5 بقرات حُمر في إسرائيل تنذر بحرب دينية

صورة أرشيفية لباحات المسجد الأقصى (أ.ب)
صورة أرشيفية لباحات المسجد الأقصى (أ.ب)
TT

5 بقرات حُمر في إسرائيل تنذر بحرب دينية

صورة أرشيفية لباحات المسجد الأقصى (أ.ب)
صورة أرشيفية لباحات المسجد الأقصى (أ.ب)

بثت القناة «12» الإسرائيلية تحقيقاً استقصائياً في أواخر الشهر الماضي، حول تخصيص حكومة إسرائيل أموالاً لتنفيذ مشروع بناء هيكل في القدس، على موقع المسجد الأقصى، في خطوة يطمح لها كثير من أبناء الطوائف اليهودية المتشددة.

وذكر التحقيق الاستقصائي أن وكيلين في وزارتين تابعتين للحكومة الإسرائيلية، شاركا في استقبال «خمس بقرات حُمر» جُلبت من ولاية تكساس الأميركية، لذبحها وحرقها و«تطهير» الموقع بدمائها.

وحسب وكالة أنباء العالم العربي (AWP)، أعلن مدير عام وزارة القدس والتراث، ناثانيال إسحاق، عبر صفحته على «فيسبوك»، أن الأبقار قدمت قبل أشهر، وكان هو في استقبالها في المطار، وإن كان لم يربط ذلك بمسألة «الذبح والتطهير».

وحسب عقيدة بعض الطوائف اليهودية، فإن ظهور «البقرة الحمراء» يحمل إشارة إلى قرب هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل.

وأثار تحقيق القناة حفيظة كثير من الفلسطينيين، وأطلق كثير منهم تحذيرات من أن مثل هذه الأحاديث ستثير قلاقل، وتشعل فتيل حرب دينية.

وحذر قاضي قضاة فلسطين الشرعيين، ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، محمود الهباش، من خطورة البدء في الترويج لفكرة ذبح البقرات عند المسجد الأقصى.

وقال في حديث لوكالة أنباء العالم العربي: «في حال أقدم المستوطنون على ذبح البقرات، ستكون هذه شرارة يمكن أن تحرق الأخضر واليابس».

وأضاف: «الحديث عن ذبح القرابين أو البقرات استمرار لنهج الانتهاكات العدوانية الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى المبارك»، مشدداً على أن «الفلسطينيين لن يسمحوا بأن يمر هذا على الإطلاق، مهما كلف ذلك من ثمن».

في حال أقدم المستوطنون على ذبح البقرات، ستكون هذه شرارة يمكن أن تحرق الأخضر واليابس.

محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين الشرعيين

وأكد الهباش أن المستوطنين يشعلون حرباً دينية بالفعل، من خلال ممارساتهم في المسجد الأقصى والقدس: «وانقضاضهم على مقدسات الفلسطينيين؛ سواء الإسلامية أو المسيحية».

واقع صعب

الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، قال لوكالة أنباء العالم العربي، إن ما يتحدث عنه اليهود من البقرات الحُمر، سواء كانت خمساً أو واحدة، ما هو إلا محض تصورات وتخيلات لا تستند إلى أي دليل.

وأضاف: «كل ما يتعلق بالهيكل المزعوم روايات مزعومة ومكذوبة. ومن ضمن هذه الروايات قضية البقرة الحمراء التي يجب أن تُذبح وتُخلط دماؤها بالماء، ويُطهر بها اليهود الصاعدون -كما يزعمون- إلى جبل الهيكل».

ومضى قائلاً: «يتمسك المسلمون بكل حقوقهم في القدس والمسجد الأقصى وفلسطين»، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يعي ويدرك تماماً كل الأهداف التي تكمن وراء هذه الروايات وتسويقها.

من جهته، أكد الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، أن إسرائيل فشلت في إثبات حقها «المزعوم» في المسجد الأقصى؛ مشيراً إلى أنها لم تتمكن من إيجاد حجر واحد له علاقة بتاريخ العبرانيين القديم.

وقال صبري خلال حديثه مع وكالة أنباء العالم العربي: «اليهود المتطرفون في فلسطين يريدون أن يجلبوا يهود العالم إلى فلسطين من خلال خرافة البقرات».

اليهود المتطرفون في فلسطين يريدون أن يجلبوا يهود العالم إلى فلسطين من خلال خرافة البقرات.

الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى

وأضاف: «ورد في القرآن الكريم أن الله اختبرهم بذبح بقرة، وكانوا يسوّفون ويماطلون في موضوع ذبح البقرة، والآن يريدون أن يكرروا مسرحية هدفها خداع الناس وإيهامهم بأن لهم حقاً في المسجد الأقصى».

ويرى عبد الله صيام، نائب محافظ القدس، أن مدينة القدس تعيش واقعاً صعباً هو نتاج تطرف اليهود والمستوطنين، ودعا خلال حديثه لوكالة أنباء العالم العربي إلى ضرورة أن يكون هناك دائماً دور عربي وإسلامي متابع لما يجري بالمدينة والمسجد الأقصى، مؤكداً أن موضوع ذبح البقرات ستكون له آثار كبيرة جداً في عالمنا العربي والإسلامي؛ لأنه مساس بالعقيدة والقدس، مؤكداً أن مثل هذه الإجراءات سيكون لها نتائج صعبة في المستقبل على المنطقة كلها.


مقالات ذات صلة

منفذ الطعن بالقدس كان يتمنى «الشهادة»... واستنكار لتصريحات إمام أوغلو عن «حماس» 

شؤون إقليمية حسن ساكلانان الإمام التركي منفذ حادث الطعن في القدس (متداولة)

منفذ الطعن بالقدس كان يتمنى «الشهادة»... واستنكار لتصريحات إمام أوغلو عن «حماس» 

تكشفت معلومات جديدة حول إمام المسجد التركي، حسن ساكلانان، الذي قُتل، على يد الشرطة الإسرائيلية في البلدة القديمة بالقدس الشرقية إثر طعنه شرطياً إسرائيلياً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي يهود متطرفون يقومون بجولة على بوابات مجمع المسجد الأقصى في القدس الخميس (أ.ف.ب)

أوسع اقتحام للأقصى منذ 7 أكتوبر

اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى، الخميس، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، استجابة لدعوات منظمات متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب موسى المعايطة مستقبلاً العاهل الأردني (الديوان الملكي)

الأردن يحدد موعد الانتخابات النيابية في العاشر من سبتمبر المقبل

أمر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الأربعاء، بإجراء الانتخابات النيابية لهذا العام، وحددت الهيئة المستقلة للانتخاب يوم العاشر من سبتمبر (أيلول) المقبل،

محمد خير الرواشدة (عمّان)
المشرق العربي أحد أعضاء جمعية «عائدون إلى الجبل» اليهودية قبل محاولة إدخال قربان لذبحه في الأقصى (الجمعية)

لماذا يحاول مستوطنون ذبح قرابين في الأقصى؟

أثار توقيف مستوطنين يهود حاولوا ذبح قرابين في باحة المسجد الأقصى، الانتباه إلى الجمعية التي تقف وراء تلك المساعي، وأسباب محاولاتهم المتكررة للإقدام على الخطوة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية بن غفير يوزع السلاح على متطوعين في عسقلان 27 أكتوبر الماضي (رويترز)

ميليشيات موازية للدولة في إسرائيل لقمع العرب والناشطين اليهود

أعلن عدد من رجال الأعمال الإسرائيليين في مدينة القدس الغربية عن تشكيل ميليشيا «خاصة» بدعوى حماية اليهود من هجمات فلسطينية شبيهة بهجوم «حماس».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

رئيس الأركان الإسرائيلي: فشلنا في منع هجمات 7 أكتوبر... وأتحمل المسؤولية

رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي (إ.ب.أ)
رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي (إ.ب.أ)
TT

رئيس الأركان الإسرائيلي: فشلنا في منع هجمات 7 أكتوبر... وأتحمل المسؤولية

رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي (إ.ب.أ)
رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي (إ.ب.أ)

قال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال هيرتسي هاليفي، اليوم (الأحد)، إن الجيش فشل في منع هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وإنه يتحمل المسؤولية عن ذلك.

وأضاف هاليفي، في تصريحات نقلتها هيئة البثّ الإسرائيلية: «أتحمل المسؤولية عن حقيقة فشل الجيش الإسرائيلي في مهمته، المتمثلة في حماية مواطني دولة إسرائيل في السابع من أكتوبر، وأشعر بثقله على كتفي كل يوم، وفي قلبي أفهم معناها تماماً».

وخاطب هاليفي عائلات القتلى الإسرائيليين الذين سقطوا في قطاع غزة قائلاً: «أنا القائد الذي أرسل أبناءكم وبناتكم إلى المعركة التي لم يعودوا منها، وإلى المواقع التي اختطفوا منها».

وشدّد رئيس الأركان أيضاً على أن إسرائيل مصممة على إكمال الحرب في قطاع غزة.

وختم: «مصممون على إكمال المهمة رغم أننا ندرك التكلفة، وكلما ثار أعداؤنا علينا، سنكون على أهبة الاستعداد، وسنكون جاهزين ومتأهبين، وسنرد بقوة على أي محاولة للإضرار بنا».


طهران تترقب وصول فريق من «الذرية الدولية» لبحث التعاون بينهما

مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي يتحدث للصحافيين في مطار فيينا الثلاثاء الماضي (رويترز)
مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي يتحدث للصحافيين في مطار فيينا الثلاثاء الماضي (رويترز)
TT

طهران تترقب وصول فريق من «الذرية الدولية» لبحث التعاون بينهما

مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي يتحدث للصحافيين في مطار فيينا الثلاثاء الماضي (رويترز)
مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي يتحدث للصحافيين في مطار فيينا الثلاثاء الماضي (رويترز)

ذكرت وسائل إعلام إيرانية، الأحد، أن فريقاً من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيصل طهران في غضون أيام للتوصل إلى «مسودة» حول تنفيذ اتفاق الطرفين بشأن حلّ القضايا العالقة.

وأفادت وكالة «إرنا» الرسمية أن إيران و«الذرية الدولية» يسعيان إلى التوصل لنتائج لكتابة «مسودة» حول التعاون بينهما، قبل أن يقدم مدير الوكالة التابعة لـ«الأمم المتحدة»، رافائيل غروسي، تقريره الفصلي بشأن الأنشطة النووية الإيرانية، في الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة، المكون من 35 دولة، الذي يبدأ أعماله 3 يونيو (حزيران) المقبل.

وطالبت القوى الكبرى، في اجتماع فبراير (شباط) الماضي، غروسي بتقديم تقرير مبكر حول الأنشطة الإيرانية، لبحث إجراءات محتملة ضد إيران.

وزار غروسي إيران الأسبوع الماضي، بعد 14 شهراً على توصل الطرفين لاتفاق بشأن القضايا العالقة، خصوصاً التحقيق المفتوح بشأن موقعين من أصل 3 مواقع، عثر فيها المفتشون على آثار لأنشطة نووية غير معلنة منذ سنوات. لكن اتفاق العام الماضي لم يحرز سوى تقدم ضئيل.

وبحسب «إرنا»، فإن مشاورات الجانبين ستقتصر على 3 قضايا: «القضية الأولى تشمل القضايا المذكورة في وثيقة الاتفاق النووي في سياق ملف التحقق من الأنشطة العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني»، مضيفة أنه «من هذا الجزء ستناقش القضايا المتعلقة بالموقعين والحل النهائي لهذا الملف المفتعل»، أما القضية الثانية فتتمحور «حول الأوضاع الموجودة في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي، والملحق الإضافي لمعاهدة الانتشار». والقضية الثالثة «تتعلق بمدير الوكالة الذي يجب أن يعلب دوراً مؤثراً لإزالة العقبات وحلّ القضايا السياسية في الغالب، بوصفه مُسيراً ومصححاً».

وكانت هذه القضايا قد وردت على لسان رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، محمد إسلامي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع غروسي، الثلاثاء الماضي، حيث قال غروسي إنه «لا يريد التوصل إلى وثيقة جديدة»، وذلك بعدما اتفق مع نظيره الإيراني محمد إسلامي على وضع إطار لإجراءات عملية تنشط اتفاق العام الماضي.

غروسي وإسلامي خلال معرض للصناعة النووية الإيرانية في أصفهان الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

وقبل لقاء إسلامي، حضّ غروسي وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان على «إجراءات ملموسة لاستعادة الثقة».

ونقل بيان الخارجية الإيرانية عن عبداللهيان قوله لغروسي: «هذا التعاون يجب أن يستمر في مساره الصحيح. وفي نفس الوقت، يجب أن نشعر أن هناك انفراجة مقابل هذا التعاون». وأشار إلى الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، وقال: «يجب ألا يتأثر التعاون بين إيران والوكالة الدولية بتوجهات الولايات المتحدة وسلوكها المتناقض والمزعزع للاستقرار».

وقال عبداللهيان: «اتخاذ مواقف حيادية واحترافية من مدير الوكالة الدولية سيكون عاملاً مؤثراً في التعاون بين إيران والوكالة، بالإضافة إلى عودة الاستقرار والأمن المستدام في المنطقة».

وتساءلت وكالة «إيسنا» الحكومية، الأحد، حول ما إذا كان كل من طهران والوكالة الدولية سيأخذان «خطوات إضافية» لتحسين وضع التعاون بينهما. وقالت الوكالة إن «حزمة المقترحات التي قدّمها غروسي في إطار اتفاق مارس (آذار) 2023 ستلعب دوراً في الاجتماع الفصلي للوكالة الدولية».

وفور عودته من طهران، مساء الثلاثاء، تحدث غروسي بوضوح أكثر في المؤتمر الصحافي الذي يعقده عادة في مطار فيينا بعد كل زيارة إلى إيران. وقال غروسي إن «الوضع الراهن غير مُرضٍ على الإطلاق. نحن عملياً في طريق مسدودة... ويجب أن يتغير ذلك»، وأضاف: «أتوقع بكل تأكيد بدء الحصول على نتائج ملموسة قريباً». وتابع: «أريد نتائج، وأريدها قريباً. وأعتقد أنهم يتفهمون ذلك أيضاً»، مضيفاً أنه «سيكون جيداً» التوصل إلى اتفاق في غضون شهر، أي قبل الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة.

وعاد كمال خرازي مستشار المرشد الإيراني لتكرار تحذيره من أن إيران «ستعيد النظر في عقيدتها النووية إذا لم يتم نزع سلاح إسرائيل النووي» حسبما أوردت وكالة انباء العالم العربي عن الإعلام الحكومي الإيراني.وقال خرازي، وهو رئيس اللجنة الاستراتيجية العليا للعلاقات الخارجية الخاضعة لمكتب المرشد الإيراني، أمام مؤتمر في طهران إن «من الضروري نزع السلاح النووي الإسرائيلي وإلا فإن المنافسة النووية ستتصاعد ولن تكون المنطقة خالية من السلاح النووي».


عائلات الرهائن الإسرائيليين: لا صفقة تحررهم ما دام نتنياهو رئيس حكومة

نشطاء يساريون في مظاهرة مناهضة للحكومة ورئيسها في تل أبيب (أ.ف.ب)
نشطاء يساريون في مظاهرة مناهضة للحكومة ورئيسها في تل أبيب (أ.ف.ب)
TT

عائلات الرهائن الإسرائيليين: لا صفقة تحررهم ما دام نتنياهو رئيس حكومة

نشطاء يساريون في مظاهرة مناهضة للحكومة ورئيسها في تل أبيب (أ.ف.ب)
نشطاء يساريون في مظاهرة مناهضة للحكومة ورئيسها في تل أبيب (أ.ف.ب)

أعلن منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى «حماس»، أن معركتهم لإطلاق سراح أبنائهم لا تحرّك ساكناً بما يكفي؛ لذلك يتجهون لتصعيد أكبر، بعد وصولهم إلى قناعة بأن العائق أمام عودة أبنائهم هو بنيامين نتنياهو، مشددين على أنه «ما دام بقي رئيس حكومة فلن يتم إبرام صفقة تبادل».

وكان عدد من ذوي الأسرى قد أعربوا عن الإحباط من إهمال قضية أبنائهم في الأسر، خصوصاً في الأسبوع الأخير الذي أعلنت فيه «حماس» وفاة 3 محتجزين إسرائيليين لديها؛ بسبب القصف الإسرائيلي وعدم القدرة على توفير علاج طبي، فقد شعروا بأن نتنياهو ووزراءه لا يتأثرون بهذه الأنباء، ويكتفون بتحميل «حماس» مسؤولية حياتهم.

تصريحات عائلات الأسرى تزامنت مع تظاهر نحو 30 ألف متظاهر، ليلة السبت/ الأحد؛ احتجاجاً على سياسة الحكومة التي تماطل في التوصل إلى صفقة تقضي بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين. وقد اكتظت شوارع تل أبيب وغيرها في نحو 40 موقعاً آخر مثل حيفا، وبئر السبع، وهرتسليا، ورحوفوت، ورعنانا، ونتانيا، وموديعين، ونهلال، وكركور، إضافة لاحتجاجات أمام بيت نتنياهو في قيسارية، بالمتظاهرين الذين دعوا إلى إجراء انتخابات وعودة المختطفين. وكانت المظاهرة في قيسارية كبيرة بشكل خاص (2000 مشارك). وفيها ارتفع هذه المرة شعارٌ بكلمتين: «إلى السجن».

وبدا واضحاً أن عدد المشاركين في المظاهرات انخفض، هذا السبت، عن الأسبوع الماضي، وهناك مَن يعزو ذلك إلى قرب زيارات المقابر (الاثنين)، في ذكرى ضحايا الحروب، لكن قادة الاحتجاج ومعهم عائلات الأسرى يشددون مضمون خطابهم السياسي. وطرحوا هذه المرة مطلباً حازماً «يجب إسقاط الديكتاتور»، ونزلوا إلى شارع أيلون في تل أبيب بطريقة جديدة، فقد جاءوا بسياراتهم، ثم أفرغوا الإطارات من الهواء وسط الشارع، وربطوا أنفسهم بالسيارات، ليصعّبوا على الشرطة إجلاءهم. وقد فرّقتهم الشرطة بالقوة واعتقلت 6 منهم، بينهم 3 من أهالي الأسرى. وكانت بين هؤلاء نتالي تسينغاوركر، شقيقة الجندي الأسير متان، التي حضرت من المستشفى إلى المظاهرة، بعد أن اعتُدي عليها الأسبوع الماضي.

أهالي الرهائن الإسرائيليين في غزة أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب... السبت (أ.ف.ب)

أُقيمت المظاهرة الرئيسية وسط تل أبيب مقابل مقر وزارة الدفاع، حيث مقر قيادة الحرب، تحت عنوان «يوم الذكرى»، (ذكرى الجنود الذين سقطوا في معارك إسرائيل)، ووقف الآلاف دقيقة صمتاً؛ احتراماً لذكرى ضحايا معارك إسرائيل. كما نُظّمت مظاهرتان أخريان؛ إحداهما في شارع مناحم بيغن القريب من موقع التجمهر، حيث تمت إضاءة الشموع التي وُضعت على شكل أرقام تمثل أعداد الضحايا في معارك إسرائيل كافة. والثانية في ساحة هبيما، التي تعدّ راديكالية وفيها رُفعت صور نتنياهو ومن حوله اليد الملطخة بالدماء.

قادت مظاهرة تل أبيب سيجليت هليل، والدة أوري تشيرنيحوفسكي الذي قُتل في حفل نوفا، يوم هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) وهي من قادة احتجاج «الانتخابات الآن»، وضابط الاحتياط أور شنايبرغ، من قادة «جيل التغيير»، ووعد الضابط الذي كان قد أُصيب بجروح خطرة في خان يونس بكلمته، أن يواصل المتظاهرون احتجاجاتهم حتى الإعلان عن «انتخابات الآن». وقالت هليل: «نحن في اللحظات الحاسمة. انقضت 7 أشهر. ويجب ألا نمضي نحو الذكرى السنوية الأولى للكارثة مع الحكومة نفسها. يجب أن نجري انتخابات الآن. هذا الأسبوع رأينا أيضاً أن رئيس الولايات المتحدة، الذي يقف إلى جانبنا منذ 7 أكتوبر قد سئم من حكومة إسرائيل. نتنياهو يختار مراراً وتكراراً قاعدته المسيحانية المتطرفة ويفضلهم علينا المرة تلو المرة».

وقالت نوعمي تسنغاوكر، والدة الجندي الأسير متان، إن «الحكومة الإسرائيلية تخلت عن الأسرى وتركتهم يموتون في أسر (حماس). لقد بات واضحاً أن بقاء نتنياهو في الحكم، سيحول دون الإفراج عنهم. ولذلك فإن إنقاذ الرهائن من الأسر يتطلب إنقاذ الدولة من نتنياهو». وقالت إيلانة متسيجر، زوجة ابن الأسير يورام، (اعتُقلت لاحقاً): «اجتمعنا هنا اليوم لنهتف، أنه أصبح من الواضح بالفعل أن حكومة جديدة فقط هي مَن ستقدر على إعادتهم إلى ديارهم». وقالت: «على مدى الأسبوعين الماضيين، انخرط رئيس الحكومة في عملية إجرامية منهجية في رفح تهدف لإفشال الصفقات الرامية لإنقاذ الرهائن. بسبب نتنياهو، لا توجد صفقة، والرهائن لن يعودوا».

مظاهرة مناهضة للحكومة في تل أبيب... السبت (أ.ف.ب)

وكان بين الخطباء الوزير السابق، يزهار شاي (من حزب غانتس)، الذي توجّه إلى نتنياهو قائلاً: «سيدي رئيس الوزراء. تلقينا تحت قيادتك 1500 قتيل و240 مخطوفاً. حصلنا على دمار وتعذيب ورائحة حريق أجساد. فقدنا الأمن الشخصي. 7 أشهر ولا يزال عشرات المواطنين والجنود الإسرائيليين محبوسين في أنفاق تحت الأرض في ظلام دامس والخطر يهدد حياتهم، وأنت ووزراؤك تتناقشون على الثمن الذي يستحقه أو لا يستحقه المخطوفون. وبدلاً من أن تعتذروا وتستقيلوا، تتاجرون بحياة الناس في سبيل بقاء حكومتكم. إنك ضعيف وجبان وقابل للضغوط من المتطرفين. أي حال مخزية جلبتها لنا!».

وقال يهودا كوهن، والد الجندي الأسير نمرود: «الحكومة تتخلى عن الرهائن، الحكومة تقود البلاد بأكملها إلى الدمار. لنتوقف عن التعاون مع ذلك وإنقاذ الرهائن والدولة». ثم طالب الوزراء بـ«الخروج إلى الجمهور والاعتراف بأنه (من أجل إنقاذ الرهائن يجب إنهاء الحرب)».

اللواء عاموس جلعاد (احتياط)، الرئيس الأسبق للدائرة السياسية الأمنية في وزارة الأمن، شارك المتظاهرين في كفار سابا، وألقى كلمة تؤيد مطلب إطلاق سراح الأسرى: «لا يوجد أسمى من إعادة المختطفين أحياءً. إذا لم يحدث ذلك، فإنه سيبقى عاراً إلى الأبد».

نشطاء يساريون في مظاهرة مناهضة للحكومة في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوجه معظم الخطباء إلى الوزيرين في كابينيت الحرب، بيني غانتس وغادي آيزنكوت «المعسكر الوطني» ووزير الدفاع يوآف غالانت «الليكود» و«جميع أصحاب الضمير في الليكود والائتلاف، بالانسحاب من الحكومة». وألقى رئيس المعارضة، يائير لبيد، كلمة في مظاهرة هرتسليا الكبرى (3000 مشارك)، توجه فيها هو أيضاً إلى غانتس وآيزنكوت للانسحاب من الحكومة. وقال لهما: «تتغيبان عن ساحة المعركة الحقيقية وتجلسان في حكومة الفشل والفساد وتساندان نتنياهو في أكبر عملية احتيال يقوم بها ضد إسرائيل. كفى. اتركا هذه الحكومة. لولا وجودكما فيها لكنا اليوم في عهد ما بعد نتنياهو».

وبعد غياب دام 3 أشهر، عادت البروفسورة شيكما برسلر، للتظاهر. وكانت من قادة الاحتجاج الأوائل وتُوجّت قائدة أولى لها. ونظم اليمين حملة تحريض دموية عليها بالكشف عن أن زوجها مسؤول رفيع جداً في الشاباك، فاضطرت إلى الابتعاد. وعادت لأول مرة هذا السبت لتتظاهر في نهلال، قرب الناصرة، وليس في تل أبيب. وقالت: «في الحكومة شلة من أصحاب المصالح الشخصية الذين يتمتعون بنعم السلطة، لا بثقة الشعب».


إردوغان: نتنياهو تخطى هتلر في أساليب «الإبادة الجماعية»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)
TT

إردوغان: نتنياهو تخطى هتلر في أساليب «الإبادة الجماعية»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بلغ «مستوى في أساليب الإبادة الجماعية يثير غيرة الزعيم النازي أدولف هتلر».

ووفق «وكالة الأنباء الألمانية»، جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة «كاثيميريني» اليونانية، نُشرت، اليوم الأحد، عشية زيارة رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إلى أنقرة، وفقاً لما نقلته وكالة «الأناضول» للأنباء.

وتطرّق إردوغان إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ولفت إلى أن نتنياهو تخطّى هتلر في أساليب «الإبادة الجماعية».

وتابع: «ماذا فعل هتلر في الماضي؟ لقد اضطهد وقتل الأشخاص في معسكرات الاعتقال».

ولفت إلى أن «إسرائيل حوّلت قطاع غزة إلى سجن فى الهواء الطلق، ليس فقط بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وإنما منذ سنوات طويلة قبل ذلك، وحاصرت القطاع ليغدو أشبه بمعسكر اعتقال يعيش فيه الأشخاص بموارد محدودة».

وتساءل: «من المسؤول عن عمليات القتل الجماعي الأكثر وحشية والمُمنهجة في غزة بعد 7 أكتوبر؟ ماذا تسمي إسرائيل التي تقول للأشخاص اذهبوا إلى هذه المنطقة وتمطرها بالقنابل؟».

وقال: «نتنياهو بلغ مستوى في أساليب الإبادة الجماعية يجعل هتلر يغار منه».

وأشار إلى استهداف إسرائيل سيارات الإسعاف، وضربها نقاط توزيع مواد غذائية، وفتحها النار على قوافل المساعدات.

وأردف: «تُنتهك العشرات من الحقوق والحريات للناس في غزة، وفي مقدمتها الحق في الحياة، نحن ندافع عن حقوقهم».

ومضى قائلاً: «نحن ندافع عن السلام، أما إسرائيل فتواصل بلا هوادة انتهاك قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي وحقوق الإنسان».


إيران... توقيف مُنظر سياسي بارز قبل توقيع كتابه «لماذا لا يعتقلونك؟»

زيبا كلام يصافح المنظر المقرب من «الحرس الثوري» فؤاد إيزدي في جامعة طهران (تسنيم)
زيبا كلام يصافح المنظر المقرب من «الحرس الثوري» فؤاد إيزدي في جامعة طهران (تسنيم)
TT

إيران... توقيف مُنظر سياسي بارز قبل توقيع كتابه «لماذا لا يعتقلونك؟»

زيبا كلام يصافح المنظر المقرب من «الحرس الثوري» فؤاد إيزدي في جامعة طهران (تسنيم)
زيبا كلام يصافح المنظر المقرب من «الحرس الثوري» فؤاد إيزدي في جامعة طهران (تسنيم)

تباينت الأنباء حول توقيف أستاذ العلوم السياسية بجامعات طهران، المنظر الإصلاحي صادق زيبا كلام، الذي يواجه حكماً بالسجن لمدة 3 سنوات، على خلفية انتقاداته للسلطات.

وذكرت وكالة «ميزان»، التابعة للقضاء الإيراني، أن زيبا كلام (75 عاماً) جرى نقله إلى سجن إيفين، بموجب ثلاثة أحكام قضائية «نهائية» بتهمة «النشاط الدعائي ضد النظام» و«نشر محتوى كاذب».

وأضافت «ميزان» أن «زيبا كلام طرح قضايا كاذبة في وسائل الإعلام خلال السنوات الأخيرة، ونشر العديد من المواد والوثائق غير الموثقة في الإنترنت».

لكن القناة الرئيسية للوحدة السيبرانية في «الحرس الثوري» على «تلغرام»، قالت إن «زيبا كلام اعتقل بينما كان في طريقه إلى معرض طهران الدولي للكتاب، لتوقيع كتابه الجديد (لماذا لا يعتقلونك؟)».

ونشر زيبا كلام خلال الأيام الأخيرة كتابه الجديد الذي يرصد فيه تحولات المجتمع الإيراني على مدى أربعة عقود، تحت عنوان «لماذا لا يعتقلونك، وماذا يحدث في نهاية المطاف؟ تحت قشرة المجتمع الإيراني بين عامي 1983 - 2023».

ويأتي اعتقاله في وقت أطلقت السلطات الإيرانية حملة من الانتقادات للولايات المتحدة بسبب اعتقالها أساتذة جامعات وطلاباً يحتجون على الحرب في غزة. وكانت إيران قد أوقفت آلاف الطلاب، وحرمت مئات الأساتذة من التدريس على خلفية الاحتجاجات الشعبية التي هزت البلاد بعد وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) 2022.

غلاف كتاب «لماذا لا يعتقلونك؟» (ديجي كتاب)

ومنذ فبراير (شباط) 2018، يواجه زيبا كلام حكماً صادراً من محكمة «الثورة» المعنية بالاتهامات السياسية بالسجن 18 شهراً، و«الحرمان لمدة عامين من النشاط الحزبي والسياسي أو عبر الإنترنت» في القضية الأولى التي واجه فيها تهمة «النشاط الدعائي ضد النظام».

وأطلقت إيران حملة اعتقالات الشهر الماضي في صفوف الناشطين السياسيين ومنعت صحافيين ومحللين من العمل، بعد تحذيرات صدرت منهم بشأن دخول إيران في حرب مباشرة مع إسرائيل، في أعقاب قصف القنصلية الإيرانية بدمشق، ما أدى إلى مقتل قيادات في «الحرس الثوري».

وفي 7 يناير (كانون الثاني) الماضي، وجه المدعي العام في طهران اتهامات ضد 7 شخصيات مشهورة، بينهم زيبا كلام بسبب تعليقاتهم في شبكات التواصل الاجتماعي في أعقاب الهجوم الذي استهدف مراسم ذكرى قاسم سليماني، بمدينة كرمان، وتبناه تنظيم «داعش».

وأثار زيبا كلام حينها غضب الأوساط المحافظة، بعد تقليله من الاتهامات الموجهة لإسرائيل.

ويعرف زيبا كلام بمواقفه المثيرة للجدل، خصوصاً انتقاد نهج السلطات في تعاملها مع الغرب، وقطع العلاقات مع الولايات المتحدة، وينشر مقالاته عادة في مواقع وصحف إصلاحية، كما يشارك في مناظرات تلفزيونية ضد المتحدثين باسم التيار المحافظ.


تعتيم إسرائيلي على عدد المنتحرين بصفوف الجيش

جندي يجلس في القدس يوم الأحد إلى جوار مقبرة زميل له قُتل في غزة (رويترز)
جندي يجلس في القدس يوم الأحد إلى جوار مقبرة زميل له قُتل في غزة (رويترز)
TT

تعتيم إسرائيلي على عدد المنتحرين بصفوف الجيش

جندي يجلس في القدس يوم الأحد إلى جوار مقبرة زميل له قُتل في غزة (رويترز)
جندي يجلس في القدس يوم الأحد إلى جوار مقبرة زميل له قُتل في غزة (رويترز)

يحاول الجيش الإسرائيلي فرض سياسة تعتيم على حوادث الانتحار في صفوف جنوده وضباطه، في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة «هآرتس» أن 10 جنود، على الأقل، انتحروا في الساعات الأولى من هجوم حركة «حماس» على البلدات والمعسكرات الإسرائيلية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وسمته «طوفان الأقصى»، والحرب على غزة التي تلته.

وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته، الأحد، إلى أن «الجيش يتستر على مقتل 17 جندياً بعضهم انتحروا، لكنه وضعهم في إطار (مصابي الحوادث)». وقالت إن هذه المعطيات لا تشمل جنود الاحتياط الذين انتحروا بعد تسريحهم من الخدمة.

وقالت الصحيفة إنه بعد أن «قدمت طلباً للحصول على معطيات بهذا الخصوص بموجب قانون حرية المعلومات، تبين أنه منذ عام 1973 انتحر 1227 جندياً، لكن الجيش يدعي أنه لا توجد بحوزته معلومات عن سنوات سابقة». إلا أن الصحيفة نقلت عن مصادر مختلفة قولها إن «عدد الجنود الذين انتحروا أكثر»؛ لأنه «طوال سنين جرى الحفاظ على سرية حالات موت كثيرين، ووصفها بأنها حوادث أسلحة، وليس انتحاراً، وأحياناً جرى ذلك بطلب صريح من عائلاتهم».

ظاهرة جديدة

وأكد خبراء في الطب العسكري النفسي أنه خلال الحرب على غزة تكشفت ظاهرة جديدة غير مسبوقة، وهي أن «الجنود والضباط ينتحرون خلال الحرب»، بينما جرت العادة أن تجري عمليات الانتحار بعد أن ينتهي القتال، حيث ترافقهم صور القتل والدمار الجنود في حياتهم المدنية، وتتحول إلى كوابيس مرعبة.

وقال رئيس «مركز أبحاث الانتحار والألم النفسي» في المركز الأكاديمي «روبين»، بروفيسور يوسي تيفي – بلز، إن «هذا الأمر كان مفاجئاً جداً؛ فنحن لسنا معتادين على وقوع حالات انتحار خلال القتال. وحالات كهذه كانت تحدث غالباً بعد انتهاء المعارك، وبين أشخاص يعانون من حالة ما بعد الصدمة بالأساس، ويستمرون بالاستيقاظ كل صباح على مشاهد ونغمات وشعور بالذنب. وهذه الحالات النادرة من شأنها أن تدل على شدة الفظائع التي حدثت في (غلاف غزة) في تلك الساعات، وعلى تأثيرها في الوضع النفسي لأولئك الذين اطلعوا عليها»، وفق ما نقلت عنه الصحيفة.

جنديات إسرائيليات يبكين يوم الأحد في تل أبيب زميلاً لهم قُتل في معارك غزة (رويترز)

وأشارت الصحيفة إلى أن «أحد الذين انتحروا هو ضابط في الخدمة الدائمة، عُثر عليه في سيارته بعد أن أطلق النار على نفسه، بعد أسبوعين من هجوم (طوفان الأقصى)». وهناك أيضاً «ضابط برتبة رائد، وآخر برتبة مقدم، وضابط رابع هو طبيب في قوات الاحتياط، انتحر في نوفمبر (تشرين الثاني)، لأنه لم يعد يحتمل المشاهد التي رآها، وحتى رائحة الأجساد المحروقة ظلت ترافقه».

ووفق الجيش الإسرائيلي، فإنه «لم يجرِ التوصل إلى وجود قاسم مشترك بين حالات الانتحار هذه، وبين ما حدث في 7 أكتوبر»، إلا أن أقارب وجنوداً زملاء للمنتحرين أفادوا بأن قسماً من الجنود القتلى «عانوا من ضائقة نفسية تسببت بها الفظائع التي واجهوها في غلاف غزة».

جنود شبان

وأفادت «هآرتس» في تقريرها، بأن المعطيات التي حصلت عليها من الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن «10 جنود انتحروا، لكن الجيش يرفض الإفصاح عن تفاصيل أخرى». ونقلت عن خبراء ضالعين في الموضوع قولهم إن «معظم حالات الانتحار في الجيش هي في صفوف جنود شبان، لكن هناك تأثيرات غير مألوفة لـ7 أكتوبر»، وفجأة تعين على الجيش التعامل مع ميول للانتحار في أوساط جنود وضباط في الخدمة العسكرية الدائمة، وفي الاحتياط في الثلاثينات والأربعينات من أعمارهم».

وبينما تشير معطيات الجيش الإسرائيلي إلى انتحار 10 جنود وضباط منذ بداية الحرب وحتى 11 مايو (أيار) الحالي، فإن «الجيش يرفض ذكر أي أسماء نُشرت، بما في ذلك تفاصيلهم، وأي أسماء محفوظة حتى الآن في سجلات الجيش فقط؛ وذلك بسبب سياسة الجيش المتذبذبة».

عشرات الجنود الإسرائيليين يشاركون الأحد في مراسم تشييع جندي قُتل في غزة (أ.ب)

ولفت التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي برر سياسته في البداية بوجود «ضرورات ميدانية لا تسمح بالتحقيق في كل حالة تبين فيها أن الجندي انتحر». وقال مصدر عسكري: «اعتقدنا أن الإعلان عن ذلك من شأنه المسّ بمعنويات الجمهور؛ لأن نشر أسماء الجنود القتلى يسبب ألماً كبيراً لدى الجمهور، واعتقدنا أنه لا حاجة إلى إثارة أمر كهذا بسبب حالات لم يمت فيها جنود في معركة أو بسبب حادثة عملياتية».

وأفادت الصحيفة بأن قائمة الجنود الذين انتحروا لا تشمل جنوداً سُرّحوا من الخدمة العسكرية، وانتحروا متأثرين من القتال، وبينهم رجل في الثلاثينات من عمره، وكان قد عاد من الخدمة في قوات الاحتياط في قطاع غزة، وأشارت إفادات إلى أنه كانت لديه أعراض ما بعد الصدمة، وانتحر داخل سيارته، الشهر الماضي، في بلدة غان يبنة.

جنود إسرائيليون يشيعون الأحد في تل أبيب زميلاً لهم قُتل خلال المعارك في غزة (أ.ب)

وقال ليفي - بلز إن «استدعاء قوات الاحتياط كان واسعاً جداً، وليس مستبعداً أنه كان هناك جنود واجهوا أفكاراً سوداوية قبل 7 أكتوبر، واطلعوا على مشاهد صعبة شكلت دافعاً للانتحار، وهذه المشاهد كانت عملياً بالنسبة لهم القشة التي قصمت ظهر البعير».

وتفيد المعطيات الرسمية للجيش الإسرائيلي بمقتل 620 جندياً وضابطاً منذ بداية الحرب على غزة، لكن عدد القتلى في سجلات الجيش هو 637، وبين الـ17 قتيلاً (عدد الفارق بين الإحصاءين) من قُتلوا في حوادث طرق، وآخرون أقدموا على الانتحار، ولم يُعلَن عن مقتلهم.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن الجيش الإسرائيلي «رفض طوال السنين الماضية الكشف عن معطيات حول عدد الجنود الذين انتحروا، واستمر في التعتيم على هذا الموضوع».


خامنئي يمنح زاهدي رتبة «لواء» بعد 40 يوماً على مقتله في سوريا

المرشد الإيراني علي خامنئي يؤم صلاة الجنازة على جثامين زاهدي وجنوده في حسينية مكتبه بطهران أمس (أ.ف.ب - موقع المرشد)
المرشد الإيراني علي خامنئي يؤم صلاة الجنازة على جثامين زاهدي وجنوده في حسينية مكتبه بطهران أمس (أ.ف.ب - موقع المرشد)
TT

خامنئي يمنح زاهدي رتبة «لواء» بعد 40 يوماً على مقتله في سوريا

المرشد الإيراني علي خامنئي يؤم صلاة الجنازة على جثامين زاهدي وجنوده في حسينية مكتبه بطهران أمس (أ.ف.ب - موقع المرشد)
المرشد الإيراني علي خامنئي يؤم صلاة الجنازة على جثامين زاهدي وجنوده في حسينية مكتبه بطهران أمس (أ.ف.ب - موقع المرشد)

ذكرت وسائل إعلام إيرانية، الأحد، أن المرشد علي خامنئي وافق على منح القائد السابق لقوات «الحرس الثوري» في سوريا ولبنان، محمد رضا زاهدي رتبة «لواء» بعد أكثر من 40 يوماً على مقتله في غارة جوية إسرائيلية، دمّرت مقر القنصلية الإيرانية في دمشق.

وأفادت وكالة «مهر» الحكومية، بأن رئيس الأركان محمد باقري أهدى الرتبة الجديدة أسرة زاهدي «تكريماً لسنوات من خدماته من أجل حفظ قوة البلاد وأمنها».

وكتب مهدي فضائلي، المسؤول الإعلامي في مكتب المرشد الإيراني، على منصة «إكس» أن خامنئي استقبل أسرة زاهدي اليوم بمناسبة أربعين يوماً على مقتل زاهدي.

ونقل فضائلي عن خامنئي قوله خلال اللقاء إن مقتل الجنرال الإيراني «أدى إلى عواقب قيمة وبالغة الأهمية... لقد ظهرت عظمة إيران (...)».

وجاء هذا الإعلان بعد أيام من مراسم أربعين زاهدي التي شارك فيها كبار قيادات «الحرس الثوري» الإيراني.

وتعود إشارة خامنئي إلى الهجوم الذي شنّته قوات «الحرس الثوري» بالصواريخ والطائرات المسيّرة، من الأراضي الإيرانية، وقالت إسرائيل إنه فشل بنسبة 99 في المائة في إصابة الأهداف. وجاء الهجوم الإيراني بعدما وصف خامنئي القنصلية بأنها جزء من الأراضي الإيرانية.

واستخدمت إيران نحو 120 صاروخاً باليستياً و30 صاروخ كروز و170 طائرة مسيّرة متطورة في العملية العسكرية التي أطلقت عليها «الوعد الصادق».

ويسلط تقرير نشره موقع خامنئي الضوء على ما وصفها «خمسة إنجازات» للعملية استناداً على «مراكز أبحاث أميركية»: «إحياء الردع، وحفظ ماء الوجه، واختبار منظومة الدفاع الجوي، وزيادة القوة الناعمة، والدبلوماسية».

وردت إسرائيل على الهجوم الإيراني بضربة محدودة، مستهدفة منظومة رادار في مطار عسكري قرب منشآت نووية حساسة في وسط البلاد. وقللت إيران من أهمية الهجوم الإسرائيلي. لكن خبراء قالوا إنه وجّه رسالة لإيران بإمكانية وصولها إلى مواقع حساسة.

وكان تبادل الضربات ذروة التصعيد بين العدوتين بعد سنوات من حرب الظل، التي تصدرها خطط اغتيالات، وهجمات سيبرانية ضد المنشآت والبنية التحتية.

وعادة ترفع إيران الرتب العسكرية لقادة «الحرس الثوري» وأفراده الذين يُقتلون خلال مهام خارجية. وكان زاهدي يحمل رتبة عميد عندما قُتل خلال ترأسه اجتماعاً لقادة «الحرس الثوري» في القنصلية الإيرانية، بعد ساعات من عودته إلى دمشق، قادماً من طهران.

وبعد مقتله الشهر الماضي، أصرّ إعلام «الحرس الثوري» الموجه للخارج بوصف رتبه العسكرية على «لواء» في حين أن المصادر الرسمية كانت تؤكد على أنه «عميد».

وكان زاهدي يتولى قيادة قوات «الحرس الثوري» في لبنان وسوريا منذ إعادة تعيينه في المنصب في 2008، بعدما شغل نفس المنصب بين عامي 1998 و2002. وكان العضو الوحيد غير اللبناني في «مجلس شورى حزب الله».

وزاهدي أرفع قيادي من «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»، يُقتل منذ الضربة الأميركية التي قضت على قاسم سليماني في بغداد قبل أربع سنوات.


استقالة مسؤول كبير بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي

رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي (وسائل إعلام إسرائيلية)
رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي (وسائل إعلام إسرائيلية)
TT

استقالة مسؤول كبير بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي

رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي (وسائل إعلام إسرائيلية)
رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي (وسائل إعلام إسرائيلية)

قالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم (الأحد)، إن المسؤول عن السياسة الأمنية والتخطيط الاستراتيجي في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يورام حمو قد استقال من منصبه، ونفى المجلس ما تناقله بعض وسائل الإعلام من أن الاستقالة جاءت على خلفية الفشل في اتخاذ قرارات على المستوى السياسي في قضية «اليوم التالي» لانتهاء الحرب في غزة.

ومجلس الأمن القومي هو الجهة المسؤولة عن الشؤون الخارجية والأمن القومي؛ ويتعامل منذ بداية الحرب مع مسألة «اليوم التالي»، ويشارك في صياغة سياسة الحكومة بشأن هذه القضية، وفق ما ذكرته وكالة «أنباء العالم العربي».

ونقلت هيئة البث عن المجلس قوله: «هناك 10 نواب لرئيس مجلس الأمن القومي، كما يحدث في أي مؤسسة... وقد أبلغ يورام حمو رئيس المجلس منذ أشهر برغبته في إنهاء فترة ولايته لأسباب شخصية لا علاقة لها بالشأن العام على الإطلاق».

وأضاف المجلس: «سيواصل يورام مساعدة النظام الأمني كما فعل على مدى عقود بنجاح كبير، وقد حظي بتقدير بالغ لمساهمته في أمن البلاد».

وتقول هيئة البث إنه ستُعرض قريباً خطة نوقشت في الآونة الأخيرة في مقر الأمن القومي على مجلس الوزراء، وهي تنص على سيطرة مدنية في قطاع غزة لمدة 6 أشهر إلى سنة من قِبل الإدارة المدنية الإسرائيلية ومنسق العمليات الحكومية في قطاع غزة والضفة الغربية، على أن يتم توفير الخدمات للسكان من خلال شركات عربية خاصة.

وبحسب الخطة، فإن السيطرة على القطاع ستنتقل في النهاية إلى أطراف محلية غير معادية لإسرائيل.


رئيس وزراء اليونان يزور تركيا وسط توتر في العلاقات

رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس مصافحاً إردوغان في قمة «الناتو» في يوليو الماضي (أ.ب)
رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس مصافحاً إردوغان في قمة «الناتو» في يوليو الماضي (أ.ب)
TT

رئيس وزراء اليونان يزور تركيا وسط توتر في العلاقات

رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس مصافحاً إردوغان في قمة «الناتو» في يوليو الماضي (أ.ب)
رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس مصافحاً إردوغان في قمة «الناتو» في يوليو الماضي (أ.ب)

يزور رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس تركيا، الاثنين، بعد أشهر من زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان لأثينا في 7 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والتي شهدت انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين.

وبينما يواصل البلدان الجاران العضوان في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، منذ ما يقرب من العام، محادثات لبناء الثقة وحل الخلافات العالقة بينهما، ظهرت بوادر توتر جديد بين أنقرة وأثينا، قبل الزيارة، بدأت مع إعلان الأخيرة، في أبريل (نيسان) الماضي، عن إنشاء «حديقتين بحريتين» إحداهما في بحر إيجه والأخرى في البحر الأيوني.

كما أثار افتتاح إردوغان، الأسبوع الماضي، مسجد «كاريا» في متحف ودير «خورا» البيزنطي في إسطنبول، بعد 4 سنوات من قرار تحويله من كنيسة إلى مسجد، غضباً في اليونان، وألقى بضغوط على ميتسوتاكيس قبل توجهه إلى أنقرة. واختارت صحيفة «كاثيميريني»، إحدى الصحف الأكثر تأثيراً في اليونان، التمهيد للزيارة بمقال عنوانه: «السحب السوداء تحوم فوق زيارة ميتسوتاكيس إلى تركيا».

تحذير تركي

حذرت تركيا جارتها اليونان من استغلال ملفات البيئة لتحقيق مآرب سياسية بشأن الخلافات البحرية بين البلدين، رداً على إعلانها إنشاء الحديقتين البحريتين.

وقالت الخارجية التركية، في بيان: «نوصي اليونان بعدم استغلال مشكلات بحر إيجه والقضايا المتعلقة بوضع بعض الجزر... نود أن نشير إلى أننا لن نقبل الأوضاع الفعلية التي قد تخلقها اليونان على التكوينات الجغرافية المتنازع عليها». وبدورها، قالت وزارة الدفاع التركية، في بيان: «إننا في حالة تأهب من أجل حماية حقوقنا ومصالحنا في بحر إيجه، ولمنع جهود اليونان لإقامة وضع أحادي الجانب».

وتدرك تركيا أنه حتى لو لم يخلق إنشاء حديقتين بحريتين في بحر إيجه والبحر الأيوني سيادة مطلقة لليونان، فإنه سيوسع نطاق نفوذها في بحر إيجه.

رد يوناني

عندما سئل عن رأيه في رد فعل تركيا على إنشاء الحديقتين، خلال مشاركته في القمة الخاصة للاتحاد الأوروبي في بروكسل في 17 - 18 أبريل، رد ميتسوتاكيس بأن اليونان تمارس سيادتها وحقوقها السيادية في بحر إيجه على أساس القانون الدولي وقانون البحار. وأضاف: «أدهشني رد فعل تركيا غير العادل تجاه مبادرة بيئية».

من لقاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيسة اليونان خلال زيارته لأثينا في ديسمبر الماضي (الرئاسة التركية)

وبدوره، علق وزير الدفاع اليوناني نيكوس ديندياس، قائلاً: «يمكن لتركيا أن تقول ما تريد، سواء شاءت تركيا أم أبت، فإن اليونان لها حقوق في بحر إيجه».

جرس إنذار

يرى المحلل السياسي التركي، توغاي أولو تشيفيك، أن اليونان تبني فكرتها عن توسيع مياهها الإقليمية إلى ما هو أبعد من 6 أميال، والوصول إلى 12 ميلاً، وفق قواعد «القانون الدولي العرفي»، وتحديداً وفق «اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار» لعام 1982، والتي ليست تركيا طرفاً فيها.

وقال أولوتشيفيك لـ«الشرق الأوسط» إنه من الحكمة النظر إلى التحرك اليوناني لإنشاء الحديقتين بوصفه جرس إنذار للعلاقات التركية اليونانية، كما يمكن عدُّه أيضاً «بالون اختبار» لقياس تصميم تركيا وإمكانيتها وقدرتها على الرد، في حالة قيام اليونان بتوسيع مياهها الإقليمية إلى 12 ميلاً في بحر إيجه، وفق ما يجري ذكره بشكل متكرر.

ولفت إلى أن اليونان تستغل على مدى التاريخ فترات الانفراجة والتقارب في العلاقات مع تركيا، لاتخاذ خطوات لتكريس سياستها الرامية إلى توسيع مياهها الإقليمية.

أزمة مسجد «كاريا»

أما الأزمة الثانية التي تلقي بظلالها على زيارة ميتسوتاكس فتتعلق بافتتاح مسجد «كاريا» في إسطنبول للعبادة، الاثنين الماضي، والذي حضره إردوغان من أنقرة عبر دائرة تلفزيونية.

وأثارت الخطوة جدلاً في اليونان، وحظيت بتغطية إعلامية مكثفة. ودعت المعارضة اليونانية ميتسوتاكيس لإلغاء زيارته لتركيا.

وبينما وصفت وزارة الخارجية اليونانية قرار تركيا بأنه «تحدٍّ للمجتمع الدولي»، ذكر ميتسوتاكيس، خلال لقاء مع الرئيسة اليونانية كاترينا ساكيلاروبولو، أنه وجد قرار فتح المسجد للعبادة «غير ضروري على الإطلاق»، ووصفه بأنه «علامة سلبية» قبل زيارته. وقال إنه سينقل ذلك إلى الرئيس رجب طيب إردوغان خلال لقائه معه، وهو ما يشير إلى أن ميتسوتاكيس لا يرى افتتاح المسجد عقبة كبيرة بما يكفي لإفساد الأجواء الإيجابية التي تولدت مع تركيا عقب الزلزال الذي شهدته في 6 فبراير (شباط) 2023.

وكان مسجد «كاريا» في السابق كنيسة بيزنطية باسم «خورا» أو «تشورا»، المأخوذة من الكلمة اليونانية «كورا» التي تعني «في الريف». وجرى بناؤها ديراً في القرن السادس، ثم تحولت إلى متحف ثم مسجد على غرار ما حدث مع كنيسة ومتحف «آيا صوفيا» في إسطنبول.

وكان إردوغان قد أصدر مرسوماً رئاسياً في 21 أغسطس (آب) 202 بتحويل متحف كاريا إلى مسجد، بعد أن تم استخدامه لهذا الغرض بالفعل سنوات.


وثيقة أميركية «تحذيرية» من مصادر تمويل «الحرس الثوري»

مقر وزارة الخزانة الأميركية في واشنطن (أرشيفية - رويترز)
مقر وزارة الخزانة الأميركية في واشنطن (أرشيفية - رويترز)
TT

وثيقة أميركية «تحذيرية» من مصادر تمويل «الحرس الثوري»

مقر وزارة الخزانة الأميركية في واشنطن (أرشيفية - رويترز)
مقر وزارة الخزانة الأميركية في واشنطن (أرشيفية - رويترز)

أصدرت شبكة «إنفاذ قوانين الجرائم المالية» في الخزانة الأميركية، ما سمّتها «وثيقة تحذيرية استشارية»؛ لمساعدة المؤسسات المالية في الكشف عن المعاملات غير المشروعة المحتملة، «المتعلقة بالمنظمات الإرهابية المدعومة من إيران»، وسط «النشاط الإرهابي» المكثف في الشرق الأوسط.

وقالت الوثيقة، التي صدرت الأربعاء الماضي، إن الأحداث الأخيرة أبرزت تورط إيران في تمويل الأنشطة الإرهابية في المنطقة، حيث تسعى، من بين أهداف أخرى، إلى إظهار القوة من خلال تصدير الإرهاب في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، من خلال تمويل مجموعة من الجماعات المسلحة الإقليمية، وبعضها منظمات أجنبية مصنفة «إرهابيةً» من قبل الولايات المتحدة، أو منظمات إرهابية عالمية محددة بشكل خاص.

وتشمل هذه المنظمات «حزب الله» اللبناني، وحركة «حماس»، وحركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية، وجماعة الحوثيين، وعديداً من الجماعات المتحالفة مع إيران في العراق وسوريا.

وزارة الخزانة الأميركية (رويترز)

هجوم «حماس»

وأضافت الوثيقة: «يتضح من هجوم (حماس) على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وهجمات الحوثيين الأخيرة في البحر الأحمر، أن هذه المنظمات قادرة على ارتكاب أعمال عنف مروعة، والتسبب في الدمار، وتعطيل سلاسل التوريد الحيوية»، وتعمل وزارة الخزانة الأميركية بشكل منهجي على تفكيك هذه المنظمات عن طريق تعطيل شبكات تمويلها غير المشروعة والقضاء على مصادر إيراداتها.

وتسلط هذه الاستشارة الضوء «على الوسائل التي تتلقى بها المنظمات الإرهابية الدعم من إيران»، وتصف عديداً من «أنماط هؤلاء الإرهابيين، واستخدامهم الوصول بشكل غير مشروع إلى النظام المالي الدولي أو التحايل عليه لجمع الأموال ونقلها وإنفاقها».

كما وفّرت الوثيقة إشارات حُمْر قد تساعد المؤسسات المالية على تحديد الأنشطة المشبوهة ذات الصلة، وتتوافق مع أولويات شبكة مكافحة الجرائم المالية الوطنية لمكافحة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب.

عناصر من «حزب الله» يشاركون بتمرين عسكري خلال جولة إعلامية نُظِّمت في عرمتى بلبنان (رويترز)

كيف تقوم إيران بجمع وتحريك الأموال؟

وتركز الوثيقة على «كيفية قيام إيران بجمع وتحريك الأموال لدعم الإرهاب»، من خلال ما تسميه «دعم عديد من شركائها الإرهابيين ووكلائها من خلال الحرس الثوري، خصوصاً فيلق القدس، المسؤول عن القيام بأنشطة قاتلة سرية خارج إيران، مثل دعم الإرهاب على مستوى العالم، والعمل بصفته قناةً للأموال والتدريب والأسلحة للشركاء والوكلاء المتحالفين مع إيران».

وتوضح الوثيقة مصادر الإيرادات الأجنبية لإيران، «حيث تستخدم عائدات بيع السلع، خصوصاً النفط، إلى دول مثل الصين لتمويل وكلائها الإرهابيين».

لكن بعد إعادة فرض العقوبات الأميركية على قطاعها النفطي في عام 2018، وتقلص عائداتها بشدة، أنشأت إيران شبكات عالمية واسعة النطاق لتهريب النفط وغسل الأموال؛ لتمكين الوصول إلى العملات الأجنبية والنظام المالي الدولي من خلال البيع غير المشروع للنفط الخام والمنتجات النفطية في الأسواق العالمية. وفي عام 2021، باعت شركة النفط الوطنية الإيرانية نحو 40 مليار دولار من المنتجات، ووصلت صادراتها من النفط الخام والمكثفات إلى متوسط ​​أكثر من 600 ألف برميل يومياً، مع إرسالها كلها تقريباً إلى الصين وسوريا.

وازدادت صادراتها إلى الصين بمرور الوقت، حيث وصلت إلى نحو 1.3 مليون برميل يومياً في عام 2023، تستخدم لتمويل «أنشطة فيلق القدس والجماعات الإرهابية الأخرى».

تجمع مسلح لأنصار الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

شركات «واجهة»

ولتقييد مصادر الإيرادات هذه، صنفت وزارة الخزانة عديداً من العملاء الإيرانيين ودولاً ثالثة، وشركات واجهة، وشركات وهمية، والسفن المتورطة في شبكات تهريب النفط الإيرانية.

كما أن عائدات بيع إيران للأسلحة والطائرات دون طيار، بما في ذلك للمشترين في روسيا، تعود بالنفع على الجيش الإيراني، بما في ذلك «فيلق القدس».

ورداً على ذلك، قامت وزارة الخزانة أيضاً بتصنيف الشركات التي تُمكّن إيران من إنتاج الطائرات دون طيار.

وعددت الوثيقة الإجراءات التي اتخذتها أخيراً لمواجهة خطط إيران لتمويل «الأنشطة الخبيثة» لـ«فيلق القدس»، محصية ما عدّته «الأساليب الخادعة غير المشروعة»، التي أصدرتها المحكمة الجزئية الأميركية في نيويورك؛ منها استخدام شركات واجهة ووسطاء في بلدان خارج إيران؛ لإخفاء معاملاتها النفطية، واستخدام وثائق مزورة لتحريف مصدر النفط وخداع الشركات والبنوك، واستخدام عمليات النقل من سفينة إلى أخرى، والتلاعب ببيانات الموقع والشحن، واستخدام اتصالات إلكترونية لترتيب مشترين صينيين، وشركات وهمية لغسل العائدات من خلال النظام المالي الأميركي، وتقديم معلومات كاذبة للشركات الأميركية حول مصدر النفط.

تحريك الأموال

وتحدثت الوثيقة عن كيفية قيام إيران بتحريك الأموال، حيث تلعب الوكالات الحكومية الإيرانية، مثل البنك المركزي الإيراني و«فيلق القدس»، بالإضافة إلى المنظمات التي ترعاها مثل «حزب الله»، دوراً رئيسياً في توجيه الأموال إلى وكلاء إرهابيين باستخدام شركات واجهة، ومؤسسات مالية خارجية، بعضها قد يقوم عن قصد أو عن غير قصد، بتسهيل معاملات «فيلق القدس»، الذي يقوم بجمع الأموال بعملات مختلفة من حسابات مؤسسات مالية في البلدان المجاورة لإيران، وتحويلها.

وتستخدم إيران المؤسسات الثقافية والدينية بوصفها منظمات واجهة لتحويل الأموال إلى المنظمات الإرهابية تحت ستار الدعم الثقافي أو الديني.

ضباط في «الحرس الثوري» يرددون شعارات خلال لقاء سابق مع المرشد الإيراني (موقع خامنئي)

المنظمات المستهدفة

وأفردت الوثيقة حيزاً كبيراً للتحدث عن أنشطة «حماس»، و«حزب الله» اللبناني، الذي عدّته «شريكاً استراتيجياً تبسط إيران من خلاله قوتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط»، إلى جانب «الحوثيين»، وحركة «الجهاد الإسلامي»، والميليشيات المتحالفة مع إيران في العراق وسوريا.

وقالت إن أبرز تلك المنظمات في العراق هي، «كتائب حزب الله»، و«كتائب سيد الشهداء»، و«عصائب أهل الحق»، و«حركة النجباء».

إشارات حمر

وحددت الوثيقة الإجراءات التي اتخذتها لمواجهة الأنشطة المتعلقة بأنشطة جمع الأموال وغسلها للمنظمات الإرهابية المدعومة من إيران.

وأصدرت ما سمّتها «العلامات الحُمْر»، تضاف إلى علامات حُمْر سابقة كانت قد أصدرتها حول أنشطة «حماس» و«حزب الله»؛ لمساعدة المؤسسات المالية في اكتشاف «الأنشطة والأدوات المشبوهة المرتبطة بتمويل المنظمات الإرهابية المدعومة من إيران ومنعها، والإبلاغ عنها».

وتشمل مؤشرات الشركات الواجهة المحتملة، «هياكل ملكية غامضة، أو أفراداً (و/أو) كيانات ذات أسماء غامضة توجه الشركة، أو عناوين تجارية سكنية أو مشتركة مع شركات أخرى».