أثارت صور تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، قيل إنها لمتجر افتُتح في مبنى ملحق بقصر عابدين الأثري، ضجة واسعة خلال الساعات الماضية.
وفي حين انتقد متابعون فتحه بقصر تاريخي شهير في وسط القاهرة، قال مصدر في وزارة السياحة والآثار المصرية في تعليق لـ«الشرق الأوسط» إن «البناية حيث افتُتح المتجر ليست ملحقة بالقصر ولا تابعة له»، موضحاً أنها «مستقلة لكنّها على مقربة من القصر الرئاسي».
وأمام الانتقادات نشر متابعون من بينهم إيمان عبد الله تصحيحاً قالت فيه إن «المبنى الذي يظهر في الصور لا يتبع قصر عابدين»، موضحة أن «المبنى المشار إليه عادي يضم مكتب بريد ونقطة دفاع مدني، ومتاجر أخرى لكن يبدو من صورته أنه أثري».
ويعود تاريخ قصر عابدين إلى عام 1863، وقد أنشأه الخديو إسماعيل، وكان مقراً لحكم مصر حتى اندلاع ثورة يوليو (تموز) 1952، وقد سكنه عدد كبير من حكام مصر من الأسرة العلوية، منهم الخديو محمد توفيق، والخديو عباس حلمي الثاني، والسلطان حسين كامل، والملك فؤاد، ويعد القصر أحد أشهر قصور مصر الرئاسية، ويضم 500 غرفة، و5 قاعات كبرى للاحتفالات، ومسرحاً، ومنطقة «الحرملك» وكانت مخصصة للنساء.
وفي حديث مقتضب لـ«الشرق الأوسط»، قال ناجي الحنفي مدير عام تفتيش المنطقة الجنوبية بإدارة القاهرة التاريخية التابعة لوزارة السياحة والآثار إن «البناية التي تظهر في الصورة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي وبها واجهة متجر، لا تتبع القاهرة التاريخية ولا وزارة السياحة والآثار، ولا قصر عابدين».
ويضم القصر التاريخي عدداً من المتاحف، منها المتحف الحربي، وفيه بضع قاعات تحتوي على مجموعات نادرة من الأسلحة، ومتحف النياشين والأوسمة، ومتحف الفضيات، وبهما العديد من الأوسمة والنياشين الخاصة بالأسرة الملكية، ومتحف الوثائق التاريخية، الذي يحتوي على مجموعة كبيرة من الوثائق النادرة التي تحكي قصة تطور مصر تاريخياً منذ تولي محمد علي باشا الحكم في عام 1805 حتى نهاية حكم فاروق الأول في عام 1952.
ومن جانبه، علّق الدكتور محمد إسماعيل، مدرس نظم المعلومات الأثرية والتراثية في جامعة عين شمس المصرية، بكلمة لـ«الشرق الأوسط» موضحاً أن «المبنى ليس ملحقاً بقصر عابدين ولا تابعاً له، فلا يمكن القيام بهذه الأمور في القصر لأنه يتبع رئاسة الجمهورية مباشرة، لكنه مبني على مقربة من القصر الرئاسي في شارع الشيخ ريحان، ولا نعرف حتى الآن لمن تؤول ملكيته، وما إذا كان مسجلاً كمبنى أثري أم لا».
«البناية التي تظهر في الصورة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي وبها واجهة متجر، لا تتبع القاهرة التاريخية ولا وزارة السياحة والآثار، ولا قصر عابدين».
ناجي الحنفي مدير عام تفتيش المنطقة الجنوبية بإدارة القاهرة التاريخية التابعة لوزارة السياحة والآثار