انتقادات في إيران لـ«حصة ضئيلة» من إعادة إعمار سوريا

الرئيس السوري بشار الأسد يستقبل عبداللهيان في دمشق نهاية الشهر الماضي (الخارجية الإيرانية)
الرئيس السوري بشار الأسد يستقبل عبداللهيان في دمشق نهاية الشهر الماضي (الخارجية الإيرانية)
TT

انتقادات في إيران لـ«حصة ضئيلة» من إعادة إعمار سوريا

الرئيس السوري بشار الأسد يستقبل عبداللهيان في دمشق نهاية الشهر الماضي (الخارجية الإيرانية)
الرئيس السوري بشار الأسد يستقبل عبداللهيان في دمشق نهاية الشهر الماضي (الخارجية الإيرانية)

انتقد نائب في البرلمان الإيراني حصة بلاده «الضئيلة» في إعادة إعمار سوريا، على الرغم من توقيع الطرفين مذكرات تفاهم لتوسيع التعاون.

وقال عضو اللجنة القضائية في البرلمان، النائب حسين علي حاجي دليغاني، إنه «على الرغم من دعم الحكومة والشعب السوري في الحرب التي شهدتها هذه البلاد، فإن لدينا اليوم حصة ضئيلة في إعادة إعمار سوريا»، مشدداً على أن الحصة «لا تحظى بأي أهمية».

وأشارت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» إلى منافسة دول عدة للمشاركة في المستقبل الاقتصادي بسوريا في مرحلة إعادة الإعمار، لافتة إلى انتقادات بين الخبراء الإيرانيين ونواب البرلمان إزاء «الحضور الباهت» لإيران.

ونقلت عن دليغاني، وهو أحد نواب محافظة أصفهان، قوله إن «الدول التي كانت السبب الأساسي في الحرب السورية، وأسهمت في إشعال الحرب، اليوم تملك زمام المبادرة في إعادة إعمار هذا البلد».

تأتي هذه الانتقادات بعد أسبوع من زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى دمشق، حيث حضّ الحكومة السورية على تنفيذ اتفاقيات ثنائية في مجالات عدّة تمّ توقيعها بين البلدين خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في مايو (أيار) الماضي.

وزار رئيسي دمشق في 3 مايو، في زيارة استمرت يومين، كانت الأولى من نوعها لرئيس إيراني منذ بدء النزاع في البلاد عام 2011، رغم الدعم الكبير، الاقتصادي والسياسي والعسكري، الذي قدّمته طهران لدمشق، والذي ساعد على تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية.

ووقّع البلدان خلال الزيارة مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل طويل الأمد. وتشمل مجالات عدة؛ بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وشكّل البلدان بعدها 8 لجان تخصصية تُعنى بالاستثمار والتجارة والصناعة والنفط والزراعة. وأوردت صحيفة «الوطن» المقربة من دمشق، حينها، أن أولويات الاتفاقيات هي التركيز على الخط الائتماني الإيراني، ومناقشة تحويل الأموال المباشر بين البلدين، وملفات استثمار النفط وخطوط نقل السكك الحديدية وبناء المدن الصناعية.

وقال النائب دليغاني إن «الدول الغربية وعملاءها الإقليميين الذين قاموا بتجهيز (داعش) اليوم تستحوذ على الصحة الأساسية في إعادة إعمار سوريا». وزاد في السياق نفسه: «اليوم بعض دول الجوار لديها حصة لافتة من إعادة إعمار سوريا، وتنشط في هذا المجال». وتابع: «حتى الآن لم نفعل ما يكفي للقيام بدور أساسي في إعادة إعمار سوريا».


مقالات ذات صلة

لاريجاني: رسالة خامنئي إلى الأسد وبري ستغيّر المعادلة

شؤون إقليمية رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وعلي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني في بيروت (أ.ب)

لاريجاني: رسالة خامنئي إلى الأسد وبري ستغيّر المعادلة

توقع مسؤول إيراني بارز تغيّر المعادلة في الشرق الأوسط بعد رسالة المرشد علي خامنئي الأخيرة إلى لبنان وسوريا.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

إيران ستستخدم أجهزة طرد مركزي متقدمة رداً على قرار «الطاقة الذرية» ضدها

قالت إيران إنها ستتخذ إجراءات عدة من بينها استخدام أجهزة طرد مركزي متقدمة، رداً على القرار الذي اتخذته «الوكالة الدولية للطاقة» الذرية مساء الخميس ضدها.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)

مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يصدر قراراً ضد إيران

اعتمد مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء الخميس قراراً ينتقد رسمياً إيران بسبب عدم تعاونها بما يكفي فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية صورة وزعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمديرها العام رافائيل غروسي في مستهل اجتماعها الربع السنوي في فيينا play-circle 01:24

دول غربية تدعو إيران إلى تدمير اليورانيوم عالي التخصيب «فوراً»

دعت دول غربية إيران إلى «تدمير اليورانيوم 60 % فوراً»، فيما رجحت تقارير أن يصوت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على قرار ضد إيران غداً الجمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية مسيرات انتحارية من طراز «شاهد 136» خلال العرض العسكري السنوي للجيش الإيراني بطهران (تسنيم)

تقرير: إيران تخفي برامج الصواريخ والمسيرات تحت ستار أنشطة تجارية

قالت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية إن إيران لجأت إلى قطاعها التجاري لإخفاء تطويرها للصواريخ الباليستية، في خطوة للالتفاف على العقوبات الدولية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إيران تصعّد مواجهتها مع «وكالة الطاقة الذرية»

عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
TT

إيران تصعّد مواجهتها مع «وكالة الطاقة الذرية»

عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

صعّدت إيران مواجهتَها ضد «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، إذ أعلنت أمس أنَّها ستضع في الخدمة مجموعة من أجهزة الطرد المركزي «الجديدة والمتطورة»، وذلك رداً على قرار تبنته الوكالة الدولية ينتقد طهران بسبب عدم تعاونها بما يكفي في إطار برنامجها النووي.

وأيّد مشروع القرار، الذي طرحته على التصويت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بدعم من الولايات المتحدة، 19 دولة من أصل 35 في الوكالة، وعارضته روسيا والصين وبوركينا فاسو، بينما امتنعت الدول الـ12 الباقية عن التصويت، ولم تستطع فنزويلا المشاركة.

وبعد اعتماد القرار، قال ممثل إيران في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن هذا التدبير له «دوافع سياسية».

وتستخدم أجهزة الطرد المركزي في تخصيب اليورانيوم المحوّل إلى غاز من خلال تدويره بسرعة كبيرة، ما يسمح بزيادة نسبة المادة الانشطارية (يو - 235) لاستخدامات عدة.