قال مصدر مقرب من أسرة مهسا أميني، التي أشعلت وفاتها في مركز احتجاز تابع لشرطة الأخلاق احتجاجات استمرت أشهراً على مستوى البلاد، اليوم (الأربعاء): إن قوات الأمن الإيرانية اعتقلت خال الشابة الإيرانية الكردية قبل أيام من الذكرى السنوية لوفاتها، حسبما ذكرت «رويترز».
وخوفاً من تجدد الحراك الاحتجاجي الذي هزّ أنحاء البلاد، كثّف حكام إيران قمعهم للمعارضة بهدف ردع أي تجمعات في الذكرى التي تحل يوم 16 سبتمبر (أيلول).
وقال المصدر: «توجهت مجموعة من قوات الأمن إلى منزل صفا عائلي خال مهسا أميني أمس... ففتشت سيارته ومنزله دون أمر من المحكمة ثم اعتقلته... كما صادرت بعض الوثائق، مثل جواز سفره».
وأضاف: «قبل إلقاء القبض عليه، كانت قوات الأمن تلاحق عائلي منذ أسبوع... ولا تعرف الأسرة إلى أين تم نقله».
ولم يرد القضاء الإيراني على طلب «رويترز» للتعليق.
وتحولت الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي استمرت لأشهر إلى أكبر تحدٍ ضد السلطات الإيرانية منذ سنوات، حيث دعا كثيرون إلى إنهاء أكثر من أربعة عقود من نظام الحكم.
وقالت جماعات حقوق الإنسان: إن أكثر من 500 شخص، من بينهم 71 قاصراً قُتلوا وأصيب المئات واعتقل الآلاف خلال الاضطرابات التي قمعتها قوات الأمن الإيرانية بعنف.
وقالت شبكة حقوق الإنسان الكردستانية ومقرها فرنسا، أمس (الثلاثاء): إن قوات الأمن كثّفت الضغط على أفراد أسر المحتجين الذين قُتلوا في الاحتجاجات من خلال استدعائهم أو تهديدهم أو اعتقالهم في الأسابيع القليلة الماضية.
وأضافت: «تعرّضت الأسر للتهديد لتجنب الدعوة إلى أي تجمعات لإحياء ذكرى أميني».
وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير الشهر الماضي: إن السلطات الإيرانية اعتقلت واحتجزت تعسفياً أفراداً من أسر الضحايا، وفرضت «قيوداً قاسية على التجمعات السلمية في الجبانات، وحطمت شواهد قبور الضحايا».
وقالت جماعات لحقوق الإنسان: إن السلطات استدعت أو هددت أو طردت كثيرين من الصحافيين والمحامين والناشطين والطلاب والأكاديميين والأقليات العرقية والفنانين والشخصيات العامة ومن أفراد أسر المحتجين الذين قُتلوا في الاحتجاجات في الأسابيع القليلة الماضية.
وقالت صحيفة «اعتماد» الإيرانية اليومية في أغسطس (آب): إن صالح نيكبخت، محامي أسرة أميني، يواجه أيضاً اتهامات «بالدعاية ضد النظام». وفي حالة إدانته، يواجه نيكبخت عقوبة السجن ما بين سنة وثلاث سنوات.
واتهمت السلطات عدوَي إيران اللدودين الولايات المتحدة وإسرائيل وعملاءهما المحليين بالضلوع في الاحتجاجات لزعزعة استقرار البلاد.
وقال مسؤولون إيرانيون: إن كثيرين من أفراد الأمن قتلهم «مثيرو الشغب والمجرمون المدعومون من أعداء أجانب».