كارلو نهرا: السعوديون مهوّسون بكرة القدم... موجودة في «جيناتهم»

«ترانسفير ماركت» وضع الدوري السعودي في الترتيب الخامس عالمياً الأكثر إنفاقاً

طفل يرتدي قميص رونالدو في أحد المتاجر الخاصة بالنادي في الرياض (رويترز)
طفل يرتدي قميص رونالدو في أحد المتاجر الخاصة بالنادي في الرياض (رويترز)
TT

كارلو نهرا: السعوديون مهوّسون بكرة القدم... موجودة في «جيناتهم»

طفل يرتدي قميص رونالدو في أحد المتاجر الخاصة بالنادي في الرياض (رويترز)
طفل يرتدي قميص رونالدو في أحد المتاجر الخاصة بالنادي في الرياض (رويترز)

جذب الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم اهتمام عديد من أبرز نجوم اللعبة، وسط صفقات ضخمة، بينما قال كارلو نهرا رئيس عمليات الدوري إن الأمر يحتاج إلى «رحلة» وفترة من الوقت ليكون من بين أفضل مسابقات الدوري في العالم.

ووصف المسؤول الرفيع السعودية بأنها دولة «مهوّسة بكرة القدم»، وعدّ كرة القدم موجودةً بالفعل في «الجينات» هناك، وأبدى ثقته في تدفق الجماهير إلى الملاعب خلال مباريات الموسم الجديد الذي ينطلق الجمعة المقبل.

الأطفال يركضون للملعب مع عائلاتهم لمشاهدة نجومهم المفضلين (النصر)

وأنفقت أندية الدوري السعودي هذا الصيف أكثر من 400 مليون يورو (439 مليون دولار) على التعاقد مع لاعبين من فرق الصفوة في أوروبا من عينة كريم بنزيمة قائد ريال مدريد السابق، وجوردان هندرسون قائد ليفربول السابق، وروبن نيفيز قائد ولفرهامبتون واندرارز السابق، ورياض محرز لاعب مانشستر سيتي بطل إنجلترا وأوروبا.

وبدأ تدفق اللاعبين الكبار إلى السعودية منذ تعاقد النصر في صفقة ضخمة مع كريستيانو رونالدو الهداف التاريخي لريال مدريد في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

سافيتش يقدم مستوى كبيراً مع الهلال في البطولة العربية (الهلال)

ووفقاً لإحصاءات موقع «ترانسفير ماركت»، فإن الدوري السعودي يأتي خامساً ضمن أكثر مسابقات العالم إنفاقاً هذا الصيف، ويتقدم على مسابقة عريقة مثل الدوري الإسباني، التي تضم العملاقين ريال مدريد وبرشلونة.

وقال نهرا في مقابلة مع «رويترز»: «إنه أمر واضح ومباشر. وأعود إلى استراتيجيتنا. كما تعلم، فإن أحد الأهداف الأساسية للدوري السعودي هو تحسين المنتج وكفاءة المنتج على أرض الملعب».

وأوضح: «لذلك كان علينا تحسين الكفاءة، ومن أجل تحسين الكفاءة، يجب عليك توفير الأفضل. لذا كان الإنفاق عنصراً أساسياً لتنفيذ ذلك».

وأضاف: «ما تراه هو ببساطة أن السعوديين يفعلون ما احتاجت البطولات الأخرى إلى فعله من أجل البقاء أو الوصول إلى مستويات الإنفاق التي كانت لديها على مر السنوات. انضمت السعودية الآن إلى هذه المستويات، ونحن نبذل قصارى جهدنا لتحقيق الكفاءة أو تحسينها على أرض الملعب».

ساديو ماني شارك مع النصر أمام الزمالك (النصر)

أكد نهرا أن السعودية تدرك أنها يجب أن تواصل الإنفاق لتحسين الكفاءة، وأن الأمر سيستغرق وقتاً، ويأتي ذلك في الوقت الذي توقّع فيه رونالدو بأن يكون الدوري السعودي بين أفضل 5 مسابقات بالعالم.

وقال رئيس العمليات بالدوري السعودي تعليقاً على توقع رونالدو: «هذه بالتأكيد رحلة. هذه ليست مجرد عطلة نهاية أسبوع. لقد شرعنا في تحقيق هذا الهدف لنكون أحد أفضل 10 بطولات دوري في العالم».

وأضاف: «لذلك لدينا مهمة، وهي إطلاق العنان للإمكانات التي لدينا لقيادة التغيير... نعم، نريد أن نصبح أحد القادة المعترف بهم للتميز، في الحوكمة وتطوير النادي وضم اللاعبين، وكذلك في التسويق».

وذكرت تقارير أن المسؤولين في الرياضة خصصوا ميزانية ضخمة لتدعيم الأندية ضمن «رؤية 2030» المتعلقة بالمملكة بصفة عامة، لكن نهرا اكتفى بالتأكيد على التعامل في كل فترة انتقالات بشكل مستقل.

وقال نهرا: «سأعود إلى الإجابة التي قلتها قبل قليل، وهي أنه لتحسين كفاءة الملعب، يتعين علينا إنفاق المال. لذا نعم، هناك التزام بإنفاق الأموال لتحقيق هذه الكفاءة، ولم يتم تحديدها كمياً».

وأضاف: «بالتأكيد لم يتم تحديدها كمياً لمثل هذه الفترة الطويلة حتى عام 2030. نحن نتعامل مع كل فترة انتقالات على حدة، لكن نعم، من أجل تحسين الكفاءة، علينا أن ندفع ثمنها».

رونالدو يرتقي عالياً لتسديد رأسية في شباك الزمالك (د.ب.أ)

ورغم أن هناك تكهنات بقرب إبرام صفقات جديدة ضخمة، حيث تستمر فترة الانتقالات حتى السابع من سبتمبر (أيلول)، فإن الترقب بات حاضراً لمتابعة انطلاقة المسابقة بعد أيام.

وقال نهرا: «الإثارة حاضرة بالتأكيد. في هذا البلد المجنون بكرة القدم، حيث تكون كرة القدم في الجينات... نحن متحمسون تماماً مثل المشجعين».

وأضاف: «بالنسبة لنا، هذه حقاً اللحظة التي تأتي فيها الاستراتيجية وتتحول إلى واقع. وسنبدأ في تقديم الترفيه المميز للشعب السعودي بالشكل الذي يستحقه، وعن طريق الرياضة التي يحبها حقاً».

بنزيمة وكانتي يتقدمان تدريبات الاتحاد (الاتحاد)

وتابع: «دعونا نتذكر أن هذه دولة 80 في المائة من سكانها يلعبون أو يشاهدون المباريات أو يحضرونها، لذلك ليست لدينا مخاوف من أن الجماهير سوف تتدفق لمشاهدة النجوم الجدد».


مقالات ذات صلة

كانتي... عودة مدهشة لـ«الديوك» الفرنسية من بوابة «الملاعب السعودية»

رياضة سعودية مواجهة خاصة بين قائد الاتحاد وقائد النصر في مباراة فرنسا والبرتغال (إ.ب.أ)

كانتي... عودة مدهشة لـ«الديوك» الفرنسية من بوابة «الملاعب السعودية»

مع نهاية الشوط الإضافي الأول من مباراة البرتغال وفرنسا في ربع نهائي كأس أوروبا 2024 بألمانيا، غادر كيليان مبابي قائد «الديوك» الملعب ليرتدي نغولو كانتي لاعب

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية المفرج بات قريبا من الانتقال إلى التعاون (نادي الهلال)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: مفرج الهلال «تعاوني»

كشفت مصادر مطلعة لـ « الشرق الأوسط » أن نادي التعاون حسم المفاوضات مع متعب المفرج مدافع الهلال السابق والذي أنهى ارتباطه بالنادي العاصمي خلال الأيام الماضية.

رياضة سعودية الإنجليزي جيرارد وضع بصمته سريعا مع الكتيبة الاتفاقية (تصوير: عيسى الدبيسي)

الاتفاق... استراتيجية طموحة لموسم مختلف

يسعى نادي الاتفاق لتطبيق استراتيجية طموحة، بقيادة مدربه الإنجليزي ستيفن جيرارد، الذي يقضي موسمه الثاني مع الفريق الكروي.

رياضة سعودية الاستغناء عن فييتو أثار ردود فعل متباينه بين القدساويين (نادي القادسية)

رحيل فييتو «نجم مونديال الأندية» يثير تساؤلات القدساويين

أثار رحيل الأرجنتيني، لوسيانو فييتو، ردود فعل متباينة بين أنصار نادي القادسية، بعدما ساهم بقوة في رحلة الصعود، وكان أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في دوري الأولى،

علي القطان (الدمام)
رياضة سعودية المنشور الذي بثه نادي الخلود بمناسبة التوقيع مع الرشيدي (نادي الخلود)

الخلود يقوي دفاعه بالظهير الشاب «الرشيدي»

أعلنت إدارة نادي الخلود إنهاء إجراءات التوقيع مع اللاعب عبد الله الرشيدي صاحب الـ26 عاماً الذي يلعب في خانة الظهير الأيمن.

خالد العوني (بريدة)

كانتي... عودة مدهشة لـ«الديوك» الفرنسية من بوابة «الملاعب السعودية»

مواجهة خاصة بين قائد الاتحاد وقائد النصر في مباراة فرنسا والبرتغال (إ.ب.أ)
مواجهة خاصة بين قائد الاتحاد وقائد النصر في مباراة فرنسا والبرتغال (إ.ب.أ)
TT

كانتي... عودة مدهشة لـ«الديوك» الفرنسية من بوابة «الملاعب السعودية»

مواجهة خاصة بين قائد الاتحاد وقائد النصر في مباراة فرنسا والبرتغال (إ.ب.أ)
مواجهة خاصة بين قائد الاتحاد وقائد النصر في مباراة فرنسا والبرتغال (إ.ب.أ)

مع نهاية الشوط الإضافي الأول من مباراة البرتغال وفرنسا في ربع نهائي كأس أوروبا 2024 بألمانيا، غادر كيليان مبابي قائد «الديوك» الملعب ليرتدي نغولو كانتي لاعب الاتحاد السعودي شارة القيادة حتى نهاية المباراة التي شهدت عبورهم إلى نصف النهائي.

كان نغولو كانتي الذي يعيش فترة مثالية مع منتخب بلاده، بعيداً عن قائمة «الديوك» منذ عامين؛ إذ يعود آخر ظهور له قبل 713 يوماً منذ الخسارة من الدنمارك بنتيجة 2-1 بدوري الأمم الأوروبية في الثالث من يونيو (حزيران) 2022.

وبعد انتقاله إلى صفوف الاتحاد السعودي صيف الموسم الماضي كان الجميع يعتقد أن قصة كانتي في منتخب فرنسا صفحة وانطوت، خاصة مع غيابه عن قائمة المنتخب قبلها بفترة خلال حضوره مع نادي تشيلسي الإنجليزي، وهي الفترة التي تعرض فيها نغولو إلى عديد من الإصابات حسبما أوضح ديشامب المدير الفني للمنتخب الفرنسي عن أسباب عدم استدعائه سابقاً.

وشارك نغولو كانتي مع فريق الاتحاد في الموسم الماضي خلال 44 مباراة بإجمالي المسابقات التي حضر فيها «العميد»، وكان حضوره الأكثر في مباريات الدوري السعودي للمحترفين؛ إذ لعب وفقاً لـ«ترانسفير ماركت» في 30 مباراة بإجمالي دقائق لعب بلغ 2639 دقيقة، وخلالها ساهم بصناعة خمسة أهداف وسجل هدفين وتحصل على بطاقتين صفراوين فقط رغم موقعه الحساس في محور الارتكاز.

ورغم الظروف المتذبذبة التي مر بها الاتحاد الموسم الماضي والتي ساهمت في إبعاده عن تحقيق أي بطولة رغم دخوله المنافسة كحامل لقب النسخة الأخيرة من الدوري، فإن تعدد الأسماء التدريبية للفريق وظروف الإصابات ساهما بالظهور الجماعي غير الجيد للفريق، لكن كانتي كان علامة فارقة ووجهاً مشرقاً في الاتحاد اليائس.

كانتي عاد بقوة إلى المنتخب الفرنسي رغم ابتعاده لسنوات (أ.ف.ب)

وخلال بطولة دوري أبطال آسيا شارك نغولو كانتي في ست مباريات بإجمالي دقائق لعب بلغ 505 دقائق، وخلالها ساهم في صناعة هدف وتحصل على بطاقة صفراء وأخرى حمراء، أما في كأس الملك فقد شارك كانتي في أربع مباريات بإجمالي 330 دقيقة وسجل هدفاً وتحصل على بطاقة صفراء واحدة.

وفي كأس العالم للأندية التي أقيمت في مدينة جدة ديسمبر (كانون الأول) الماضي والتي شارك فيها الاتحاد بصفته حامل لقب الدوري السعودي وممثل البلد المضيف، لعب كانتي في المباراتين اللتين خاضهما الفريق في البطولة وسجل هدفاً وأتم 168 دقيقة، أما في كأس السوبر السعودي الذي أقيم في العاصمة الإماراتية أبوظبي فقد شارك في المباراتين بإجمالي 180 دقيقة.

دقائق لعب كانتي التي وصلت بصورة إجمالية في الموسم الماضي إلى 3822 دقيقة، ساهمت في إعادة «النحلة» - كما يطلق عليه - نغولو كانتي إلى منتخب «الديوك» الفرنسية بعد عامين من الغياب.

كان كانتي يعيش أياماً عصيبة مع تشيلسي الإنجليزي؛ إذ لعب في الموسم الذي سبق حضوره إلى صفوف فريق الاتحاد 685 دقيقة فقط، وذلك بعدد سبع مباريات في الدوري الإنجليزي مقابل مباراتين في دوري أبطال أوروبا، وفي الموسم الذي قبله لعب كانتي 42 مباراة بإجمالي 2715 دقيقة في مختلف المسابقات مع ناديه تشيلسي الإنجليزي.

وكان تضاعف عدد دقائق لعب كانتي في الموسم الأخير مع نادي الاتحاد بقرابة خمس مرات عن دقائق لعبه في الموسم الذي سبقه مع تشيلسي الإنجليزي، وتألقه في مباريات الدوري السعودي، ساهم بإعادة ابن الـ33 عاماً إلى ارتداء قميص المنتخب الفرنسي.

ولم يكن حضور كانتي في كأس أمم أوروبا الأخيرة مجرد حضور شرفي، بل خطف الأنظار والنجومية حياله؛ إذ تُوج بجائزة «رجل المباراة» مرتين، وذلك في مرحلة المجموعات أمام النمسا التي انتهت بفوز فرنسي بهدف دون رد، ثم أمام هولندا في الجولة الثانية والتي انتهت بالتعادل السلبي دون أهداف.

كانتي يسدد الكرة تجاه المرمى البرتغالي (أ.ب)

ويعتبر كانتي أحد أهم عناصر الجيل الذهبي لمنتخب فرنسا الذين أسهموا بتحقيق لقب كأس العالم 2018 في روسيا بالفوز في نهائي البطولة على كرواتيا بنتيجة 4-2 في النهائي، وأعاد تألقه من جديد في صفوف منتخب «الديوك».

ويقف منتخب فرنسا أمام فرصة كبيرة لكتابة التاريخ من جديد؛ إذ تفصلهم مباراتان عن تحقيق اللقب الغائب عنهم منذ عام 2000 حيث كان آخر الألقاب الفرنسية المحققة على صعيد أوروبا، وبالمناسبة هو اللقب الثاني بعد نسخة 1984، فهل ينجح كانتي القائد الثاني لمنتخب فرنسا بعد مبابي في تحقيق ذلك وصناعة المجد مجدداً بعد مونديال روسيا 2018؟