دراسة: لون البلغم مؤشر على درجة التهاب الرئة

يستخدم البلغم ذو الألوان المختلفة بوصفه مؤشراً لدرجة الالتهاب في الرئتين (جامعة دندي بالمملكة المتحدة)
يستخدم البلغم ذو الألوان المختلفة بوصفه مؤشراً لدرجة الالتهاب في الرئتين (جامعة دندي بالمملكة المتحدة)
TT

دراسة: لون البلغم مؤشر على درجة التهاب الرئة

يستخدم البلغم ذو الألوان المختلفة بوصفه مؤشراً لدرجة الالتهاب في الرئتين (جامعة دندي بالمملكة المتحدة)
يستخدم البلغم ذو الألوان المختلفة بوصفه مؤشراً لدرجة الالتهاب في الرئتين (جامعة دندي بالمملكة المتحدة)

يمكن أن يشير لون البلغم، الناتج من المرضى الذين يعانون من توسع «القصبات الهوائية»، إلى درجة الالتهاب في الرئة، وهو ما يمكن الاستفادة منه في التنبؤ بتطور أحوالهم الصحية، وذلك وفقاً لنتائج دراسة جديدة جرى تقديمها، الأحد، أمام «المؤتمر الدولي لجمعية الجهاز التنفسي الأوروبية»، المُقام في ميلانو بإيطاليا.

ويدرس الباحثون إمكانية «إدخال مخطط ألوان البلغم في الممارسة السريرية»، وشددوا على أنه «أفضل طريقة يمكن أن تساعد المرضى على مراقبة شدة المرض». وأضافوا أنهم سوف يقومون بالإبلاغ عن هذه النتائج؛ لتوعية المرضى والأطباء والباحثين.

وقالت الدكتورة ميغان كرايتون، باحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة دندي بالمملكة المتحدة، التي قدَّمت نتائج الدراسة، في بيان، الأحد، إن «إحدى الخصائص الرئيسية لمرض توسع القصبات هي مقدار السعال المنتج، حيث ينتج ما يقرب من ثلاثة أرباع المصابين به البلغم يومياً».

وأوضحت أنه «عندما يصاب المرضى بالتهابات في الصدر، يصبح لون البلغم لديهم أغمق، ويعود هذا التغير في اللون إلى بروتين معيَّن يفرَز من الخلايا الملتهبة، ومن ثم يمكن استخدام لون البلغم مؤشراً حيوياً للالتهاب». وأضافت: «أردنا أن نعرف ما إذا كان لون البلغم عندما يكون المريض بصحة جيدة، دون أي عدوى في الصدر، له أية علاقة بالنتائج طويلة المدى التى تتعلق بوظيفة الرئة».

ووفق باحثي الدراسة، فإن الدراسة، التي أُجريت على ما يقرب من 20 ألف مريض من 31 دولة، هي المرة الأولى التي يجري البرهنةُ فيها على أن لون البلغم يوفر معلومات ذات صلة سريرياً تعكس تشخيصات الحالة المَرَضية، ومن ثم يمكن أن يساعد في اتخاذ القرارات المتعلقة بالعلاج.

وتوسع القصبات هو حالة مَرَضية طويلة الأمد لا يوجد لها علاج حتى الآن، حيث تتسع واحدة أو أكثر من المسالك الهوائية المتفرعة الصغيرة في الرئة، والمعروفة باسم القصبات الهوائية، مما يؤدي إلى تراكم المخاط الزائد الذي يمكن أن يجعل الرئتين أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك تدريجياً إلى تفاقم الضرر الذي يصيب الرئتين .

وتشمل الأسباب الإصابة بعدوى في الرئة، مثل الالتهاب الرئوي، أو السعال الديكي، أو التليف الكيسي، أو مشاكل كامنة في جهاز المناعة بالجسم تجعل القصبات الهوائية أكثر عرضة للإصابة، أو داء الرشاشيات - وهو حساسية لنوع معين من الفطريات التي تسبِّب التهاب الشعب الهوائية.

ووفق الدراسة، يُعدّ توسع القصبات واحداً من أمراض الشعب الهوائية الالتهابية الثلاثة الأكثر شيوعاً (بالإضافة إلى الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن)، وهو منتشر بنسبة تتراوح بين 67 إلى 566، لكل 100 ألف نسمة في أوروبا وأميركا الشمالية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، ويمكن أن يؤثر على الأشخاص في أي عمر، على الرغم من أن الأعراض لا تتطور عادة حتى منتصف العمر.

وسجلت الدكتورة كرايتون وزملاؤها لون البلغم لدى 13484 من أصل 19324 مريضاً يسعلون البلغم بانتظام، وفق «سجل توسع القصبات في عموم أوروبا (EMBARC)»، ثم قاموا بمتابعة المرضى لمدة تصل إلى 5 أعوام؛ للنظر في عدد حالات التفاقم التي أصيبوا بها وشِدتها وعدد الأشخاص الذين ماتوا.

مخطط لون البلغم (جامعة دندي بالمملكة المتحدة)

وأظهرت نتائج الدراسة أن البلغم ينقسم إلى 4 مستويات: مُخاطي؛ وهو شفاف، ورغوي، ورمادي اللون، ومخاطي قيحي، والذي يبدأ إظهار لون أصفر كِريمي؛ صديدي، حيث يصبح اللون أقرب إلى اللون الأصفر أو الأخضر كثيف الملمس؛ أو ما يعرف بالصديدية الشديدة، وهي الأكثر خطورة، وهي ذات لون أخضر داكن يتحول إلى اللون البني، وتتضمن أحياناً خطوطاً من الدم.

وقالت كرايتون: «وجدنا خطراً متزايداً لحدوث تفاقم المرض ودخول المستشفى، والوفاة مع زيادة قيحية البلغم. ولكل زيادة بمقدار نقطة واحدة في قيح البلغم، كان هناك ارتفاع في خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 12 في المائة». وأضافت: «نظراً لكبر حجم الدراسة، حيث أُجريت في بلدان متعددة مع 5 أعوام من بيانات المتابعة، فإنها توفر دليلاً على أن لون البلغم يعكس التشخيص المَرَضي». وتابعت: «يمكن جمع عيّنات البلغم بسهولة من معظم المرضى، وقد أظهر اللون أنه مؤشر مهم، مما يجعل البلغم علامة بيولوجية سريرية متاحة بسهولة، كما أنها سهلة التفسير لمدى تطور طيف المرض». وأضافت: «نحن نعتقد أن تطبيق هذا المؤشر الحيوي في الممارسة السريرية سيحسّن علاج ومراقبة مرضى توسع القصبات»، مشددة على أن أخذ عيّنات البلغم أمر غير جراحي، ويشجع المرضى على سعال البلغم، كلما أمكن ذلك، لتحسين وظائف الرئة، موضحة أنه «من خلال النظر إلى لون البلغم بوصفه وسيلة للمراقبة الذاتية، يمكن أن يمنح المرضى بعض السيطرة على حالتهم، وهو أمر مهم لتحسين نوعية حياة المريض».



مصر لتدشين معارض أثرية جديدة في الصين

إقبال لافت على معرض «قمة الهرم» في شنغهاي الصينية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
إقبال لافت على معرض «قمة الهرم» في شنغهاي الصينية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر لتدشين معارض أثرية جديدة في الصين

إقبال لافت على معرض «قمة الهرم» في شنغهاي الصينية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
إقبال لافت على معرض «قمة الهرم» في شنغهاي الصينية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تتجه مصر لتدشين معارض أثرية متنقلة جديدة في الصين، بعد النجاح الذي شهده معرض «قمة الهرم: حضارة مصر القديمة» الذي تم افتتاحه قبل أيام بمدينة شنغهاي وشهد حضور أكثر من 70 ألف زائر خلال الأسبوع الأول.

وأعلن وزير السياحة والآثار بمصر شريف فتحي عن تبني فكرة إقامة معارض مؤقتة متنقلة أخرى للآثار المصرية في الصين، بالإضافة إلى زيادة الحملات الدعائية لمصر التي تقوم بها الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي في الصين. وأشار الوزير إلى التطلع لمستقبل كبير من التعاون بين مصر والصين، عبر التعريف بالمقومات السياحية والحضارية لدى البلدين لإثراء وزيادة التبادل السياحي بينهما.

ولفت فتحي خلال الاحتفال بمرور 10 أعوام على تدشين الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين، مساء الثلاثاء، إلى النجاح الذي حققه معرض «قمة الهرم: حضارة مصر القديمة» في شنغهاي؛ حيث تم بيع 250 ألف تذكرة قبل افتتاحه، ما يؤكد أن «الدول ذات الحضارات العريقة ومن بينها مصر والصين لديها الكثير من التاريخ والثقافة والأسس والقواعد التي يمكن البناء عليها لتحقيق الشراكات الاستراتيجية»، بحسب بيان للوزارة.

جانب من الحفل الذي أقيم في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

واحتلت الصين المرتبة الرابعة بين أهم 10 أسواق مصدرة للسياحة في مصر عام 2017، وفق ما ذكرته الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، وتجاوز عدد السائحين الصينيين الذين زاروا مصر في 2018 نصف مليون سائح، بحسب السفارة الصينية بالقاهرة، في حين تشير التقديرات إلى وجود نحو 150 مليون سائح صيني حول العالم سنوياً. وافتتح معرض «قمة الهرم» في 19 يوليو (تموز) ومن المقرر أن يستمر حتى أغسطس (آب) 2025، ويضم 787 قطعة أثرية، تمثل عصوراً مختلفة في الحضارة المصرية القديمة، مختارة بعناية من المتاحف المصرية، ومواقع البعثات الأثرية، لتحكي قصة الحضارة المصرية القديمة منذ نشأتها، بغرض الترويج للمقاصد السياحية المصرية خصوصا المتعلقة بالسياحة الثقافية.

إقبال لافت على معرض «قمة الهرم» في شنغهاي الصينية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتعد مصر المعارض الأثرية المتنقلة أحد أشكال الترويج السياحي لمقاصدها الأثرية والتاريخية المميزة، وكان من بينها معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» الذي زار مدناً عدة في أميركا وأوروبا وأستراليا منذ عام 2021، ووصل إلى محطته الخامسة في مدينة كولون الألمانية في 14 يوليو 2024، ويضم 180 قطعة أثرية تعبر عن عصور مختلفة في الحضارة المصرية القديمة، وحقق المعرض أرقاماً قياسية من الزائرين؛ خصوصاً في باريس؛ حيث وصل عدد الزوار إلى 817 ألف زائر.

ويضم معرض «قمة الهرم: الحضارة المصرية القديمة» في شنغهاي قطعاً أثرية متنوعة من تماثيل للملوك رمسيس الثاني وإخناتون وتوت عنخ آمون والمعبودات المصرية مثل أوزيريس وإيزيس وباستت وحتحور، بالإضافة إلى مجموعة من الأساور الذهبية والمرصعة بالأحجار والأواني والتيجان، فضلاً عن قطع تعبر عن رحلة العالم الآخر لدى المصريين القدماء.

معرض «قمة الهرم» في شنغهاي (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويرى المتخصص في الإرشاد السياحي الدكتور محمود المحمدي أن «هذه المعارض تأتي في إطار السياسة التي تتبناها وزارة السياحة والآثار لاجتذاب السائحين الأجانب«.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنها تسهم في التعرف على الحضارة المصرية العريقة وبراعة المصري القديم في العلم والهندسة والفن وغيرها من العلوم الإنسانية، معتبراً هذه المعارض بمنزلة «سفراء للحضارة المصرية القديمة في دول العالم المختلفة».

وكان أمين عام المجلس الأعلى للآثار في مصر الدكتور محمد إسماعيل خالد قد وصف معرض «قمة الهرم» بأنه «الأكبر منذ عام 2003، رغم أنه ليس الأول من نوعه في الصين»، مشيراً في تصريحات صحافية إلى أن «السوق الصينية من أهم الأسواق المستهدفة للترويج للمقاصد السياحية المصرية».

عاجل نتنياهو: إسرائيل ستفرض ثمناً باهظاً على أي عدوان عليها من أي مكان ومستعدون لجميع الاحتمالات نتنياهو: إسرائيل وجهت "ضربات ساحقة" لوكلاء إيران