيت الزيتون، يهرسه في وعاء بعد تفريغه من قشرته. يضيف إليه مكعبات البندورة والبصل والثوم بقطعه الصغيرة. ومع قطع مماثلة من الفلفل الأخضر والأحمر والبقدونس يؤلّف الخلطة. ويختمها بمزجها مع عصير الحامض والطحينة. وبعد خلطها بشكل جيد يضعها من جديد في جوف قشرة الباذنجان المفرغة. ويزينها بطبقة من حبوب الرمان ليضفي إليها نكهة مميزة.

الشيف حسين فياض (الشرق الأوسط)

ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الطبق لاقى انتشاراً واسعاً حتى إن البعض في لبنان راح يقلّده. فالتجديد في أي طبق لبناني أصيل كـ(بابا غنوج) يستحوذ على أفكاري التجددية. وهناك بعض الأطباق التي تذكرني بطفولتي وبمائدة والدتي، أنوي تحديثها أيضاً».

كثافة المواقع الإلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي تلفته. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها لا تزعجني ولكني نادراً ما أتوقف عند واحدة منها. فجميعها متشابهة، وهناك نوع من فوضى لا أحبها يتبعها الطباخون في تحضيرهم الطعام. وفي المقابل، أعتقد أن هناك مواهب لافتة في مجال الطبخ في لبنان. وأتوقّع لها مستقبلاً زاهراً».

أطباق جميلة ومبتكرة (الشرق الأوسط)

وعن سبب ارتكازه بمشروعه المستقبلي على الجمع بين المطبخين الفرنسي واللبناني، يوضح لـ«الشرق الأوسط»: «المطبخ الفرنسي منتشر بشكل كبير في لبنان. ونحن نعرفه منذ نعومة أظافرنا. كما أن تحول جيل كبير من شباب اليوم إلى معاهد وجامعات فرنسية لتعلم الطبخ وثّق هذه العلاقة بشكل أكبر. وإذا ما دخلنا معظم المطاعم في لبنان فسنلاحظ حضور أطباق فرنسية فيه. فأي مطعم ندخله لا بد أن يقدّم أيضاً الحلوى الفرنسية كالفوندان والبافلوفا والكريم بروليه».