تسعى مصر للاستفادة سياحياً من مقومات مدينة سانت كاترين الواقعة في جنوب شبه جزيرة سيناء، عبر استراتيجية ترويجية وتسويقية لمنطقة التجلي الأعظم بشكل خاص، والمدينة بشكل عام، أعدّتها الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، بالتعاون مع إحدى الشركات الدولية المتخصصة، ومن المقرر إطلاقها خلال الفترة المقبلة لتعزيز مكانة هذه المنطقة على خريطة السياحة العالمية، والترويج لها في جميع وسائل الإعلام المحلية والدولية، انطلاقاً مما تتمتع به من قدسية نابعة من كونها حاضنة للأديان السماوية الثلاثة.
وقالت وزارة السياحة والآثار المصرية في بيان لها أمس الأحد، إن الوزير أحمد عيسى، عقد اجتماعاً موسعاً لمناقشة وبحث آخر مستجدات الأعمال التي يقوم بها فريق عمل وزارة السياحة والآثار في ما يتعلق بمشروع تطوير موقع «التجلي الأعظم» في مدينة سانت كاترين، وكذلك بحث الخطوات التنفيذية للاستراتيجية الترويجية والتسويقية للمدينة لتعظيم الاستفادة من مقوماتها السياحية والأثرية والبيئية والروحانية، كأحد المواقع الأثرية المصرية المُدرجة على قائمة التراث العالمي لـ«اليونيسكو»، ولتكون نموذجاً للسياحة البيئية والمستدامة، إذ إنها أحد أهم المحميات الطبيعية في مصر.
ووفق الوزارة، فإن هذه الاستراتيجية تهدف إلى الترويج لسانت كاترين لتكون جزءاً من التجربة السياحية المتكاملة التي يقدمها المقصد السياحي المصري، وهي سياحة المغامرات، والسياحة الثقافية، وسياحة الاستجمام، وسياحة العائلات، بجانب جذب شرائح جديدة من السائحين في العالم من المهتمين بالسياحة الروحانية والسياحة الاستشفائية لما تتميز به المنطقة من مكانة وقيمة متفردة من حيث الموقع المتميز والمقومات السياحية والطبيعية.
مدينة سانت كاترين الواقعة بالقرب من منتجعات شرم الشيخ ونوبيع ودهب، يبلغ ارتفاعها 1600 متر فوق سطح البحر، وتحيط بها جبال عدّة هي الأعلى في سيناء ومصر مثل، جبل سانت كاترين وموسى والصفصافة.
وطبقاً للموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار المصرية، فإنه على سفوح جبل سيناء، حيث تلقّى النبي موسى عليه السلام الوصايا العشر من الله عز وجل، يقع أحد أقدم الأديرة العاملة في العالم وهو، دير القديسة كاترين، واسمه الفعلي هو «دير الله المقدس لجبل سيناء»، وبُني بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول (527-565 م)، لإيواء الرهبان الذين كانوا يعيشون في شبه جزيرة سيناء منذ القرن الرابع الميلادي.
وأُعلنت سانت كاترين «محمية طبيعية» تزخر بمقومات سياحية فريدة، فضلاً على الحياة البرية والحيوانات مثل، الغزلان والذئاب.
وتتولى وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية تنفيذ مشروع «التجلي الأعظم» من خلال الجهاز المركزي للتعمير، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 4 مليارات جنيه، حسب رئيس الجهاز المركزي للتعمير.
ويشمل مشروع «التجلي الأعظم»، إنشاء مركز للزائرين يقام على مساحة 3170 متراً مربعاً، إضافة إلى ساحة للاحتفالات الخارجية بمساحة 7300 متر مربّع تسمى (ساحة السلام)، ومبنى عرض متحفي متنوع، ومسرح، وقاعة مؤتمرات، وكافيتريا، وغرف اجتماعات، كما يتضمن المشروع إنشاء «الفندق الجبلي المتكامل»، في مدينة سانت كاترين، ويضم 150 غرفة فندقية متنوعة، وأجنحة فندقية فاخرة، وحمامات سباحة، وكبائن إقامة، إضافة إلى مشروع إنشاء «النزل البيئي الجديد».
وستصل مساحة مدينة سانت كاترين إلى نحو 1500 فدان، بعد انتهاء مشروع «التجلي الأعظم» لتستوعب 12 ألف نسمة، وفقاً لتصريحات سابقة للواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء.