صمّمه الذكاء الاصطناعي... عقار جديد لـ«كورونا» فعّال «ضد جميع المتحورات»

يدخل المرحلة الأولى من التجارب السريرية

طالب دراسات عليا في مركز بنسلفانيا لأبحاث فيروس «كورونا» يوضح عملية استخراج الحمض النووي الريبي الفيروسي في كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا (رويترز)
طالب دراسات عليا في مركز بنسلفانيا لأبحاث فيروس «كورونا» يوضح عملية استخراج الحمض النووي الريبي الفيروسي في كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا (رويترز)
TT

صمّمه الذكاء الاصطناعي... عقار جديد لـ«كورونا» فعّال «ضد جميع المتحورات»

طالب دراسات عليا في مركز بنسلفانيا لأبحاث فيروس «كورونا» يوضح عملية استخراج الحمض النووي الريبي الفيروسي في كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا (رويترز)
طالب دراسات عليا في مركز بنسلفانيا لأبحاث فيروس «كورونا» يوضح عملية استخراج الحمض النووي الريبي الفيروسي في كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا (رويترز)

يتحرك الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في مجال الرعاية الصحية، ويساعد على تبسيط العمليات الطبية، بما في ذلك إنشاء أدوية جديدة. وقد أعلنت «Insilico Medicine»، وهي شركة تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية، تعتمد على الذكاء الاصطناعي ومقرها في هونغ كونغ ومدينة نيويورك، مؤخراً أن دواءها الجديد المصمم بالذكاء الاصطناعي لعلاج «كوفيد19» قد دخل المرحلة الأولى من التجارب السريرية، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

هذا الدواء يؤخذ عن طريق الفم، وهو علاج وليس لقاح. وأشار أليكس زافورونكوف، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «Insilico Medicine»، إلى أنه في حالة الموافقة عليه، فإنه سيصبح البديل الأول على الإطلاق لـ«باكسلوفيد».

وقال زافورونكوف، في بيان صحافي أعلن فيه الاكتشاف الجديد، «إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يغير كل مجالات التنمية البشرية... يسعدنا للغاية أن نعلن أن علاجنا الجزيئي الصغير الثاني - الذي تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي - يدخل الآن في التجارب السريرية البشرية».

وأشارت الشركة إلى أن «باكسلوفيد»، وهو الدواء الوحيد المتاح حالياً لعلاج أعراض فيروس «كورونا»، تم ربطه ببعض الآثار الجانبية غير المرغوب فيها.

إحدى هذه الحالات هي «ارتداد باكسلوفيد»، أي عندما يتعافى المرضى من «كوفيد» وتكون نتيجة اختبارهم سلبية، ولكن بعد ذلك تكون نتيجة اختبارهم إيجابية مرة أخرى بعد وقت قصير.

من الآثار الجانبية الموثقة الأخرى، «فم باكسلوفيد»، الذي يحدث عندما يترك الدواء طعماً كريهاً في الفم لمن يتناوله.

ومن القيود الإضافية لـ«باكسلوفيد» هي أنه مع تحور فيروس «كورونا»، يمكن أن تظهر سلالات مقاومة للدواء.

رجل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس «كورونا» في كاليفورنيا (إ.ب.أ)

وقد ثبت أن حبوب «Insilico» الجديدة فعالة ضد المتحورات المقاومة لـ«باكسلوفيد»، كما أنها أكثر استقراراً وتعمل لفترة أطول من الوقت، وفقاً لزافورونكوف.

وذكرت الشركة، في البيان، أنه في الدراسات قبل السريرية، أدى «ISM3312» إلى «تخفيض كبير» في الحمل الفيروسي في أنسجة الرئة وتقليل التهاب الرئة.

وقال زافورونكوف لشبكة «فوكس نيوز»: «لقد ثبت أن الدواء فعال ضد جميع المتحورات، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الفيروسات التاجية التي تسبب الأمراض، بما في ذلك متلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)».

وأوضح أن جزيء «Insilico» المكتشف حديثاً أثبت أن له «نشاطاً واسعاً مضاداً للفيروسات ضد سلالات ومتغيرات متعددة».

والفائدة الأخرى هي أن الدواء الجديد سيكون من السهل إنتاجه بكميات كبيرة، بحسب زافورونكوف. وقال: «يتطلب جزيئنا عملية مكونة من خطوتين فقط باستخدام مواد أولية بسيطة ومتوفرة تجارياً».

ويتم حالياً تقييم «ISM3312» في دراسة المرحلة الأولى لتقييم سلامة الدواء ومدى تحمله لدى المتطوعين الأصحاء. ومن المتوقع أن يتم نشر نتائج التجارب السريرية بحلول نهاية عام 2023.


مقالات ذات صلة

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ (رويترز)

زوكربيرغ: البيت الأبيض ضغط على «فيسبوك» لفرض رقابة على محتوى «كورونا»

أقر الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ بقيام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالضغط على موقع «فيسبوك» لفرض رقابة على المحتوى المتعلق بجائحة كورونا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا هانس كلوغه (أرشيفية - رويترز)

«الصحة العالمية»: جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد»

قال المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا، هانس كلوغه، اليوم (الثلاثاء)، إن جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم ممرضة تحضر جرعات من لقاح «كورونا» في دار للمسنين بإسبانيا (إ.ب.أ)

بريطانيا: الآلاف يطالبون بتعويضات بعد إصابتهم بمشكلات خطيرة بسبب لقاحات «كورونا»

تقدم ما يقرب من 14 ألف شخص في بريطانيا بطلبات للحصول على تعويضات من الحكومة عن الأضرار المزعومة الناجمة عن تلقيهم لقاحات «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب اعتباراً من ديسمبر بعد فرض ضوابط صارمة منذ عام 2020 بسبب جائحة «كورونا» (أ.ف.ب)

كوريا الشمالية تستأنف استقبال الزوار الأجانب في ديسمبر

قالت شركات سياحة، اليوم (الأربعاء)، إن كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب في مدينة سامجيون بشمال شرقي البلاد في ديسمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (سول)

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
TT

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين، وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة، لكن الآن، يُسبب لنا ضرراً لأننا، وفق موقع «ذا تلغراف»، نتناول منه نحو 8.4 غرام في اليوم، وهو أكثر من الحد الأقصى المسموح به، الذي يعادل ملعقة صغيرة واحدة (أي نحو 6 غرامات).

يسهم هذا الاستهلاك المرتفع في ارتفاع ضغط الدم، الذي يصيب واحداً من بين كل 3 أشخاص، ويزيد احتمال الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، واكتشف العلماء الآن أنه يعرض سلامتنا للخطر من خلال اضطراب الأمعاء.

تقول الطبيبة، إميلي ليمينغ، عالمة الميكروبيوم (الميكروبات) واختصاصية التغذية، إن استهلاك كمية كبيرة من الملح تحدث خللاً في توازن الميكروبات في الأمعاء.

تشير إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة «نيتشر»، وشملت 12 مشاركاً تناولوا كبسولة يومية تحتوي على 6 غرامات من الملح إلى جانب نظامهم الغذائي المعتاد، ما رفع استهلاكهم اليومي من الملح إلى نحو 14 غراماً، إلى أن الميكروبات المفيدة «اللاكتوباسيلس» كانت قد اختفت.

عبوة ملح على طاولة الطعام (غيتي)

وتوضح إميلي ليمينغ: «هذا يعني أن بكتيريا الأمعاء أصبحت أقل قدرة على صنع جزيئات خاصة تُعرف باسم الأحماض الدهنية ذات السلسلة القصيرة التي تُساعد على خفض الالتهابات، واسترخاء الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم».

وتشير الأبحاث أيضاً، وفقاً لموقع «ذا تلغراف»، إلى أن استهلاك كمية أكبر من الملح يؤدي لاختلال الشهية لأنه يتدخل في إطلاق هرمون «ببتيد شبيه بالغلوكاكون- 1» (GLP-1) وهو هرمون تنتجه الأمعاء بعد تناول الطعام لإطلاق الشعور بالشبع.

وتضيف ليمينغ: «هذه النتائج ترجح أن الأنظمة الغذائية الغنية بالملح قد تجعلنا أكثر جوعاً».

وتابعت: «هناك ارتباط مقلق بالسرطان أيضاً، فنحو 4 حالات من بين كل 10 حالات من سرطان المعدة تسببها العدوى ببكتيريا (الهليكوباكتر بيلوري). واستهلاك كميات زائدة من الملح يمكن أن يتلف طبقة المعدة، ما يجعلها أكثر عرضة لهذه العدوى».

ومع ذلك، هذا لا يعني أنه يجب التخلي تماماً عن الملح في نظامنا الغذائي.

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

تقول ليمينغ: «الملح مهم لأنه يساعد عضلاتنا على العمل بشكل صحيح، ويتيح للأعصاب إرسال الإشارات، ويحافظ على توازن الماء والمعادن في أجسامنا».

ومع ذلك، تقدر أن الجسم يحتاج فقط إلى ربع ملعقة صغيرة (نحو 1.25 غرام) يومياً، والتي يحصل عليها معظم الأشخاص من نظامهم الغذائي دون وضع عبوة ملح على مائدة الطعام، حتى لو كانوا يتجنبون عموماً الأطعمة المعالجة.

كيفية تقليل استهلاك الملح

تقول إميلي ليمينغ: «أول خطوة هي استخدام كمية أقل من الملح أثناء الطهي، أو على طاولة العشاء وتعويض الطعم بإضافة الأعشاب والتوابل».

وينقل «ذا تلغراف» عن أبحاث، أن استخدام القرفة أو الثوم يساعد في خفض ضغط الدم، في حين يمكن للفلفل الحار والزنجبيل والروزماري أن تساعد في إدارة مستويات السكر في الدم. أو استخدام الملح قليل الصوديوم، الذي يُشبه مذاقه الملح العادي، لكن يحتوي على جزء بسيط من الصوديوم، وهو أحد العناصر الكيميائية التي ترفع ضغط الدم.

استخدام بديل الملح عند الطهي ارتبط بانخفاض خطر الوفاة المبكرة لأي سبب (رويترز)

ويضيف: «مع ذلك، فإن هذه التغييرات ستقلل استهلاكك إلى حد معين فقط؛ إذ يتم تضمين نحو ثلاثة أرباع كمية الملح التي نستهلكها في نظامنا الغذائي مسبقاً في الأطعمة التي نشتريها. فيحتوي الكاتشب على نحو 0.3 غرام لكل جرعة، والبيتزا ما بين 2-4 غرامات، والخبز نحو 0.4 غرام لكل شريحة، والشوربة نحو 2.2 غرام لكل طبق».

وتقترح الطبيبة إميلي ليمينغ «النظر إلى المكتوب على ظهر عبوة المنتج، واختيار المنتجات ذات الكميات الأقل ملحاً». وكذلك توصي بأن يكون «نصف طبق وجبتي الغداء والعشاء من الخضراوات وتناول الفواكه مرتين يومياً على الأقل».

بائع يعرض العنب للبيع (إ.ب.أ)

وتشير إميلي ليمينغ إلى أن «بعض الأبحاث الحديثة سلطت الضوء على أن النسبة بين الصوديوم والبوتاسيوم قد تكون أكثر أهمية للصحة، من قياس مستويات الصوديوم وحدها». والبوتاسيوم، الذي يوجد في الموز والفطر والأفوكادو، يساعد في إزالة الملح من مجرى الدم.

وتختتم: «لذلك، فإن الأطعمة المخمرة لا تزال خياراً صحياً، رغم احتوائها على كميات عالية من الملح، لأنها غنية بالبوتاسيوم والألياف، إضافة إلى مواد نباتية ثانوية مفيدة أخرى».