أفغانستان: «طالبان» تحظر أعمال السحر والشعوذة

مهددة بعقاب شديد لمن يمارس هذه الأعمال

أفراد أمن «طالبان» يقفون حراساً يغلقون طريقاً بينما كان المشيعون الأفغان يسيرون خلال مسيرة في اليوم العاشر من شهر محرم في منطقة بول السختة في كابل (أ.ف.ب)
أفراد أمن «طالبان» يقفون حراساً يغلقون طريقاً بينما كان المشيعون الأفغان يسيرون خلال مسيرة في اليوم العاشر من شهر محرم في منطقة بول السختة في كابل (أ.ف.ب)
TT

أفغانستان: «طالبان» تحظر أعمال السحر والشعوذة

أفراد أمن «طالبان» يقفون حراساً يغلقون طريقاً بينما كان المشيعون الأفغان يسيرون خلال مسيرة في اليوم العاشر من شهر محرم في منطقة بول السختة في كابل (أ.ف.ب)
أفراد أمن «طالبان» يقفون حراساً يغلقون طريقاً بينما كان المشيعون الأفغان يسيرون خلال مسيرة في اليوم العاشر من شهر محرم في منطقة بول السختة في كابل (أ.ف.ب)

أصدر نظام «طالبان»، الحاكم في كابل، مرسوماً بتشديد الحظر المفروض على «ممارسة أعمال السحر والشعوذة وغيرهما مما يتناقض مع الشريعة»، مهددة من يمارس هذه الأعمال بعقاب شديد.

أفغانيتان تمشيان أمام صالون تجميل في منطقة شهر ناو في العاصمة كابل بعد أن أمرت سلطات «طالبان» بإغلاق صالونات التجميل في جميع أنحاء البلاد (أ.ف.ب)

وأعلن عاكف مهاجر، المتحدث الرسمي باسم وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عبر بيان أذاعه التلفزيون المحلي، أن «السحرة والمشعوذين سيُحاكَمون، وتجب معاقبتهم تبعاً للشريعة».

وأضاف مهاجر: «يسبب السحرة والمشعوذون مشكلات داخل الأسر، ويشعلون خلافات بين الأزواج، ويدمرون المشروعات التجارية». وأشار إلى أن البعض يستغلون أعمال السحر والشعوذة من أجل زيادة ثرواتهم.

يعدّ السحر الأسود ممارسةً شريرةً داخل المجتمع الإسلامي في أفغانستان، ويعتقد بأن معظم أفراد الشعب داخل البلاد التي مزقتها الحرب سيرحبون بهذا المرسوم.

من ناحية أخرى، فإن المراسيم السابقة التي أصدرتها حركة «طالبان» الأفغانية جعلت الحياة الاجتماعية النشطة صعبة للغاية على النساء في أفغانستان، لدرجة أن المرأة في المجتمع الأفغاني اقتصر وجودها بين جدران منزلها الأربعة.

أفغانيتان تنتظران تلقي حصص غذائية توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أ.ب)

في ديسمبر (كانون الأول) 2022، حظرت «طالبان» التحاق النساء بالجامعات في أفغانستان، ما أثار إدانة دولية ويأساً بين الشباب في البلاد. وتفرض الجماعة قيوداً أكبر على تعليم النساء... جرى استبعاد الفتيات عن المدارس الثانوية بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في أغسطس (آب) 2021. واحتج عدد كبير من النساء على الحظر في كابل، ونظمن مسيرة فرقتها شرطة «طالبان» بالقوة.

في 4 يوليو (تموز) 2023 حظرت «طالبان» صالونات التجميل النسائية. وجاء الحظر مباشرة بأمر شفهي من المرشد الأعلى هيبة الله أخون زاده. واستهدف الحظر العاصمة كابل، والمقاطعات جميعها، وأُمهلت صالونات التجميل في أنحاء البلاد جميعها شهراً لإنهاء أعمالها.

في وقت سابق من نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 منع نظام «طالبان» النساء من ارتياد الحدائق في كابل. كما مُنعت النساء في الآونة الأخيرة من دخول حمامات السباحة والصالات الرياضية في العاصمة.

علاوة على ذلك، أصدرت «طالبان» مرسوماً لجعل الحياة الاجتماعية صعبة للغاية حتى للرجال. في 12 يونيو (حزيران) 2023، أعلن النظام أن الشرطة الدينية التابعة لـ«طالبان» سوف تجوب قاعات الزفاف في كابل لفرض حظر على عزف الموسيقى، التي قالوا إنها تتعارض مع الأحكام الإسلامية. وقالت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، (الأحد)، إن أصحاب القاعات تلقوا تعليمات بعدم السماح بعزف الموسيقى في حفلات الزفاف.


مقالات ذات صلة

«طالبان الباكستانية» نحو تكتيك «حرب العصابات» في المناطق الحدودية مع أفغانستان

آسيا جندي باكستاني يقف حارساً على نقطة تفتيش عسكرية في المناطق القبلية (الداخلية الباكستانية)

«طالبان الباكستانية» نحو تكتيك «حرب العصابات» في المناطق الحدودية مع أفغانستان

غيرت حركة «طالبان الباكستانية» بشكل جذري من تكتيكاتها العسكرية في مناطق التمرد الذي تشنّه ضد حكومة باكستان في المناطق الحدودية مع أفغانستان.

عمر فاروق (إسلام أباد)
آسيا استنفار أمني في العاصمة إسلام آباد بعد هجوم إرهابي من عناصر «طالبان باكستان» (متداولة)

الجيش الباكستاني يقتل أربعة من قادة حركة «طالبان باكستان»

في شهر يوليو الجاري قتلت قوات الأمن الباكستانية أربعة من كبار قادة حركة «طالبان باكستان» في هجمات عسكرية شنتها في أجزاء مختلفة من المناطق الحدودية

عمر فاروق ( إسلام آباد)
آسيا صورة تظهر أعضاء مسلحين من «حركة طالبان باكستان» المحظورة (رويترز)

«طالبان الأفغانية» تبني مستوطنات دائمة للجماعات الإرهابية

شرعت حكومة طالبان الأفغانية في بناء 4 مستوطنات كبيرة في ولاية غزني، ويجري بناء إحدى هذه المستوطنات لمقاتلي تنظيم «القاعدة».

عمر فاروق (إسلام آباد)
آسيا قوات الأمن الباكستانية في بيشاور 15 يوليو 2024 (إ.ب.أ)

باكستان تستدعي مبعوث «طالبان» عقب هجوم على قاعدة عسكرية

استدعت وزارة الخارجية الباكستانية، نائب رئيس بعثة «طالبان»، وحثّت إدارة الحركة على اتخاذ إجراءات ضد جماعات متشددة متمركزة في أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
آسيا مقاتلو حركة «طالبان» الباكستانية في أفغانستان (أ.ب)

تقرير أممي: «طالبان الباكستانية» الآن أكبر جماعة إرهابية في أفغانستان

أفاد تقرير مراقبة للأمم المتحدة تم تقديمه إلى مجلس الأمن الدولي بأن حركة «طالبان» الباكستانية أصبحت أكبر جماعة إرهابية في أفغانستان.

عمر فاروق (إسلام أباد)

محادثات «صريحة ومثمرة» بين وزيري خارجية أميركا والصين

وزيرا خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)
وزيرا خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)
TT

محادثات «صريحة ومثمرة» بين وزيري خارجية أميركا والصين

وزيرا خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)
وزيرا خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)

أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن مخاوف بلاده حيال «الخطوات الاستفزازية» التي تقوم بها بكين في محيط تايوان، خلال محادثات «صريحة ومثمرة» أجراها مع نظيره الصيني، وانغ يي، في لاوس، على ما أفاد به مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية.

وقال المسؤول إن بلينكن طرح «مخاوف الولايات المتحدة بشأن الخطوات الاستفزازية التي قامت بها الصين مؤخراً، بما في ذلك محاكاة حصار (لتايوان) عند تنصيب» لاي تشينغ - تي رئيساً جديداً للجزيرة في مايو (أيار) الماضي.

وتعد الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وضاعفت في السنوات الأخيرة تحركاتها الرامية إلى ترهيب الجزيرة ذات الحكم الديمقراطي.

وبعد تنصيب لاي تشينغ، أجرت الصين مناورات عسكرية قامت خلالها سفن وطائرات حربية بمحاصرة الجزيرة، وذلك رداً على خطاب تنصيب عدَّته «إقراراً بالاستقلال».

بلينكن ومساعدوه في طريقهم لحضور اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)

وقال المتحدث باسم «الخارجية الأميركية»، ماثيو ميلر، في بيان إن بلينكن أجرى مع وانغ «محادثات صريحة ومثمرة حول مسائل ثنائية وإقليمية وعالمية جوهرية» خلال اللقاء بينهما، السبت، في فينتيان، عاصمة لاوس، على هامش اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان).

والتقى الوزيران بعد الظهر على مدى ساعة و20 دقيقة، وهو سادس اجتماع لهما خلال 18 شهراً.

كما تطرق بلينكن إلى مسائل حقوق الإنسان في تايوان والتيبت وهونغ كونغ، وإلى دعم بكين لروسيا في حربها على أوكرانيا، على ما أوضح المسؤول مشيراً إلى أنه طرح أخيراً «مسألة المعتقلين بصورة غير عادلة في الصين، وضرورة إحراز تقدم بهذا الصدد».

«إجراءات تصعيدية وغير قانونية»

وبدأ بلينكن، السبت، جولة آسيوية يعتزم خلالها التأكيد على الزعامة الأميركية بوجه تصاعد النفوذ الصيني.

وهي الجولة الثامنة عشرة التي يقوم بها في آسيا منذ تولي مهامه قبل أكثر من 3 سنوات، ما يشير إلى اشتداد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين في المنطقة.

بلينكن يصعد إلى طائرته لمغادرة عاصمة لاوس فينتيان متوجهاً إلى فيتنام السبت (أ.ب)

وجعل بلينكن من السعي لجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة» أولوية له، في مؤشر إلى سعي واشنطن للتصدي لطموحات الصين الاقتصادية والجغرافية والاستراتيجية في المنطقة.

وهو يقوم بزيارته في ظل اشتداد التوتر في الأشهر الماضية بين السفن الصينية والفلبينية في منطقة الشعاب المرجانية، مع زيادة بكين مساعيها لتثبيت حضورها في بحر الصين الجنوبي.

وقبل بدء لقائه مع وانغ يي، انتقد بلينكن «الإجراءات التصعيدية وغير القانونية» التي اتخذتها بكين في منطقة بحر الصين الجنوبي، خلال لقاء مع دول «آسيان» العشر.

مصافحة بين وزيري خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)

في المقابل، طلب وزير الخارجية الصيني من نظيره الأميركي «عدم صب الزيت على النار» في الخلاف بين بكين ومانيلا في بحر الصين الجنوبي.

وأورد بيان لبكين أن وانغ أبلغ بلينكن خلال اجتماعهما «على الولايات المتحدة ألا تصب الزيت على النار، وألا تؤجج الاضطرابات، وتقوض الاستقرار في بحر الصين الجنوبي.

وأبرمت بكين ومانيلا، الأسبوع الماضي، اتفاقاً مؤقتاً لإيصال إمدادات، والقيام بمهمات تبديل للقوات الفلبينية الموجودة في منطقة الشعاب المرجانية، وأعلنت مانيلا إجراء عملية أولى من هذا النوع بنجاح.

وعلق بلينكن بالقول: «يسرنا أن نلاحظ أن عملية الإمداد جرت بنجاح اليوم... ونأمل أن يتواصل ذلك في المستقبل».

وزير الخارجية الفلبيني إنريكي مانالو اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)

توتر إقليمي

وصرح وزير الخارجية الفلبيني، إنريكي مانالو، للصحافيين، مساء الجمعة: «نأمل أن تنفذ الصين الاتفاق»، مضيفاً: «أعتقد أنها ستكون خطوة مهمة نحو تهدئة التوتر، ونأمل أن يؤدي إلى مجالات أخرى للتعاون في بحر الصين الجنوبي».

وتطالب بكين بالسيادة شبه الكاملة على هذا الممر التجاري الهام، على الرغم من قرار صدر عام 2016 عن محكمة دولية أكد عدم وجود أي أساس قانوني لمطالبها.

وشدد وزراء «آسيان» في بيان مشترك صدر، السبت، على أهمية «الأمن والاستقرار والسلامة وحرية الملاحة والتحليق فوق بحر الصين الجنوبي».

وجاء في البيان أن بعض الوزراء أعربوا عن قلقهم حيال «حوادث خطيرة في المنطقة... قوضت الثقة، وصعّدت التوتر»، من دون أن يورد مزيداً من التفاصيل.

ووصل بلينكن إلى هانوي لتقديم التعازي للمسؤولين الفيتناميين بوفاة الزعيم الشيوعي، نغوين فو ترونغ، وذلك بعدما قام الرئيس جو بايدن بزيارة تاريخية إلى هذا البلد في الخريف الماضي.

وسيتوجه بعد ذلك إلى اليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.

وقال دانيال كريتنبرينك، نائب وزير الخارجية لشؤون جنوب شرقي آسيا والمحيط الهادئ في مطلع الأسبوع معلقاً على الجولة: «لم أر من قبل طلباً بهذا المستوى على مزيد من الالتزام الأميركي في المنطقة».