عمران خان يدعو أنصاره للتظاهر بعد حكم بسجنه 3 سنوات

الشرطة اعتقلته في لاهور وستنقله جواً إلى روالبيندي

TT

عمران خان يدعو أنصاره للتظاهر بعد حكم بسجنه 3 سنوات

رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان يظهر في محكمة بإسلام آباد (رويترز)
رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان يظهر في محكمة بإسلام آباد (رويترز)

أوقف رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، السبت، بعد الحكم عليه بالسجن لـ3 سنوات لإدانته بتهمة الكسب غير المشروع في قضية تتعلق بتلقيه هدايا أثناء تولي منصبه، بحسب الشرطة ومسؤولين. ويواجه خان، وهو نجم سابق لرياضة الكريكت، أكثر من 150 قضية منذ الإطاحة به في أبريل (نيسان) العام الماضي، في تهم يقول إن دوافعها سياسية. ويتمّ استبعاد كلّ من يدان بارتكاب جريمة جنائية من خوض الانتخابات أو تولّي منصب في باكستان. وكتب القاضي همايون ديلوار، في نص الحكم، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، أن خان تلقى هدايا لم يعلن عنها بشكل صحيح خلال توليه منصبه «ثبتت عدم نزاهته بما لا يدع مجالاً للشك». وأضاف: «وجد مذنباً بارتكاب ممارسات فاسدة من خلال إخفاء الفوائد التي جناها عن الخزانة الوطنية عن قصد». وغرّمه القاضي أيضاً مبلغ 100 ألف روبية (نحو 350 دولاراً). وبعيد صدور الحكم، دخلت الشرطة منزل خان في لاهور وأوقفته.

مواجهات متكررة

أوقف خان (70 عاماً) في 9 مايو (أيار) في إسلام آباد على خلفية قضية فساد، ثم أطلق سراحه بكفالة بعد 3 أيام.

شرطيان يعتقلان أحد أنصار خان في بيشاور (إ.ب.أ)

وإثر توقيفه حينها، وقعت مواجهات عنيفة في مدن باكستانية عدة بين أنصاره والقوى الأمنية. وأضرمت النار في عدة إدارات رسمية، وقطعت طرق، وخربت منشآت للجيش. وتسببت تلك المواجهات في مقتل ما لا يقل عن 9 أشخاص. وأصبح نشر صور خان، أو ذكره بالاسم، أمراً ممنوعاً عبر القنوات التلفزيونية، لكنه يبقى يتمتع بشعبية بالغة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. والشهر الماضي، حقّق أول مقطع فيديو لخان على حسابه على «تيك توك» أكثر من 135 مليون مشاهدة و4.5 مليون إعجاب في 36 ساعة.

دعوة للتظاهر

وبعد اعتقاله، بثّ شريط فيديو مصور لخان عبر حسابه على «إكس» («تويتر» سابقاً)، دعا فيه مناصريه إلى الاحتجاج.

وقال فيه للباكستانيين: «سيكونون قد اعتقلوني، وسأكون في السجن في الوقت الذي تصلكم فيه هذه الرسالة. لديّ طلب واحد؛ ألا تجلسوا في بيوتكم بصمت». وأضاف: «هذه حرب للعدالة من أجل حقوقكم وحريتكم (...) القيود لا تسقط فقط، بل يجب تحطيمها. عليكم مواصلة الاحتجاج السلمي حتى حصولكم على حقوقكم». وأكّدت المتحدثة باسم الحكومة، ماريوم أورنجزيب، للصحافيين: «تم اعتقال لص اليوم». وأضافت: «أي مفاوضات مع اللص ستكون صعبة الآن لأنه سيكون في السجن». وذكر التلفزيون الرسمي أن خان اقتيد إلى سجن أتوك، وهو مجمّع شديد التحصين يبعد حوالي 60 كيلومتراً غرب إسلام آباد. وأكد فريق خان القانوني أنه سيستأنف الحكم. وقال أحد أعضاء الفريق إنه «من المهم أن نذكر أنه لم تتوافر أي فرصة لتقديم شهود، ولم يتم تخصيص وقت لجمع الحجج».

احتمال حلّ البرلمان

ومن المرجّح أن يتم حلّ البرلمان بعد انتهاء ولايته خلال الأسبوعين المقبلين قبل انتخابات وطنية ستجرى بحلول منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، أو في وقت أبكر.

أنصار عمران خان يتظاهرون دعماً له في كويتا، السبت (أ.ف.ب)

وأكّد المحلل السياسي حسن عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الجميع سيطرح تساؤلات حول مصداقية الانتخابات في ظل غياب حركة إنصاف وعمران خان. ستثار هذه التساؤلات في الخارج أيضاً». وساند الجيش في بادئ الأمر وصول خان إلى السلطة في 2018، قبل أن يسحب دعمه له. ثم أزيح خان عبر تصويت لحجب الثقة عن حكومته في البرلمان في أبريل (نيسان) 2022. ولطالما شكّل الدعم العسكري حجر زاوية لاستقرار أي حكومة باكستانية، على رغم أن مؤسسة الجيش دائماً ما تنفي أداء أي دور سياسي.


مقالات ذات صلة

باكستان: مقتل 4 من أفراد الأمن على يد متظاهرين مؤيدين لعمران خان

آسيا مناوشات بين رجال الشرطة الباكستانية وأنصار عمران خان في إسلام آباد (أ.ف.ب) play-circle 00:36

باكستان: مقتل 4 من أفراد الأمن على يد متظاهرين مؤيدين لعمران خان

دارت مواجهات في إسلام آباد، الثلاثاء، بين آلاف المتظاهرين المؤيدين لرئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان وقوات الأمن التي استخدمت القوة لتفريقهم.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
آسيا قوات باكستانية تقوم بدوريات في جنوب وزيرستان (وسائل الإعلام الباكستانية)

مقتل سبعة جنود باكستانيين بأيدي انفصاليين في بلوشستان

قتل سبعة جنود بأيدي انفصاليين من البلوش في جنوب غربي باكستان، وفق ما نقل مسؤولون محليون وذلك بعد أسبوع من هجوم للمجموعة نفسها أسفر عن 26 قتيلاً.

«الشرق الأوسط» (كويتا)
آسيا أرشيفية لعناصر من  الشرطة الباكستانية عند نقطة تفتيش بعد صدور إنذار أمني في إسلام آباد (إ.ب.أ)

مقتل عشرة من عناصر شرطة الحدود الباكستانية في هجوم

أعلنت السلطات الباكستانية، صباح اليوم (الجمعة)، مقتل عشرة من عناصر شرطة الحدود في هجوم.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
الاقتصاد رجال يحاولون شراء أكياس الدقيق المدعم من شاحنة في كراتشي بباكستان (رويترز)

هل سيتعافى اقتصاد باكستان بعد قرض صندوق النقد الدولي الجديد؟

حصلت باكستان على دفعة قوية لاقتصادها المتداعي، من حزمة إنقاذ جديدة من مُقرِض عالمي، بينما تجد نفسها في تحدٍ كبير لتنفيذ الأهداف الصعبة في موازنتها العامة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا محمود شعيب شاهين القيادي بحزب عمران خان «حركة إنصاف» الباكستانية قبل مثوله أمام محكمة مكافحة الإرهاب 10 سبتمبر (أيلول) 2024 (أ.ف.ب)

الإفراج بكفالة عن 10 نواب باكستانيين من حزب عمران خان

أفرجت محكمة مكافحة الإرهاب في باكستان بكفالة عن عشرة نواب من حزب رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)
خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)
TT

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)
خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)

أفادت الأمم المتحدة، الثلاثاء، بأنها سجّلت 336 اعتداءً على صحافيين وعاملين في وسائل إعلام منذ عودة «طالبان» لحكم أفغانستان في أغسطس (آب) 2021، منددةً بـ«الرقابة» و«القيود الصارمة للوصول إلى المعلومات».

وأكدت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان ومكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، أنهما اطّلعا على «256 حالة توقيف واحتجاز تعسفي، و130 حالة تعذيب وسوء معاملة، و75 حالة تهديد أو ترهيب».

وفي التقرير المعنون «حرية وسائل الإعلام في أفغانستان»، نددت الأمم المتحدة بـ«التحديات المتزايدة التي يواجهها الصحافيون والموظفون في مجال الإعلام والمؤسسات الإعلامية في أفغانستان، الذين يعملون في بيئة من الرقابة والقيود الصارمة للوصول إلى المعلومات»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضافت روزا أوتونباييفا، رئيسة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، أنه يتعيّن على الصحافيين التعامل مع «قواعد غير واضحة بشأن ما يمكنهم وما لا يمكنهم تغطيته، ويتعرضون للترهيب أو الاحتجاز التعسفي بسبب ما يُعدُّ انتقاداً».

من جهته، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى حماية الصحافيين الذين «يُطلعون الجمهور على الأحداث التي تؤثر في حياتهم اليومية» و«يضمنون شفافية السلطات وتحملها مسؤوليتها».

وقال حياة الله مهاجر فراحي، نائب وزير الإعلام: «إن كل وسائل الإعلام يمكن أن تعمل» في أفغانستان، ما دامت تحترم «القيم الإسلامية ومصالح البلاد وثقافتها وتقاليدها».

مع ذلك، فإن القانون الجديد بشأن «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، الذي يهدف إلى التطبيق الصارم للشريعة الإسلامية، يثير قلقاً لدى الصحافيين، ويخشون من أن يؤدي هذا القانون إلى اختفاء صور الكائنات الحية وأصوات النساء من وسائل الإعلام.

عندما عادت حكومة طالبان إلى السلطة، كان لدى أفغانستان 8400 موظف في مجال الإعلام، من بينهم 1700 امرأة. أما الآن فلا يوجد سوى 5100 موظف، من بينهم 560 امرأة، وفق مصادر من القطاع.

وأُغلقت عشرات وسائل الإعلام، وتراجعت أفغانستان خلال 3 سنوات من المركز 122 إلى المركز 178 من أصل 180، في مؤشر حرية الصحافة، الذي تصدره منظمة «مراسلون بلا حدود».