لـ6 ساعات، استجوبت الشرطة فنانة يابانية تُدعى هيرومي رولان، في دعوى تقدّم بها ضدّها أبناء الممثل السينمائي ألان ديلون بتهمة السيطرة على شخص عاجز واستغلاله. وكان منزل رولان، في ضاحية باريس، تعرّض للدهم والتفتيش صباح أول من أمس، في إطار التحقيقات الجارية في القضية.
وإلى حين انتشار خبر الدعوى، مطلع الشهر الحالي، لم يكن اسم هيرومي رولان معروفاً سوى لعدد محدود من معارف الممثل البالغ 87 عاماً. فهي كانت مجرّد سيدة اتُفِق معها على العمل رفيقة تُؤنس وحدة ديلون المريض المحتاج إلى الرعاية من آثار جلطة عارضة في الدماغ. لكن مع تقدُّم أبنائه بدعوى ضدّها وفَتْح النائب العام تحقيقاً فيها، ظهر اسم الفنانة اليابانية المجهولة البالغة 60 عاماً في كل نشرات الأخبار طوال الأسبوع الذي أعقب خبر الشكوى، وبات معروفاً للجمهور العريض.

هل كانت مدبّرة منزل؟ مساعدة فنية؟ سكرتيرة؟ ممرضة؟ صديقة مقرّبة؟ تستبعد كل هذه الصفات، وفق تصريحاتها، وتؤكد أنها كانت شريكة حياته طوال السنوات الثلاثين الماضية، ومقيمة معه تحت سقف واحد في منزله الواقع في منطقة لواريه إلى الجنوب من العاصمة. وبعد التزامها الصمت، في بداية القضية، دافعت عن نفسها بمذكرة من 36 صفحة تقدّم بها محاميها ياسين بوزرو، أكدت فيها أنها عملت مساعدة للإخراج في عدد من أفلام الممثل بين عامي 1980 و1990، وكانت تُراجع معه السيناريو وترتّب مواعيد التصوير.
كما نفت، في المذكرة، مزاعم أبناء ديلون من أنها كانت مجرد «سيدة الرفقة»، وزعمت أنّ علاقة حميمة جمعتها به، قائلة إنّ أولاده طردوها من المنزل غداة الدعوى ولم يسمحوا لها بأخذ أشيائها، بل أرسلوا لها ثيابها لاحقاً واحتفظوا بمجوهراتها. وفيما قال المدّعون إنها حاصرت أباهم ومنعتهم من الاتصال به، واستحوذت على مراسلاته وكانت عنيفة تستغلّ ضعفه وتسيء معاملة كلبه؛ اتهمت أبناء ديلون بأنهم لم يكونوا يزورونه ولم يعتنوا به.

من جهته، أوضح محامي المتّهمة، أمس، أنّ استجوابها تم بناء على طلبها وكشاهد حرّ. وهي ردّت خلاله على جميع التّهم الموجَّهة إليها من أنطوني وأنوشكا وفابيان ديلون، أبناء الممثل، مضيفاً أنّ موكلته ليست موضع ملاحقة تبعاً لتلك التّهم.
قبل سنتين، أنجزت قناة «تي في 5» فيلماً وثائقياً عن ديلون، قدَّم فيه الممثل هيرومي رولان على أنها «رفيقته اليابانية»، ممتدحاً حضورها بجانبه طوال مدّة نقاهته. كما شوهدت رولان معه في جنازة رفيقه الممثل جان بول بلموندو في صيف 2021. وفي ربيع العام الحالي، حضرت برفقته العرض الأول لفيلم ولده فابيان. بهذا المعنى، فإنّ علاقة وطيدة ربطت بينهما، الأمر الذي يخشى معه أبناؤه أن تطالب بنصيب من تركة النجم في حال رحيله. لكنّ كل أقوال الرفيقة تحتاج إلى إثبات، وكذلك أقوال الأبناء الذين هم الورثة الشرعيون. وهو ما يعمل المحققون على جلائه حالياً في القضية التي تثير اهتمام الملايين من محبّي النجم الفرنسي المعتزل.





