بغداد تقطع صمتها حول تحركات القوات الأميركية في البلاد

مستشار رئيس الوزراء: لا وجود لحشود عسكرية إنما استبدال للقوات

وزير الدفاع لويد ج. أوستن يتحدث خلال لقاء مع وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في واشنطن يوم 7 أغسطس (أ.ب)
وزير الدفاع لويد ج. أوستن يتحدث خلال لقاء مع وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في واشنطن يوم 7 أغسطس (أ.ب)
TT

بغداد تقطع صمتها حول تحركات القوات الأميركية في البلاد

وزير الدفاع لويد ج. أوستن يتحدث خلال لقاء مع وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في واشنطن يوم 7 أغسطس (أ.ب)
وزير الدفاع لويد ج. أوستن يتحدث خلال لقاء مع وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في واشنطن يوم 7 أغسطس (أ.ب)

على الرغم من التزام الحكومة العراقية الصمت حيال ما يتردد منذ أكثر من أسبوعين عن تحركات مكثفة تجريها القوات الأميركية في العراق، فإن مستشاراً أمنياً لرئيس الوزراء نفى وجود تحشيد للقوات الأميركية داخل أراضي البلاد.

وهذا أول تصريح يصدر عن مسؤول رسمي ويقطع صمت الحكومة حيال ما يتردد بشكل شبه يومي وما ينقل من صور وأفلام فيديو ترصد تحركات كبيرة لقوات أميركية في المحافظات العراقية بدعم من بعض المنصات الخبرية التابعة للفصائل الشيعية المسلحة.

ونفى مستشار رئيس الوزراء للشؤون الأمنية خالد اليعقوبي، الاثنين، الروايات التي تتحدث عن وجود تحشيد للقوات الأميركية داخل الأراضي العراقية، لكنه أكد في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية أن «هناك استبدالاً للقطعات الأميركية الموجودة في سوريا».

وفي إشارة على ما يبدو إلى المفاوضات التي أجراها الوفد الأمني العراقي الذي ترأسه وزير الدفاع في واشنطن الأسبوع الماضي، ذكر اليعقوبي أن «القيادات العراقية في مفاوضاتها مع الجانب الأميركي ركّزت على حفظ سيادة العراق، وقد حصلنا على جميع مطالبنا في مفاوضات واشنطن».

وأضاف أن «بغداد وواشنطن وقعتا اتفاقاً يقضي بطيران الطائرات المسيّرة بالمناطق الأمنية بموافقة الحكومة العراقية حصراً، وقد اتفقنا على تشكيل لجنة عسكرية بين الطرفين لمواجهة تهديد (داعش)».

وحول ما يشاع بكثرة عن تحركات القوات الأميركية داخل الأراضي العراقية، قال اليعقوبي إن «الكثير من المعلومات نُشرت في الإعلام للتضليل، ولا يوجد تحشيد للقوات، وإنما استبدال للقطعات الأميركية الموجودة في سوريا».

وسبق أن علقت مصادر أمنية عراقية على وصول قوات أميركية إلى قاعدة «عين الأسد» في محافظة الأنبار، بأنها كانت «جزءاً من عملية استبدال التحالف الدولي جزءاً من قطعاته».

ولم تخرج المعلومات التي تقوم السلطات بتسريبها ضمناً لبعض وسائل الإعلام عن حدود التأكيد على عمليات «الاستبدال»، غير أن ذلك لم يكن كافياً بالنسبة للمروجين لقصة التحركات الأميركية المكثفة في العراق، وغالباً تنقسم التكهنات بشأن ذلك، حول فكرة أن «واشنطن عازمة على تدمير الفصائل المسلحة الموالية لإيران وإحداث تغيير جوهري في طبيعة الحكم السياسي في العراق».

النائب السابق والمعارض للنظام فائق الشيخ علي من أبرز المشككين في قضية «استبدال القوات» التي تروج لها بعض الجهات الرسمية، ويرى أن بما معناه، أن «عملية الاستبدال ينبغي أن تشمل الجنود عبر نقلهم جواً، ولا حاجة لاستبدال المعدات التي تشاهد وهي تتجول في بعض المحافظات».

كان الشيخ علي قد أحدث، العام الماضي، جدلاً واسعاً حين تحدث عما وصفها بـ«قوة ضاربة ومدمرة» ستزيل النظام السياسي في العراق قبل انتهاء عام 2024، الأمر الذي صدقه وكذبه كثيرون في الوقت ذاته.

وفي مقابل المؤيدين والمتحمسين لقصة التحركات الأميركية وصلتها بإمكانية إحداث تغيير في النظام، يرفض كثيرون الفكرة ويرون أنها «غير واقعية ونوع من أحلام يقظة يعيشها المناوئون للنظام السياسي».

لكنهم لا يستبعدون ربط ذلك برغبة الولايات المتحدة في تحجيم النفوذ العسكري الذي تتمتع به الفصائل المسلحة الموالية لطهران، من خلال التضييق على مناطق وجودها على الشريط الحدودي بين سوريا والعراق، وتالياً تحجيم النفوذ الإيراني وقطع طريق مروره الممتدة من العراق وصولاً إلى سوريا ولبنان.


مقالات ذات صلة

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

المشرق العربي الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

قال مسؤول دفاعي أميركي إن قائداً كبيراً بـ«حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، قُتل بسوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (الخارجية العراقية)

بغداد: المنطقة تحت النار وهناك تهديدات واضحة من إسرائيل لنا

قال وزير خارجية العراق فؤاد حسين، الجمعة، إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجّه القوات المسلحة باتخاذ إجراءات بحق كل من يشن هجمات باستخدام الأراضي العراقية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد متحدثاً أمام «منتدى السلام» في دهوك (شبكة روداو)

وزير الخارجية العراقي: تلقينا تهديدات إسرائيلية «واضحة»

قدّم مسؤولون عراقيون تصورات متشائمة عن مصير الحرب في منطقة الشرق الأوسط، لكنهم أكدوا أن الحكومة في بغداد لا تزال تشدّد على دعمها لإحلال الأمن والسلم.

«الشرق الأوسط» (أربيل)
المشرق العربي «تشاتام هاوس» البريطاني نظّم جلسات حول مصير العراق في ظل الحرب (الشرق الأوسط)

العراق بين حافتَي ترمب «المنتصر» و«إطار قوي»

في معهد «تشاتام هاوس» البريطاني، طُرحت أسئلة عن مصير العراق بعد العودة الدرامية لدونالد ترمب، في لحظة حرب متعددة الجبهات في الشرق الأوسط.

علي السراي (لندن)
المشرق العربي السوداني خلال اجتماع مجلس الأمن الوطني الطارئ (رئاسة الوزراء العراقية)

العراق: 12 خطوة لمواجهة التهديدات والشكوى الإسرائيلية لمجلس الأمن

أثارت الشكوى الإسرائيلية الموجهة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الهجمات التي تشنها الفصائل المسلحة العراقية عليها غضب حكومة محمد شياع السوداني.

فاضل النشمي (بغداد)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».